المشاركة الأصلية بواسطة آمنه الياسين
مشاهدة المشاركة
المبدعة آمنة الياسين
يبدو لي أننا بين يدي قاصة من طراز رفيع
متمكنة اللغة السهلة الممتنعة
منهمرة السرد
قوية الفكرة
تحسن شد المتلقي إلى إبداعها دونما تعمد وتكلف
لنطوف قليلا في هذه الرائعة
العنوان
لوحة السندريلا
تكثيف رائع يعبر تماما عن مضمون القصة وهدفها
عنوان غير مصنوع بل أظنه خلق لهذه القصة وليس غيرها
عنوان لا حشو فيه ولا تقعر
مباشر على رقته
وواقعي على رومانسيته التي تطل دوما كلما تذكرنا سندريلا
الفكرة
أسطع ما في هذه القصة هي فكرتها الرائعة
ولعلي كشاعر أكثر من تماهى مع هذه الفكرة الخلاقة
...لماذا ..!
لأن الشاعر يبحث عن المرأة المطلق
وعندما تتجسد أمامه واقعيا ربما يكف عن كتابة الشعر فيها ولها
لا أدري هل لأن الدهشة تختفي
والبهرة المتخيلة تتسطح
أما ماذا على وجه التجديد ...لا أدري
ولكن حال الشعراء على الأغلب هو حال هذه الفكرة العميقة
الحيرة بين الأصل والظل
والتردد بين الخيال والواقع
والتعلق بخيال لا يأتي على واقع متجسد
اللغة والسرد
بعد الفكرة ..فإن قاصتنا أبدعت في مزج اللغة بسرد عميق
يتلون حسب الحدث
ففي الإستهلال نسمع صوت السرد متسائلا
فالهواء يعصف ...والطريق غير واضحة
والريح غاضبة
وهذه عبارة رائعة غضب الريح
ولعله غضب البطلة الذي تجسد في غضب الريح وعبر عن دواخلها
ويبلغ السرد في الإستهلال مداه
وهي تقول
والشوارع مملوءة وفارغة
مملوءة بوحشة وغربة
وفارغة من الناس والشمس
أية لوحة رائعة موحشة حزينة وضعتنا فيها آمنة
وجعلتنا بطريقة سردها هذه نتحفز لالآتي
ونترقب المفاجأة ونشعر بغربتها
وما أبلغ وأروع المرحلة التالية من السرد واللغة
لننتبه كيف ربطت مشاعرها الداخلية وشعورها بالغربة بترج صوت الريح
وتقلباتها
وكيف نقرأ بوضوح تصاعد التوتر الداخلي لديها منسجما مع صوت الريح التي بدأت تشتد
والجسد يتهالك والقدمان لا تحملانها وتتكىء بالتبادل على هيكل متداع
وقد قصدت عمدا أن تجعل الهيكل أو البناء متداع ليتماهى مع تداعيها النفسي الداخلي
ومن هذه اللحظة يتغير السرد وترتفع نبرته ليضعنا في أجواء أخرى
إنه الحدث وكيف يتفاعل السرد واللغة معه تفاعلا خلاقا
وفجأة ...وتبدأ الجمل بتزايد سرعة سردها وترتفع نبرة صوتها وتتلاحق
ونكاد نحبس الأنفاس وهي تسرد الجملة القصيرة الحاسمة تلو الجملة لتضعنا مباشرة في قلب الحدث
ونتوقف هنا عند أمر مفصلي يقع في قلب الفكرة والحدث
ولم ينساه السرد ولا اللغة
تقول ...ولكني لم أستطع الرد عليه
فقد شعرت بأن لساني صار له وزن جبل وأن شفتي قد أطبقتا على بعضهما
فلا فراق بينهما بعد اليوم
لماذا ....!!
لأنها تشير بعد قليل أن هذا الرجل حبيبها السابق لم يعرفها
لقد تخطاها واستمر في صعوده رشيقا سريعا
لقد عقدت الدهشة لسانها
ونأتي إلى جملة لعلها أكثر جملة نعبرة عما في داخلها ورغم أنها قد تبدو عادية لكني قرأت هذه الجملة مدوية صارخة
فما هي الجملة تقول ...
