الشاعر الفلسطيني ابو صهيب وقصيدته (عقوق الوالدين)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خالد امين ولويل ابو صهيب
    أديب وكاتب
    • 19-07-2008
    • 376

    الشاعر الفلسطيني ابو صهيب وقصيدته (عقوق الوالدين)

    (عقوق الوالدين )


    إنّي أسائلُ هل للمرء من أرَبِ = في ذي الحياةِ بغير الدين والادبِ

    لِيشْكُروا الله من في الكون قد خُلِقوا = والوالدَيْنِ بصدر ِالمؤمنِ الرَّحِبِ

    للوالدين على الابناء حَقـُّهُما = فاذكر بُنَيَّ وَأدِّ الحَقَّ واحْتسِبِ

    يامَنْ يَعقُّ ولَمْ يَحْسِبْ حسابَهُما = مثواكَ نارٌ فلا تفعلهُ واجْتَنِبِ

    من الكبائر عَقُّ الوالدين فَتُبْ = وليس يُنْجيكَ مهما جِئْتَ مِنْ سَبَبِ

    مهما فعلتَ جميلا شاكرا لهما = هل كُلُّ هذا بِحَمْلٍ أوْ بِكَدِّ أبِ ؟

    قد قيل جاء ابٌ يشكو علىولدٍ = أبْكى الرسولَ على ما بَثَّ مِنْ عَتَبِ

    الإبْنُ مَعْ مالِهِ مِلْكٌ لوالدِهِ = هَدْيُ الرسول لأهل الزَيْغِ كالشُّهُبِ

    إن العــقــوقَ لَـنُكْــرانٌ لفضلِهما = أتُنْكِرُ الأصْلَ أدنى الناس في النََّسَبِ ؟

    هذا وربي جُحودٌ ما رأيتُ له = إلا جُحودَ يهود من بَني العَرَبِ

    أو مِثْل إبليسَ حين الله قال له = أسْجُدْ فَيَجْحَدُ أمرَ الله في الطلَبِ

    الأهلُ رأس فكيف الإبْنُ يَجْهَلُهُمْ = يا ناكِرَ الرأس أنْتَ الصِّنْوُ للذَنَبِ

    يا مَنْ يُحِبُّ من الابناء تَكْرِمَةً ً = جنات عدن ويَرْقى عالِيَ الرُّتَبِ

    هما السبيلُ لكل الخيرِ فارْضِهِما = تُرْضِ الاله وَمَنْ أرضاه لم يَخِبِ

    إنْ شِئْتَ كَسْباً لدنيا أو لاخرَةٍ = فَلْتَكْسَبَنَّ رضا الاثنينِ فانْتَخِبِ

    أما الشقيُ فإِبْنٌ مــا أطاعهما = ضَلّ الطريقَ وَلَمْ يَعْقِلْ ولم يَثـُبِ

    إمّا لمالٍ وإما حُبُّ زوجَتهِ = جفاهُما مُعْرِضاً عَنْ أعْظَمِ القُرَبِ

    يا بائعاً أبويْه زاهداً بهما = كَبَيْعِ يوسُفَ أزكى الناسِ وَابْنِ نَبِي

    مِنْ أجلِ دنيا يبيعُ المَرْءُ والدَهُ = أو أمَّه عَلَناً مِــنْ أعْجَـبِ العَجَبِ

    يا ناسياً لهما وَمُبْدِلاً بهما = كَمَنْ يُبَدِّلُ أدْنى الدّون بالذَّهَبِ

    قد قيل موسى يناجي الله يَسْألُهُ = مَنْ ذا رفيقي بجنات وَعَنْ كَثـَبِ

    فَدلَّهُ الله تـَوّاً زارَ مسكنَهُ = رأى الوسامــة َ والأخلاقَ لَمْ تَغِبِ

    في البيتِ أمٌّ طِوالَ العُمْرِِ يخدِمُها = بِكُلِّ حُــبٍّ ولا مـَـنٍّ ولا تَــعَــبِ

