بَلِ الرَّسُوُلُ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. توفيق حلمي
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 864

    بَلِ الرَّسُوُلُ

    [poem=font=",7,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    بَلِ الرَّسُوُلُ أيَا شِعْرِي لَهُ أدَبِي = فَاقْرِضْ قَرِيضَكَ فِي المُخْتَارِ وَانْتَخِبِ
    وَثَمِّنِ الحَرْفَ فِي مِحْرَابِ سِيرَتِهِ = وَلا تَخُطَّ سِوَى المَنْقُوِشِ بِالذَّهَبِ
    وَطَهِّرِ الثَّغْرَ بِالتَّعْوِيذِ مُسْتَبِقاً = وَابْدَأْ بِقَوْلِكَ بِاسْمِ اللهِ وَاحْتَسِبِ
    سَلِّمْ عَلَيْهِ وَرَدِّدْ دَعْوَةً فُرِضَتْ = بِأنْ يُصَلِّي عَلِيْهِ اللهُ فِي الحُجُبِ
    وَارْجِعْ لِغَارِ حِرَاْءٍ فِي ذُرَى جَبَلٍ = جِوَارِ مَكَّةَ وَاعْجَبْ أيَّمَا عَجَبِ
    يَخَافُ وَحْشَتَهُ فِي الصُّبْحِ قَسْوَرَةٌ = وَفِي الظَّلامِ يُصِيبُ الأُسْدَ بِالرُعُبِ
    فَكَيْفَ بِاللهِ قُلْ يَأوِي الأمِينُ لَهُ = يُقِيمُ فَرْداً لِشَهْرٍ غَيْرَ مُضْطَرِبِ
    أكَانَ ذَلِكَ أمْراً مِنْ لَدُنْ صَمَدٍ = أوْحَاهُ لِلمُصْطَفَى يَقْوَى عَلَى السَّبَبِ
    فَأىُّ قَلبٍ جَسُوُرٍ كَانَ يَحْمِلُهُ = بَيْنَ الجَوَانِحِ أوْ بَأسٍ لِمُطَّلِبِ
    وَأىُّ هَوْلٍ يَخَالُ المَرْءُ مَشْهَدَهُ = مَتَى يُشَاهِدْهُ ذَاكَ القَلْبُ يَرْتَعِبِ
    لا شَكَّ أمْرٌ عَظِيمٌ لا نَظيرَ لَهُ = وَوَاقِعٌ رَأىَ عَيْنٍ دُوُنَمَا رِيَبِ
    فَاسْتَحْضِرِ الليْلَةَ الكُبْرَى لِتَشْهَدَهُ = وَانْظُرْ شَدِيدَ القُوَى يَدْنُوُ مِنَ السُّحُبِ
    يَحِلُّ فِي الغَارِ وَالمَحْمُوُدُ مُعْتِكِفاً = وَالليْلُ يَسْجِي بِدَاجِيهِ عَلَى الشُّعَبِ
    وَلَيْسَ يُسْمَعُ غَيْرُ الصَّمْتِ مُطْبَقِهِ = وَلَيْسَ شَيْئاً يَرَاهُ المَرْءُ عَنْ كَثَبِ
    (اقْرَأْ) تُدَوِّي فَتُرْدِي الصَّمْتَ تَصْرَعُهُ = يَا هَوْلَ لَحْظَةِ تَكْلِيفٍ لِمُرْتَعِبِ
    يَا لَهْفَ قَلْبِي عَلَى المَبْعُوُثِ مُرْتَجِفاً = وَالرُّوُحُ يُجْهِدُهُ بِالضَّمِّ وَالطَّلَبِ
    يَرْتَجُّ مِنْ فَزَعٍ مَا كَانَ أفْزَعَهُ = وَلَيْسَ مِنْ مَنْفَذٍ فِي الغَارِ لِلهَرَبِ
    يَخْشَى عَلَى نَفْسِهِ مِنْ رَوْعِ حَادِثَةٍ = إْنْ شَابَ مِنْ هَوْلِهَا الضِّرْغَامُ لَمْ أَعَبِ
    كَيْفَ اسْتَقَامَ لَه رَدٌّ لِيَنْطِقَهٌ = فِي مَوْقِفٍ يَسْلُبُ الألبَابَ بِالرَّهَبِ
    أجَابَ بِالنَّفْيِ تِلْوَ النَّفَيِ رَدَّدَ (مَا = أنَا بِقَارِئِ) صِدْقاً لَيْس بِالكَذِبِ
    فَكَيْفَ يَقْرَأُ أُمِّيُّ بِلا قَلَمٍ = وَكَيْفَ يَقْرَأُ رَسْمَ الحَرْفِ فِي الكُتِبِ
    سُبْحَانَ رَبِّي فَقَدْ شَاءَتْ مَشِيئَتُهُ = أنْ يُنْزِلَ الذِّكْرَ يُوُحِيهِ لِمُنْتَخَبِ
    وَكَمْ مَعَانٍ إذَا أبْصَرْتَ تُبْصِرُهَا = مُضِيئَةً فِي سَمَاءِ الفَهْمِ كَالشُّهِبِ
    إقْرَأ بِقَلْبِكَ يَا أُمِّيُّ مُحْكَمَهُ = فَلِيْسَ ذَاكَ كِتَاباً كَانَ لِلْعَرَبِ
    لَكِنَّهُ مُنْزَلٌ لِلنَّاسِ يَجْمَعُهُمْ = مَهْمَا اللِسَانُ وَمَهْمَا كَانَ مِنْ نَسَبِ
    وَفِيهِ نَهْجٌ وَتَوْحِيدٌ لِذِي كَرَمٍ = وَمِنْهُ فِقْهٌ وَأحْكَامٌ لِمُنْتَسِبِ
    لَهُ بِنَاءٌ عَلَى خَمْسٍ تُثَبِّتُهُ = إنْ تَقْوَ يَقْوَ وإنْ لَمْ تَقْوَ يَغْتَرِبِ
    وَالخَمْسُ أوَّلُهَا (لا) فَهْىَ تُفْرِدُهُ = بِلا شَرِيكٍ لَهُ ، مَا كَانَ فِي النُّصُبِ
    فَأوَّلُ الدِّينِ نَفْيٌ فِيهِ مَعْرِفَةٌ = بِمَا نَفَيْتَ وَتَسْتَثْنِيهِ فَلْتُجِبِ
    يُدْرِيكِ قُرآنُهُ عَنْ كُلِّ مَا زَعَمُوا = وَكُلِّ شِرْكٍ بِهِ فِي سَالِفَ الحِقَبِ
    فِالعِلْمُ فَرْضٌ عَلَيْنَا وَهْوَ مَدْرَجُنَا = إلَى اليَقِينِ وَلَيْسَ الدِّينُ بِاللَّقَبِ
    إنَّ الشَّهَادَةَ بَابٌ لَيْسَ يَطْرِقُهُ = إلا المُخَيَّرُ بَينَ القَصْرِ والخَرِبِ
    فَتِلْكَ قَاعِدَةٌ مِنْ حَوْلِهَا أُسُسٌ = يُبْنَى عَلَيْهَا بِنَاءُ الدِّينِ بِالنُّجُبِ
    تُعْلِي طَوَابِقُهُ صَرْحاً لِمُجْتَمَعٍ = يَقُيمُ دُنْيَا بِهِا الإيمَانُ كَالعَصَبِ
    فَيُعْبَدُ اللهَ فِي قَولٍ وَفِي عَمَلٍ = لَوْ يُجْدِبُ الفِعْلُ لا قَوْلٌ لِذي جَدَبِ
    حَضَارَةٌ تَبْتَغِي وَجْهاً لِخَالِقِهَا = تُطِيعُ أحْكَامَهُ طَوْعاً وَبِالرَّحَبِ
    وَأقَسَطُ العَدْلِ إعْلاءٌ لِمَنْهَجِهِ = بِالعِلْمِ وَالفَهْمِ وَالإقْدَامِ والغَلَبِ
    للهِ آيَاتُهُ فِي الخَلْقِ مَاثِلَةً = فَالآيُ فِي خَلْقِهُ ذِكْرٌ لِمُجْتَلِبِ
    فَاقْرَأْ بِقَلْبِكَ ذِكْراً بِتَّ تُبْصِرُهُ = وَانْبِضْ لِعَقْلِكَ بِالإيمَانِ ذَا الأرَبِ
    وَاحْيِ النَّبِيَّ بِأنْ تَحْيَا بِسُنَّتِهِ = وَاتْبَعْ صَوَاباً بِهَا إنْ تَتَّبِعْ تُصِبِ
    وَاعْلَمْ جِهَاداً لَهُ مَا كَانَ أجْهَدُهُ = وَكَيْفَ أبْلَغَ بالإجْهَادِ والتَّعَبِ
    فَصَرْحُ مَنْهَجِنَا بِالعَزْمِ نَرْفَعُهُ = وَلَيْسَ بِالضَّعْفِ أوْ بِالْلَهِوِ والْلَعِبِ
    وَلَيسَ عّزْماً سَقِيمُ العُسْرِ نَفْرِضُهُ = وَلَيْسَ ضَعْفاَ سَدِيدُ اليُسْرِ إنْ نَثُبِ
    فَذاكَ دِينٌ بِهِ الإحْسَاسُ أرْهَفُهُ = خَوْفاً مِنَ النَّار أوْ قَطَفاً مِنَ العِنَبِ
    مِنْ خَشْيَةِ اللهِ تَبْكِي العَيْنُ وَاجِفَةً = أكْرِمْ بِمَنْ ذَرَفَتْ وَانْعِمْ بِمُنْتَحِبِ
    وَهَلْ لَنَا أُسْوَةٌ كَالرَّوْضِ مُزْهِرَةٌ= سِوَى الرَّسُوُلِ رِيَاضٌ بِالثَرَى خَصِبِ
    يَعْدُوُ مِنَ الغَارِ مَشْدُوُهَاً وَمُرْتَعِداً = إلَى خَدِيجَةَ يَرْجُوُ الأمْنَ فِي القُرَبِ
    فَزَمَّلَتْهُ بِقَلْبٍ بَاتَ يُدْفِئُهُ = سُبْحَانَ وَاهِبِهِ العَلامِ بِالغِيَبِ
    وِتَبْدَأُ الدَّعْوَةُ الغَرَّاْءُ يَدْعَمُهَا = خَوْفٌ فحُبُّ فَإيِمَانٌ لَدَى النُّخَبِ
    وَيَخْرُجُ الدَّينُ مِنْ سِرٍّ إلَى عَلَنٍ = يَخُوُضُ حَرْبَاً وَحَتَّى الآنَ مِنْ لَهَبِ
    يَرَدُّ هُوُداً وصُلْبَاناً ومَنْ مَعَهُمْ = وَمُشْرِكِينَ وَأنْجَاساً بِمُنْتَشِبِ
    لَكِنَّهُ الحَّقُّ لَمْ يَمْحَقْهُ بَاطِلُهُمْ = فَهُمْ جَمِيعاً كَمَا حَمَّالَةِ الحَطَبِ
    واللهُ أكْبَرُ أضْحَتْ فِي دِيَارِهُمُ = لَهَا المَسَاجِدُ رَغْمَ الحَرْبِ والنُّوَبِ
    فَكَمْ حَمَلْتَ رَسُوُلَ اللهِ مِنْ ألَمٍ = وَأنْتَ تَدْعُوُ إلَى الإسْلامِ فِي دَأَبِ
    أبْلَغْتَ دِيناً قَوِيماً صَارَ مُنْتِشِراً = فِي سَائرِ الأرْضِ لَمْ يَخْلِطْ وَلَمْ يَذُبِ
    مَازَالَ فِينَا صَحِيحُ الدِّينِ نَحْفَظُهُ = وإنْ شَرَدْنَا قَلِيلاً عَنْهُ بِاِلْحِزَبِ
    نَعُوُدُ يَوْمَاً إلَى الرَّحْمَنِ نُشْهِدُهُ = فاشْفَعْ لَنَا عِنْدَهُ وانْظُرْ بِلا عَتَبِ
    أنْتَ الرَّسُوُلُ إلَى الأحْيَاءِ كُلِّهُمُ= أنْتَ الشَّفِيعُ لِمَنْ مَاتُوا بِمِنْقَلَبِ
    هَذَا قَصِيدِي رَسُوُلَ اللهِ أبْذُلُهُ = فَإنْ رَضِيتَ بِهِ أسْمُوُ إلَى الرُّتَبِ
    إلا فَتَصْفَحُ بِالأخْلاقِ أعْظَمُهَا = إلا فَتَسْألُ غُفْرَاناً لِمُرْتَكِبِ
    صَلَّى عَلَيْكَ مَلِيكُ العَرِشِ أحْمَدُهُ = عَلَى مُحَمَّدِ وَالإسْلامِ وَالنَّسَبِ[/poem]
    التعديل الأخير تم بواسطة د. توفيق حلمي; الساعة 28-11-2009, 20:40.
  • مهند حسن الشاوي
    عضو أساسي
    • 23-10-2009
    • 841

