بكيتُك بالدما
محمد العلوان
بكيتُك بالدما قبل الدموعِ
وأخفيتُ الأسى بين الضلوعِ
بكيتُك والجوى يبكي ويغفو
على الأطلال في شوقٍ منوعِ
وأسقيتُ المدامع كلَّ دمعٍ
سخينٍ ساح من عينِ الصريعِ
ودارت في دمي الأحداث حتّى
سلكتُ طريقَها قبل الشروعِ
وخطَّت فيَّ آلاماً وحزناً
أبان حطامها أثرُ الصدوع
وما أسريتُ في ليلٍ بهيمٍ
سوى ليلٍ تعطَّشَ للرجوعِ
وأنبأني بأنَّ الفجرَ ضاقتْ
عليه مسالكُ الدربِ المريعِِ
وإني رغم أوجاع الليالي
أصوغُ الحرف من ألمٍ فظيعِ
وعاتبتُ الزمانَ وكنتُ أُشقى
بتوديع الأحبَّة في الرَّبيعِ
وكانوا خلةً أصحابَ رأيٍ
أحاطوا العلمَ بالأدب الرفيعِ
أرى الأيام توغلُ في شجونٍ
فريداتٍ تُفرِّقُ بالجموعِ
وتسعى أن يحال الفجرُ ليلاً
بهيماً يقتفي ألق السطوعِ
سريتُ مشيعاً روحي وقلبي
وذكرى من روابيها طلوعي
تغيَّرت ألاماكنُ والليالي
وعاد الظلمُ يعبثُ بالربوعِ
وما عادت قوافينا تناغي
سوى صوتٍ تلبَّد بالخنوعِ
ولكن شقوتي فيها أغارتْ
على الأسماع تبحثُ عن سَميعِ
نكلِّمُ بعضنا بعضًا بقولٍ
يَحارُ بفهمه فكرُ الضليع ِ
وأحملُ أخوتي وأقولُ هيا
نؤمّ مدينةً حملتْ شموعي
نؤمّ مدينةً حفِظتْ بنيها
حرائرُ ما رتعنَ مع القطيعِ
فأكبرُ بينهم حتّى أشاعوا
بأنَّ المجدَ أسَّسهُ صنيعي
ولكنَّي مع الأيام أبقى
لهم أحبو وكالطفلِ الرَّضيعِ
وأأبى أن يداسَ لهُمْ رداءٌ
وإن خضَّبتَهُ بدمٍ نجيعِ
تعليق