مرتديلا ..... السم في العسل
يكاد لا يخلو بيت في العالم من معلبات المرتديلا , هذا الغذاء اللذيذ الذي لا يقاوم . ولكن كم منا يعرف كيف تصنع المرتديلا !!! .
قبل أيام بدأت في سوريا مسرحية ضاربة عن مادة المرتديلا . فقد ذكرت إحدى الصحف المحلية الرسمية خبراً مفاده بأن معلبات المرتديلا التي تنتجها إحدى الشركات الوطنية تحوي على ديدان لا ترى بالعين المجردة وضارة بالصحة . تناقلت مواقع الانترنت الخبر وانتشر انتشار النار في الهشيم . وبناء على متابعاتي لهذا الموضوع فقد جمعت عدة ملاحظات أضعها بين أيديكم . بحثاً عن الحقيقة :
أولاً : الصحيفة الرسمية التي نشرت الخبر , ذكرت اسم الماركة بشكل صريح . وهذا أمر غير مقبول أخلاقياً وقانونياً قبل التأكد من صحة الخبر مخبرياً .
ثانياً : أظهرت نتائج التحاليل المخبرية والصحية بعد ذلك أن هذه المرتديلا سليمة ولا يوجد بها أي ديدان أو جراثيم ممرضة , وأنه يسمح ببيعها في السوق .
ثالثاً : مدير تحرير الصحيفة الرسمية التي ذكرت الخبر , تقدم باستقالته وقبلت استقالته مباشرة .
رابعاً : المواطن السوري لم يصدق الخبر الذي أوردته الصحيفة لأنه يخشى أن تكون وراء الخبر أيادي خبيثة , مضاربات ورؤوس أموال قذرة , لا تتورع عن استخدام أبشع الأساليب من أجل مصالحها الشخصية .
خامساً : في نفس الوقت هذا المواطن لا يثق بنتائج التحاليل المخبرية التي أثبتت خلو مادة المرتديلا من أي عوامل ممرضة أو ديدان أو جراثيم مجهرية . لأن الشركة منتجة المرتديلا تملك المليارات من الليرات السورية , وبالتالي هي قادرة على التبرع لبعض ضعاف النفوس بعدة ملايين بحيث يصبح الأبيض أسود , والأحمر أخضر , بكل بساطة . أي أن المصداقية في مثل هذه الحالات معدومة . لأن الحق مع الأقوى , مع الذي يدفع أكثر , مع الذي يملك علاقات عامة أكبر .
سادساً : بقيت الحقيقة غائبة , وبقي المواطن السوري ضائع بين رئيس التحرير الذي استقال وبدا كبطل وطني وقومي ضحى بكل شيء من أجل مبادئه , فقد قيل بأنه قبل نشر الخبر وردته تحذيرات شديدة اللهجة , وتهديدات هائلة بضرورة تحاشي نشر أي شيء يمت لهذا الموضوع بصلة . ولكنه أصر على نشر الحقيقة مهما كانت النتائج . وبين من يقول بأن رئيس التحرير قد تقاضى مبالغ طائلة من شركة مرتديلا منافسة استخدمته لنشر مثل هذا الخبر.
سابعاً : بغض النظر عن ملابسات هذه القضية , فالمعلومات المتوفرة لدي عن محتويات علبة المرتديلا جعلتني منذ سنوات أقاطعها , ومن أي صنف كانت , سواء كانت مستوردة أو محلية الصنع . ربما منذ سنوات لم أتناول قطعة واحدة منها مع أنها لذيذة الطعم بشكل غريب , ويعود عزوفي عنها للأسباب التالية ( بالمناسبة هذه أسباب شخصية , قناعات تكونت لدي مما قرأت , وشاهدت , وسمعت ) :
1 – المرتديلا خليط مكون من اللحم , العظم , الجلد , الشحم والدهن .
2 – يضاف لها أنواع كثيرة من البهارات والمنكهات لتعطيها طعماً طيب المذاق .
3 – تحتوي على مواد حافظة, والمواد الحافظة ضارة بالصحة سواء كانت موجودة في المرتديلا أو مع أي مادة غذائية أخرى .