لماذا يا ترى انتظرت عودته من الأعلى ...!!؟؟؟
هذه الجملة السردية الصارخة تدخل في نفس البطلة وتمسد بقايا رغبة لحبها له
إنها ما زالت تحبه وتنتظر عودته ...وتستغرب لهفتها على عودته
هذه لقطة مضيئة نفسية عميقة الغور
ويتبع هذه الجملة تعبيرا رائعا آخر
ودوّى صوته في أذني
وهو تعبير يدعم ما قلناه أنها ما زالت تحبه
ونتوقف عند جملة رائعة أخرى
وهي تصوير بديع للحالة النفسية التي سوف تصل إليها بعد قليل
كانت تقول أن صوته دوى في أذنيها
قبل اكتشافها لسبب مجيئة
ولكنها بعد أن اكتشفت السبب
وهو أن اللوحة وليس هي السبب
قالت ....لكني لم أعد أسمع له صوتا ..!!؟؟
طبعا وكيف تسمع صوتا نسيها تماما ولاحق خياله وهمه ونسي واقعه المجسد أمامه
وكنت أريد أن تنتهي القصة هنا وبهذه الحملة تحديدا
لم أعد أسمع له صوتا ..!؟
لترك المتلقي يستنتج السبب لا أن يقدم له مشروحا باستفاضة كما فعلت القاصة في النهاية وهي تفسر بجديثها مع نفسها
أنه جاء للوحة وأن الخيال شغله عن الواقع
وأن وأن وأن ..
وكل ما تبع ذلك كان حشوا وتفسيرا أضعف من بناء القصة وأوجد بها خللا
كنت أريد أن نتوقف ونترك القاريء متسائلا
لا أن نشرح له لفكرة ونسهلها ونفسرها
ولعلي أتمنى على المبدعة آمنة الياسين أن تعدل في هذه النهاية لتظل قصتها محلقة
وبعد عذرا للإطالة ولكني وجدت قصة جميلة عميقة
وفكرة خلاقة وسرد ممتع ولغة قوية
وقاصة متمكنة
فكان علي أن أطيل
شكرا لك مبدعتنا
وإذا سمح وقتي فقد أعود لأتحدث عن الرموز
وعلاقة الحدث بالشخصيات وبناء الشخصيات الفني ...الخ
وتحياتي
يبدو لي أننا بين يدي قاصة من طراز رفيع
متمكنة اللغة السهلة الممتنعة
منهمرة السرد
قوية الفكرة
تحسن شد المتلقي إلى إبداعها دونما تعمد وتكلف
لنطوف قليلا في هذه الرائعة
العنوان
لوحة السندريلا
تكثيف رائع يعبر تماما عن مضمون القصة وهدفها
عنوان غير مصنوع بل أظنه خلق لهذه القصة وليس غيرها
عنوان لا حشو فيه ولا تقعر
مباشر على رقته
وواقعي على رومانسيته التي تطل دوما كلما تذكرنا سندريلا
الفكرة
أسطع ما في هذه القصة هي فكرتها الرائعة
ولعلي كشاعر أكثر من تماهى مع هذه الفكرة الخلاقة
...لماذا ..!