    #2
    [align=center]
    أستاذي وشاعري
    يسعدني أن أكون أول من يصافح هذه القصيدة البديعة
    لأقضي حقاً في ذمتي لشخصك وللأدب الرفيع
    ليست قصيدة ، بل معلقة أرخت لنا سيرة عطرة
    لأكرم الخلق وأعظم البشرية على وجه الأرض
    لقد أبدعت وكان نفسك الشعري راقياً
    وأعتقد أن هناك سقط في هذا البيت:
    فَكَيْفَ بِاللهِ يَأوِي الأمِينُ لَهُ *** يُقِيمُ فَرْداً لِشَهْرٍ غَيْرَ مُضْطَرِبِ
    أعتقد أن هناك (قد) أو ما شاكل ساقطة، ليستوي وزنها بسيطاً:
    فكيف بالله قد يأوي الأمين له
    أسجل إعجابي بهذه القدرة الشعرية الرائعة
    تقبل مني مودتي واحترامي
    [/align]
    [CENTER][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=purple][B]" رُبَّ مَفْتُوْنٍ بِحُسْنِ القَوْلِ فِيْهِ "[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

    تعليق

    • د. توفيق حلمي
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 864

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مهند حسن الشاوي مشاهدة المشاركة
      [align=center]
      أستاذي وشاعري
      يسعدني أن أكون أول من يصافح هذه القصيدة البديعة
      لأقضي حقاً في ذمتي لشخصك وللأدب الرفيع
      ليست قصيدة ، بل معلقة أرخت لنا سيرة عطرة
      لأكرم الخلق وأعظم البشرية على وجه الأرض
      لقد أبدعت وكان نفسك الشعري راقياً
      وأعتقد أن هناك سقط في هذا البيت:
      فَكَيْفَ بِاللهِ يَأوِي الأمِينُ لَهُ *** يُقِيمُ فَرْداً لِشَهْرٍ غَيْرَ مُضْطَرِبِ
      أعتقد أن هناك (قد) أو ما شاكل ساقطة، ليستوي وزنها بسيطاً:
      فكيف بالله قد يأوي الأمين له
      أسجل إعجابي بهذه القدرة الشعرية الرائعة
      تقبل مني مودتي واحترامي
      [/align]
      الشاعر الكبير الجميل / مهند الشاوي
      سعدت أيما سعادة بعروج شاعر كبير كم قرأت له الشعر ببديعه كما يجب أن يكون
      خالص الشكر وعميق التقدير
      نعم هناك كلمة سقطت وهي قُلْ وليس قد
      احترامي ومودتي
      التعديل الأخير تم بواسطة د. توفيق حلمي; الساعة 13-11-2009, 18:34.

