
القرب من ذات الجمال حياتي ... بالروح لا بالعين ذوق كلماتي
كنا قد أعلنا مسبقا عن ميلاد جمهورية منتداستان و وعدناكم بتقارير إخبارية منها .
و إليكم التقرير الأول .
كان ياما كان في جمهورية منتداستان
و التي تمتد حدودها الجغرافية من الفيس بوك شرقا
و الهوت ميل غربا و الياهو شمالا و جوجل جنوبا .
و يقسمها خط الإستواء من النصف تماما
و لو مش مصدق روح قيس بنفسك
، و تطل هذه البلدان على نهر النيل من الشبـاك
و البحر الأحمر من البلكونة و كذلك على المحيط الأطلسي من فوق السطوح .

و لهذه البلدان مواسم و أعياد رسمية كباقي البلدان و لها من العادات و التقاليع ما يميزها عن سائر جيرانها . إلا أن السمة الغالبة للسواد الأعظم فيها هي الإبداع في كل شيئ . حتي في اللاشيئ .
فعندهم اللاشيئ من أهم الأعياد المقدسة و التي تقام فيه الأفراح و تتجمع فيه الأعراس و تتزاوج فيه بنات الأفكار بصلب الموضوعات . و يأتي على مقدمة العادات في هذه البلدان عادة الــ كريكيلم و الكريكيلم هي عادة منتداستية قديمة تعود للأسرة العشرين قبل الميلاد و للأسرة الخامسة عشر بعد السبوع و للأسرة الخامسة بعد الفطام من الرضاعة و فيها يقوم الجمهور المنتداستاوي
بتجرع الكلام مثل الجمال كريكيلم .

و كذلك تقدم في هذه العادة أقداح الشاي بالقرنفل و أكواب القهوة بالبن ترطيبا على قلب الجمهور .
و مع توالي السنوات و توسع مستعمرات الجمهورية كان من الطبيعي أن تشتري منتداستان قطع الأرض المجاورة لتوسيع رقعتها لتشمل كل الجلاليب المقطوعة بإعتبار أن الرقعة تصلح للجلباب المقطوع .
و قام رئيس جمهورية منتداستان بتقسيمها الى محافظات
و أعلن فيها الإدارة اللامركزية حتى يتمكن رئيس كل محافظة من إدارة محافظته بشكل سريع في حالة نوم أو إجازة أو طفشان رئيس الجمهورية من الشعب ووجع الدماغ .

و في السنوات الأخيرة و نظرا لتزايد السكان وفشل كل أنواع وسائل تنظيم الأسرة بإمتياز أصبح لشعب منتداستان صفات و أخلاق جديدة تميل نحو العنف و التفرقة و يصبح الفرد من الجمهور كالنار إن لم يجد ما يأكله يأكل نفسه . و محدش بيتحمل حد و كله بيخبط في كله .
لذلك قامت الأحزاب و الجمعيات و الشلل و تكاثرت بطريقة كبيرة . فمنهم من يقوم بعمل حزب على أنقاض حزب آخر و شلة على جسد شلة أخرى و جمعية على بقايا جمعيية أخرى .
و ما كان من رئيس الجمهورية إلا أن ترك الجميع يقترحون و يتحزبون كما شاءوا و لسان حاله يقول
فليخبطوا برؤوس بعضهم أحسن من الخبط في رأسي .

و أصبحت شوارع منتداستان مليئة باليفط و الإعلانات تطالب الجمهور بالإنضمام للأحزاب و الجمعيات .
و كذلك التسابق لحشد أكبر قدر من المؤيدين للحزب أو الجمعية . في كل مكان يفاجئ الزائر بلافته تخبطه على أم رأسه إما بالإنضمام أو المشاركة في الجمعية أو الحزب .
و أصبحت معظم اللافتات تنادي بالحرية في التكسير
و التعبير و الفطير المشلتت و المعجون بجمعيات الغير .
و هناك العديد منها كاللهو الخفي لنكش و تعرية ما خفي على الجمهور .
و كذلك جمعية النقد لنقد الأرز من الشوائب و جمعية المتسابقين للرعايا المشلولين .
و تنافسها جمعية الجري نصف الجدعنه للأخوة المكسحين
و حزب الفاهمين للعارفين و مطنشين ، و كذلك جمعية الغلابه للعزف على الربابة ،
و جمعية الذبابة لتعليم أداب الكتابة .
و إنتشرت المقاهي بشوارع و ميداين الجمهورية
لتفتح أبوابها لحملة الشهادات العاليا و السفلى للتنفيس و التعبير عن مشاكلهم .
و لجمع هؤلاء العاطلين عن العمل تم عمل مسابقات لتشغل وقتهم و تقدم فيها جوائز عينية و نقدية و وهمية كذلك و كل عناوين الشوارع تبدلت و تفرعت منها حواري و أزقة و دهاليز
فما يكاد يدخل الزائر للجمهورية
حتى يدخل ضمن متاهة الدهاليز و الشوارع الجانبية
و لايستطيع الخروج إلا محمولا على الأعناق .

و تستمر جمهورية منتداستان في توسعاتها و أنشطتها و أحاديثها و مهرجناتها .
ليصبح لسان حالها يقول
جمهورية النقاد و المتسابقين و المتصارعين العرب .
و يتوقع الخبراء حدوث إمبراطورية منتداستان عما قريب
لتشمل كل البلاد المتجاورة .
و الى تقرير إخباري أخر من جمهورية منتداستان فانتظرونا
تعليق