    الأمُّ تدعو وقد سُرَّتْ بخدمتهِ = يارَبِّ إبْني حبيبُ القلبِ فاسْتَجِبِ

    إجْعَلْهُ في جنّةٍ موسى مُرافقهُ = هـو الرسول ُ بِحَـقٍّ دونما كـَـِذبِ

    أنا الرفيق أنا موسى ودَعَوْتُها = في جــنـةٍ نلتقي بالعزِّ فارْتقِبِ

    البِرُّ للوالديـن لا عُقوقَـُهـُمـا = فاغْـنَمْ حياتهما تَسْلمْ مِنَ الكُرَبِ

    لا تنسَ بِرَّهُما مِنْ بعدِ موْتهما = فـَلْـتـُنْـفِـقِ الـمـالَ وادعُ اللهَ وَاقـْتَرِبِ

    أحْسِنْ كما أحسنا أوْ نِصْفَ حُسْنِهما = هيهاتَ تَبْلُغُهُ مِنْ يَوْمِ أنْتَ صَبِي

    بالهمِّ والحزن أمْضَيا حياتَهُما = خوفاً عليك وتـُمْضي العُمْرَ باللَعِبِ

    ويَجْلِبُ الهَمَّ أدواء تصيبهما = مِنْ فَرْطِ حبك والتفكير والنَصَبِ

    يالَلْمصيبةِ تَنْسى كُلّ فضلِهِما = كُنْتَ الشريكَ إذا ماتا بلا رِيَبِ

    مِنْ أقْبَحِ الذنْبِ أن ترنو بِسُخْريَةٍ = إليهما طالباً ما شِئْتَ في صَخَبِ

    أيْنَ الحياءُ بِكِبْرٍ صارِخٌ بِهِما = دون اهتمامٍ بقلب ٍ فيكَ كالحَطَبِ

    قَدْ حَرَّم َ اللهُ اُفٍّ رَغْمَ خِفـَّتِها = فاحْفَظ لسانَكَ لا تَجْرَحْ ولا تَعِبِ

    فكيفَ تصرُخُ يا هذا بِعَجْرَفَةٍ = في والديْكَ بصدْرٍ أسْوَدٍ خَرِبِ ؟

    يا أيُّها الفَرْخُ هل غَرَّتْكَ أجنحة ٌ = هَلا كَبُرْتَ بـدونِهـِمْ أأنْتَ غـَبـِي

    واذكرْ بكاءك كم في الليل أيْقَظَهُمْ = واليوم إنْ بَكَيا غَوْثا فلَمْ تُجِبِ

    يَرْوي لنا أحَدُ الكُتّابِ حادِثَة ً = جاءَتْ حكايتُها مِنْ صادقِ ِالكُتُبِ

    مَرَرْتُ يوما بشيخ ٍ كان يضرِبُهُ = فتى غلامٌ فَلَمْ أصْبِرْ من الغَضَبِ

    الشيخ قال فإبْني مَنْ يعاقبني = لا تَغْضَبَنَّ هُنا يوما ضربت أبي

    دَيْنٌ بِدَيْنٍ مِنَ الأْبناء تقبضُهُ = تُجْزى بمثلٍ وما يُنْجيكَ مِنْ هَرَبِ

    هذي حقائِقُ عَبْرَ الدَّهْرِ تشهَدُها = هلا تَعَلّمْتَ مِمَّا مَرَّ في الحُقـَبِ

    يا زارعَ الشَّر لم تَحْسِبْ عواقِبَهُ = شَرّاً سَتجْني ومسؤولٌ عن العََطـَبِ

    فالإبْنُ غَرْسٌ وينمو حَسْبَ غارِسِهِ = إنْ صانَ طابَ وإنْ يُهْمِلْهُ لَمْ يَطِبِ

