مروان .. هل تسمع صوت رفيفي
(في ذكرى الانتفاضة العملاقة أقف عند رمز من شهدائها: أخي مروان حسين كراز)
(في ذكرى الانتفاضة العملاقة أقف عند رمز من شهدائها: أخي مروان حسين كراز)
شعر/ د. عبد الله حسين كراز
مروانُ يا سيدَ الخُلد فينا
هل ذقتَ طعم الكَرى رَشفاً
أم كنت تحلم أن تبعث الأرضُ حورا
يلبسنَ أثواب عُرسك الأغلى
فاقهرْ سواد الأُلى قد أسالوا عطراً كمسكِ مائكْ
واظهرْ لهم برقاً يبدِّد ريحَهم وتصعدْ
توشّح بثوب الأُلى قد سبقوك نحو العلا
يا سيد الإعصارِ المدوِّي
قفْ عند لحدك أو نار سحركْ
واسردْ علينا ما كان البحرُ يلقي من موج ناركْ...
مروان يا بن الأصل الفلسطيني
ويا بن أسماء قد كتبتْ حروفاً بعطر موتكْ...
مروان يا بن البحر الفلسطيني
هل تسمعُ صوت رفيفي!؟
أم ترتيلي وأنا أهوى جنانَ لحدكْ!...
الأرضُ فيك حبلى والشمسُ لا ترحلْ
كالأنبياء بعباءاتِ الحُور السواقي...
مروان يا بن البر الفلسطيني
لنا برُّنا بحرٌ فيه ما نشتهي
والموتُ كأسٌ فيها سحرُ الخلود .. خلودِكْ
في الموتِ إلهامٌ يصعد نحو سمائك
فهل يعلمُ "موسى" أنك تحيا فينا اليوم أكثر؟!
أو يعلم أنك في برنا وبحرنا
كعنقاءَ لم تمنعها رياحُ "كسرى"
أن تلهو في فضاءاتِ غزة...
مروان نم حيث شاءت دماؤكْ
فاليوم سمائي تصرخ في وجوه تتفتقْ
موجاً لا يقبل الصمت ولا عنفَ الدُّجى...
أخيراً .. أخيراً تأتي صعوداً
يقيناً سنلقي السلام يقيناً
لتبقى بكفي يميناً
صحفٌ لفجرٍ يتخلقْ
وسيفٌ من لحمِ ثرانا مشحوذ..
وتبقى بكفي يميناً
زهورٌ لم تفقدْ بعدُ بريقَها
وسهمٌ في خاصرة الليل الموَّلي
وتبقى لنا في القدسِ التي غنينا لها
نشيداً لمن ساروا نحو سماءٍ أنت اليوم فيها
فخذْ نصَّ آياتي
ودعْ لي سماءً تغطي سمائي...
1998م
تعليق