[align=justify]
[/align]
جاء الإسلام وكان من أهم أهدافه الإنسانية توحيد البشرية تحت لواء واحد وقومية واحدة هي القومية الإسلامية فكان الهم الأكبر للإسلام القضاء على نزعتين هما الباعث الأول على التناحر بين الشعوب وقيام الأزمات والحروب ؛ النزعة القبلية والنزعة الشعوبية ...
كانت القبائل في الجزيرة العربية تسيطر عليها نزعة الزعامة ونعرة العرق والرغبة في التفاخر والتعالي ثم كانت الشعوب تسيطر عليها نعرة التسامي والتكبر فكل عرق يرى في نفسه السمو والارتقاء على بقية الشعوب فنجح الإسلام أولا في صهر الفرقة القبلية بين قبائل العرب حتى التحمت وأصبحت نسيجا واحدا فلم نسمع بعد دخول العرب في الإسلام أحدا يرتد إلى التباهي بما كان عليه قبل الإسلام ... بل كان المسلمون الأوائل يتبرأون مما كان أهليهم عليه قبل الإسلام فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم نسمع به أبدا يمجد عمه أبا لهب وهو عمه بل إن النبي تلا على المسلمين نصا قرآنيا يلعن عمه ويتوعده بالنار وكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يضرب للمسلمين مثلا بضرورة الانتساب للقومية الجديدة التي تحدو بالناس إلى توحيد الجنس البشري ودفعه إلى أن ينطلق من منطلق واحدٍ ولم نسمع يوما عمر بن الخطاب - مثلا - يمجد الخطاب بن نفيل أباه بل إن عمرا لم يكن يتباهى بمواقف حياته التي قضاها خارج حظيرة الإسلام وكأنه كان يسعى إلى إخفائها ومحوها من سجلات التاريخ ... وكان من نتاج ذلك أن توحد المسملون في وحدة واحدة وتحركوا يجوبون الأرض حتى نشروا الإسلام في مختلف أرجائها فنجد الدولة الإسلامية بعد ما يقرب من مائة وثلاثين عاما تملك حدود الدنيا من مشارف الصين شرقا إلى أسبانيا والبرتغال غربا ...
هنا تنبه عالم الغرب إلى أن القوة الحقيقية لذلك المارد تكمن ليس في قوته الفكرية أو العسكرية فقط وإنما مبعث تلك القوى جميعها يستند إلى تلك الوحدة ... فحين صرخت المرأة العربية في الشام قائلة " وا معتصماه " كانت رسالة المعتصم من العراق " من أمير المؤمنين المعتصم بن هارون الرشيد إلى كلب الروم - يقصد إمبراطور الدولة الرومانية - والله لئن لم تطلق سراح المرأة العربية لأرسلت لك جيشا أوله عندك وآخره عندي " جيش أوله في روما وآخره في بغداد ... فمن الذي سيجمع هذا الجيش وما القوة التي تستطيع أن تحرك هذا الكم من البشر من أجل نخوة امرأة عربية استغاثت في الشام ... إن ذلك الجيش كان سيتم تجميعه من بلاد فارس شرقا إلى البرتغال غربا بكلمة واحدة هي " حي على الجهاد " فقط حي على الجهاد تجمع كل تلك العرقيات التي أذابها الإسلام وجعلها عرقا واحدا يتحرك من أجل امرأة واحدة أهينت على يد الروم ... هذا هو المكمن الحقيقي لقوة هؤلاء البشر ...
من هنا سعى العقل الغربي إلى ضرب المسلمين في قلب هذه القوة ويكون ذلك ببث روح الشعوبية مرة أخرى بين المسلمين وتغذية تلك النعرة فهذا فرعوني وذاك أمازيغي وتلك آشورية وذاك بربري وهؤلاء عرب خُلَّص من الجزيرة العربية وأولئك ساسان " فرس " وللأسف نجح ذلك الفكر في أن يستشري في جسد العقلية الإسلامية الموحدة فظهرت النزعة الشعوبية في منتصف العصر العباسي ولم تلبث أن تجسدت في تفكيك تلك الوحدة فلم تمض ستة قرون على الهجرة حتى وجدنا عصر الدويلات وانتشار تيار الشعوبية ... بل عادت العداوة تسري بين تلك الشعوب وكل منها يرفع لواء قوميته قبل الإسلام وينسى أنه مسلم ... ولم يكتف الفكر الغربي بهذا بل امتد عبر التاريخ حتى عصرنا الحديث فالقومية الإسلامية منذ انهيارها في المنتصف الثاني من العصر العباسي ومحاولة قيامها على يد العثمانيين وانهيارها مرة أخرى مع الحركة الاستعمارية الحديثة ولكن هناك قومية صغرى كانت هي النواة الأولى لقيام القومية الإسلامية