لأن الشاعر يبحث عن المرأة المطلق
وعندما تتجسد أمامه واقعيا ربما يكف عن كتابة الشعر فيها ولها
لا أدري هل لأن الدهشة تختفي
والبهرة المتخيلة تتسطح
أما ماذا على وجه التجديد ...لا أدري
ولكن حال الشعراء على الأغلب هو حال هذه الفكرة العميقة
الحيرة بين الأصل والظل
والتردد بين الخيال والواقع
والتعلق بخيال لا يأتي على واقع متجسد
اللغة والسرد
بعد الفكرة ..فإن قاصتنا أبدعت في مزج اللغة بسرد عميق
يتلون حسب الحدث
ففي الإستهلال نسمع صوت السرد متسائلا
فالهواء يعصف ...والطريق غير واضحة
والريح غاضبة
وهذه عبارة رائعة غضب الريح
ولعله غضب البطلة الذي تجسد في غضب الريح وعبر عن دواخلها
ويبلغ السرد في الإستهلال مداه
وهي تقول
والشوارع مملوءة وفارغة
مملوءة بوحشة وغربة
وفارغة من الناس والشمس
أية لوحة رائعة موحشة حزينة وضعتنا فيها آمنة
وجعلتنا بطريقة سردها هذه نتحفز لالآتي
ونترقب المفاجأة ونشعر بغربتها
وما أبلغ وأروع المرحلة التالية من السرد واللغة
لننتبه كيف ربطت مشاعرها الداخلية وشعورها بالغربة بترج صوت الريح
وتقلباتها
وكيف نقرأ بوضوح تصاعد التوتر الداخلي لديها منسجما مع صوت الريح التي بدأت تشتد
والجسد يتهالك والقدمان لا تحملانها وتتكىء بالتبادل على هيكل متداع
وقد قصدت عمدا أن تجعل الهيكل أو البناء متداع ليتماهى مع تداعيها النفسي الداخلي
ومن هذه اللحظة يتغير السرد وترتفع نبرته ليضعنا في أجواء أخرى
إنه الحدث وكيف يتفاعل السرد واللغة معه تفاعلا خلاقا
وفجأة ...وتبدأ الجمل بتزايد سرعة سردها وترتفع نبرة صوتها وتتلاحق
ونكاد نحبس الأنفاس وهي تسرد الجملة القصيرة الحاسمة تلو الجملة لتضعنا مباشرة في قلب الحدث
ونتوقف هنا عند أمر مفصلي يقع في قلب الفكرة والحدث
ولم ينساه السرد ولا اللغة
تقول ...ولكني لم أستطع الرد عليه
فقد شعرت بأن لساني صار له وزن جبل وأن شفتي قد أطبقتا على بعضهما
فلا فراق بينهما بعد اليوم
لماذا ....!!
لأنها تشير بعد قليل أن هذا الرجل حبيبها السابق لم يعرفها
لقد تخطاها واستمر في صعوده رشيقا سريعا
لقد عقدت الدهشة لسانها
ونأتي إلى جملة لعلها أكثر جملة نعبرة عما في داخلها ورغم أنها قد تبدو عادية لكني قرأت هذه الجملة مدوية صارخة
فما هي الجملة تقول ...
لماذا يا ترى انتظرت عودته من الأعلى ...!!؟؟؟
هذه الجملة السردية الصارخة تدخل في نفس البطلة وتمسد بقايا رغبة لحبها له
إنها ما زالت تحبه وتنتظر عودته ...وتستغرب لهفتها على عودته
هذه لقطة مضيئة نفسية عميقة الغور
ويتبع هذه الجملة تعبيرا رائعا آخر
ودوّى صوته في أذني
وهو تعبير يدعم ما قلناه أنها ما زالت تحبه
ونتوقف عند جملة رائعة أخرى
وهي تصوير بديع للحالة النفسية التي سوف تصل إليها بعد قليل
كانت تقول أن صوته دوى في أذنيها
قبل اكتشافها لسبب مجيئة
ولكنها بعد أن اكتشفت السبب
وهو أن اللوحة وليس هي السبب
قالت ....لكني لم أعد أسمع له صوتا ..!!؟؟
طبعا وكيف تسمع صوتا نسيها تماما ولاحق خياله وهمه ونسي واقعه المجسد أمامه
وكنت أريد أن تنتهي القصة هنا وبهذه الحملة تحديدا
لم أعد أسمع له صوتا ..!؟
لترك المتلقي يستنتج السبب لا أن يقدم له مشروحا باستفاضة كما فعلت القاصة في النهاية وهي تفسر بجديثها مع نفسها
أنه جاء للوحة وأن الخيال شغله عن الواقع
وأن وأن وأن ..
وكل ما تبع ذلك كان حشوا وتفسيرا أضعف من بناء القصة وأوجد بها خللا
كنت أريد أن نتوقف ونترك القاريء متسائلا
لا أن نشرح له لفكرة ونسهلها ونفسرها
ولعلي أتمنى على المبدعة آمنة الياسين أن تعدل في هذه النهاية لتظل قصتها محلقة
وبعد عذرا للإطالة ولكني وجدت قصة جميلة عميقة
وفكرة خلاقة وسرد ممتع ولغة قوية
وقاصة متمكنة
فكان علي أن أطيل
شكرا لك مبدعتنا
وإذا سمح وقتي فقد أعود لأتحدث عن الرموز
وعلاقة الحدث بالشخصيات وبناء الشخصيات الفني ...الخ
وتحياتي
تعليق