أهل الخطوة وطى الأرض والتبرير المنطقى للخواص:
[align=justify]
أهل الخطوة ([1]) هم قوم يزعمون أنهم قادرون على قطع المسافة فى خطوة ، فيكون الواحد منهم مثلاً فى لحظة فى مصر، وفى اللحظة الأخرى فى الحجاز، لا يعوقهم بحر ولا جبل، ولهم فى ذلك حكايات غريبة، كحكايتهم عن قوم يقيمون فى بلد ما، ثم يصلون كل صلاة فى وقتها فى الحرمين المكى والمدنى أو غيرهما .
ويحكى لنا الشيخ " عبدالوهاب الشعرانى " فى كتابه "الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار فى طبقات الأخيار " عن شيخه وأستاذه "على الخواص" ([2]) الذى كان لايراه أحد قط يصلى الظهر فى جماعة ولاغيرها، بل كان يرد باب حانوته وقت الآذان فيغيب ساعة ثم يخرج، فصادفوه فى الجامع الأبيض برملة لد (فى فلسطين) فى صلاة الظهر وأخبر الخادم فى الجامع الأبيض أنه دائماً يصلى الظهر عندهم، وهذا يعنى أن الشيخ على الخواص كان من أهل الخطوة الذين تطوى لهم الأرض ليذهبوا أينما شاءوا، ويرجع اختيار الشيخ على الخواص للجامع الأبيض ([3]) لأداء صلاة الظهر إلى حديث رواه حذيفة لعمر بن الخطاب (رضى الله عنه) فى لد، وهو بصحبته بعد فتح بيت المقدس، وقال حذيفة لعمر(رضى الله عنهما) : " إنى سمعت رسول الله (ص) يقول : يا حذيفة إن الله تعالى سيفتح عليكم الشام من بعدى وشيكاً وسيسجد لكم أساقفة الروم به وبطارقتها فإذا كنت من لد على ميل او شبيهاً بذلك فإن جبريل عليه السلام ليلة أسرى بى، هبط بى فركعت ركعتين، وقال لى جبريل عليه السلام : هذا الموضع فيه قبر سبعين نبياً ، وسيكون فيه مسجد له نور ساطع فى السماء يسمى بالأبيض "
وقد سأل الشيخ عبدالوهاب الشعرانى أستاذه على الخواص عن ([4]) أرباب الأحوال (الصوفية )الذين يظهر عنهم الخوارق مع عدم صلاتهم وصومهم كيف حالهم ؟ فقال : ليس أحد من أولياء الله له عقل التكليف إلا وهو يصلى ويصوم ويقف على الحدود، ولكن هؤلاء لهم أماكن مخصصة يصلون فيها كجامع رملة لد (الجامع الأبيض ) وبيت المقدس (المسجد الأقصى) وجبل ق وسد إسكندر (السد المذكور فى القرآن) والذى بناه ذو القرنين وغيرها من الأماكن المشرفة أو التى انكسر خاطرها بين البقاع بقلة عبادة ربها فيها، فأرادوا جبر خاطرها وإكرامها بالصلاة، ومنهم جماعة يصلون بعض الصلاة فى هذه الأماكن وبعضها فى جماعة المساجد، وكان سيدى " إبراهيم المتبولى" يصلى الظهر دائماً فى الجامع الأبيض برملة لد فكان علماء حارته ينكرون عليه ويقولون لأى شئ لا تصلى الظهر أبداً مع كونه فرضاً عليك كغيره من الصلوات الخمس فيسكت والله تعالى أعلم .
قد يبدو ما سبق لمعظم الناس حديث خرافة، ولكن البعض موقنون بأن ذلك حق ويستندون إلى حديث "العبد الربانى" وما يسبغه الله تعالى عليه من كرامات تخرق العادة وتتخطى المعقول، ولاننسى أن الكرامة أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد رجل صالح، وتنسب للأولياء وهى غير مقرونة بدعوى النبوة، والأولياء لا يباهون بما يجرى الله على أيديهم من كرامات، لأنهم يرون أنها مظهر لنعمة الله عليهم، والكرامة يعترف بها أهل السنة وبعض فلاسفة الإسلام مثل "ابن سينا" وينكرها "المعتزلة".
[/align]
[align=justify]
1- أحمد أمين : قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية – مادة : خطوة .
2- عبدالوهاب الشعرانى : الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار فى طبقات الأخيار – القاهرة – 1925- المطبعة الأزهرية – ترجمة الشيخ على الخواص .
3- محمد بن عبدالمنعم الحميرى : الروض المعطار فى خبر الأقطار – بيروت – 1980- ط 2 – مؤسسة ناصر للثقافة – مادة لد .
4- عبد الوهاب الشعرانى : درر الغواص على فتاوى سيدى على الخواص – القاهرة – د.ت – مكتبة ومطبعة محمد على صبيح .
[/align]
تعليق