وهي تسعى إلى التوحد على مشارف العصر الحديث وهي القومية العربية .. إذن فلتضرب تلك القومية حتى لا تقوم للإسلام قائمة ... هكذا فكر الغرب ونجح في تحقيق ما أراد وأصبح اليوم التباهي بيننا ليس بكوننا أصحاب قومية إسلامية أو حتى عربية بل عدنا منا من يقول أنا ( فرعوني ) والفراعين كانوا كفارا ومنا من يقول أنا " ساساني " والساسان كانوا من عباد النار كفارا ومن يقول أنا " بربري " والبربر هم سكان شمال إفريقية قبل دخولهم الإسلام ... بل بدأ الأمر يتفشى في كل قومية جزئية فنجد المصريون فيما بينهم هذا يقول أنا سكندري والآخر يقول أنا صعيدي والثالث يقول أنا نوبي بل قمنا بمساعدة المستعمر بأكثر مما كان يطمح فكنا كرماء معه فكرسنا الشقاق على مستوى الأحياء السكنية ونحن ذاهبون إلى إهداء المستعمر الهدية التي ما كان ليحلم بها لولا غباؤنا حيث سنتصارع قريبا على مستوى العائلة فتصبح قوميتنا هي القومية العائلية والأسرية
إن ما حدث بالأمس بين المصريين والجزائريين ما هو إلا سعينا دون وعي إلى تحقيق ما يصبو إليه المستعمر الغربي البغيض ورغبته الحثيثة في استغلال كل شيء حتى يشعل نار الفتنة فمنذ قليل سمعنا أن إيران تبني ترسانة حربية لاحتلال بقية البلاد الإسلامية فتحولنا جميعا إلى المساهمة في هدم المشروع النووي الإيراني ثم سمعنا أن السعودية تبني قدراتها العسكرية لضرب اليمن فزادت الكراهية ثم ذاع بين الأشقاء السودانيون أن مصر تستأثر بالحصة الأكبر من مياه النيل فزاد الأشقاء في السودان رغبة في الانتقام من مصر وحرمانها من ماء النيل ...
واليوم يستغلون مباراة رياضية التف حولها الملايين حتى يشعلوا نار الفتنة ونحن للأسف الشديد نطاوعهم ونسير في ركابهم وتحول الأمر إلى حرب بين الفراعنة والأمازيغ .... ونسي كل منهما أنه يقابل مسلما أخاه في لقاء ترفيهي وليس لقاءا حربيا ... وعما قريب سوف أدعو أحد أشقائي السعوديين فنلعب سويا مباراة في الشطرنج فنجد في صبيحة اليوم التالي السعودية تعلن الحرب على مصر لأن سعوديا يلاعب أخاه المصري الشطرنج بل ربما في القريب العاجل يدعوني شقيق مغربي على العشاء فأجد الحكومة المصرية ترفع حالة التعبئة في قواتها المسلحة والحكومة المغربية تعلن حالة التأهب القصوى
حرام حرام أيها المسملون ... إنكم هكذا تُسَلِّمون رقابنا للأعداء دون ثمن
كانت القبائل في الجزيرة العربية تسيطر عليها نزعة الزعامة ونعرة العرق والرغبة في التفاخر والتعالي ثم كانت الشعوب تسيطر عليها نعرة التسامي والتكبر فكل عرق يرى في نفسه السمو والارتقاء على بقية الشعوب فنجح الإسلام أولا في صهر الفرقة القبلية بين قبائل العرب حتى التحمت وأصبحت نسيجا واحدا فلم نسمع بعد دخول العرب في الإسلام أحدا يرتد إلى التباهي بما كان عليه قبل الإسلام ... بل كان المسلمون الأوائل يتبرأون مما كان أهليهم عليه قبل الإسلام فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم نسمع به أبدا يمجد عمه أبا لهب وهو عمه بل إن النبي تلا على المسلمين نصا قرآنيا يلعن عمه ويتوعده بالنار وكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يضرب للمسلمين مثلا بضرورة الانتساب للقومية الجديدة التي تحدو بالناس إلى توحيد الجنس البشري ودفعه إلى أن ينطلق من منطلق واحدٍ ولم نسمع يوما عمر بن الخطاب - مثلا - يمجد الخطاب بن نفيل أباه بل إن عمرا لم يكن يتباهى بمواقف حياته التي قضاها خارج حظيرة الإسلام وكأنه كان يسعى إلى إخفائها ومحوها من سجلات التاريخ ... وكان من نتاج ذلك أن توحد المسملون في وحدة واحدة وتحركوا يجوبون الأرض حتى نشروا الإسلام في مختلف أرجائها فنجد الدولة الإسلامية بعد ما يقرب من مائة وثلاثين عاما تملك حدود الدنيا من مشارف الصين شرقا إلى أسبانيا والبرتغال غربا ...
