أشجّ بني أميّة " بنت الشهباء "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    أشجّ بني أميّة " بنت الشهباء "

    [align=center]أشجّ بني أمية !!!...

    عملاق ناطح السحاب بقوة إيمانه وزهده , ونشأ في النعيم والبذخ والترف , وتربّى في بيوت الأمراء والخلفاء , وتربع على عرش الدنيا بعدله وإنصافه ....
    شجرة مثمرة تهفو إليها النفوس , وعامل عالمٌ تتلقى من دروسه العظماء , وأمير عادل يوقظ معاني العدل الخالدة في نفوس السادرين والنائمين ....
    شديد المراقبة لعماله , و دقيق الاختيار لولاته , ومخلصا في النصح لله ولرسوله , ونادرة من نوادر الزمان في زهده , ولا يرجو سوى العدل والإنصاف لرعيته , وأجزاء دولته امتدت من حدود الصين إلى أطراف فرنسا, فكيف لا يدوّن التاريخ عظمة سيرته !!؟؟...
    أنبل السجايا والفضائل والقيم الإنسانية حملها في قلبه , وترجمها لعالم الواقع حين صار خليفة بني أمية زمن حكمه ..
    أخذ مشارب علمه من شيخ الإسلام -عبد الله بن عمر- الذي تتلمذ على يديه لينهل منه الأخلاق العمرية الخالدة .....
    من أبرز أعلام بني أمية هو , وأصدقهم ورعًا وخشيةً , وأمثلهم عدلًا وإحسانًا , ثلاثون شهرا مدة خلافته , و لم يتجاوز تسعًا وثلاثين سنة من عمره..
    الذئب كان يحرس الغنم أيام حكمه , فسأل أحدهم :
    أتحرس الذئاب بالأغنام يا أمير المؤمنين , ماذا فعلت مع ربك يا عمر !!؟؟..
    فأجاب الخليفة العادل :
    (( أخلصت مابيني وبين ربي , فأخلص الله مابين الذئب والغنم ))...

    جمع الزكاة من أرجاء الأمة الإسلامية من حدود الصين شرقا إلى أبواب باريس غربا , ومن حدود سيبيريا شمالا إلى محيط الهند جنوبا فلم يجد مسكينا يعطه المال...
    مرة قال لزوجه فاطمة:
    ( فاطمة إن لي نفسٌ تواقة , ما أعطيت شيئا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه , تمنيت الإمارة , فلما أعطيتها تمنيت الخلافة , فلما أعطيتها تمنيت الجنة )..

    إنه الخليفة الأمويّ:

    عمر بن عبد العزيز

    فاض بيت مال المسلمين ترى أين سيذهب به !!؟؟
    هل سيصدّره إلى بنوك سويسرا, ويفتح له هناك رصيدًا !!؟؟
    أم سيفتح به قنوات سوبر ستار, وستار أكاديمي وووو !!؟؟؟
    أم سينفقه على قصوره وحاشيته , وحرسه وجنده !!؟؟؟
    أم سيقيم به حفلات ومهرجانات هنا وهناك في بلاد المسلمين !!؟؟
    أم سيصدّر المجون والفسق والدعارة إلى شباب وفتيات الأمة !!؟؟
    لم يسمع فقيرًا في عهد خلافته يقول له لبيك يا عمر ..
    بل أصدر قرارًا إسلاميًا :
    من كان يريد أن يعتق عبدًا فليأت إلى مال بيت المسلمين ويأخذ ثمنه ,
    ومن كان يريد أن يتزوج فبيت مال المسلمين كفيل به ,
    ومن كان عليه ديناً فليؤدي دينه من بيت مال المسلمين ....
    قال لامرأته فاطمة بنت عبد الملك - وكان عندها جوهر أمر لها أبوها به لم ير مثله:
    اختاري إما أن تردي حليك إلى بيت المال، وإما تأذني لي في فراقك، فإني أكره أن أكون أنا وأنت وهو في بيت واحد، قالت:
    لا بل أختارك يا أمير المؤمنين عليه وعلى أضعافه لو كان لي، قال:
    فأمر به فحمل حتى وضع في بيت مال المسلمين
    الأمّة في زمنه عجزت أنْ تلد مسكينا, لأنّه صدقَ مع الله فصدَقه الله ....
    {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }
    [ الأعراف96 ]
    فكان أحسن خلفاء بني أمية سيرةً , وأنزههم يدًا , وأنقاهم سريرةً ,وهو أشبه بجده عمر فاروق الأمة زهدًا وورعًا , وعدلًا وإحسانًا !!
    من أبويين كريمين هو نسبًا وصهرًا وحسبًا .. كيف لا وأمّه – أم عاصم -حفيدة فاروق الأمة , وأميرها العادل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -!!؟؟؟
    حفظ القرآن وهو صغير .. سبع سنين كان واليا على مدينة الحبيب المصطفى محمد- صلى الله عليه وسلم -, فكان فيها مثالاً للوالي الورع الحكيم , والطاهر التقي ....
    ولد عمر بحلوان قرية بمصر وأبوه أمير عليها سنة إحدى وقيل: ثلاث وستين وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وكان بوجه عمر شجة ضربته دابة في جبهته وهو غلام فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول :
    "إن كنت أشج بني أمية إنك لسعيد"
    أخرجه ابن عساكر
    كان عمر بن الخطاب يقول:
    من ولدي رجل بوجهه شجه يملأ الأرض عدلا
    أخرج الترمذي في تاريخه فصدق ظن أبيه فيه.
    [ تاريخ الخلفاء ]
    ركب بغلته أولّ ما ولاّه المسلمون عليهم خليفة , ورفض أصحاب المراكب الفاخرة الوثيرة , وردّها إلى أمصار الشام ليبيعونها ,ويجعلوا ثمنها في بيت مال المسلمين .....
    لما استخلف عمر دخل عليه سالم السدي، وكان من خاصته، فقال له عمر:
    أسًرّكَ ما وَليتُ أم ساءك؟. فقال:
    سرني للناس وساءني لك قال:
    إني أخاف أن أكون قد أوْبَقْتُ نفسي، قال:
    ما أحْسَنَ حالك إن كنت تخاف، إني أخاف عليك أن لا تخاف، قال: عِظْنِي، قال:
    " أبونا آدم اخرج من الجنة بخطيئة واحدة."


    ما أحوجنا إلى مثل هؤلاء العظماء يا أمّة القرآن ...
    ما أحوجنا أن نقتدي بسيرهم , ونسير على نهجهم ...
    عمر بن عبد العزيز كان أشبه بجدّه فاروق الأمّة -عمر بن الخطاب- في زهده وتقشفه وورعه , وقوّة إيمانه, وثبات عقيدته ...
    هاهو الخليفة العادل يقف أمام رعيته في أولّ يوم من خلافته فيقول لهم :
    وعن عمر بن مهاجر وغيره أن عمر لما استخلف قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
    " أيها الناس إنه لا كتاب بعد القرآن ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ألا وإني لست بفارض ولكني منفذ ولست بمبتدع ولكني متبع ولست بخير من أحدكم ولكني أثقلكم حملا وإن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالم ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق."
    رفع الجزية عمن أسلم منهم , وقام بتنظيم حملات ملؤها الحب والسماحة لنشر كلمة التوحيد في كل أنحاء العالم ... وكثير من أمراء العالم استجابت لدعوة التوحيد في عهده وخاصة أمراء السند ..
    حتى إن البربر لم يبقى أحد منهم إلاّ ودخل في الإسلام ...
    برنامج حكومته العادلة أول ما بدأها بفك حصار القسطنطينية , ورجوع الجيش إلى بلاده بعدما عانى الويلات من هذا الحصار ..
    حكومته كانت حكومة عدل وعلم وهدي , وإدارة وتنظيم , عزل كلّ من بغى وظلم الرعية , وأمر بحلّ حرس الخليفة , وأعطى الفقراء العاجزين عن العمل رواتب تسريح دائمة ...
    ردّ الأموال الهائلة , والثروات العظيمة الذي كانت تملكها خزائن بني أمية إلى خزينة مال المسلمين , وقد سرى حكم القانون على كبيرهم وصغيرهم والكل سواسية ..
    جمع شمل الأمّة من أقاصيها إلى مغاربها على كلمة التوحيد , فكان أمثولة عظيمة في النسك والتناصح , والصلاح والتواضع ..

