السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا للسِياسة ، لا للنَقد ، لا للشِعر ، لا للفَن ، لا للأدب ..!
قَبلَ أن نُطبِقَ أساليبَ الدِراسة الحَضارية على نَتاجَنا الفِكري
علينا أن نُعامل هذا النَتاج بأسلوبٍ حَضاري ،
ونُوفر له جَواً إنسانياً حَضارياً لنموه وأدنى شُروط
هذا المُناخ هو الحُرية الفِكرية ،
قبل أية مُحاولة تَقييم أي نَتاج عَلينا أن نَتفهم قَبلاً الأهم
ألا وهو حُرية الكتابة ،
سَبق وقَرأتُ مَقالة لأحد الكُتاب يَقول:
( أننا يجب قبل الكِتابة أن نَقرا ونُناقِش ونَحكم ثُم نَكتب وإلا كان العَطاءُ ناقِصاً ومَشلولاً ومُشوهاً )
وهُنا أنا أؤيد واشَدد على كُل كَلمة بل وأضِيف أننا سنُعاني مَجاعة فِكرية تُهدِدُنا حِينما نُهدد حُرية الفِكر ،
فكَيف لنَا أن نَكتب بِدونِ أن نَقرأ ؟
وكيفَ نُناقش ونَكتب إذا لم يُسمح لغيرنا بأن يُعبر عَن رأيه ؟
إن الحَقيقة الوحيدة هي أن أي إضطهاد للفِكر تَحت
أي شعار هو العَدو الأول للحَقيقة ،
لقد أثبتَ التاريخُ العَربي وهو لم يُثبت شَيئاً أكثر مِما
أثبتت أحداثُه المُتعاقِبة مُنذُ قُرون وحتى اليوم إن حَاجة الفَرد إلى أديبٍ صَادق وأدب مُتكامل حُر لهو أهم مِن حَاجتُه لرغِيف خُبز
أو لُبندقية فاسدة ،
وإذا تَجاوزنا الضُغوط الإجتِماعية والتَاريخية والبِيئية نَجد
أن أي كاتبٍ صَادق واعٍ يَتعرض إلى ضَغطٍ واضح مُباشر ،
هو ضَغط السُلطات المُسيطرة على النَشر ، والفكر ، ففي أكثر مِن
بَلد تَتعرض الكُتب والمَقالات التي جَرؤَ أصحابُها على كِتابة
أرائِهم بِصراحة ووضوح إلى المُصادرة أو القََص أو المَنع ..!
وللسُلطات هنا أيضاً أعذارها التي تُقدمها مِنها أن الكَاتب عَميل
( وقد يكونُ ذلك صَحيحاً ) أو أن كِتاباتَه تَخدِمُ جِهةٍ ما تَتعارض
مَصالحها مَع مَصالِح الدولة ،
وقد تَكونُ كِتاباتَه تُسيءُ مِن جِهة السُلطة إلى أفكارِ الناس
الخ .. مِن هَذه التَبريرات ،
وقد ألِفنا ذلكَ في بِلادنا حتى كِدنا نَعتبِره من
مُسلماتِنا التي لا تُناقش ..!
ومَع ذلك فالكُتّاب يَشتكون مِن الكُتب الجِنسية التي تُغرق السوق
والقُراء يَشتكون مِن تَفاهة ما يُنشر والمُثقفون
يَشتكون مِن ضَحالة ما يُقدم ،
كُلهم يَشتكون مِن الكَاتب ..!