      تعليق

      • جميلة الكبسي
        شاعرة وأديبة
        • 17-06-2009
        • 798

        #4
        [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
        شاعرنا المبدع دكتور توفيق حلمي
        يدهشني نفسك الشعري الطويل
        وترويضك للفكرة التأريخية دون أن تسمح لها أن تشط ولو للحظة
        كانت قصيدة سامية بسمو محتواها المقدس
        زانه حرفك الشاعر المتقن السهل الممتنع
        تقبل احترامي وجل تقديري
        تثبيت
        [/align][/cell][/table1][/align]
        *
        * *
        * * *

        " أنا من لا تمل الأمل "

        * * *
        * *
        *

        تعليق

        • ثروت سليم
          أديب وكاتب
          • 22-07-2007
          • 2485

          #5
          أخي الحبيب دكتور : توفيق حلمي
          رائعة من البحر البسيط
          حملت أجمل المعاني وأروع المباني
          كيف لا وبذكر الحبيبِ تطيب القلوب
          صلى الله على نبينا الهادي محمد صلى الله عليه وسلم
          وبورك حرفك الغالي وأسأل الله أن يجعله بميزان حسناتك
          يوم القيامة ..ولك تحيتي وتقديري

          تعليق

          • مكي النزال
            إعلامي وشاعر
            • 17-09-2009
            • 1612

            #6
            هي بلسم لكل قلب مثخن بالجراح
            ليست بالقصيدة العادية المألوفة..
            تألقت بها بارك الله لك وزادك
            وجزاك عنا وعن نبيه الكريم خيرا
            تحية وتثمين لا يرقى لروعة ما قلت
            أيها الأستاذ الشاعر

            .

            واستـُشهدَ الأملُ الأخيرُ

            تعليق

            • د.احمد حسن المقدسي
              مدير قسم الشعر الفصيح
              شاعر فلسطيني
              • 15-12-2008
              • 795

