
تتقاطر في بالي الافكار تباعا دائما بعد كوب شاي ساعة الصباحية وانا قاعد على البلكونة اتصفح ايميلي او اقرأ جرنال او اراجع حاجة او متأمل للطبيعة..وخطر في بالي سؤال لم ادر كيف قفز الى قشرتي الدماغية..هل غادرنا عهد الجاهلية الاولى والعصبية المفرطة؟؟ هل التكنلوجيا والتطور الفكري والحضاري غيرا منا شيئا ؟؟ هل الاسلام فعلا غيرنا ام ارتددنا حضاريا الى ما قبله ولم نرتد ايمانيا؟؟؟ وهنا بدأ الصداع ..وهنا تكلم الضمير فقال :
زمان قبل ايام سيدنا محمد ص كانت القبيلة تغير على القبيلةلاسباب النفوذ اولاسباب عشائرية بحتة
فقلت للضمير : ماتنساش داحس والغبراء والبسوس ها ماتنساش او تعمل حالك ناسي
فقال لي الضمير : احيه ..احيه ..الناس تهجم على بعضهاوتشتم بعض في التلفزيون وفي الشارع لاجل حتة بلاستك لا راحت ولا جت يا دكتور يامحترم..( الضمير يغضب ويعلي صوته عليه)
..زمان الضعيف حقه متاكل ..وجا سيدنا محمد ص رد المظالم ورجعنا بعديه ناكل حقوق بعض على بعض لحد ما ضاع الكل والبعض..دي مش جاهلية يا دوك؟؟
فأجيب يعني ..
الضمير : يعني ؟!!! طب خد دي ...زمان كانت النساء ارخص سلعة عند الانسان ..اما تعتبر كغنيمة من غنائم الحرب او تورث كما تورث قطعة الاثاث او تباع في الاسواق بسوق النخاسة ..هل وجدت فرقا ؟؟ فقط غيرنا سوق النخاسة الى الفديو كليب وشوية قنوات فضائية ..واصبحت الحرمة لاتأمن السير في الشوارع ايام العيد ..((يحدق بي ضميري لينتزع اجابة الاقتناع من وجهي فيكمل )) ..
الصدق يا دكتور لو عدنا لنقرأ سيرة المصطفى ص , كانت سلعة نادرة ايام الجاهلية لدرجة ان الرسول ص كان يلقب بالصادق الامين وكأنه شذ عن قاعدة حينها..ولكن جاهليتنا اختلفت شوية لا بل زادت ..لم نعد في حاجة للصدق ..سلعة بطالة ..والكذب احسن حاجة ..واكذب لحد ما الناس تصدقك يا عم الحج ..
الى هنا توقف الضمير عن السرد..فقد صدعني هذا الصادق ..اعرف صوتي عندما افكر ويكون ضميري هو المحرك.لايختلف عن صوت الشيطان الا في صعود الادرينالين وفي نبرة الصوت الدافئة..اجمل شيء تعلتمه هو كيف اميز صوت نفسي من صوت الشيطان ومن صوت الضمير...ههههه خبرة الحياة الدنيا
جرعة من كلمات تامات كافيات لاقناعي باننا عدنا الى الجاهلية الاولى ...
وعدت الى ملتقى الادب الساخر لكي اقول لكم وابتسامة عريضة تملأ وجهي
((يا حلاوة يا ولاد ..مش احنة طلعنا عايشين في الجاهلية ...زغردي يا م عباس زغرطي يا اختي .. حيرجعوا سوق النخاسة ))
تحياتي واعتذاري
تعليق