والكاتِب عاجِز عن تَقديم أهم بَند في الدِفاع عَن نَفسه ،
وهو أنهُ مَحكومٌ عَليه بِالتفاهة إذا كَان يُريد أن يَعيش
غيرَ مُطارد مِن بَلد لآخر ،
وأنهُ مَحكومٌ عَليه بأن لا يَطرُق المَوضوعات المَصيرية
بِصدقٍ وتَجرد ما دامَ عَاجِزاً عن إستِئصال مَعِدتُه فِيما لو جَاع ،
شَيءٌ واحد أتمنى أن اقرأهُ في بَيان وزاري يَصدُر في بَلدٍ عَربي ،
إنه الحُلم الذي يَقول:
إطلاق حُرية الفِكر والسَماح للمُفكرين بِالكِتابة
في المَوضوعات المَصيرية والاهتمام بذلك وتشجيعهُ ،
لقد أصبحت التَفاهة الشَيِك الوَحيد الذي يُمكن صَرفَهُ في أي
مَكان وأصبحت السَطحية واللامُبالاة بالإحداث المَصيرية
وتَزييف الواقِع وتَخدير الضَمائِر هي تَأشيرة الدُخول
الوَحيدة إلى عَالم الطُمأنينة الأجتِماعية والأدبية والثَراء ،
وعُذر أولو الأمر الدَائِم هو عَدم نُضج الشَعب العَربي بَعد
وأنهُ يَجب أن لا يَشغل فِكرهُ الثَمين بِما لا يُفيده ..!
تُرى كَيف يُمكن لأي شَعبٍ أن يَنضُج إذا كُنا نُقاتِل في سَبيل
مَنعِهم مِن قِراءة أي شيءٍ عَدا التَفاهة والكَذِب والتَزوير؟؟؟
البُطولة الوحِيدة المُتبقِية لأي كَاتب في عَصرِنا الحَالي هي
رَشوة الذَات بِقناعاتٍ زائِفة لمُجرد أنها تَلقى الرَواج
في سُوقِ المَهازِل الكُبرى ،
إننا مَحكومٌ عَلينا بِالصمتِ سَلفاً ،
وسوفَ تَتجمدُ الكَلمات في حَلقِ أيَ كاتِب وتَنطفِئ
قَبلَ أن يَسمعَها أحد ،
وإختِصاراً لكُلِ ما قِيل ويُقال أقولُ أنَ الرُجوعَ عنِ الخَطأ
ليسَ فَضيلة ، هو واجِب ... !
غادة
لا للسِياسة ، لا للنَقد ، لا للشِعر ، لا للفَن ، لا للأدب ..!
قَبلَ أن نُطبِقَ أساليبَ الدِراسة الحَضارية على نَتاجَنا الفِكري
علينا أن نُعامل هذا النَتاج بأسلوبٍ حَضاري ،
ونُوفر له جَواً إنسانياً حَضارياً لنموه وأدنى شُروط
هذا المُناخ هو الحُرية الفِكرية ،
قبل أية مُحاولة تَقييم أي نَتاج عَلينا أن نَتفهم قَبلاً الأهم
ألا وهو حُرية الكتابة ،
سَبق وقَرأتُ مَقالة لأحد الكُتاب يَقول:
( أننا يجب قبل الكِتابة أن نَقرا ونُناقِش ونَحكم ثُم نَكتب وإلا كان العَطاءُ ناقِصاً ومَشلولاً ومُشوهاً )
وهُنا أنا أؤيد واشَدد على كُل كَلمة بل وأضِيف أننا سنُعاني مَجاعة فِكرية تُهدِدُنا حِينما نُهدد حُرية الفِكر ،
فكَيف لنَا أن نَكتب بِدونِ أن نَقرأ ؟
وكيفَ نُناقش ونَكتب إذا لم يُسمح لغيرنا بأن يُعبر عَن رأيه ؟
إن الحَقيقة الوحيدة هي أن أي إضطهاد للفِكر تَحت
أي شعار هو العَدو الأول للحَقيقة ،
لقد أثبتَ التاريخُ العَربي وهو لم يُثبت شَيئاً أكثر مِما
أثبتت أحداثُه المُتعاقِبة مُنذُ قُرون وحتى اليوم إن حَاجة الفَرد إلى أديبٍ صَادق وأدب مُتكامل حُر لهو أهم مِن حَاجتُه لرغِيف خُبز
أو لُبندقية فاسدة ،
وإذا تَجاوزنا الضُغوط الإجتِماعية والتَاريخية والبِيئية نَجد
أن أي كاتبٍ صَادق واعٍ يَتعرض إلى ضَغطٍ واضح مُباشر ،
هو ضَغط السُلطات المُسيطرة على النَشر ، والفكر ، ففي أكثر مِن
بَلد تَتعرض الكُتب والمَقالات التي جَرؤَ أصحابُها على كِتابة
أرائِهم بِصراحة ووضوح إلى المُصادرة أو القََص أو المَنع ..!
