صمت مدة سيجارة- الأديبة نور الأدب - منقول

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مكي النزال
    إعلامي وشاعر
    • 17-09-2009
    • 1612

    صمت مدة سيجارة- الأديبة نور الأدب - منقول

    صمت مدة سيجارة ..

    كان لقاء قصيرا وقعت بعده تحت صاعقة المباغتة، لحظه لم يكن فيها إلا لغة الصمت، التي استهوتني حينها،


    لثمته بعينيّ اللتين تقطران شوقا، جلستُ قبالته تماما، كمن يجلس في محاكمة أمام قاضٍ مشاكس، يحكم بالغرام، يرفع حاجبه الأيمن تارة .. والأيسر تارة أخرى .

    أمسك شيئا ما بيده، وكأنما يمسك على مقبض القيادة لزمام الأمور، كان يخاف على هذا الشيء من الانحناء، وإذا بعلبة السجائر، أخرج منها واحدة، ببطء متعمد وهو ينظر إليها وكأنه غير مكترث بوجودي.

    تابعت بنظرات الملهوف لسماع كلمة " لو يتفوه بها "! ..... "آه لو يقول اشتاقك .. "

    تدور الأفكار في رأسي وأنا أتابع تناوله لغريمتي تلك .. وكأنما بدأ عداء متوقع بيني وبينها.. أمسكها بين أصابعه بإتقان .. حد الاحتراف .. لا أعلم كيف أشعلها فقد بدت مشتعلة .. وقتها كنت منشغلة بترتيب إجابة لسؤال متوقع! .. كنت أفكر بكلمته الوحيدة.. وعبثا وجدت همسا يتربص بصمته المفرط حد الاختناق،..

    صمته دعاني لمراقبة الدخان المتصاعد من سيجارته .. وكأنما يحدثني به .. أو يريد أن افهم من خلاله رسالة معينه ...

    أكانت كلماته كلها تتطاير كالدخان المتصاعد المتلاحق من سيجارته ..!!
    ربما .. !!
    "إذن لاستمع إليه "..

    لثمها أكثر من مره .. وفي كل مره كان يتأملني من رأسي حتى أخمص قلبي ..
    ينظر بعين الرضى أو الغضب .. لا أدري لأي النظرات كانت تنتمي نظراته..
    "حسنا " قلت في نفسي .. سأتابع ..

    يختزل دخانها في صدره تارة معلنا .. أنه يتحرّق شوقا.. وينفثه في وجهي تارة أخرى وكأنما يريد أن يقبّلي بأنفاسه ..

    الصمت ذاته وإتقان التعبير عن الكلام بصمت ..ما كان يعنيني، يحدثني بكثير كلام إن صمت .. ويروق لي صمته بين النفس والآخر ! ....أسمعه الآن يغني بسمفونية لا يتقنها إلا صمتا .. المهم أني أسمعه ..

    جاء النادل يسأل عّما إذا كنا نطلب شيئا .. رفع يده معلنا .. " أن بعد قليل" فهم النادل الإشارة وذهب.

    صمّتُ ولم أتحدث بكلمة واحدة ولو خِلسة! .. عيناه كانتا تقولان لي " اشش" ..
    أدركت أن الصمت اللغة الرسمية الوحيدة المعتمدة في هذا المكان، وكأنّا في مكتبة يمنع منعا باتا فيها الكلام .. خشية إزعاج الآخر ..!

    مسكت حقيبتي وأخرجت ورقهً وقلما .. كتبت عبارة .. " إلى متى صمتك"
    أعطيته إياها.. وتركتُ القلم جانبا .. علّه يريحني بكلمه ولو كتابة!..

    مسكها وابتسم، قرأ سطرها الحزين، وضعها تحت رماد، في مطفأة سجائره ..

    أية إهانة تلك .. !!

    كنت سأقيم الدنيا وأقعدها, لولا أني استيقظت على صوت ضعيف، "هيييه يا مجنونة، لقد تأخرت عن الموعد، فاتك الوقت ..! لقد أمرتُ (السائق) بالرجوع إلى منزله.. عليك الاتصال به مرة أخرى عندما تستيقظي يا كسولة .."!



    مساكم ورد

    واستـُشهدَ الأملُ الأخيرُ
  • نجيةيوسف
    أديب وكاتب
    • 27-10-2008
    • 2682

    #2
    وبنفس اللغة التي مارسها صاحبها أقول يا مكي :

    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


    sigpic


    كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

    تعليق

    • غاده بنت تركي
      أديب وكاتب
      • 16-08-2009
      • 5251

      #3
      يبدو أننا بزمن هجرة العقول والأقلام
      الجميلة
      ليتني أستيقظ !
      نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
      الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
      غادة وعن ستين غادة وغادة
      ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
      فيها العقل زينه وفيها ركاده
      ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
      مثل السَنا والهنا والسعادة
      ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

      تعليق

      يعمل...
      X