              #7
              بَلِ الرَّسُوُلُ أيَا شِعْرِي لَهُ أدَبِي = فَاقْرِضْ قَرِيضَكَ فِي المُخْتَارِ وَانْتَخِبِ
              وَثَمِّنِ الحَرْفَ فِي مِحْرَابِ سِيرَتِهِ = وَلا تَخُطُّ سِوَى المَنْقُوِشِ بِالذَّهَبِ
              وَطَهِّرِ الثَّغْرَ بِالتَّعْوِيذِ مُسْتَبِقاً = وَابْدَأْ بِقَوْلِكَ بِاسْمِ اللهِ وَاحْتَسِبِ
              سَلِّمْ عَلَيْهِ وَرَدِّدْ دَعْوَةً فُرِضَتْ = بِأنْ يُصَلِّي عَلِيْهِ اللهُ فِي الحُجُبِ
              وَارْجِعْ لِغَارِ حِرَاْءٍ فِي ذُرَى جَبَلٍ = جِوَارِ مَكَّةَ وَاعْجَبْ أيَّمَا عَجَبِ
              يَخَافُ وَحْشَتَهُ فِي الصُّبْحِ قَسْوَرَةٌ = وَفِي الظَّلامِ يُصِيبُ الأُسْدَ بِالرُعُبِ
              فَكَيْفَ بِاللهِ قُلْ يَأوِي الأمين لَهُ = يُقِيمُ فَرْداً لِشَهْرٍ غَيْرَ مُضْطَرِبِ
              أكَانَ ذَلِكَ أمْرٌ ( أمرا ً ) مِنْ لَدُنْ صَمَدٍ = أوْحَاهُ لِلمُصْطَفَى يَقْوَى عَلَى السَّبَبِ
              فَأىُّ قَلبٍ جَسُوُرٍ كَانَ يَحْمِلُهُ = بَيْنَ الجَوَانِحِ أوْ بَأسٍ لِمُطَّلِبِ
              وَأىُّ هَوْلٍ يَخَالُ المَرْءُ مَشْهَدَهُ = مَتَى يُشَاهِدْهُ ذَاكَ القَلْبُ يَرْتَعِبِ
              لا شَكَّ أمْرٌ عَظِيمٌ لا نَظيرَ لَهُ = وَوَاقِعٌ رَأىَ عَيْنٍ دُوُنَمَا رِيَبِ
              فَاسْتَحْضِرِ الليْلَةَ الكُبْرَى لِتَشْهَدَهُ = وَانْظُرْ شَدِيدَ القُوَى يَدْنُوُ مِنَ السُّحُبِ
              يَحِلُّ فِي الغَارِ وَالمَحْمُوُدُ مُعْتِكِفاً (معتكف ٌ )= وَالليْلُ يَسْجِي بِدَاجِيهِ عَلَى الشُّعَبِ
              وَلَيْسَ يُسْمَعُ غَيْرَ( غير ُ) الصَّمْتِ مُطْبَقِهِ = وَلَيْسَ شَيْئاً يَرَاهُ المَرْءُ عَنْ كَثَبِ
              (اقْرَأْ) تُدَوِّي فَتُرْدِي الصَّمْتَ تَصْرَعُهُ = يَا هَوْلَ لَحْظَةِ تَكْلِيفٍ لِمُرْتَجِفِ( القافية باء وليست فاء )
              يَا لَهْفَ قَلْبِي عَلَى المَبْعُوُثِ مُرْتَعِداً = وَالرُّوُحُ يُجْهِدُهُ بِالضَّمِّ وَالطَّلَبِ
              يَرْتَجُّ مِنْ فَزَعٍ مَا كَانَ أفْزَعَهُ = وَلَيْسَ مِنْ مَنْفَذٍ يُنْجِيهِ أو (كسر عروضي )هَرَبِ
              يَخْشَى عَلَى نَفْسِهِ مِنْ رَوْعِ حَادِثَةٍ = إْنْ شَابَ مِنْ هَوْلِهَا الضِّرْغَامُ لَمْ أَعَبِ
              كَيْفَ اسْتَقَامَ لَه رَدٌّ لِيَنْطِقَهٌ = فِي مَوْقِفٍ يَسْلُبُ الألبَابَ بِالرَّهَبِ
              أجَابَ بِالنَّفْيِ تِلْوَ النَّفَيِ رَدَّدَ (مَا = أنَا بِقَارِئٍ )(بقارئ ٍ) صِدْقاً لَيْس بِالكَذِبِ
              فَكَيْفَ يَقْرَأُ أُمِّيُّ بِلا قَلَمٍ(القراءة ليست بحاجة لوجود قلم ) = وَكَيْفَ يَقْرَأُ رَسْمَ الحَرْفِ فِي الكُتِبِ
              سُبْحَانَ رَبِّي فَقَدْ شَاءَتْ مَشِيئَتُهُ = أنْ يُنْزِلَ الذِّكْرَ يُوُحِيهِ لِمُنْتَخَبِ
              وَكَمْ مَعَانٍ إذَا أبْصَرْتَ تُبْصِرُهَا = مُضِيئَةً(مضيئة ً) فِي سَمَاءِ الفَهْمِ كَالشُّهِبِ
              إقْرَأ بِقَلْبِكَ يَا أُمِّيَّ(أمي ُّ) لا البَصَرِ = فَلِيْسَ ذَاكَ كِتَابٌ (كتابا ً) كَانَ لِلْعَرَبِ
              لَكِنَّهُ مُحْكَمٌ لِلنَّاسِ كُلُّهِمِ (كلهم ُ)= مَهْمَا اللِسَانُ(العبارة لا تدل على المعنى المقصود ولابد من كلمة كان لتصبح: مهما كان اللسان) وَمَهْمَا كَانَ مِنْ نَسَبِ
              وَفِيهِ نَهْجٌ وَتَوْحِيدٌ لِذِي كَرَمٍ = وَمِنْهُ فِقْهٌ وَأحْكَامٌ لِمُنْتَسِبِ
              لَهُ بِنَاءٌ عَلَى خَمْسٍ تُثَبِّتُهُ = إنْ تَقْوَ يَقْوَ وإنْ لَمْ تَقْوَ يَغْتَرِبِ
              وَالخَمْسُ أوَّلُهَا (لا) فَهْىَ تُفْرِدُهُ = بِلا شَرِيكٍ لَهُ ، مَا كَانَ فِي النُّصُبِ
              فَأوَّلُ الدِّينِ نَفْيٌ فِيهِ مَعْرِفَةٌ = بِمَا نَفَيْتَ وَتَسْتَثْنِيهِ فَلْتُجِبِ
              يُدْرِيكِ قُرآنُهُ عَنْ كُلِّ مَا زَعَمُوا = وَكُلَّ (وكل ِّ ) شِرْكٍ بِهِ فِي سَالِفَ الحِقَبِ
              فِالعِلْمُ فَرْضٌ عَلَيْنَا وَهْوَ مَدْرَجُنَا = إلَى اليَقِينِ وَلَيْسَ الدِّينُ بِاللَّقَبِ
              إنَّ الشَّهَادَةَ بَابٌ لَيْسَ يَطْرِقُهُ = إلا المُخَيَّرَ(المخير ُ) بَينَ القَصْرِ والخَرِبِ
              فَتِلْكَ قَاعِدَةٌ مِنْ حَوْلِهَا أُسُسٌ = يُبْنَى عَلَيْهَا بِنَاءُالدِّينِ بِالنُّجُبِ
              تُعْلِي طَوَابِقُهُ صَرْحاً لِمُجْتَمَعٍ = يَقُيمُ دُنْيَا بِهِا الإيمَانُ كَالعَصَبِ
              فَيُعْبَدُ اللهُ(الله َ) فِي قَولٍ وَفِي عَمَلٍ = لَوْ يُجْدِبُ الفِعْلُ لا قَوْلٌ لِذي جَدَبِ
              حَضَارَةٌ تَبْتَغِي وَجْهاً لِخَالِقِهَا = تُطِيعُ أحْكَامَهُ طَوْعاً وَبِالرَّحَبِ
              وَأقَسَطُ العَدْلِ إعْلاءٌ لِمَنْهَجِهِ = بِالعِلْمِ وَالفَهْمِ وَالإقْدَامِ والغَلَبِ
              للهِ آيَاتُهُ فِي الخَلْقِ مَاثِلَةً = فَالآيُ فِي خَلْقِهُ ذِكْرٌ لِمُجْتَلِبِ
              فَاقْرَأْ بِقَلْبِكَ مَا فِي الذِّكْرِ تُبْصِرُهُ (تبصرْه ُ) = وَانْبِضْ لِعَقْلِكَ بِالإيمَانِ ذَا(ذي ) الأرَبِ
              وَاحْيِ النَّبِيَّ بِأنْ تَحْيَا بِسُنَّتِهِ = وَاتْبَعْ صَوَاباً بِهَا إنْ تَتَّبِعْ تُصِبِ
              وَاعْلَمْ جِهَاداً لَهُ مَا كَانَ أجْهَدُهُ = وَكَيْفَ أبْلَغَ بالإجْهَادِ والتَّعَبِ
              فَصَرْحُ مَنْهَجِنَا بِالعَزْمِ نَرْفَعُهُ = وَلَيْسَ بِالضَّعْفِ أوْ بِالْلَهِوِ والْلَعِبِ
              وَلَيسَ عّزْماً سَقِيمَ (سقيم ُ وهواسم ليس مؤخر) العُسْرِ نَفْرِضُهُ = وَلَيْسَ ضَعْفاَ سَدِيدَ(سديد ُ) اليُسْرِ إنْ نَثُبِ
              فَذاكَ دِينٌ بِهِ الإحْسَاسُ أرْهَفُهُ = خَوْفٌ (خوفا ً) مِنَ النَّار أوْ قَطَفٌ
              (قطفا ً) مِنَ العِنَبِ
              مِنْ خَشْيَةِ اللهِ تَبْكِي العَيْنُوَاجِفَةً = أكْرِمْ بِمَنْ زَرَفَتْ (ذرفت ) وَانْعِمْ بِمُنْتَحِبِ
              وَهَلْ لَنَا أُسْوَةٌ كَالرَّوْضِ مُزْهِرَةً (مزهرة ٌ) = سِوَى الرَّسُوُلِ رِيَاضٍ بِالثَرَى خَصِبِ (لا يجوز تشبيه الرسول بالرياض الخصبة فهو اجل واسمى )
              يَعْدُوُ مِنَ الغَارِ مَشْدُوُهَاً وَمُرْتَعِداً = إلَى خَدِيجَةَ حَيْثُ الأمْنِ والقُرَبِ (الامن ُ والقرب ُ)
              فَزَمَّلَتْهُ بِقَلْبٍ كُلُّهُ دَفَءٌ(دِفْء ٌ) = سُبْحَانَ وَاهِبِهِ عَلامُ (علام ٍ)بِالغِيَبِ
              وِتَبْدَأُ الدَّعْوَةُ الغَرَّاْءُ يَدْعَمُهَا = خَوْفٌ فحُبُّ فَإيِمَانٌ لَدَى النُّخَبِ
              وَيَخْرُجُ الدَّينُ مِنْ سِرٍّ إلَى عَلَنٍ = يَخُوُضُ حَرْبَاً وَحَتَّى الآنَ مِنْ لَهَبِ
              يَرَدُّ هُوُداً(غير واضح معناها فإن كنت تقصد اليهود فلا تدل على ذلك وإن قصدت هودا ً نفسه فهو لم يعش وقت الرسول او الاسلام ) وصُلْبَاناً ومَنْ مَعَهُمْ = وَمُشْرِكِينَ وَأنْجَاساً بِمُنْتَشِبِ
              لَكِنَّهُ الحَّقُّ لَمْ يَمْحَقْهُ بَاطِلُهُمْ = فَهُمْ جَمِيعاً كَمَا حَمَّالَةِ الحَطَبِ
              واللهُ أكْبَرُ أضْحَتْ فِي دِيَارِهِمِ(ديارهم ُ) = لَهَا المَسَاجِدُ رَغْمَ الحَرْبِ والنُّوَبِ
              فَكَمْ حَمَلْتَ رَسُوُلَ اللهِ مِنْ ألَمٍ = وَأنْتَ تَدْعُوُ إلَى الإسْلامِ فِي دَأَبِ
              أبْلَغْتَ دِيناً قَوِيماً بَاتَ مُنْتِشِراً = فِي سَائرِ الأرْضِ لَمْ يَخْلِطْ وَلَمْ يذب
              مَازَالَ فِينَا صَحِيحُ الدِّينِ نَحْفَظُهُ = وإنْ شَرَدْنَا قَلِيلاً عَنْهُ بِاِلْحِزَبِ
              نَعُوُدُ يَوْمَاً إلَى الرَّحْمَنِ نُشْهِدُهُ = فاشْفَعْ لَنَا عِنْدَهُ وانْظُرْ بِلا عَتَبِ
              أنْتَ الرَّسُوُلُ إلَى الأحْيَاءِ كُلِّهُمِ(كلهم ُ) = أنْتَ الشَّفِيعُ لِمَنْ مَاتُوا بِمِنْقَلَبِ
              هَذَا قَصِيدِي رَسُوُلَ اللهِ أبْذُلُهُ = فَإنْ رَضِيتَ بِهِ أسْمُوُ إلَى الرُّتَبِ
              إلا فَتَصْفَحُ بِالأخْلاقِ أعْظَمُهَا = إلا فَتَسْألُ غُفْرَاناً لِمُرْتَكِبِ(هذا فعل متعد ٍ لا بد له من مفعول به وبالتالي لا يستخدم هكذا )
              صَلَّى عَلَيْكَ مَلِيكُ العَرِشِ أحْمِدُهُ(احمـَده) = عَلَى مُحَمَّدِ(محمــد ٍ) وَالإسْلامِ وَالنَّسَبِ

              اخي توفيق
              قصيدة جميلة
              ونفس شعري طويل
              وفكرة رائعة ان تمدح خير الانام سيدنا وحبيبنا محمدا ً
              صلى الله عليه وسلم .
              جعلها الله في ميزان حسناتك يوم القيامة .
              اخي الحبيب
              ارجو ان يتسع صدرك للملاحظات التالية مع شكري الجزيل مقدما ً:
              1- لقد اطلت َ القصيدة اكثر مما لديك من معان ٍ وافكار ولهذا جاءت بعض
              المعاني والافكار مكررة في القصيدة .
              واعتقد لو قصرتها على 15بيتا ً لكانت افضل .
              2- شعرت وانا اقرأ القصيدة كأنك تنحت من صخر وغابت السلاسة والانسيابية التي عرفناها في اشعارك السابقة .
              ولهذا فهناك الكثير من التعابير والتراكيب اللغوية لا تعطي المعني الذي اردته بالسلاسة المطلوبة كالبيت التالي على سبيل المثال :
              إلا فَتَصْفَحُ بِالأخْلاقِ أعْظَمُهَا = إلا فَتَسْألُ غُفْرَاناً لمرتكب ِ
              3 - هناك العديد من الهفوات اللغوية وقد اشرت لها باللون الاحمر
              ارجو التكرم بمراجعتها.
              عزيزي الفاضل
              هذه ملاحظات قد يقع فيها اي شاعر
              وهي ملاحظات مني ولك الخيار في عدم الاخذ بها لكنني وفي كل الاحوال
              اقصد الافادة والاستفادة . ولولا قناعتي الكاملة بشاعريتك ما كلـَّفتًُ نفسي هذا الجهد .
              ورغم هذه الملاحظات تبقى القصيدة جميلة
              وفيها الكثير من الجوانب الجمالية والابداعية ولا شك في ذلك .
              اشكرك اخي الحبيب
              ودمت بخير

