أهل الأرض
علت أصوات الأطفال المحاصرين برا وبحرا وجوا، بالطائرات والمدرعات والسفن الحاملة للطائرات، وبالجوع والمرض والخوف التي تقتحم البيوت ، على مرأى من العالم المتحضر، الغارق بالديموقراطية ، والقوة والجنس، وامتزجت أصواتهم مع أصوات الأطفال الذين قتلتهم القنابل الإنسانية، على مقاعد الدراسة ،وفي الملاجئ، تصرخ طلبا للطعام والإسعاف والإغاثة، وملأت الفضاء، وارتفعت إلى طبقاته العليا، حتى وصلت أسماع الملاك جبريل في آخر السموات، فاهتزت مشاعره، ورق قلبه وتعكرمزاجه، ولم يعد يستطيع
أن يبلع الصمت فتساءل:
- أين أهل الأرض!!!؟؟
ولما لم يكن من مجيب، استشاط غيضا وغضبا، وقرر أن يأخذ الأمر ليديه، ويعالجه شخصيا فأفرد
جناحيه، وركب متن الريح، وطار في الفضاء، محلقا فوق رؤوسنا، يفتش عن أسباب الضعف في إنسانيتنا، وحضارتنا التي تنعم بها الأرض وقسم من الفضاء، ونحن لاهون، فصال وجال، وزار أرقى مدننا، وجامعاتنا، وأماكن لهونا كالورد دزني، واليورودزني، وكرنفالاتنا، ودور الأُوبرا في عالمنا ألأول والثاني والثالث، وزار مؤتمراتنا واحتفالاتنا، ولم يترك بؤرة يجتمع فيها اثنان، حتى لو كانا زوجا وزوجة، في غرفة نومهما ، وكل ذلك في أقل من شهر سجن في سجوننا التي تحولت إلى مدارس وجامعات ودور إصلاح!!
ولما عاد إلى سمائه العليا، كان يائسا، بعكس طبعه المتفائل الذي يرى الخير أوسع من الشر في أركان
الأرض، فرفض أن يقابل أحدا من المسؤولين عنه من الملائكة أو المسؤول عنهم، واتخذ له ركنا مظلما مهجورا من أركان الفضاء الذي ضاق في نظره، وأخذ يأكل في بعضه، وهو لا يحسّ بالملائكة الذين قلقوا لحاله ، فأحاطوا به ليواسوه، وعندما أحسّ بهم، سألوه عن سبب تحوّله، وعمّا وجد على سطح الكوكب المتحضر، المستقرّ على حدّ علمهم ، بعد أن رفض الحروب، وانكمشت أطماع أهله، فألغوا الاستعمار، وحرّموا الاحتلال، وحرروا العبيد، والغوا العبودية وواد البنات، فقال:
رأيت رجالا يغتالون نساءهم في الصباح، ويأكلون لحم بناتهم في المساء،
ونساء يرمين أبناءهن في براميل القمامة في أنصاف الليالي، ويذهبن للصلاة في الصباح،
وأبناء يولدون أمواتا، ويبحثون عن شباب بلا قيود، أو وطن.
