
هجرت الشعر
شعر : د. جمال مرسي
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="double,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أيُـجــدي مـــا يـبــوح بِـــهِ يــراعــي=بـرفقٍ تـــــــارةً ، أو بــانـــدفـــاعِ
و هـل يـروي غليـلـي بـعـضُ شـعـرٍ=و هـــل يـرثــي لـهـمِّـي و التـيـاعـي
كرهـتُ الشعـرَ ، خاصمـتُ القوافـي=و هـاجــرتُ الـخـيـالَ عـــن اْقـتـنـاعِ
و قـلُـتُ أعـيـشُ فـــي بـيــتٍ جـديــدٍ=بـعــيــداً عـــــن نــفـــاقٍ أو خـــــداعِ
فـمــا عــــادت بــيــوتُ الـشِّـعــرِ إلا=مـسـاكــنَ لـلـعـقــاربِ و الأفــاعـــي
و مـا عـادَ الخيـالُ الخصـبُ يُـجـدي=لـــرأبِ الـصــدعِ أو فـــضِّ الـنــزاعِ
و عـالـمـنـا تــمــوجُ بِــــهِ الــرزايـــا=و تـلـطِـمُ وَجْـهَــهُ كَــــفُّ الــصــراعِ
تـؤمـرِكُـهُ بـخـبـثٍ حــيــثُ شــــاءَتْ=ولايـــــاتُ الـتــشــرذمِ و الـضــيــاعِ
و إسـرائـيــلُ طـفـلـتـهـا اسـتـبـاحــتْ=دمائي ، موطني ، شمسي ، شعاعي
تُـعــربِــدُ مـــــا تــشـــاءُ بــكـــلِّ وادٍ=كسـائِـمَـةٍ لـهــا خـصــبُ الـمـراعــي
و مــا مـــن مـخـلِـصٍ لـيـقـولَ كـــلا=بـــرمــــحٍ ســمــهـــريٍّ لـلــضِّــبــاعِ
و مـا كانـت سـوى الكلـمـاتِ تـهـوي=مُـحَـطَّــمَــةً بــقــاعــات اجــتــمـــاعِ
== == == ==
سألتُ الشِّعـرَ : هـل حـرَّرتَ أرضـاً=بــــــلا ســـيـــفٍ يُـــلَـــوِّحُ أو ذِراعِ؟
و هــل حَقَّـقْـتَ يــا مسكـيـنُ نـصـراً=بِـــخَـــطٍّ ، لا بِــخَــطِّــيٍّ شـــجـــاعِ؟
و هــل أطلـقـتَ مــن حـبـسٍ أسـيـراً=تَــمَــرَّغَ فــــي زنــازيـــن الـتــيــاعِ؟
و هــلْ غـيـرُ التـجـاهُـلِ مـــا جـنــاهُ=ذووكَ الـعــاشــقــونَ بــغــيـــر داعِ؟
إذا كــتــبــوا ، فـجـمــهــورٌ قــلــيــلٌ=لـمــا كـتـبـوا يُـمَـحِّـصُ أو يُــراعــي
و إن ســلــقــوا بـألــســنــةٍ حِـــــــدادٍ=غـــدت أجـسـادُهُـمْ طُــعــمَ الـسِّـبــاعِ
و إن عــزفــوا بـقـاعــاتِ اسـتـمــاعٍ=فــــلا ســمــعٌ بـقــاعــاتِ اسـتــمــاعِ
== == == ==
أجـــابَ الـشِّـعـرُ : مـظـلــومٌ بــــرئٌ=مــن التُّـهَـمِ الـتـي خَـرَقَـتْ شـراعـي
و فاضـت بالدمـوعِ عـيـونُ شِـعـري=فــأرســلَ كُــــلَّ حـــــرفٍ لـلــدفــاعِ
تقولُ الشيـنُ : شمـس الشعـر أسمـى=و إنْ حُـجِــبَــتْ بــغــيــمٍ أو قـــنـــاعِ
و قـالـت عيـنُـهُ : هــل مـــن عـمـيـدٍ=كـمـثـلِ الـشـعـرِ مــوفــورِ الـطِّـبــاعِ
و قــالــت راؤُهُ :رفــقـــاً صـديــقــي=و لا تــعـــجـــلْ بــهـــجـــرٍ أو وداعِ
فـصــوتُ الـحــقِّ فـــي بـيــتٍ يـتـيـمٍ=يـــدكُّ الــشــرَّ فــــي كــــلِّ الـبـقــاعِ
و عــذبُ الشِّـعـرِ بــالأرواح يـسـمـو=عــلــى كــــلِّ ابـتـكــارٍ و اخــتـــراعِ
و نـبــضُ الـشِّـعــرِ مــــوَّارٌ يُــــدوِّي=و نـجـم الشِّـعـرِ دومــاً فــي ارتـفـاعِ
== == == ==
هجـرتُ الشعـرَ يـا " سلمـى " ، و لـكـنْ=لأجـلــكِ قـــد أعـــود إلـــى يـراعــي
لأكـتـبَ يــا ابـنـتـي شـعــراً جـمـيـلاً=لعـيـنِـكِ ، رحـلـتــي زادي مـتـاعــي
فـحُـبُّـكِ يـــا مُـنــى نـفـسـي عـظـيــمٌ=يُحـطِّـمُ ســورَ رفـضـي و امتنـاعـي[/poem]
تعليق