              تعليق

              • زياد بنجر
                مستشار أدبي
                شاعر
                • 07-04-2008
                • 3671

                #8
                الشاعر الأديب " د . توفيق حلمي "
                جزاك الله خيراً عن هذه السامقة السامية المقاصد
                و رزقت بها شفاعة المصطفى عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم
                تحيَّاتي و تقديري
                لا إلهَ إلاَّ الله

                تعليق

                • سمير سامي العباس
                  عضو الملتقى
                  • 15-10-2009
                  • 347

                  #9
                  شكرا لهاتين اليدين
                  [CENTER][COLOR=#e74c3c][SIZE=22px]أغض الطرف من حذر الرقيب
                  وأقنع بالسلام من الحبيب ِ
                  ومن خوف الوشاة إذا التقينا
                  نسلم كالغريب على الغريب ِ​[/SIZE][/COLOR][/CENTER]

                  تعليق

                  • عادل العاني
                    مستشار
                    • 17-05-2007
                    • 1465

                    #10
                    أخي الشاعر الكبير د. توفيق

                    بارك الله فيك , وجعلها في ميزان حسناتك , وجزاك عنها خيرا في الدنيا والآخرة.

                    مررت بها مرات عديدة , وحتما سينالك جزاء كبير عن كل قراءة لهذه النفحات الإيمانية.

                    أتفق مع الرأي الذي أورده الأخ الكتور المقدسي في ملحوظاته , وأود أن أضيف فقط :

                    اقرأ بقلبكَ يا أميُّ لا البصر ِ .. فليس ذاك كتابٌ كان للعربِ

                    يلاحظ أن العروضة في الشطر الأول لا يستقيم وزنها إلا بإشباع الخفض في ( البصر ) وهذا كما تعلم لا يجوز إلا حينما يكون الروي ( راء )

                    وفي البيت الذي أشار له الدكتور المقدسي :

                    وَهَلْ لَنَا أُسْوَةٌ كَالرَّوْضِ مُزْهِرَةً (مزهرة ٌ) = سِوَى الرَّسُوُلِ رِيَاضٍ بِالثَرَى خَصِبِ (لا يجوز تشبيه الرسول بالرياض الخصبة فهو اجل واسمى )

                    بالطبع ما يأتي بعد الإستثناء أو الحصر بـ ( سوى وغير ) يكون موقعه الإعرابي حسبما جاء قبل الإستثناء . بمعنى آخر لايجوز خفض ( رياضٍ ) لأن حكمها هنا الرفع مبتدأ مؤخر وجوبا ( وهل لنا سوى الرسولِ ... رياضٌ خصبُ ) ( والتقدير= ليس لنا رياضٌ خصبٌ سوى الرسول ) .


                    وأكرر .. جعلها الله في ميزان حسناتك وأثابك عنها خيرا

                    وتقبل تحياتي وتقديري

                    تعليق

                    • د. توفيق حلمي
                      أديب وكاتب
                      • 16-05-2007
                      • 864

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة جميلة الكبسي مشاهدة المشاركة
                      [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
                      شاعرنا المبدع دكتور توفيق حلمي
                      يدهشني نفسك الشعري الطويل
                      وترويضك للفكرة التأريخية دون أن تسمح لها أن تشط ولو للحظة
                      كانت قصيدة سامية بسمو محتواها المقدس
                      زانه حرفك الشاعر المتقن السهل الممتنع
                      تقبل احترامي وجل تقديري
                      تثبيت
                      [/align][/cell][/table1][/align]
                      الشاعرة الكبيرة شعراً ومقاماً / جميلة الكبسي
                      نعم أيتها الفاضلة ، إنما القصيد بفكره ورؤاه
                      شرفت بحلولك البهي وتقديرك الجميل ومجاملتك العطرة
                      خالص التقدير والشكر والاحترام

                      تعليق

                      • د. توفيق حلمي
                        أديب وكاتب
                        • 16-05-2007
                        • 864

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ثروت سليم مشاهدة المشاركة
                        أخي الحبيب دكتور : توفيق حلمي


                        رائعة من البحر البسيط
                        حملت أجمل المعاني وأروع المباني
                        كيف لا وبذكر الحبيبِ تطيب القلوب
                        صلى الله على نبينا الهادي محمد صلى الله عليه وسلم
                        وبورك حرفك الغالي وأسأل الله أن يجعله بميزان حسناتك
                        يوم القيامة ..ولك تحيتي وتقديري
                        الشاعر الكبير وأخي الكريم المفضال دائماً / ثروت سليم
                        صلى الله على محمد خاتم المرسلين
                        وليس بحر البسيط إلا من بحور سمو خلقك بتلقائيته وبساطته وأنيق قلمه
                        لا أسعد بجميل الحرف إلا إذا كان من لدن كريم نفس ، وقد سعدت هنا بجميل حرفك وكريم نفسك
                        تقدير واحترام يليقان بالمقام
                        التعديل الأخير تم بواسطة د. توفيق حلمي; الساعة 19-11-2009, 20:50.

                        تعليق

                        • د. توفيق حلمي
                          أديب وكاتب
                          • 16-05-2007
                          • 864

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة مكي النزال مشاهدة المشاركة
                          هي بلسم لكل قلب مثخن بالجراح
                          ليست بالقصيدة العادية المألوفة..
                          تألقت بها بارك الله لك وزادك
                          وجزاك عنا وعن نبيه الكريم خيرا
                          تحية وتثمين لا يرقى لروعة ما قلت
                          أيها الأستاذ الشاعر

                          .
                          الشاعر الجميل الأنيق/ مكي النزال
                          هو الجزاء بإذن الله لكاتبها ومن قرأها فاستوعبها واستحسن الحسن فيها
                          كم أسعد كلما أشرق حرفك في قصيدة لي ، أخ كريم وشاعر ذواق ، يُتوجه الأدب والخلق.
                          تقدير واحترام وود متصل

                          تعليق

                          • د. توفيق حلمي
                            أديب وكاتب
                            • 16-05-2007
                            • 864

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة د.احمد حسن المقدسي مشاهدة المشاركة
                            بَلِ الرَّسُوُلُ أيَا شِعْرِي لَهُ أدَبِي = فَاقْرِضْ قَرِيضَكَ فِي المُخْتَارِ وَانْتَخِبِ