وشبابا يلهث وراء الحياة، بنفسجية أو حمراء، بلون الدم،
وحياة مرهقة تئن من غباء الزعماء
وزعماء يخنقون الآمال في أرحامها، ثم يبيعون الأرض لمن يدفع أكثر
وأرضا تبحث عن حجارة صغيرة تحررها من غرور الديموقراطية وغطرسة القوة
وحجارة تبحث عمن يكتب تاريخا غير مزيف
وتاريخا باعته الشعوب، بعد أن سرقت الريح أحلامها
وشعوبا تبحث عن أحلامها التي ضاعت مع الحق في الظلام
وأحلاما تركض في الظلام بحثا عن ضوء القمر
وقمرا يلهث وراء الغيوم، وبين النجوم يفتش عن الشمس
وشمسا تفتش عن الشرق الذي اختلط بالغرب فلم يعد شرقا
وغربا له يركع مبهورا بصفاء الظلام الذي نشرته حضارة الإنسان
وظلاما يفتش عن أطفال ولدوا حديثا، او لا زالوا في الأرحام، ليُجري عليهم آخر ابتكاراته القاتلة التي تتلقح وتولد في أرحام مصانعه المخفية في بطون الجبال التي يعمل بها أُناس راقون حضاريون،وديموقراطيون جدا جدا
أن يبلع الصمت فتساءل:
- أين أهل الأرض!!!؟؟
ولما لم يكن من مجيب، استشاط غيضا وغضبا، وقرر أن يأخذ الأمر ليديه، ويعالجه شخصيا فأفرد
جناحيه، وركب متن الريح، وطار في الفضاء، محلقا فوق رؤوسنا، يفتش عن أسباب الضعف في إنسانيتنا، وحضارتنا التي تنعم بها الأرض وقسم من الفضاء، ونحن لاهون، فصال وجال، وزار أرقى مدننا، وجامعاتنا، وأماكن لهونا كالورد دزني، واليورودزني، وكرنفالاتنا، ودور الأُوبرا في عالمنا ألأول والثاني والثالث، وزار مؤتمراتنا واحتفالاتنا، ولم يترك بؤرة يجتمع فيها اثنان، حتى لو كانا زوجا وزوجة، في غرفة نومهما ، وكل ذلك في أقل من شهر سجن في سجوننا التي تحولت إلى مدارس وجامعات ودور إصلاح!!
ولما عاد إلى سمائه العليا، كان يائسا، بعكس طبعه المتفائل الذي يرى الخير أوسع من الشر في أركان
الأرض، فرفض أن يقابل أحدا من المسؤولين عنه من الملائكة أو المسؤول عنهم، واتخذ له ركنا مظلما مهجورا من أركان الفضاء الذي ضاق في نظره، وأخذ يأكل في بعضه، وهو لا يحسّ بالملائكة الذين قلقوا لحاله ، فأحاطوا به ليواسوه، وعندما أحسّ بهم، سألوه عن سبب تحوّله، وعمّا وجد على سطح الكوكب المتحضر، المستقرّ على حدّ علمهم ، بعد أن رفض الحروب، وانكمشت أطماع أهله، فألغوا الاستعمار، وحرّموا الاحتلال، وحرروا العبيد، والغوا العبودية وواد البنات، فقال:
رأيت رجالا يغتالون نساءهم في الصباح، ويأكلون لحم بناتهم في المساء،
ونساء يرمين أبناءهن في براميل القمامة في أنصاف الليالي، ويذهبن للصلاة في الصباح،
وأبناء يولدون أمواتا، ويبحثون عن شباب بلا قيود، أو وطن.
وشبابا يلهث وراء الحياة، بنفسجية أو حمراء، بلون الدم،
وحياة مرهقة تئن من غباء الزعماء
وزعماء يخنقون الآمال في أرحامها، ثم يبيعون الأرض لمن يدفع أكثر
وأرضا تبحث عن حجارة صغيرة تحررها من غرور الديموقراطية وغطرسة القوة
وحجارة تبحث عمن يكتب تاريخا غير مزيف
وتاريخا باعته الشعوب، بعد أن سرقت الريح أحلامها
وشعوبا تبحث عن أحلامها التي ضاعت مع الحق في الظلام
وأحلاما تركض في الظلام بحثا عن ضوء القمر
وقمرا يلهث وراء الغيوم، وبين النجوم يفتش عن الشمس
وشمسا تفتش عن الشرق الذي اختلط بالغرب فلم يعد شرقا
وغربا له يركع مبهورا بصفاء الظلام الذي نشرته حضارة الإنسان
وظلاما يفتش عن أطفال ولدوا حديثا، او لا زالوا في الأرحام، ليُجري عليهم آخر ابتكاراته القاتلة التي تتلقح وتولد في أرحام مصانعه المخفية في بطون الجبال التي يعمل بها أُناس راقون حضاريون،وديموقراطيون جدا جدا
تعليق