محاولة في الكشف عن زمن الشعر .. بقلم:مهند الياس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مهند الياس
    أديب وكاتب
    • 09-10-2009
    • 48

    محاولة في الكشف عن زمن الشعر .. بقلم:مهند الياس

    محاولة في الكشف عن زمن الشعر ... بقلم: مهند الياس
    - زمن الشعر .. هو زمن الشاعر ذاته -
    .. وبهذا التقييم الذي لايقبل الجدل ، يدفعنا الفضول الى التوقف ازاء موقف الشاعر - اي شاعر - من المرحلة التي تنتصب فيها قامته ، وبحاول صوته
    ان يتغلغل عبر المدارج ليكون (صداه) مؤثرا وفاعلا ، بالقدر الذي يؤرخ له ، والذي يسجل له في ذات الوقت احقية الاحتواء لزمنه الذي تحدده معاييره واحكام ابعاده .
    .. فعندما ظهرت ( الارض الخراب) ل(ت.س.اليوت) عام 1922 ـ سرعان ما اعطته الزعامة كشاعر وقوبلت من قبل معاصريه بالتهليل بوصفها قصيدة الجيل الذي اضنته الحرب، وبذلك خلع عنه ثوب (النقد)
    الذي عرف به ومارسه ، فكانت - قصيدته - الصورة التي لاتفارق فاصلة الزمن الذي احدثته ، وما ترك وقعها على معاصريه من النقاد ، اذ كان لتصويب مؤشرات مرحلته قتاعة لازمة لتحديثها وستكشاف زمن واقع لها لابد منه ، وكذلك عندما كتب - ارشيبالد مكليش - قصيدته الشهيرة في ( فن الشعر) والتي اعلن فيها وبمواجهة عنيفة لنقاد عصره بان ( حسب القصيدة ان تكون .. لا ان تعني) .. حيث حوا فبها ان يؤكد بان مرحلته قد بأت فعلا على انقاض افكار المتقدمين من رواد جيله ، وترك الحوار قائما لخيارات الاخرين من بعده ..!
    .. ان حالة كهذه ، دفعتني للولوج الى مرحلة الزمن الذي اثارت فيه جموده وحركت صورته البطيئة قصيدة - انشودة المطر - لشاعرنا السياب ، وفي الوقت المحدد لها ان تكون ( نشرت عام 1954 في مجلة الاداب البيروتية) .. فغيرت مسارا باكمله ، بل احتكرت مرحلة بصوتها المتميز المعلن ، ودارت حولها حركة شعرية ذات خصوصية متفردة ، وكذلك وضعت حدا لااسئلة الشعر العربي المعاصر ، حيث دخلت ضمن المنهج الجدلي المقدي الحديث ، وتوقفت ازاء شرط تأريخي حاسم.
    ان مقياس ما ا احدثته ( انشودة المطر) .. هو مقياس زمني اعطى للقصيدة العربية الجديدة ولادتها في النموذج المتكيف لاختزال تخوم اللغة ( الجامدة) ، والخروج منها نحو تفاصيل تقنيتها المرنة والواسعة ، وكذلك تفجير حالات الاستيعاب الضيقة التي اصابها ومن خلال حماقة المتزمتين لعا ..!
    * ياترى ، كيف وثقت ( انشودة المطرالسيابية) زمنها شعريا فحسب ،، ام كونها احتفلت بكسرطوق المألوف الشعري ..؟
    يقول الناقد الياس خوري عن القصيدة الزمن (( انها قصيدة نموذجية للدراسة ، فهي تشكل نموذجا لبدايات الشكل الشعري الجديد ، تزاوج بين الغنائية والابعاد المتعددة ، نموذج الرمز في قالب اصطلاحي - اساسي - الرمز التموزي ، ثم تقوم في الوقت نفسه بحمل ابعاد الحركة الاجتماعية على كل المستويات ، والسياسية وبخاصة ، انها ليست قصيدة واقعية بمعنى
    بروز المصطلح السياسي وتغليبه على جميع عناصر القصيدة في علاقة احادية الجانب تتركب في معادلة بسيطة من طرفين ، لكنها في الوقت نفسه ، تبرر سمات (واقعية) ، عبر دمج الرمز التموزي بالحياة المعاصرة ) ان ما يكشفه الخوري ضمن تحديد ( قيمة) القصيدة ، وبالشكل الموجز هنا ، بوصفها - نموذجا لبدايات الشكل الشعري - هو ما نود البحث فيه ، واستدراك معطياته .. فالقصيدة كشفت عن موقعها الزمني الذي لم يتجاوزه حدث شعري معين ، فرسمت بذلك وضعها الختامي كبداية لمنطلق تنظيري
    جديد اغفله معظم الشعراء المحدثون ، فولادنها جاءت معبرة عن فك الحصار عن تخالطات الاصوات الشعرية التي اهتمت بالنسق الشعري الذي خضع لعلمل التأثر والتأثير دون تحديد الى مستوى ( الانشودة) ذاتها ..!
    لقد حاول السياب في هذه القصيدة ، ان يعطي الزمن حيويته القصوى ، وان يتشبث بتلابيبه منطلقا من مرحلته وهي مرحلة عصيبة اذا ما قيست مع غيرها ، لذلك جاء صوته مستغرقا متحديا يحمل عبر كشفه ، زمنه الشعري الذي ارتضاه هو .. فكانت (الانشودة) ، الزمن الذي احتاطه واحتفل به يعد ان احسه تماما وحين - يبدأ الاحساس بالزمن في اعماق الشاعر منبثقا من اللحظة الجضارية التي يحياها مدركا وواعيا .. يثير تجارب الواقع مواقف لابد منها بكل ابعادها واشكالها فتصبح القضية ، قضية التزام بمشكلة مصيرية تحدد وجوده مع الاخرين - ..!
  • أحمد أنيس الحسون
    أديب وكاتب
    • 14-04-2009
    • 477

    #2
    شكراً أستاذ مهند لهذا التقديم المهم.

    نطمح بالمزيد فلا تبخل علينا.

    دمت بخير أخي
    sigpicأيها المارون عبر الكلمات العابرة ..

    اجمعوا أسماءكم وانصرفوا
    آن أن تنصرفوا
    آن أن تنصرفوا

    تعليق

    • مهند الياس
      أديب وكاتب
      • 09-10-2009
      • 48

      #3
      احمد انيس الحسون

      الاستاذ احمد انيس الحسون

      تحيتي .. واقول لك سوف لن ابخل عليك
      لك مني وردة

      مهند

      تعليق

      • محمد ثلجي
        أديب وكاتب
        • 01-04-2008
        • 1607

        #4
        جميل جدا أخي مهند الياس هذا البحث الموضوعي والمقارنة التي عملت عليها بين نص اليوت ونص السياب وكلاهما شكلا منعطفاً حاداً وهاماً في بنية القصيدة الحديثة وسياقها ومدلولها الذي يتسع باتساع الفجوة بين التقليد والتجديد ..

        محبتي وتقديري
        ***
        إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
        يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
        كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
        أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
        وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
        قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
        يساوى قتيلاً بقابرهِ

        تعليق

        • مهند الياس
          أديب وكاتب
          • 09-10-2009
          • 48

          #5
          الاستاذ محمد ثلجي

          محمد ثلجي

          ملاحظتك قيمة .. انك ناقد
          لنا لقاء
          تحيتي ..

          مهند

          تعليق

          يعمل...
          X