                            وَثَمِّنِ الحَرْفَ فِي مِحْرَابِ سِيرَتِهِ = وَلا تَخُطُّ سِوَى المَنْقُوِشِ بِالذَّهَبِ
                            وَطَهِّرِ الثَّغْرَ بِالتَّعْوِيذِ مُسْتَبِقاً = وَابْدَأْ بِقَوْلِكَ بِاسْمِ اللهِ وَاحْتَسِبِ
                            سَلِّمْ عَلَيْهِ وَرَدِّدْ دَعْوَةً فُرِضَتْ = بِأنْ يُصَلِّي عَلِيْهِ اللهُ فِي الحُجُبِ
                            وَارْجِعْ لِغَارِ حِرَاْءٍ فِي ذُرَى جَبَلٍ = جِوَارِ مَكَّةَ وَاعْجَبْ أيَّمَا عَجَبِ
                            يَخَافُ وَحْشَتَهُ فِي الصُّبْحِ قَسْوَرَةٌ = وَفِي الظَّلامِ يُصِيبُ الأُسْدَ بِالرُعُبِ
                            فَكَيْفَ بِاللهِ قُلْ يَأوِي الأمين لَهُ = يُقِيمُ فَرْداً لِشَهْرٍ غَيْرَ مُضْطَرِبِ
                            أكَانَ ذَلِكَ أمْرٌ ( أمرا ً ) مِنْ لَدُنْ صَمَدٍ = أوْحَاهُ لِلمُصْطَفَى يَقْوَى عَلَى السَّبَبِ
                            فَأىُّ قَلبٍ جَسُوُرٍ كَانَ يَحْمِلُهُ = بَيْنَ الجَوَانِحِ أوْ بَأسٍ لِمُطَّلِبِ
                            وَأىُّ هَوْلٍ يَخَالُ المَرْءُ مَشْهَدَهُ = مَتَى يُشَاهِدْهُ ذَاكَ القَلْبُ يَرْتَعِبِ
                            لا شَكَّ أمْرٌ عَظِيمٌ لا نَظيرَ لَهُ = وَوَاقِعٌ رَأىَ عَيْنٍ دُوُنَمَا رِيَبِ
                            فَاسْتَحْضِرِ الليْلَةَ الكُبْرَى لِتَشْهَدَهُ = وَانْظُرْ شَدِيدَ القُوَى يَدْنُوُ مِنَ السُّحُبِ
                            يَحِلُّ فِي الغَارِ وَالمَحْمُوُدُ مُعْتِكِفاً (معتكف ٌ )= وَالليْلُ يَسْجِي بِدَاجِيهِ عَلَى الشُّعَبِ
                            وَلَيْسَ يُسْمَعُ غَيْرَ( غير ُ) الصَّمْتِ مُطْبَقِهِ = وَلَيْسَ شَيْئاً يَرَاهُ المَرْءُ عَنْ كَثَبِ
                            (اقْرَأْ) تُدَوِّي فَتُرْدِي الصَّمْتَ تَصْرَعُهُ = يَا هَوْلَ لَحْظَةِ تَكْلِيفٍ لِمُرْتَجِفِ( القافية باء وليست فاء )
                            يَا لَهْفَ قَلْبِي عَلَى المَبْعُوُثِ مُرْتَعِداً = وَالرُّوُحُ يُجْهِدُهُ بِالضَّمِّ وَالطَّلَبِ
                            يَرْتَجُّ مِنْ فَزَعٍ مَا كَانَ أفْزَعَهُ = وَلَيْسَ مِنْ مَنْفَذٍ يُنْجِيهِ أو (كسر عروضي )هَرَبِ
                            يَخْشَى عَلَى نَفْسِهِ مِنْ رَوْعِ حَادِثَةٍ = إْنْ شَابَ مِنْ هَوْلِهَا الضِّرْغَامُ لَمْ أَعَبِ
                            كَيْفَ اسْتَقَامَ لَه رَدٌّ لِيَنْطِقَهٌ = فِي مَوْقِفٍ يَسْلُبُ الألبَابَ بِالرَّهَبِ
                            أجَابَ بِالنَّفْيِ تِلْوَ النَّفَيِ رَدَّدَ (مَا = أنَا بِقَارِئٍ )(بقارئ ٍ) صِدْقاً لَيْس بِالكَذِبِ
                            فَكَيْفَ يَقْرَأُ أُمِّيُّ بِلا قَلَمٍ(القراءة ليست بحاجة لوجود قلم ) = وَكَيْفَ يَقْرَأُ رَسْمَ الحَرْفِ فِي الكُتِبِ
                            سُبْحَانَ رَبِّي فَقَدْ شَاءَتْ مَشِيئَتُهُ = أنْ يُنْزِلَ الذِّكْرَ يُوُحِيهِ لِمُنْتَخَبِ
                            وَكَمْ مَعَانٍ إذَا أبْصَرْتَ تُبْصِرُهَا = مُضِيئَةً(مضيئة ً) فِي سَمَاءِ الفَهْمِ كَالشُّهِبِ
                            إقْرَأ بِقَلْبِكَ يَا أُمِّيَّ(أمي ُّ) لا البَصَرِ = فَلِيْسَ ذَاكَ كِتَابٌ (كتابا ً) كَانَ لِلْعَرَبِ
                            لَكِنَّهُ مُحْكَمٌ لِلنَّاسِ كُلُّهِمِ (كلهم ُ)= مَهْمَا اللِسَانُ(العبارة لا تدل على المعنى المقصود ولابد من كلمة كان لتصبح: مهما كان اللسان) وَمَهْمَا كَانَ مِنْ نَسَبِ
                            وَفِيهِ نَهْجٌ وَتَوْحِيدٌ لِذِي كَرَمٍ = وَمِنْهُ فِقْهٌ وَأحْكَامٌ لِمُنْتَسِبِ
                            لَهُ بِنَاءٌ عَلَى خَمْسٍ تُثَبِّتُهُ = إنْ تَقْوَ يَقْوَ وإنْ لَمْ تَقْوَ يَغْتَرِبِ
                            وَالخَمْسُ أوَّلُهَا (لا) فَهْىَ تُفْرِدُهُ = بِلا شَرِيكٍ لَهُ ، مَا كَانَ فِي النُّصُبِ
                            فَأوَّلُ الدِّينِ نَفْيٌ فِيهِ مَعْرِفَةٌ = بِمَا نَفَيْتَ وَتَسْتَثْنِيهِ فَلْتُجِبِ
                            يُدْرِيكِ قُرآنُهُ عَنْ كُلِّ مَا زَعَمُوا = وَكُلَّ (وكل ِّ ) شِرْكٍ بِهِ فِي سَالِفَ الحِقَبِ
                            فِالعِلْمُ فَرْضٌ عَلَيْنَا وَهْوَ مَدْرَجُنَا = إلَى اليَقِينِ وَلَيْسَ الدِّينُ بِاللَّقَبِ
                            إنَّ الشَّهَادَةَ بَابٌ لَيْسَ يَطْرِقُهُ = إلا المُخَيَّرَ(المخير ُ) بَينَ القَصْرِ والخَرِبِ
                            فَتِلْكَ قَاعِدَةٌ مِنْ حَوْلِهَا أُسُسٌ = يُبْنَى عَلَيْهَا بِنَاءُالدِّينِ بِالنُّجُبِ
                            تُعْلِي طَوَابِقُهُ صَرْحاً لِمُجْتَمَعٍ = يَقُيمُ دُنْيَا بِهِا الإيمَانُ كَالعَصَبِ
                            فَيُعْبَدُ اللهُ(الله َ) فِي قَولٍ وَفِي عَمَلٍ = لَوْ يُجْدِبُ الفِعْلُ لا قَوْلٌ لِذي جَدَبِ
                            حَضَارَةٌ تَبْتَغِي وَجْهاً لِخَالِقِهَا = تُطِيعُ أحْكَامَهُ طَوْعاً وَبِالرَّحَبِ
                            وَأقَسَطُ العَدْلِ إعْلاءٌ لِمَنْهَجِهِ = بِالعِلْمِ وَالفَهْمِ وَالإقْدَامِ والغَلَبِ
                            للهِ آيَاتُهُ فِي الخَلْقِ مَاثِلَةً = فَالآيُ فِي خَلْقِهُ ذِكْرٌ لِمُجْتَلِبِ
                            فَاقْرَأْ بِقَلْبِكَ مَا فِي الذِّكْرِ تُبْصِرُهُ (تبصرْه ُ) = وَانْبِضْ لِعَقْلِكَ بِالإيمَانِ ذَا(ذي ) الأرَبِ
                            وَاحْيِ النَّبِيَّ بِأنْ تَحْيَا بِسُنَّتِهِ = وَاتْبَعْ صَوَاباً بِهَا إنْ تَتَّبِعْ تُصِبِ
                            وَاعْلَمْ جِهَاداً لَهُ مَا كَانَ أجْهَدُهُ = وَكَيْفَ أبْلَغَ بالإجْهَادِ والتَّعَبِ
                            فَصَرْحُ مَنْهَجِنَا بِالعَزْمِ نَرْفَعُهُ = وَلَيْسَ بِالضَّعْفِ أوْ بِالْلَهِوِ والْلَعِبِ
                            وَلَيسَ عّزْماً سَقِيمَ (سقيم ُ وهواسم ليس مؤخر) العُسْرِ نَفْرِضُهُ = وَلَيْسَ ضَعْفاَ سَدِيدَ(سديد ُ) اليُسْرِ إنْ نَثُبِ
                            فَذاكَ دِينٌ بِهِ الإحْسَاسُ أرْهَفُهُ = خَوْفٌ (خوفا ً) مِنَ النَّار أوْ قَطَفٌ
                            (قطفا ً) مِنَ العِنَبِ
                            مِنْ خَشْيَةِ اللهِ تَبْكِي العَيْنُوَاجِفَةً = أكْرِمْ بِمَنْ زَرَفَتْ (ذرفت ) وَانْعِمْ بِمُنْتَحِبِ
                            وَهَلْ لَنَا أُسْوَةٌ كَالرَّوْضِ مُزْهِرَةً (مزهرة ٌ) = سِوَى الرَّسُوُلِ رِيَاضٍ بِالثَرَى خَصِبِ (لا يجوز تشبيه الرسول بالرياض الخصبة فهو اجل واسمى )
                            يَعْدُوُ مِنَ الغَارِ مَشْدُوُهَاً وَمُرْتَعِداً = إلَى خَدِيجَةَ حَيْثُ الأمْنِ والقُرَبِ (الامن ُ والقرب ُ)
                            فَزَمَّلَتْهُ بِقَلْبٍ كُلُّهُ دَفَءٌ(دِفْء ٌ) = سُبْحَانَ وَاهِبِهِ عَلامُ (علام ٍ)بِالغِيَبِ
                            وِتَبْدَأُ الدَّعْوَةُ الغَرَّاْءُ يَدْعَمُهَا = خَوْفٌ فحُبُّ فَإيِمَانٌ لَدَى النُّخَبِ
                            وَيَخْرُجُ الدَّينُ مِنْ سِرٍّ إلَى عَلَنٍ = يَخُوُضُ حَرْبَاً وَحَتَّى الآنَ مِنْ لَهَبِ
                            يَرَدُّ هُوُداً(غير واضح معناها فإن كنت تقصد اليهود فلا تدل على ذلك وإن قصدت هودا ً نفسه فهو لم يعش وقت الرسول او الاسلام ) وصُلْبَاناً ومَنْ مَعَهُمْ = وَمُشْرِكِينَ وَأنْجَاساً بِمُنْتَشِبِ
                            لَكِنَّهُ الحَّقُّ لَمْ يَمْحَقْهُ بَاطِلُهُمْ = فَهُمْ جَمِيعاً كَمَا حَمَّالَةِ الحَطَبِ
                            واللهُ أكْبَرُ أضْحَتْ فِي دِيَارِهِمِ(ديارهم ُ) = لَهَا المَسَاجِدُ رَغْمَ الحَرْبِ والنُّوَبِ
                            فَكَمْ حَمَلْتَ رَسُوُلَ اللهِ مِنْ ألَمٍ = وَأنْتَ تَدْعُوُ إلَى الإسْلامِ فِي دَأَبِ
                            أبْلَغْتَ دِيناً قَوِيماً بَاتَ مُنْتِشِراً = فِي سَائرِ الأرْضِ لَمْ يَخْلِطْ وَلَمْ يذب
                            مَازَالَ فِينَا صَحِيحُ الدِّينِ نَحْفَظُهُ = وإنْ شَرَدْنَا قَلِيلاً عَنْهُ بِاِلْحِزَبِ
                            نَعُوُدُ يَوْمَاً إلَى الرَّحْمَنِ نُشْهِدُهُ = فاشْفَعْ لَنَا عِنْدَهُ وانْظُرْ بِلا عَتَبِ
                            أنْتَ الرَّسُوُلُ إلَى الأحْيَاءِ كُلِّهُمِ(كلهم ُ) = أنْتَ الشَّفِيعُ لِمَنْ مَاتُوا بِمِنْقَلَبِ
                            هَذَا قَصِيدِي رَسُوُلَ اللهِ أبْذُلُهُ = فَإنْ رَضِيتَ بِهِ أسْمُوُ إلَى الرُّتَبِ
                            إلا فَتَصْفَحُ بِالأخْلاقِ أعْظَمُهَا = إلا فَتَسْألُ غُفْرَاناً لِمُرْتَكِبِ(هذا فعل متعد ٍ لا بد له من مفعول به وبالتالي لا يستخدم هكذا )
                            صَلَّى عَلَيْكَ مَلِيكُ العَرِشِ أحْمِدُهُ(احمـَده) = عَلَى مُحَمَّدِ(محمــد ٍ) وَالإسْلامِ وَالنَّسَبِ

