هل الفضيلة إجبارية !

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • غاده بنت تركي
    أديب وكاتب
    • 16-08-2009
    • 5251

    هل الفضيلة إجبارية !








    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    خلال قراءتي لأحد الكتاب في موضوع له يتهم فيه
    المرأة بأنها تسعى للتحرر
    ، وينعتها بالفسق والفجور ..!

    هذا الأمر جعلني أتساءل ؟ هل الفضيلة إجبارية ؟
    وهل الأحكام الأخلاقية يجب أن تُفرض بالحديد والنار؟
    هل نعتبر الفضيلة الأجبارية امراً إيجابياً أو نصراً إنسانياً ؟
    ثم الفتاة التي تُمنع من حرية الإختيار هي ليست بالطبع ليست فاسقة

    ولكن هل نعتبرها فاضلة أيضا خصوصاً أنها لم تختر
    شيئاً ولم تكن مسئوله عما مُنعت عنه ؟
    طبعاً هناك من سوف يتساءل ؟ هل أؤيد إعطاء الحرية للمرأة بنفس قدر حرية الرجل ؟
    لأجيب أنا ؟؟ وهل حرية الرجل أمرٌ مُخزٍ إلى الحد الذي يخشى على أخته منه ؟
    إن خطيئة المرأة تعادل خطيئة الرجل دينياً ، ليس هناك خطيئة مُذكرة تغتفر وخطيئة مُؤنثة لا تُغتفر
    المرأة تحمل قدراً من الأنسانيه يساوي القدر الذي يحمله الرجل
    وهي تعترف بنفس الوقت أنها أنثى وهو رجل ،

    الحقيقة هي ليست مشكلة المرأة وحدها في بلادنا فهي مشكلة الرجل أيضاً
    وهي ليست ناتجة عن سوء استخدام المرأة لحريتها غالباً ولكنها مشكلة أخلاق عامة ،
    إنها مشكله جيل جديد يبحث عن مفاهيم أخلاقية جديدة تنبع من دينه وضميره ووجدانه وتاريخه ،
    من إدراكه التام لنوعيه العصر الذي يعيش فيه فهو يحاول أن يمسك العصا من الوسط لا إفراط ولا تفريط ،

    تتجلى هذه المشكلة في لقطات إجتماعية كثيرة يجمع بينها
    ظاهرة واحدة هي عدم التوازن والانسجام والوقوع في التناقض
    أمام مواقف أخلاقية مشابهة ،

    فالشاب الشرقي الذي يسافر لأوروبا وأمريكا مثلا يعود بعد أن ينهي دراسته ممتلئاً نفوراً من الفتاه الشرقية ،
    لكنه نفورٌ مُعقد غامض يحرق أعصابه ويوقعه في سلسلة من المتناقضات ،
    ففي حقيقة الامر الفتاه الغربية تعجبه رغم أنها تعيش بطريقه مختلفة عن كل أخلاقياته وما تربى عليه من الفضيلة
    إنه يحس تجاهها بالاحترام وهذا الشعور نابع من صدقها حتى في أحقر لحظات حياتها ،
    وهو كإنسان متفتح يحب الصدق والحقيقة حتى ولو كانتا على شفتا غانية ..!
    ثم يعود إلى بلاده ويرى إبنة الجيران التي كانت أول حبٍ له ليست سوى دُمية تتقن دور الصياد الذي يبحث عن صيدٍ سمين ؟
    إنه لا يكاد يقول لها صباح الخير حتى تبادره بالسؤال : متى تتزوجني ؟
    وهذا ليس ذنبها طبعاً لأنها تربت على ذلك ، لكنه يهوي في دوامه المتناقضات ،
    يريدها تلك المرأة الحقيقية الأنسانه التي تُحب الرجل حقاً لأنها تختاره ولأنها لن تكون جاريته ،
    لكنه يخافها لأنهم علموه منذ الصغر أن كل أنثى تُعبر عن رأيها الصريح الصادق تكون غير صالحة كزوجة وأم ،
    وتكون النتيجة غالباً أن يكون أول سؤال يوجهه إلى خطيبته فيما بعد :
    هل قَبلكِ أحد قبلي ؟
    وتكون الإجابه الطبيعية أن لا ويتم الزواج وتَرضى الأنا الإجتماعية في ذاته وتظل الأنا المُفردة الحرة وحيدة ،
    متألمة تحلم بإنسانة تساويه كبرياءً وقوة وصدق ،

    مثال آخر :

