[align=right]نثر الصباح أنفاسه في مقلتي النهار، وارتعشت الساعة المنبهة متراقصة، فانتفض على صوتها العمدة، وصاح:
- أيها الغفير
- الحليييييييب
ارتبك "الغفير" وقال مرتعشا:
- في الثلاجة أنواع كثيرة فأي حليب تريد؟
رد العمدة، وهو يتثاءب بصوت أفاق على إثره دجاج ضيعته!، ثم فال:
- لا تسألوني ما اسمه حليبي
أخشى عليكم حقنة الطبيب!
والله لو ضربتكم بعنف
لغرتم من بقري الحلوب!
تجمع باقي حرسه منتشين بصوته، فانتصب واقفا محييا، وكأنه في "دار الأوبرا" المصرية، فتعالى هتاف حراسه:
- أعد... أعد... أعد...
سرعان ما انطلق صوته كأنه إسطوانة مشروخة يعيد مأساة صوته من مخبئها، وأولئك المتلونون يحيونه، وكأنهم أمام فيروز على مسرح بيروتي قديم!
وارتفع صوت أحدهم:
- ما اسمه حليبك، وأين نجده أيها الكبير؟
فقال العمدة:
لا تسألوني ما اسمه حليبي
ترونه في السوق يا رفاقي
في الشرق أو في آخر الجنوب
في الحر، في العشب وفي المراعي
وفي كأس كل شارب قريب
لا تسألوني ما اسمه حليبي
استيقظت زوجته على صيحات المعجبين، فأنشدت:
لا تسألوني ما اسمه حبيبي
أخشى عليكم ضيعة الطيوب
انتفض العمدة وصاح:
السلاح في البطاح...
ومسك زوجته من رقبتها سائلا:
- ما اسمه حبيبك؟
فردت زوجته وهي تحشرج بين يدبه:
- ترونه في ضحكة السواقي
في رقصة الفراشة اللعوب
ألقى بها العمدة جانبا، وصاح:
فتشوا في السواقي، واقبضو على كل فراشة لعوب، أسرعوا ائتوا به قبل الغروب.
انتشر حراس العمدة في كل النواحي، وقال له أحدهم:
- وحليبك أيها العمدة؟
فرد:
كفاك يا...
فلن أبوح باسمه حليبي
ثم توجه نحو زوجته مزمجرا:
- من حبيبك؟
فردت:
كفاكم
فلن أبوح باسمه حبيبي
واختلط حابل زوجته بنابله!
وانطلقت من صندوق عجيب قريب منه صوت فيروز عاليا:
- لا تسألوني ما اسمه حبيبي
والله لو بحت بأي حرف
تكدس الليلك في الدروب
قال العمدة :
- الليلك في الدروب! سأصبح غنيا
ألقى بالمذياع على الجدار صائحا:
- قولي، اعترفي من حبيبك?
توقف صوت المذياع، وانطلق صوت زوجته:
- يا عمدة الغباء والضياع
لقد كسرت ذلك المذياع
...[/align]
- أيها الغفير
- الحليييييييب
ارتبك "الغفير" وقال مرتعشا:
- في الثلاجة أنواع كثيرة فأي حليب تريد؟
رد العمدة، وهو يتثاءب بصوت أفاق على إثره دجاج ضيعته!، ثم فال:
- لا تسألوني ما اسمه حليبي
أخشى عليكم حقنة الطبيب!
والله لو ضربتكم بعنف
لغرتم من بقري الحلوب!
تجمع باقي حرسه منتشين بصوته، فانتصب واقفا محييا، وكأنه في "دار الأوبرا" المصرية، فتعالى هتاف حراسه:
- أعد... أعد... أعد...
سرعان ما انطلق صوته كأنه إسطوانة مشروخة يعيد مأساة صوته من مخبئها، وأولئك المتلونون يحيونه، وكأنهم أمام فيروز على مسرح بيروتي قديم!
وارتفع صوت أحدهم:
- ما اسمه حليبك، وأين نجده أيها الكبير؟
فقال العمدة:
لا تسألوني ما اسمه حليبي
ترونه في السوق يا رفاقي
في الشرق أو في آخر الجنوب
في الحر، في العشب وفي المراعي
وفي كأس كل شارب قريب
لا تسألوني ما اسمه حليبي
استيقظت زوجته على صيحات المعجبين، فأنشدت:
لا تسألوني ما اسمه حبيبي
أخشى عليكم ضيعة الطيوب
انتفض العمدة وصاح:
السلاح في البطاح...
ومسك زوجته من رقبتها سائلا:
- ما اسمه حبيبك؟
فردت زوجته وهي تحشرج بين يدبه:
- ترونه في ضحكة السواقي
في رقصة الفراشة اللعوب
ألقى بها العمدة جانبا، وصاح:
فتشوا في السواقي، واقبضو على كل فراشة لعوب، أسرعوا ائتوا به قبل الغروب.
انتشر حراس العمدة في كل النواحي، وقال له أحدهم:
- وحليبك أيها العمدة؟
فرد:
كفاك يا...
فلن أبوح باسمه حليبي
ثم توجه نحو زوجته مزمجرا:
- من حبيبك؟
فردت:
كفاكم
فلن أبوح باسمه حبيبي
واختلط حابل زوجته بنابله!
وانطلقت من صندوق عجيب قريب منه صوت فيروز عاليا:
- لا تسألوني ما اسمه حبيبي
والله لو بحت بأي حرف
تكدس الليلك في الدروب
قال العمدة :
- الليلك في الدروب! سأصبح غنيا
ألقى بالمذياع على الجدار صائحا:
- قولي، اعترفي من حبيبك?
توقف صوت المذياع، وانطلق صوت زوجته:
- يا عمدة الغباء والضياع
لقد كسرت ذلك المذياع
...[/align]
تعليق