هاوية الجنون) لـ يحيى الحباشنة: ذبح الروح على عتبات الفلسفة نورة محمد فرج : الجنون أحد أكثر الصفات جاذبية حين تُستخدم مجازياً، أما حين تأتي مكتوبة في ورقة تشخيصية من عند الطب النفسي فإن تلقيها يرتد بها إلى طبيعتها الأولى: كارثة . وفي رواية هاوية الجنون ليحيى الحباشنة، تم تشكيل الجنون على نحو ما يمكن أن يطلق عليه كارثة جذابة . هذه الرواية ابتداءً لا يمكن مقاربتها دون محاولة إعادة تجنيسها سردياً؛ فعلى الرغم من أنها صنفت بوصفها روابة ، إلا أنها تقترب بالمستوى نفسه من السيرة الروائية، وهي أشبه ب نص ذاكرة نظراً للمسافة الزمانية التي تفصل بين الفترة التي جرت فيها الأحداث وفترة تدوين الرواية ونشرها، وهي أيضاً في جزء منها أشبه بمدونة تأريخية حداثية، حيث كان المؤلف يرصد الظروف التي تم إنتاج عدد من المسرحيات فيها على نحو ما يفعل الإخباريون القدماء بتتبعهم أخبار النصوص الشعرية. إلا أن هذا الرصد السيري- الإخباري لم يكن رصداً بغاية تدوين الأحداث كما يبدو، بقدر ما هو رصد للمسار الفكري للمؤلف، وكان حضور الشخصية الأخرى شبه الرئيسية نبيه ليس بوصفها شخصية مؤثرة في زياد بقدر ما كانت شخصية...
أكثر...
أكثر...