4 – يقال بأن اللحم الذي يدخل في تركيب المرتديلا يعود لحيوانات مختلفة قد نفقت , أو بأحسن الأحوال قد شاخت وعلى أبواب الموت ( بقرة – حصان – حمار – ثور ...) ويقول البعض بأن لحم الكلاب والقطط يدخل ضمن التركيبة السحرية لهذه المرتديلا التي لا تقاوم .
5 – يذكر بأنه قد حدثت عدة حالات مرضية ( تسمم غذائي ) بعد تناول مادة المرتديلا , ولكنها حالات فردية لا تخضع لإحصاء رسمي دقيق يكشف حجم المشكلة الحقيقي .
6 – طالما أن المرتديلا لذيذة جداً ولكنها غير موثوقة المصدر , وطالما أنه مشكوك في سلامتها وسلامة محتوياتها . يفضل الابتعاد عنها نهائياً من باب ( النافذة التي يأتيك منها الريح , سدها واستريح ) وبذلك تكون قد صنت نفسك وعائلتك من تناول وجبة بهارات دسمة مخلوط معها بعض اللحوم والعظام والدهون التي إن لم تضر , فهي لن تفيد بأي شكل من الأشكال .
وربما أطباء القلب والأوعية الدموية يعرفون تماماً مدى الخطر الذي تشكله المرتديلا على القلب والشرايين لما تحتويه من شحم يسبب الكوليسترول الضار الذي يسبب انسداد هذه الشريان .
قد يسأل سائل نفسه : أنا مقتنع بهذا الكلام , ولكن كيف أقنع أبنائي بهذا المنطق , وهم الذين يعتبرون المرتديلا الغذاء الأفضل والألذ من أي شيء آخر . الجواب يكون بمنع إدخالها إلى البيت بالقوة إذا كان الإقناع غير ممكن . فدرهم وقاية خير من مليون قطنار علاج . ولا بد أن أذكر بأن هذه أفكار وأفكار شخصية وليست حقائق علمية مثبتة , ولا تعتمد على دليل أو برهان .
آسف للإطالة .
يكاد لا يخلو بيت في العالم من معلبات المرتديلا , هذا الغذاء اللذيذ الذي لا يقاوم . ولكن كم منا يعرف كيف تصنع المرتديلا !!! .
قبل أيام بدأت في سوريا مسرحية ضاربة عن مادة المرتديلا . فقد ذكرت إحدى الصحف المحلية الرسمية خبراً مفاده بأن معلبات المرتديلا التي تنتجها إحدى الشركات الوطنية تحوي على ديدان لا ترى بالعين المجردة وضارة بالصحة . تناقلت مواقع الانترنت الخبر وانتشر انتشار النار في الهشيم . وبناء على متابعاتي لهذا الموضوع فقد جمعت عدة ملاحظات أضعها بين أيديكم . بحثاً عن الحقيقة :
أولاً : الصحيفة الرسمية التي نشرت الخبر , ذكرت اسم الماركة بشكل صريح . وهذا أمر غير مقبول أخلاقياً وقانونياً قبل التأكد من صحة الخبر مخبرياً .
ثانياً : أظهرت نتائج التحاليل المخبرية والصحية بعد ذلك أن هذه المرتديلا سليمة ولا يوجد بها أي ديدان أو جراثيم ممرضة , وأنه يسمح ببيعها في السوق .
ثالثاً : مدير تحرير الصحيفة الرسمية التي ذكرت الخبر , تقدم باستقالته وقبلت استقالته مباشرة .
رابعاً : المواطن السوري لم يصدق الخبر الذي أوردته الصحيفة لأنه يخشى أن تكون وراء الخبر أيادي خبيثة , مضاربات ورؤوس أموال قذرة , لا تتورع عن استخدام أبشع الأساليب من أجل مصالحها الشخصية .