وللسُلطات هنا أيضاً أعذارها التي تُقدمها مِنها أن الكَاتب عَميل
( وقد يكونُ ذلك صَحيحاً ) أو أن كِتاباتَه تَخدِمُ جِهةٍ ما تَتعارض
مَصالحها مَع مَصالِح الدولة ،
وقد تَكونُ كِتاباتَه تُسيءُ مِن جِهة السُلطة إلى أفكارِ الناس
الخ .. مِن هَذه التَبريرات ،
وقد ألِفنا ذلكَ في بِلادنا حتى كِدنا نَعتبِره من
مُسلماتِنا التي لا تُناقش ..!
ومَع ذلك فالكُتّاب يَشتكون مِن الكُتب الجِنسية التي تُغرق السوق
والقُراء يَشتكون مِن تَفاهة ما يُنشر والمُثقفون
يَشتكون مِن ضَحالة ما يُقدم ،
كُلهم يَشتكون مِن الكَاتب ..!
والكاتِب عاجِز عن تَقديم أهم بَند في الدِفاع عَن نَفسه ،
وهو أنهُ مَحكومٌ عَليه بِالتفاهة إذا كَان يُريد أن يَعيش
غيرَ مُطارد مِن بَلد لآخر ،
وأنهُ مَحكومٌ عَليه بأن لا يَطرُق المَوضوعات المَصيرية
بِصدقٍ وتَجرد ما دامَ عَاجِزاً عن إستِئصال مَعِدتُه فِيما لو جَاع ،
شَيءٌ واحد أتمنى أن اقرأهُ في بَيان وزاري يَصدُر في بَلدٍ عَربي ،
إنه الحُلم الذي يَقول:
إطلاق حُرية الفِكر والسَماح للمُفكرين بِالكِتابة
في المَوضوعات المَصيرية والاهتمام بذلك وتشجيعهُ ،
لقد أصبحت التَفاهة الشَيِك الوَحيد الذي يُمكن صَرفَهُ في أي
مَكان وأصبحت السَطحية واللامُبالاة بالإحداث المَصيرية
وتَزييف الواقِع وتَخدير الضَمائِر هي تَأشيرة الدُخول
الوَحيدة إلى عَالم الطُمأنينة الأجتِماعية والأدبية والثَراء ،
وعُذر أولو الأمر الدَائِم هو عَدم نُضج الشَعب العَربي بَعد
وأنهُ يَجب أن لا يَشغل فِكرهُ الثَمين بِما لا يُفيده ..!
تُرى كَيف يُمكن لأي شَعبٍ أن يَنضُج إذا كُنا نُقاتِل في سَبيل
مَنعِهم مِن قِراءة أي شيءٍ عَدا التَفاهة والكَذِب والتَزوير؟؟؟
البُطولة الوحِيدة المُتبقِية لأي كَاتب في عَصرِنا الحَالي هي
رَشوة الذَات بِقناعاتٍ زائِفة لمُجرد أنها تَلقى الرَواج
في سُوقِ المَهازِل الكُبرى ،
إننا مَحكومٌ عَلينا بِالصمتِ سَلفاً ،
وسوفَ تَتجمدُ الكَلمات في حَلقِ أيَ كاتِب وتَنطفِئ
قَبلَ أن يَسمعَها أحد ،
وإختِصاراً لكُلِ ما قِيل ويُقال أقولُ أنَ الرُجوعَ عنِ الخَطأ
ليسَ فَضيلة ، هو واجِب ... !
غادة
تعليق