    فما على الأهْلِ الا خَيْرُ تَرْبِيَةٍ = إذا اهْتدى اُجِروا إنْ ضَلَّ لَمْ يُصِبِ

    فالأهْل قد قَدَّموا ما كان واجبهم = مِنَ النّصيحَةِ لكِنْ مالَ للشَّغَبِ

    فيَحْمِلُ الإبْنُ وِزْرا لا يفارقُهُ = لا دَخْلَ للأهْلِ بعدَ النّصْحِ لَمْ يَؤُبِ

    هي الهداية ُ لِلرّحْمنِ مَرْجِعُها = فكمْ عزيزٍ لنا في النار واللَّهَبِ

    وانظرْ لنوحٍ لـه إبْنٌ فخالَفَهُ = كم قد دعاهُ إلى الإيمان لَمْ يُجِبِ

    يا أيّها الإبْنُ لا تيأسْ هَلُمَّ فـَعُدْ = لـلوالديْنِ ولــلــرّحــمــنِ فَلْتَتُبِ

    أسْرِعْ إلى توبةٍ لله خالصةٍ = يَتُبْ عليك وإنْ أَخَّرْتَ فانْتَحِبِ
  • أحمد عبد الرحمن جنيدو
    أديب وكاتب
    • 07-06-2008
    • 2116

    #2
    غنائية روحانية وجدانية راقية
    بأسلوب عصري حديث مع التمسك بالأصالة
    لو نشرتها في القسم الشعر العامودي صديقي
    لأنها من البحر البسيط وهنا الشعر التفعيلة
    يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
    يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
    إنني أنزف من تكوين حلمي
    قبل آلاف السنينْ.
    فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
    إن هذا العالم المغلوط
    صار اليوم أنات السجونْ.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ajnido@gmail.com
    ajnido1@hotmail.com
    ajnido2@yahoo.com

    تعليق

    • زياد بنجر
      مستشار أدبي
      شاعر
      • 07-04-2008
      • 3671

      #3
      الشاعر الفريد " أبا صهيب "
      أهلاً بإبداعاتك و بتفرُّدك شاعراً و أديباً
      أنت المثال و القدوة في الشعر التربويّ و الدعويّ الهادف
      موضوع لا يفيه الكلام و المحاضرات فأوفيته حقَّه أنت في قصيدة شعر
      واعظاً و ناصحاً و ضارباً للأمثال و سارداً للقصص
      جزاك الله خير الجزاء لما تقدِّمه من شعر متميِّز منهجاً و أسلوباً
      دمت بحفظ الله
      لا إلهَ إلاَّ الله

      تعليق

      • خالد امين ولويل ابو صهيب
        أديب وكاتب
        • 19-07-2008
        • 376

        #4
        اشكر اخي احمد عبدالرحمن على المرور ورده الذي يبعث على السرور

        جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

        تعليق

        • خالد امين ولويل ابو صهيب
          أديب وكاتب
          • 19-07-2008
          • 376

          #5
          اهلا بحبيبنا الشاعر الفاضل زياد

          جزاك الله خيرا وبارك الله فيك دائما وابدا ان شاء الله

          حياك الله يا اخي على الثناء الذي وصل الى عنان السماء ورافعا راية المحبة والوفاء

          وفقنا الله واياك لصالح الاعمال التي ترضي الله سبحانه وتعالى امين

          تعليق

          • محمد خير الحلبي
            أديب وكاتب درامي
            • 25-09-2008
            • 815

            #6
            أما وقد وقفت على كل هذا الجمال..وهذا الخلق....
            فلمثلك أن يعزف نشيد الحياة
            دمت ببصيرة العارف الحكيم
            لقد أضفت جديدا جميلا يستحق الخلود.
            أبا صهيب....سلمت يدك وروحك وقلبك....
            وحماك ربك
            مع جميل مودتي

            تعليق

            يعمل...
            X