التينة
كنت غلاماً أعمل مع احد الفلاحين وكنا نزرع من حولك ألواناً.
كنت عندما أتعب أستلقي مسترخياً تحت ظلالك .
كانت قطرات الندى تسقط أحياناً على وجهي فأتمنى أن يتوقف الزمن عن سيره، يومها علقت في عقلي اللاواعي وأضحيت عقدتي النفسية التي لا شفاء لي منها أبداً !! فقررت أن أسكن ظلالك، ولكن هناك من انتصب أمامي وزعم أن آمالي ما هي إلا فقاقيع على سطح المياه ؟!
يومها نهضت متحدياً لأن حبك يرفض أن يموت ، وكان شبحك المصر على مرافقتي يبعث ضوءاً ، فتحول اسمي إلى غطاء؟!! فكيف يصمد الغطاء أمام لهيب الشوق الذي يدفعني لأن أصرخ باسمك يا وطني؟
وطني .. حبك يحررني من جنون المنطق !!
وطني .. بعدك عذاب جهنم .. بعدك جهنم .
وطني .. بعدك أفقدني إحساسي بالجمال !
بعدك .. يد شيطان تمتد نحوي وتدفعني إلى أعلى !! فأسقط من ذلك العلو اللامتناهي بسرعة غريبة .
بعدك .. يا وطني قوة تربطني من رجلي بحبل وتحركه فيصطدم رأسي بالجدران بمنتهى العنف، فافقد وعيي .. ثم أعود إلى اليقظة فادرك ما معنى البعد عن الوطن .. ما معنى المعاناة, وأسأل نفسي:
هل حبك يا وطني جريمة ؟!!!-
وطني .. إن حبي لك اخترق كل الحواجز.
وطني .. إن حبي لك تخطى كل المسافات .
وطني .. آه لو انتحلت شعوري للحظة، كنت ستدرك عمق واتساع وحرارة حبي، فقد أضحيت كالأرض؟!! وكلما تعمقنا أكثر ازدادت الحرارة حتى اللهيب الصاهر .
وطني .. إن اسمك أجمل موسيقى وأحلى أغنية .. أغنية يجب أن تسمعها كل الدنيا .
وطني .. اسمك أضحى صلاتي الدائمة .
وطني .. يحاولون إغرائي!! يقولون إن الصنوبرات كثيرات .. كلا .. كلا انت وحدك دون كل الأشجار .
وطني .. اسمعني يا وطني .. قسماً سآتيك، قسماً بأغلى الأشياء .. قسماً بك سآتيك ولو اقتدت مجرماً لاشنق على فروعك أو أذبح ليسيل دمي على عرقك ولتزداد أغصانك شموخاً ..
وطني .. إن حبي لك أكبر من المفهومات ..
وطني .. أن حبي لك تخطى الحب المتعارف عليه بين البشر .. إنه .. إنه .. إنه لست أدري ماذا .. إنه رفيق روحي عندما تهجر جسدي ؟!!
تعليق