    تاريخه صفحة ناصعة في تاريخ الإسلام , وفي تاريخ الدولة الأموية ....
    وما أحوجنا اليوم والله أن نعود لمثل هذه الصفحات المجيدة من تاريخ أجدادنا , ونهتدي بهديهم , ونسير على خطاهم ,ونقتدي بسيرهم , ونرتوي من مشارب عدلهم , ومن إنصافهم مع رعيتهم , وننهل من كنوز علومهم وآدابهم عسى الله أن يرحمنا ويعيد لأمتنا مجدها وعزتها وكرامتها .....[/align]


    [align=justify]بقلم : ابنة الشهباء [/align]

    أمينة أحمد خشفة
  • الصامت
    عضو الملتقى
    • 10-07-2007
    • 42

    #2
    بارك الله فى جهودكم الكريمة سيدتى وهل يخفى خامس الخلفاء كلماتك راقية رائعة
    وعرفت معلومات اضفتها لما عندى
    دمتى بكل الخير

    تعليق

    • بنت الشهباء
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 6341

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة الصامت مشاهدة المشاركة
      بارك الله فى جهودكم الكريمة سيدتى وهل يخفى خامس الخلفاء كلماتك راقية رائعة
      وعرفت معلومات اضفتها لما عندى
      دمتى بكل الخير

      وأشكرك يا أخي الكريم الصامت على مرورك الطيب الكريم
      وفخر لي أنك أضفت معلومات عن خامس الخلفاء الراشدين
      والإمام الصالح العادل
      عمر بن عبد العزيز
      الذي ملأ الدنيا عدلا ونورا

      فأين نحن الآن منهم يا أخي !!!؟؟؟......
      أين نحن من الإمام العادل !!!؟؟...

      أمينة أحمد خشفة

      تعليق

      • اسلام المصرى
        عضو أساسي
        • 16-05-2007
        • 784

        #4
        [align=center] اختى الفاضلة بنت الشهباء قبل ان اكتب هذا الموضوع عن عمر كنت اعلم بموضوعكم القيم هذا فاسمحى لى اختى الكريمة ان يكون رد على موضوعكم وهو منقول لما به من فائدة
        أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين



        الإمام العادل :عمر بن عبد العزيز
        (681 ـ 720 م)
        عهد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز
        من الميلاد إلى خلافته:
        اسمه ولقبه وكنيته وأسرته :
        هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، الإمام الحافظ العلاّمة المجتهد الزاهد العابد، السيد أمير المؤمنين حقاً أبو حفص القرشي الأموي المدني ثم المصري، الخليفة الزاهد الراشد أشج بني أميةوكان حسن الأخلاق والخُلق، كامل العقل، حسن السّمت، جيِّد السياسة، حريصاً على العدل بكل ممكن، وافر العلم، فقيه النفس، طاهر الذكاء والفهم، أوّاهاً منيباً، قانتاً لله حنيفاً، زاهداً مع الخلافة، ناطقاً بالحق مع قلة المعين، وكثرة الأمراء الظلمة الذين ملُّوهُ وكرهوا محاققته لهم، ونقصه أُعطياتهم، وأخذه كثيراً مما في أيديهم، مما أخذوه بغير حقٍّ، فمازالوا به حتى سقوه السم؛ فحصلت له الشهادة والسعادة، وعُد عند أهل العلم من الخلفاء الراشدين والعلماء العاملين ، وكان رحمه الله فصيحاً مُفوَّهاً.
        1 ـ والده :
        هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم، وكان من خيار أمراء بني أمية، شجاعاً كريماً بقي أميراً لمصر أكثر من عشرين سنة، وكان من تمام ورعه وصلاحه أنه لما أراد الزواج قال لقيّمه: اجمع لي أربعمائة دينار من طيب مالي، فإني أريد أن أتزوّج إلى أهل بيت لهم صلاح، فتزوج أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهي حفيدة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وقيل اسمها ليلى، كما أن زواجه من آل الخطاب ما كان ليتم لولا علمهم بحاله وحسن سيرته وخلقه، فقد كان حسن السيرة في شبابه، فضلاً عن التزامه وحرصه على تحصيل العلم واهتمامه بالحديث النبوي الشريف؛ فقد جلس إلى أبي هريرة وغيره من الصحابة وسمع منهم، وقد واصل اهتمامه بالحديث بعد ولايته مصر، فطلب من كثير بن مرة في الشام أن يبعث إليه ما سمعه من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ما كان من طريق أبي هريرة فإنه عنده ، وقد كان والد عمر بن عبد العزيز ذا نفس توّاقة إلى معالي الأمور سواء قبل ولايته مصر أو بعدها؛ فحين دخل مصر أيام شبابه تاقت نفسه إليها، وتمنّى ولايته فنالها ثم تاقت إلى الجود فصار أجود أمراء بني أمية وأسخاهم، فكانت له ألف جفنة كل يوم تُنصب حول داره، وكانت له مائة جفنة يُطاف بها على القبائل تحمل على العجل ، ومن جوده كان يقول: إذا أمكنني الرجل من نفسه حتى أضع معروفي عنده فيده عندي أعظم من يدي عنده. وقد أكثر المؤرخون من الثناء عليه لجوده، وهذا الجود كان ممتزجاً باليقين بأن الله سبحانه وتعالى يخلف على من يرزقه فيقول: عجباً لمؤمن يؤمن أن الله يرزقه، ويخلف عليه كيف يحبس ماله عن عظيم أجر وحسن ثناء، وكان ذا خشية من الله، ونستقري هذه الخشية من قوله حين أدركه الموت: وددت أني لم أكن شيئاً مذكوراً، ولودِدت أني أكون هذا الماء الجاري أو نبتة بأرض الحجاز.
        2 ـ أمه :
        أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ووالدها، عاصم بن عمر بن الخطاب، الفقيه، الشريف أبو عمرو القرشي العدوي ولد في أيام النبوة، وحدّث عن أبيه، وأمه هي جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأنصاريّة، وكان طويلاً جسيماً، وكان من نبلاء الرجال، ديِّنا، خيِّراً، صالحاً، وكان بليغاً، فصيحاً، شاعراً، وهو جد الخليفة عمر بن عبد العزيز لأُُمِّه، مات سنة سبعين، فرثاه ابن عمر أخوه:


        فليت المنايا كُنَّ خلَّفن عاصماً فعشنا جميعاً أو ذهبنا بنا معاً


        وأما جدته لأمه فقد كان لها موقف مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعن عبد الله بن الزبير بن أسلم عن أبيه عن جده أسلم قال: بينما أنا وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو يَعُسُّ ، بالمدينة إذ أعيا فاتكأ على جانب جدار في جوف الليل، فإذا امرأة تقول لابنتها: يا بنتاه، قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء، فقالت لها: يا أمتاه، أو ما علمت ما كان من أمير المؤمنين اليوم؟ قالت: وما كان من عزمته يا بنية؟ قالت: إنه أمر منادياً، فنادى أن لا يُشاب اللبن بالماء، فقالت لها: يا بنتاه، قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء فإنك بموضع لا يراك عمر، ولا منادي عمر! فقالت الصبية لأمها: يا أمتاه، والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء، وعمر يسمع كل ذلك، فقال: يا أسلم عَلِّم الباب، واعرف الموضع، ثم مضى في عسّه، فلما أصبحا قال: يا أسلم، امض إلى الموضع فانظر من القائلة، ومن المقول لها، وهل لهم من بعل؟ فأتيت الموضع، فنظرت فإذا الجارية أيِّم لا بعل لها، وإذا تيك أمها، وإذا ليس بها رجل، فأتيت عمر فأخبرته، فدعا عمر ولده، فجمعهم، فقال: هل فيكم من يحتاج إلى امرأة أزوّجه.. فقال عاصم: يا أبتاه، لا زوجة لي فزوّجني، فبعث إلى الجارية، فزوّجها من عاصم فولدت لعاصم بنتاًَ، وولدت البنت عمر بن عبد العزيز، ويذكر أن عمر بن الخطاب رأى ذات ليلة رؤيا، ويقول: ليت شعري من ذو الشين من ولدي الذي يملؤها عدلاً، كما مُلئت جوراً؟ ، وكان عبد الله بن عمر يقول: إن آل الخطاب يرون أن بلال بن عبد الله بوجهه شامة فحسبوه المبشر الموعود حتى جاء الله بعمر بن عبد العزيز.
        3 ـ ولادته ومكانها: 61هـ، المدينة:
        اختلف المؤرخون في سنة ولادته والراجح أنه وُلد عام 61هـ ، وهو قول أكثر المؤرخين، ولأنه يؤيد ما يذكر أنه توفي وعمره أربعون سنة؛ إذ تُوفي عام 101هـ ، وتذكر بعض المصادر أنه وُلد بمصر بحلوان ، وهذا القول ضعيف؛ لأن أباه عبد العزيز بن مروان بن الحكم إنما تولى مصر سنة خمس وستين للهجرة، بعد استيلاء مروان بن الحكم عليها من يد عامل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، فولّى عليها ابنه عبد العزيز، ولم يُعرف لعبد العزيز بن مروان إقامة بمصر قبل ذلك، وإنما كانت إقامته وبني مروان في المدينة ، وذكر الذهبي أنه وُلد بالمدينة زمن يزيد.
        4 ـ أشج بني أمية :
        كان عمر بن عبد العزيز-رحمه الله- يُلقّب بالأشج، وكان يُقال له: أشج بني مروان، وذلك أن عمر بن عبد العزيز عندما كان صغيراً دخل إلى إصطبل أبيه عندما كان والياً على مصر ليرى الخيل فضربه فرس في وجهه فشجه، فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول: إن كنت أشج بني أمية إنك إذاً لسعيد ، ولما رأى أخوه الأصبغ الأثر قال: الله أكبر! هذا أشج بني مروان الذي يملك، وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: إن من ولدي رجلاً بوجهه أثر يملأ الأرض عدلاً. وكان الفاروق قد رأى رؤيا تشير إلى ذلك، وقد تكرّرت هذه الرؤيا لغير الفاروق حتى أصبح الأمر مشهوراً عند الناس بدليل ما قاله أبوه عندما رأى الدم في وجهه، وما قاله أخوه عندما رأى الشجّ في وجهه كلاهما تفاءل لعله أن يكون ذلك الأشج الذي يملأ الأرض عدلاً.
        5 ـ إخوته :
        كان لعبد العزيز بن مروان والد عمر بن عبد العزيز عشرة من الولد وهم: عمر وأبو بكر ومحمد وعاصم وهؤلاء أمهم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وله من غيرها ستة وهم: الأصبغ وسهل وسهيل وأم الحكم وزبّان وأم البنين، وعاصم هو من تُكنّى به والدته ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب فكنيتها أم عاصم.
        6 ـ أولاده :
        كان لعمر بن عبد العزيز -رحمه الله- أربعة عشر ذكراً منـهم: عبد الملك وعبد العزيز وعبد الله وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وبكر والوليد وموسى وعاصم ويزيد وزبان وعبد الله وبنات ثلاث: أمينة، وأم عمار، وأم عبد الله، وقد اختلفت الروايات عن عدد أولاد وبنات عمر بن عبد العزيز، فبعض الروايات تذكر أنهم أربعة عشر ذكراً كما ذكره ابن قتيبة، وبعض الروايات تذكر أن عدد الذكور اثنا عشر، وعدد الإناث ست كما ذكره ابن الجوزيوالمتفق عليه من الذكور اثنا عشر، وحينما توفي عمر بن عبد العزيز لم يترك لأولاده مالاً إلا الشيء اليسير، وقد أصاب الذكر من أولاده من التركة تسعة عشر درهماً فقط، بينما أصاب الذكر من أولاد هشام بن عبد الملك ألف ألف (مليون)، وما هي إلا سنوات قليلة حتى كان أحد أبناء عمر بن عبد العزيز يحمل على مائة فرس في سبيل الله في يوم واحد، وقد رأى بعض الناس رجلاً من أولاد هشام يتصدق عليه. فسبحان الله رب العالمين..
        7 ـ زوجاته :
        نشأ عمر بالمدينة، وتخلّق بأخلاق أهلها، وتأثّر بعلمائها، وأكبّ على أخذ العلم من شيوخها، وكان يقعد مع مشايخ قريش، ويتجنب شبابهم، ومازال ذلك دأبه حتى اشتهر، فلما مات أبوه أخذه عمه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان فخلطه بولده، وقدّمه على كثير منهم، وزوّجه، ابنته فاطمة بنت عبد الملك ، وهي امرأة صالحة تأثّرت بعمر بن عبد العزيز، وآثرت ما عند الله على متاع الدنيا، وهي التي قال فيها الشاعر:


        بنت الخليفة والخليفة جدها أخت الخلائف والخليفة زوجها


        ومعنى هذا البيت أنها بنت الخليفة عبد الملك بن مروان، والخليفة جدها مروان بن الحكم، وأخت الخلائف فهي أخت الخلفاء الوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك ويزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك، والخليفة زوجها فهو عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، حتى قيل عنها: لا نعرف امرأة بهذه الصفة إلى يومنا هذا سواها . وقد ولدت لعمر بن عبد العزيز إسحاق ويعقوب وموسى، ومن زوجاته لميس بنت علي بن الحارث، وقد ولدت له عبد الله وبكر وأم عمار، ومن زوجاته أم عثمان بنت شعيب بن زيان، وقد ولدت له إبراهيم. وأمّا أولاده: عبد الملك والوليد وعاصم ويزيد وعبد الله وعبد العزيز وزيان وأمينة وأم عبد الله فأمهم: أم ولد.
        8 ـ صفاته الخلقية :
        كان عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ أسمر رقيق الوجه أحسنه، نحيف الجسم حسن اللحية، غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة، وقد خطه الشيب ، وقيل في صفته: أنه كان رجلاً أبيض دقيق الوجه، جميلاً، نحيفاً، وقيل في صفته: إنه كان رجلاً أبيض دقيق الوجه، جميلاً، نحيف الجسم، حسن اللحية.