                            اخي توفيق
                            قصيدة جميلة
                            ونفس شعري طويل
                            وفكرة رائعة ان تمدح خير الانام سيدنا وحبيبنا محمدا ً
                            صلى الله عليه وسلم .
                            جعلها الله في ميزان حسناتك يوم القيامة .
                            اخي الحبيب
                            ارجو ان يتسع صدرك للملاحظات التالية مع شكري الجزيل مقدما ً:
                            1- لقد اطلت َ القصيدة اكثر مما لديك من معان ٍ وافكار ولهذا جاءت بعض
                            المعاني والافكار مكررة في القصيدة .
                            واعتقد لو قصرتها على 15بيتا ً لكانت افضل .
                            2- شعرت وانا اقرأ القصيدة كأنك تنحت من صخر وغابت السلاسة والانسيابية التي عرفناها في اشعارك السابقة .
                            ولهذا فهناك الكثير من التعابير والتراكيب اللغوية لا تعطي المعني الذي اردته بالسلاسة المطلوبة كالبيت التالي على سبيل المثال :
                            إلا فَتَصْفَحُ بِالأخْلاقِ أعْظَمُهَا = إلا فَتَسْألُ غُفْرَاناً لمرتكب ِ
                            3 - هناك العديد من الهفوات اللغوية وقد اشرت لها باللون الاحمر
                            ارجو التكرم بمراجعتها.
                            عزيزي الفاضل
                            هذه ملاحظات قد يقع فيها اي شاعر
                            وهي ملاحظات مني ولك الخيار في عدم الاخذ بها لكنني وفي كل الاحوال
                            اقصد الافادة والاستفادة . ولولا قناعتي الكاملة بشاعريتك ما كلـَّفتًُ نفسي هذا الجهد .
                            ورغم هذه الملاحظات تبقى القصيدة جميلة
                            وفيها الكثير من الجوانب الجمالية والابداعية ولا شك في ذلك .
                            اشكرك اخي الحبيب