هنا تنبه عالم الغرب إلى أن القوة الحقيقية لذلك المارد تكمن ليس في قوته الفكرية أو العسكرية فقط وإنما مبعث تلك القوى جميعها يستند إلى تلك الوحدة ... فحين صرخت المرأة العربية في الشام قائلة " وا معتصماه " كانت رسالة المعتصم من العراق " من أمير المؤمنين المعتصم بن هارون الرشيد إلى كلب الروم - يقصد إمبراطور الدولة الرومانية - والله لئن لم تطلق سراح المرأة العربية لأرسلت لك جيشا أوله عندك وآخره عندي " جيش أوله في روما وآخره في بغداد ... فمن الذي سيجمع هذا الجيش وما القوة التي تستطيع أن تحرك هذا الكم من البشر من أجل نخوة امرأة عربية استغاثت في الشام ... إن ذلك الجيش كان سيتم تجميعه من بلاد فارس شرقا إلى البرتغال غربا بكلمة واحدة هي " حي على الجهاد " فقط حي على الجهاد تجمع كل تلك العرقيات التي أذابها الإسلام وجعلها عرقا واحدا يتحرك من أجل امرأة واحدة أهينت على يد الروم ... هذا هو المكمن الحقيقي لقوة هؤلاء البشر ...
من هنا سعى العقل الغربي إلى ضرب المسلمين في قلب هذه القوة ويكون ذلك ببث روح الشعوبية مرة أخرى بين المسلمين وتغذية تلك النعرة فهذا فرعوني وذاك أمازيغي وتلك آشورية وذاك بربري وهؤلاء عرب خُلَّص من الجزيرة العربية وأولئك ساسان " فرس " وللأسف نجح ذلك الفكر في أن يستشري في جسد العقلية الإسلامية الموحدة فظهرت النزعة الشعوبية في منتصف العصر العباسي ولم تلبث أن تجسدت في تفكيك تلك الوحدة فلم تمض ستة قرون على الهجرة حتى وجدنا عصر الدويلات وانتشار تيار الشعوبية ... بل عادت العداوة تسري بين تلك الشعوب وكل منها يرفع لواء قوميته قبل الإسلام وينسى أنه مسلم ... ولم يكتف الفكر الغربي بهذا بل امتد عبر التاريخ حتى عصرنا الحديث فالقومية الإسلامية منذ انهيارها في المنتصف الثاني من العصر العباسي ومحاولة قيامها على يد العثمانيين وانهيارها مرة أخرى مع الحركة الاستعمارية الحديثة ولكن هناك قومية صغرى كانت هي النواة الأولى لقيام القومية الإسلامية وهي تسعى إلى التوحد على مشارف العصر الحديث وهي القومية العربية .. إذن فلتضرب تلك القومية حتى لا تقوم للإسلام قائمة ... هكذا فكر الغرب ونجح في تحقيق ما أراد وأصبح اليوم التباهي بيننا ليس بكوننا أصحاب قومية إسلامية أو حتى عربية بل عدنا منا من يقول أنا ( فرعوني ) والفراعين كانوا كفارا ومنا من يقول أنا " ساساني " والساسان كانوا من عباد النار كفارا ومن يقول أنا " بربري " والبربر هم سكان شمال إفريقية قبل دخولهم الإسلام ... بل بدأ الأمر يتفشى في كل قومية جزئية فنجد المصريون فيما بينهم هذا يقول أنا سكندري والآخر يقول أنا صعيدي والثالث يقول أنا نوبي بل قمنا بمساعدة المستعمر بأكثر مما كان يطمح فكنا كرماء معه فكرسنا الشقاق على مستوى الأحياء السكنية ونحن ذاهبون إلى إهداء المستعمر الهدية التي ما كان ليحلم بها لولا غباؤنا حيث سنتصارع قريبا على مستوى العائلة فتصبح قوميتنا هي القومية العائلية والأسرية
إن ما حدث بالأمس بين المصريين والجزائريين ما هو إلا سعينا دون وعي إلى تحقيق ما يصبو إليه المستعمر الغربي البغيض ورغبته الحثيثة في استغلال كل شيء حتى يشعل نار الفتنة فمنذ قليل سمعنا أن إيران تبني ترسانة حربية لاحتلال بقية البلاد الإسلامية فتحولنا جميعا إلى المساهمة في هدم المشروع النووي الإيراني ثم سمعنا أن السعودية تبني قدراتها العسكرية لضرب اليمن فزادت الكراهية ثم ذاع بين الأشقاء السودانيون أن مصر تستأثر بالحصة الأكبر من مياه النيل فزاد الأشقاء في السودان رغبة في الانتقام من مصر وحرمانها من ماء النيل ...
واليوم يستغلون مباراة رياضية التف حولها الملايين حتى يشعلوا نار الفتنة ونحن للأسف الشديد نطاوعهم ونسير في ركابهم وتحول الأمر إلى حرب بين الفراعنة والأمازيغ .... ونسي كل منهما أنه يقابل مسلما أخاه في لقاء ترفيهي وليس لقاءا حربيا ... وعما قريب سوف أدعو أحد أشقائي السعوديين فنلعب سويا مباراة في الشطرنج فنجد في صبيحة اليوم التالي السعودية تعلن الحرب على مصر لأن سعوديا يلاعب أخاه المصري الشطرنج بل ربما في القريب العاجل يدعوني شقيق مغربي على العشاء فأجد الحكومة المصرية ترفع حالة التعبئة في قواتها المسلحة والحكومة المغربية تعلن حالة التأهب القصوى
حرام حرام أيها المسملون ... إنكم هكذا تُسَلِّمون رقابنا للأعداء دون ثمن
[/align]
تعليق