        حفظ القرآن في صغره وتفقَّهَ في الدين في المدينة المنورة. حين توفي والده استدعاه عبد الملك بن مروان إلى دمشق فأقام عنده وزوّجه من ابنته فاطمة.
        تولّى ولاية المدينة ثم عزل، ثم استوزره سليمان. وبعهد من سليمان تولّى الخلافة سنة 99 هجرية، وبويع له في مسجد دمشق.
        وكان تعيينه الحل الوسط لحل النزاعات داخل البيت الأموي ليحافظ على ملك بني أمية. وكان أول ما قام به وقف الحروب الخاسرة ضد البيزنطيين، وحاول مصالحة الموالي الذين عانوا من سياسة الخلفاء الأمويين السابقين. وفي زمنه صار الموالي يستطيعون الوصول إلى منصب قاضٍ.
        وحاول أيضاً مصالحة آل البيت، فأمر بوقف سبّ عليّ بن أبي طالب من على المنابر، وأعاد لبني هاشم أملاكهم، وخفّف الضرائب عن الموالي والفرس والنصارى، ورفع الخراج عمّن أسلم من أهل الذمة. كما حاول تعويض النصارى عن مصادرة كنيسة القديس يوحنان، إذ أعاد لهم كنيسة توما في دمشق.
        كان عمر بن عبد العزيز زاهداً فلم يقرب ما تركه الخليفة السابق، وما عُرف له من ممتلكات عند استخلافه. ورفض الدوابّ والسرادقات والجواري والثياب. وأعاد هذه الأشياء إلى بيت مال المسلمين.
        وكان يحرص على عدم تبذير أموال بيت مال المسلمين حتى أنه كان يقرأ القرآن على ضوء شمعة حتى لا يأخذ ثمن الزيت من بيت المال لإنارة السراج. ومما يروى عنه أنه قال لزوجته فاطمة، ابنة الخليفة التي أورثها أبوها الحلي:
        " اختاري إمّا أن تردّي حليك إلى بيت المال وإمّا أن تأذني لي في فراقك ". فقالت: " بل أختارك ".
        ومما يروى عنه أيضاً، انه أبطأ يوماً عن صلاة الجمعة قليلاً، فعوتب في ذلك، فقال:
        " إنما انتظرت قميصاً غسلته أن يجفّ ".
        ازداد في فترته عدد الذين اعتنقوا الإسلام وقد أثّر هذا سلبياً على خزينة الدولة. ولم تعجب هذه السياسة بني أمية لأنهم خافوا على ملكهم من بعده.
        عمر بن عبد العزيز بين فكّي التاريخ
        كان عمر بن عبد العزيز عادلاً حتى إن الناس سموا هذا الخليفة العادل " الخليفة الراشدي الخامس " وذلك من كثرة عدله وحب الناس له ولأسس حكمه. كما أنه عرف بتقشفه، وباتّباعه سياسة التسامح حتى مع أعدائه وأعداء بني أمية.
        وكان قد جرّد بني أمية من امتيازاتهم الخاصة، فطلبوا منه إعادتها فرفض. فدسّوا له السم وهو في دير سمعان من أرض المعرة، فأرسل له ملك الروم رئيس أساقفته ليعالجه، فرفض ذلك، واستدعى المتّهم بسمه، وسأله:
        " ما حملك على ما صنعت "؟ قال: " خُدِعْتُ وغرِّرْتُ "
        فقال عمر: " خُدعَ وغُرَّ... خَلُّوه "، وتركه حراً .
        ومات عمر بن عبد العزيز، وقد حكم مدة سنتين وأربعة اشهر وعدة أيام... ولو امتدّ العمر بالخليفة الصالح مدة كافية من الزمن، فلربما كان استطاع إصلاح أحوال الدولة الأموية وإعادتها إلى ثوابت الحكم الراشدي ونشر العدل في أرجاء الدولة الإسلامية وإنصاف الموالي وأهل الكتاب.
        لكنّ هذه السياسة كانت تتعارض وسياسة بني أمية فسارعوا إلى التخلّص منه بالسم.
        أما وليّ العهد يزيد بن عبد الملك، فابتعد عن سياسة عمر بن عبد العزيز وعزل الولاة الصالحين، وقسا على البربر وعذّب آل موسى بن نصير وأعاد سياسة الحجاج والبطش في الناس.
        لهذا ثار ضدّه الخوارج وباعوا نساء بني مهلّب، فقيل:
        " ضحّى بنو أميّة يوم كربلاء بالدين ويوم الـعقير بالكرم ".
        ***************
        بالإستعانة بكتاب :
        عمر بن عبد العزيزومعالم الإصلاح والتجديد (1/4)
        للدكتور : علي محمد الصلابي
        [/align]
        [color=#00008B][size=7][align=center]"واإسلاماه"[/align][/size][/color]

        [align=center][img]http://www.almolltaqa.com/vb/image.php?u=46&dateline=1179777823[/img][/align]
        [CENTER][SIZE="5"][COLOR="Black"]دعائكم لى بالشفاء[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

        تعليق

        • بنت الشهباء
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 6341

          #5
          أخي الكريم
          إسلام مصري

          لك مني جزيل الشكر والاحترام لهذا النقل الذي نثرته هنا على صفحة الخليفة العادل الراشدي الخامس
          عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -

          وكم نحن يا أخي بحاجة إلى أن نعود إلى ما كان عليه أجدادنا , ونستقي العبر والمواعظ منهم

          أمينة أحمد خشفة

          تعليق

          يعمل...
          X