خامساً : في نفس الوقت هذا المواطن لا يثق بنتائج التحاليل المخبرية التي أثبتت خلو مادة المرتديلا من أي عوامل ممرضة أو ديدان أو جراثيم مجهرية . لأن الشركة منتجة المرتديلا تملك المليارات من الليرات السورية , وبالتالي هي قادرة على التبرع لبعض ضعاف النفوس بعدة ملايين بحيث يصبح الأبيض أسود , والأحمر أخضر , بكل بساطة . أي أن المصداقية في مثل هذه الحالات معدومة . لأن الحق مع الأقوى , مع الذي يدفع أكثر , مع الذي يملك علاقات عامة أكبر .
سادساً : بقيت الحقيقة غائبة , وبقي المواطن السوري ضائع بين رئيس التحرير الذي استقال وبدا كبطل وطني وقومي ضحى بكل شيء من أجل مبادئه , فقد قيل بأنه قبل نشر الخبر وردته تحذيرات شديدة اللهجة , وتهديدات هائلة بضرورة تحاشي نشر أي شيء يمت لهذا الموضوع بصلة . ولكنه أصر على نشر الحقيقة مهما كانت النتائج . وبين من يقول بأن رئيس التحرير قد تقاضى مبالغ طائلة من شركة مرتديلا منافسة استخدمته لنشر مثل هذا الخبر.
سابعاً : بغض النظر عن ملابسات هذه القضية , فالمعلومات المتوفرة لدي عن محتويات علبة المرتديلا جعلتني منذ سنوات أقاطعها , ومن أي صنف كانت , سواء كانت مستوردة أو محلية الصنع . ربما منذ سنوات لم أتناول قطعة واحدة منها مع أنها لذيذة الطعم بشكل غريب , ويعود عزوفي عنها للأسباب التالية ( بالمناسبة هذه أسباب شخصية , قناعات تكونت لدي مما قرأت , وشاهدت , وسمعت ) :
1 – المرتديلا خليط مكون من اللحم , العظم , الجلد , الشحم والدهن .
2 – يضاف لها أنواع كثيرة من البهارات والمنكهات لتعطيها طعماً طيب المذاق .
3 – تحتوي على مواد حافظة, والمواد الحافظة ضارة بالصحة سواء كانت موجودة في المرتديلا أو مع أي مادة غذائية أخرى .
4 – يقال بأن اللحم الذي يدخل في تركيب المرتديلا يعود لحيوانات مختلفة قد نفقت , أو بأحسن الأحوال قد شاخت وعلى أبواب الموت ( بقرة – حصان – حمار – ثور ...) ويقول البعض بأن لحم الكلاب والقطط يدخل ضمن التركيبة السحرية لهذه المرتديلا التي لا تقاوم .
5 – يذكر بأنه قد حدثت عدة حالات مرضية ( تسمم غذائي ) بعد تناول مادة المرتديلا , ولكنها حالات فردية لا تخضع لإحصاء رسمي دقيق يكشف حجم المشكلة الحقيقي .
6 – طالما أن المرتديلا لذيذة جداً ولكنها غير موثوقة المصدر , وطالما أنه مشكوك في سلامتها وسلامة محتوياتها . يفضل الابتعاد عنها نهائياً من باب ( النافذة التي يأتيك منها الريح , سدها واستريح ) وبذلك تكون قد صنت نفسك وعائلتك من تناول وجبة بهارات دسمة مخلوط معها بعض اللحوم والعظام والدهون التي إن لم تضر , فهي لن تفيد بأي شكل من الأشكال .
وربما أطباء القلب والأوعية الدموية يعرفون تماماً مدى الخطر الذي تشكله المرتديلا على القلب والشرايين لما تحتويه من شحم يسبب الكوليسترول الضار الذي يسبب انسداد هذه الشريان .
قد يسأل سائل نفسه : أنا مقتنع بهذا الكلام , ولكن كيف أقنع أبنائي بهذا المنطق , وهم الذين يعتبرون المرتديلا الغذاء الأفضل والألذ من أي شيء آخر . الجواب يكون بمنع إدخالها إلى البيت بالقوة إذا كان الإقناع غير ممكن . فدرهم وقاية خير من مليون قطنار علاج . ولا بد أن أذكر بأن هذه أفكار وأفكار شخصية وليست حقائق علمية مثبتة , ولا تعتمد على دليل أو برهان .
آسف للإطالة .
تعليق