* إن الانسجام الجمالي في عمارة اللفظة شرط أول من شروط الفصاحة ، مثلما تنسجم المداميك حجراً إلى حجر وصفاً إلى صف ، في جدار البناء وقبالة ذلك تكوير الكوى والنوافذ، وانحناءة القناطر، وانسحابة العمود المصعَّدة. فن التعمير ، وقبالته فن بناء اللفظة مترادفان جمالياً ، يُشيران إلى مقدار براعة البنّاء، وذائقة المهندم الجمالي في تنسيق الكلام.
أما الغرابة ، فهي شأن يأتي من خارج الفن ، أو تصنع للتعمية على الناس ، وصرف الأذهان عن السياق الفني إلى التنقيب عن المدلول اللغوي، بما يقابل المحنطات بدلاً من القدود المشيقات ، المترنحات كالغصون المهدلة بين النسائم والأشعة.
غرابة المفردة في قانون الفصاحة ، غير الغرابة في الفن ، الأولى عنوان الهزال في الفكر ، والثانية إشارة إلى عبقرية الفنان . ولنشاهد ذلك يكفي بأن نقرأ وفاء عرب .
ارفع ستار العهر ..جمال من نوع آخر ينبغي تفسيره :
*
من علماء الجمال عمانوئيل كانط فيلسوف الأجيال بعد أرسطو أورد كلماتاً حساناً بخصوص الجمال ومراحله جانحاً بالنفسي مجنح الرياضي مصنفاً : الحلو ، الحسن ، الجميل ، الجليل
الأول يُلذّ والثاني يبهج والثالث يُسر والأخير مخيف ..!!
كيف يصبح الجميل مخيفاً ؟!
يقول غوته :" ربما استطعنا أن نتحمل الجمال الذي يرعبنا بسموهِ وأبعاده "
عندما نتأمل الجميل نفرح له ونتمنى امتلاكه غير أنه عندما يكون كثيفاً متعدداً متنوعاً فإنه يُشعرنا بالفوات والعجز عن اللحاق به فنأسى لأن الزمن الذي هو عنوان الفناء سيمحو الفرصة التي نعاود بها الجمال الجليل ونشعر أن بيننا وبينه هوّة الموت فنرتعدُ فرقا ..
وفاء ...
لماذا تتآمرين عليّ مع المطر ..!!؟
بالخير كوني
تعليق