                            ودمت بخير
                            أخي الكريم واللغوي القدير د. محمد حسن المقدسي
                            كم أنا مدين لك بالشكر والامتنان لمداخلتك وقفتك المتأنية هنا ومداخلتك الثرية التي حفلت برأي ورؤية أحتفي بهما أيما احتفاء ، وأبذل لذلك الوقت للرد المتأني كما منحت القصيدة وقتاً له كل التقدير عندي.
                            وللحق أقول أنك قد لفت انتباهي لما غفلت عنه في اللغة وأنا أكتب هذه القصيدة والتي لا أخفيك انني بدأت أول بيت فيها قبيل شهر رمضان ، أثناء أدائي للعمرة. عندما كنت المدينة المنورة روادني الشعر في معانٍ كثيرة حرت في أي منها أكتب ، إلى أن أضاء في ذهني مطلع أول بيت وهو (بل الرسول) أي لا أكتب في سواه عليه الصلاة والسلام. غير أنني تعودت عندما أكتب الشعر أن أطرح فكراً أو رؤية ، فلا يكون الشعر سرداً أو حشواً أو استعراض لغة أو غير ذلك. لذلك يأخذني الفكر أكثرالأحيان من اللغة ، فمراجعة اللغة والتشكيل بعد ذلك ليس بالأمر العسير، خاصة إذا كان في في مبادئ وأسس اللغة. هنا في هذه القصيدة ، كنت أكتب عدة أبيات كل عدة أيام ولم تكتمل كما أردت لها ، فهي مديح في الرسول عليه الصلاة والسلام من خلال طرح فكر ورؤية لأحداث ليلة التنزيل ومفهوم الإسلام ، حيث لا ينفصل الحديث عن شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام عن الإسلام والقرآن الكريم والذي أنزله الله عليه ليبشر وينذر ويختم رسالة الأنبياء جميعاً.
                            لم تكتمل القصيدة فلم أعرج إلا على الشهادة أول أعمدة الدين دون بقية الأعمدة ، ولم أعرج أيضاً على بقية الآيات في سورة العلق التي جاء بها جبريل ليلة التنزيل ، وغير ذلك كثير. والسبب في ذلك أن تلك القصيدة ستكون بإذن الله استهلال للقصيدة الشاملة والتي سوف تعرض الفكر والرؤي في أهم المواقف في السيرة النبوية الشريفة حتى وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وما يرتبط بذلك من أهم التحديات التي واجهها نشر الدين حتى أقيمت دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة. لن يكون ذلك سرداً كما أسلفت وإنما فكر ورؤية بأساس من صحيح الإسلام. لم أكن أنوي نشر أي بيت فيها قبل اكتمالها والذي قد يتطلب أعواماً ، غير أنني وضعت هذا الاستهلال هنا لأسباب رأيتها ، كان على رأسها اقتراب الحج. فلم تحظ القصيدة بالمراجعة الكافية ، ليقيني بأن المراجعة النهائية ستكون على القصيدة كلها بعد أن تكتمل لو كان في العمر بقية. من هنا كان السهو عن التشكيل في المواضع التي تفضلت مشكوراً بالإشارة إليها والتي أوافقك في أغلبها.
                            ولو لم تكن جل تلك الأخطاء عن سهو وتقصير لقلت أنها نبعت من جهل فلست من أؤلئك الذين ينكرون جهلاً بادعاء علم وفوق كل ذي علم عليم.
                            غير أن هناك بعض ما أشرت إليه ولي فيه رؤية أخرى أوجزها فيما يلي:
                            يَحِلُّ فِي الغَارِ وَالمَحْمُوُدُ مُعْتِكِفاً
                            أردت الاعتكاف هنا حالاً وليس خبراً ، وربما تأثرت بما ساقه أخي الشاعر الكبير عادل العاني عندما تساءلت في إحدى مداخلاتي في قصيدة له عن سبب نصب خبر في أحد الأبيات فقام مشكوراً بتنبيهي بأنه أراده حالاً.
                            (اقْرَأْ) تُدَوِّي فَتُرْدِي الصَّمْتَ تَصْرَعُهُ = يَا هَوْلَ لَحْظَةِ تَكْلِيفٍ لِمُرْتَجِفِ
                            نعم القافية ليست حرف الفاء ولكنها كلمة كنت قد وضعتها لاستبدالها بعد ذلك غير أنني لم أنتبه لعدم تغييرها، وربما تستبدل بـ (لمرتعب) مثلا.
                            أجَابَ بِالنَّفْيِ تِلْوَ النَّفَيِ رَدَّدَ (مَا = أنَا بِقَارِئِ) صِدْقاً لَيْس بِالكَذِبِ
                            التزمت في هذا البيت بنص ما أجاب جبريل به الرسول عليه الصلاة والسلام كما أخبرنا بذلك ، لذلك وضعتها بين قوسين كما هي ، وربما قالها الرسول عليه الصلاة والسلام بالتسكين لكونها نهاية الجملة أو منونة ولكني لم أجد في جميع النصوص التي قرأتها الهمزة منونة ، وكان من السهل جعلها منونة وإعادة صياغة البيت ليتفق الوزن مع ذلك ولكني رأيت أن أبقيها كذلك.
                            فَكَيْفَ يَقْرَأُ أُمِّيُّ بِلا قَلَمٍ
                            أما أن القراءة لا تحتاج لوجود قلم ، فليس يقرأ إلا من يكتب ، فالقراءة والكتابة قدرتان متلازمتان ، وفي الآية الرابعة من سورة العلق (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ). وعندما قال جبريل للرسول عليه الصلاة والسلام (إقرأ) لم يعطه شيئاً ليقرأه ، إذن فليست القراءة هي القراءة التي نعرفها ، وإلا لتعلم الرسول عليه الصلاة والسلام القراءة والكتابة بعد ذلك تنفيذاً لأمر الله تعالى ، غير أنه رجع إلى ربه أمياً كما كان وقت التنزيل. ومن هنا كان الرؤية التي طرحتها في القصيدة عن كلمة (إقرأ).
                            وَانْبِضْ لِعَقْلِكَ بِالإيمَانِ ذَا الأرَبِ
                            أردت (ذا الأرب) هنا خبر لجملة اسمية والمبتدأ ضمير مستتر ، فالشطر هنا جملتان منفصلتان ، ولست أدري هل كنت مصيباً أم مخطئاً.
                            وَهَلْ لَنَا أُسْوَةٌ كَالرَّوْضِ مُزْهِرَةٌ = سِوَى الرَّسُوُلِ رِيَاضٍ بِالثَرَى خَصِبِ
                            نعم أخي الكريم ، ولم لا نصف الرسول عليه الصلاة والسلام كأسوة بالرياض المزهرة ، فالمعنى هنا ينصب على أحاديثه وافعاله التي نأخذ منها الأسوة ، فهي كالرياض المزهرة ، كناية عن ثراء سيرته صلى الله عليه وسلم بكل معنى جميل يتجدد بتغير الزمان والمكان، اليس في الجنة رياض وفي مسجده روضة ، وخلق الإنسان من طين ؟.
                            يَرَدُّ هُوُداً وصُلْبَاناً ومَنْ مَعَهُمْ
                            الهود هنا يقصد بها اليهود وليس هود عليه السلام كما تفضلت وأشرت ، فاليهود جمع اليهودي ، والهود جمع هائد ، وجاء ذلك الجمع في سورة البقرة الآية 111 (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
                            أما ما أشرت إليه في بعض الأساليب مثل (إلا فَتَصْفَحُ بِالأخْلاقِ أعْظَمُهَا = إلا فَتَسْألُ غُفْرَاناً لِمُرْتَكِبِ) ، فأعتقد أخي الكريم أن الأسلوب واضح ، مثل إلا فتفعل كذا وهو أسلوب بلاغي قرأت على وتيرته كثيراً لأقلام يعتد بها ، وكذلك المفعول به في (مرتكب) محذوف ومقدر، وهو مفهوم من السياق الذي يجب أن يؤخذ بمجمله.
                            أما أن القصيدة كان يمكن أن تختصر في 15 بيتاً فهذا ما لا أوافقك عليه ياأخي ولا أراه على الإطلاق ، فليس هناك تكراراً أو استطراداً ليس في محله ، إنما ذلك فيما يخلو من الفكر والرؤى من القصائد ، وهنا الأمر مختلف ، ولعلك انشغلت باللغة عن الفكر بالقصيدة ، كما انشغلت أنا بالفكر عن بديهيات في اللغة.
                            وفي النهاية ، ربما لم أرد على مداخلة قط في أي قصيدة نشرتها من قبل بإسهاب مثل هذا بقدر الاستطاعة ، ولم يكن ذلك إلا تقديراً لحلولك الكريم هنا ، وقراءتك المتأنية التي تطلبت وقتاً وجهداً أثمنه ، بما يملي علي أن أبذل مثله بقدر الاستطاعة.
                            وتقبل أخي الكريم المفضال ، الشكر والامتنان ، والتقدير والاحترام والود
                            التعديل الأخير تم بواسطة د. توفيق حلمي; الساعة 20-11-2009, 18:30.

                            تعليق

                            • د. توفيق حلمي
                              أديب وكاتب
                              • 16-05-2007
                              • 864

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة زياد بنجر مشاهدة المشاركة
                              الشاعر الأديب " د . توفيق حلمي "
                              جزاك الله خيراً عن هذه السامقة السامية المقاصد
                              و رزقت بها شفاعة المصطفى عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم
                              تحيَّاتي و تقديري
                              أخي الشاعر الكبير الأستاذ / زياد بنجر
                              اللهم اجعلني وإياك من الذين يفوزون بشفاعته يوماً بإذن الله
                              ود متصل ، واحترام يليق بمقام رفيع ، وتقدير لحلول كريم عطر

                              تعليق

                              يعمل...
                              X