    لقد تعلمت المرأة الشرقية أن تُطبق على زوجها مفهوم الإخلاص بشكل سطحي مُبتذل ، لا يهمها أن يحلم بسواها
    ما دام جسده يشاركها مائدتها ،
    هو يستاء لذلك ولا يدرك إنها تطبق ما علمها إياه رجلاً آخر هو أبوها وأخوها ،
    وهو قبل أن يطالبها بأن تكون إنسانة عليه أن يسمح لها أن تكون هذه الإنسانة ..!
    الإخلاص ليس بنداً من بنود الزواج قائماً بذاته إنه نتيجة عفوية لإحساس حقيقي بالارتواء الفكري والجسدي ،
    والمحبة الحقيقية تولد ذاتياً إخلاصاً حقيقياً ،
    إخلاصاً ينبع عن لا مبالاة عفوية بوجود الأخريات أو بعدم وجودهن لا عن تجنب إضطراري زائف ،
    وهذا الإخلاص الإجباري المُتبادل في أكثر الزيجات عديم القيمة له مدلول إجتماعي دون أي مدلول أخلاقي إنساني مطلق ،

    إنني لا أطالب بتحرير المرأة بل أطالب بتحرير ، الرجل عليه أن يمارس إحساسه بمسؤوليته تجاه المجتمع وتجاه المرأة ،
    عليه أن يعيد صياغة مفاهيمه ويرتبها من جديد مُرتكزاً على تعاليم دينه هذا الدين الذي رسخ مفهوم الحرية والحقوق والإنسانية بشكلٍ واضحٍ عادل وصريح ،
    فهمه لمعنى الإنسانيه التي تنبع من مفاهيمه وكبرياءه لا من خوفه من الآخرين ورأيهم ،
    إنها ليست دعوة للتحرر ولكنها دعوة لنبذ التحرر السري والكيل بمكيالين تجاه قضية واحدة ،
    دعوة لأن نَظهر على حقيقتنا ونُعالج مشاكلنا وعُقدنا ونضع لها الحل الصحيح ،
    دعوة إلى السمو بأرواحنا عن إعتبار أن الجسد هو الحل الأوحد لكل موضوع أو مشكلة ،
    إنها دعوة لبناء الاسرة على أسس حقيقية من الثقة والفضيلة والقيم والأخلاق الذاتية لا المفروضة ،
    دعوة لإحترام المرأة لا لأنها جسد بل لأنها إنسانة وأم وأخت وزوجة وإبنة ،
    هنا أجدني أقول للكاتب أو لمن يتبنى آراءه :
    أنا لا ألومكَ بل ألوم المجتمع الذي خرجت منه
    ذلك المجتمع الذي لا يُقدم لكَ المرأة سوى ظِلُ جَسد ..!

    غادة ،


    التعديل الأخير تم بواسطة غاده بنت تركي; الساعة 06-11-2009, 18:07.
    نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
    الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
    غادة وعن ستين غادة وغادة
    ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
    فيها العقل زينه وفيها ركاده
    ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
    مثل السَنا والهنا والسعادة
    ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد
  • وفاء الدوسري
    عضو الملتقى
    • 04-09-2008
    • 6136

    #2
    بين ظل الجسد وجسد الظل
    قالت إحداهن : إن الاقلام ماعادت تحفل بالآهات, ولا الورق بات يحتضن بلطف الكلمات.
    أنت إذ تلمح حروف على ورق,,ستعلم إنها جمل جوفاء, لاتعنينا من هنا او هناك...
    مجموعة أسطر إتحدت لتكون مانريدة أن تكون... قبضة مشاعر طفوليه, وإنكساراتٍ عشناها...
    ليست ذات قيمة أبداً لكن المأساة إننا صدقناها.. ومشينا على ظلال رسمة ماكانت لنا..
    ملعونة هي كلمات غادرت ساحات اللحظه, غبيه هي حروف غمرتها الغِبطه فلم تُصَرِح بألالم...........
    كل تقديري,,,

    تعليق

    • أبو صالح
      أديب وكاتب
      • 22-02-2008
      • 3090

      #3

      أحسنت وأبدعت يا غاده بنت تركي
      لنرى الآن مصداقية تقييم المستوى الفكري الذي ابداه جماعة المعنى لك
      بورك بك وبورك بهذه الجوهرة وسيري إلى الأمام شامخة الرأس مثال يُحتذى ومفخرة لمدرسة الصمود والتحدّي

      ما رأيكم دام فضلكم؟
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 16-11-2009, 03:06.

      تعليق

      يعمل...
      X