

لا بد للشمس أن تُشرق ذات يوم ..!
وإلى أن تشرق ، إذهب ونم المهم ألا تتحرك ، تخدر بأي وسيلة !
ولكن حذار من ممارسة إنسانيتكَ التي لا مفر من أن تدفع بكَ إلى سلوكِ الطريق غير المستقيم في مفاهيم هذا العصر العقيم ..!
غسل اليأس من روحي كل الاماني ، لم يعد بوسعنا أن نفعل شيئاً ،
لا أن ننام ولا أن نصحو ، لا أن نحب ولا أن نكره ، لا أن نثور ولا أن نسترخي .!
صارت أجسادنا توابيت متحركة على قدمين لا ندري في أي لحظة تهوي لتوارى التراب ؟
كُلُ شيء جميل يكان أن يتوقف فينا وحولنا ،
الحب ، الفرح ، وإنعكاس الشمس في عيوننا ،
واللهفة والإنتظار والشوق .. الخ
أتساءل ...!
دائماً ، لماذا لا يتم إنشاء حملة تلقيح ضد اليأس والخوف والضياع ؟
حملة لامثالي البسطاء اللذين يتوهمون أن القلم إسماً والأبجدية جيشاً والكلمة درعاً ؟
وبخجل أحاول أن أخفيه أعترف أنني لا أكتب للتمتع بالشهرة أو الصيت أو لنيل كلماتِ الثناء ،
إنني أكتب لأستمر على قيد الحياة ، ولاحمي نفسي من الجنون ..!
ربما لانني أؤمن بأن لي قضية ما وأن هناك شيئاً أحب أن أقوله ،
وربما لإعادة تشكيل العالم في عيني كما أود وربما لأنني لدي ما أود أن أرسله كبرقية غير مستردة الجواب ؟
وربما .. وربما .. وربما !
لكنني يوماً بعد يوم أزداد إقتناعاً بأنني بدأت أرغب في الصمت ،
وأن جمرات الحماسة قد بدأت تنطفأ من على شفتي وطرف قلمي ولم تبق إلا رغبة دامعة مترددة في قول الحقيقة ،
والحقيقة دائماً خرساء ،
كلما إزدادت رغبتنا في الصدق كلما بدأنا بالرفض
التدريجي للبوح والكتابة ،
لقد أضعنا الزمان والمكان ونحن لا ندري إلى أي قرن ننتمي ؟
إلى جيلٍ كان أم سيكون ؟
كل ما أعرفه أننا لا نستطيع أن نداوي الجرح بستره عن الانظار والجرح لا ينام ،
وحذارِ من إنفجار الجرح فصوته عاصفة رعدية محرقة وسينزف هذا الجرح من جديد وبقوة أكبر ،
وها أنا أعود للتساؤل وفي القلب غصة وفي الحلق حنجرة
مزروعة بأشواك الخيبات
متى نخلع عن أهدابنا نظرة التردد الخائف ؟
ونقول ما نؤمن به فقط ولو استحالت الحنجرة إلى
محرقة والحرف إلى سكين ؟
لانني اؤمن وبشدة أن لا يقتل الكلمة المزيفة إلا الكلمة الصادقة ،
لا تستغربوا فإن غضبي لحرية الكلمة هو من بعض حبي للكلمة وحرصي على أن لا تُجهض ،
وهنا دعوني أكرر : أحقاً هناكَ سوء تفاهم بيننا وبين الكلمة ؟
وأكتشف أن الاشياء التي لا تُقال لامفر من أن تُقال ..!
لهذا فالمطلوب لبداية الحل لمشكلة مزمنة يعاني
منها أجيال سابقة وقادمة
هو بناء جيل مثقف واعٍ بعيد عن الزيف والكذب
والنفاق والتخدير بشعارات وهمية ،
لغايات أشد وهماً فالمشكلة عميقة ومعقدة
وحلها يستلزم له أكثر من جيل ..!
فلنبدأ بإستئصال الخوف ونعد العدة لمواجهة
المستقبل بأسلحة حقيقية أهمها العزة بالدين والثقافة والتاريخ ،
بأن نوقن أن الدين الاسلامي يملك الحل الحقيقي
لكل المشاكل التي نعاني منها ،
أبداً لا تزرع فكراً صحيحاً ومبدعاً في تربة مريضة جافة ،
يجب أن نعيد بناء الجذور الاسلامية والانسانية داخل الفرد ذاته ،
نُعده لمواجهة ذاته والسيطرة عليها ،
نعلمه أن السلام والامل والقوة في الكلمة الصادقة
والفكر الاسلامي الصحيح ،
نعلمه أن ما اخذ منه بالقوة لا يُسترد إلا بتلك القوة الموازية ،
بمعنى أن أقصر طريق للموت هو الإقدام .!
خلاصة القول لا بد من تبديل شامل لكل شيء ،
مناهجنا ، إعلامنا ، طريقة تفكيرنا ،
يجب أن نتخطى وبثبات واقتناع عُقدنا الفكرية ،
جهلنا وسلبيتنا تجاه قضايانا المصيرية التي نتخبط فيها
جيلاً بعد جيل عبر سنوات من الانحطاط التي
لا زالت ترسم لنا حقولاً من الخناجر اللامرئية !
فلنتقدم بثبات ونبدأ أول خطوة ، هل تُراني أحلمـ مجدداً ..؟
تعليق