دُمْعَةٌ مِصْرِيَّةٌ عَلَى خَدِّ الْجَزَائِر!!... أحمد حسن محمد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد حسن محمد
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 716

    دُمْعَةٌ مِصْرِيَّةٌ عَلَى خَدِّ الْجَزَائِر!!... أحمد حسن محمد

    دُمْعَةٌ مِصْرِيَّةٌ عَلَى خَدِّ الْجَزَائِر!!

    مُفْتَتَحٌ قديم على شفة الحلم: بِلادُ الْعُرْبِ أَوْطَانِي... (وَلَيْسَ يَكْفِي!)
    ============================


    صرخة أخرى:

    بَلَدِي..
    يَعزُّ عَلَيَّ مَشْيُ النَّمْلِ فِي جَفْنَيْكِ..
    يَقْرصُ نَظْرَتَيْكِ..
    فَلا تَرَيْنَ طُفُولَةَ الأَمْجَادِ تُمْسِكُ طَرْفَ ثَوْبِكِ
    والشَّوَارِعَ تَرْتَدِي فَرْوًا ثقيلاً مِنْ ظَلامْ
    وَعَلَى رُبَا كَتِفَيْكِ تَصْفَعُ طِفْلَتَانِ خُدُودَ وَرْدِكِ..
    فَلْيُعِنْ خَدَّيْكِ ربُّكِ..
    وَالدَّمُ الْعَرِبِيُّ يَسْقُطُ مِنْهُمَا فِي نَابِ مَصَّاصِ الْخِصَامْ
    هَلْ شَاخَ عُودُكِ أَنْ يُرَبِّيَ طِفْلَتَيْنِ..
    وَأَنْتِ مَنْ رَبَّى شُمُوسَ الْغَرْبِ لَمَّا أُلْقِيَتْ قُدَّامَ مَلْجَئِكِ الْمُضِيءِ..
    وَعَلَّمَتْ أَضْوَاءَهُمْ عَيْنَاكِ كَيْفَ يَسِرْنَ فَوْقَ حَبَائِلِ الأَفْلاكِ..
    أَوْ فَوْقَ سَجَّادِ الْغَمَامْ
    عَلَّمْتِهِمْ فَتَعَاوَنُوا فِي إِثْمِ غَيْرَتِهِمْ..
    وَهَبُّوا يُطْفِئُونَ عِيَالَكِ الأَقْمَارَ فِي لَيْلِ احْتِلالٍ فَاسِق الإظْلامِ..
    لَيْسَ بِمُرْعَوٍ عَنْ سُكْرِهِ الطَّمْعَانِ فِي كَأْسَيْنِ مِنْ شَفَتَيْكِ
    حَمْرَاوَيْنِ مِنْ عَضِّ السِّهَامْ
    أَنَا لَسْتُ إِلا عَابِدًا لِلّهِ فِي أَحْضَانِ زَاوِيَةٍ بِمَسْجِدِ قَرْيَتِي الْخَضْرَاءِ..
    أَغْرِسُ خَمْسَ شَتْلاتٍ بِحَقْلِ الْيَوْمِ..
    يَكْبرُ مِنْ نَبَاتِ الضَّوْءِ
    -فِي أُذُنَيْ طَرِيقِي لِلصَّلاةِ-
    نَخِيلُ حَمْدِي..
    ناثرًا حبَّاتِ تَسْبِيحِي -عَلَى شَفَتَيَّ- مُوسِيقَى خُشُوعٍ
    كَيْ أُطَعِّمَ طَيْرَ أَشْوَاقِي إِلَى الرَّحْمَنِ مِنْ كَفَّيْ هُيَامْ
    وَأَعُودُ بَعْدَ الْفَجْرِ..
    قَلْبِي رَافِعٌ كَفَّيْهِ حَتَّى تَقَطِفَا قَمَرَيْنِ..
    مِنْ شَفَةِ السَّمَاءِ يُنَوِّرَانِ قُرَاكِ..
    كَيْ تَصِلَ "الْخِلافَةُ" لِلْقُرَى فِي أَقْرَبِ الأَوْقَاتِ..
    يُرْشِدُ ضَوْءَهَا -مِنْ تَضْحِيَاتِ الْحَالَمِينَ بِهَا- إِمَامْ
    أَنَا لَسْتُ إِلا مِنْ بَنِيكِ الْمُمْسِكِينَ بِطَرْفِ ثَوْبِكِ..
    غَيْرَ أَنَّ شَوَارِعَ التَّارِيخِ
    -يَا بَلَدِي-
    ارْتَدَتْ فروًا ثقيلاً مِنْ ظَلامْ
    وَعَلَى ضُحَى كَتِفَيْكِ تَصْفَعُ طِفْلَتَانِ خُدُودَ أَمْسِكِ..
    أَيْقِظِي كَفَّيْكِ يَا بَلَدِي بِلَمْسَةِ مُصْحَفٍ..
    وَتَوَضَّئِي بِالدِّينِ ثَانِيَةً..
    وَصَلِّي كَيْ يَتُوبَ الْحَاكِمُونَ عَلَى شُعُوبِ الرِّيشِ
    فِي مُدُنِ النَّعَامْ
    لا تَفْرِدِي لِلْجَهْلِ سِكَّةَ فُرْقَةٍ بَيْنَ الْقُرَى
    لِيَسِيرَ فِي أَمْنِ الْجَحِيمِ..
    لَهُ حِذَاءٌ عَسْكَرِيٌّ؛ نَعْلُهُ مِنْ عَظْمِ جُمْجَمَةٍ..
    عَلَيْهَا جِلْدُ وَجْهٍ كَانَ لِلطِّفْلِ الَّذِي سَلَخُوهُ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ..
    وَمِنْ خُطُاهَا الْحُمْرِ تُولَدُ أَلْفُ مصْيَدَةٍ مُتَيَّمَةٍ بِإِذْلالِ الْحَمَامْ
    لا تَفْرِدِي لِتَبَسُّمِ الأَعْدَاءِ وَجْهَ الْخُلْفِ بَيْنَ بَنِيكِ
    مَا زَالَتْ هُنَاكِ أَصَابِعُ الشُّهَدَاءِ
    تَمْسَحُ دَمْعَةَ الغُصْنِ الَّذِي فَقَدَ الْحَمَامَةَ..
    رَبَّتَتْ كَتِفَ الشَّوَارِعِ وَهْيَ تَرْعِشُ تَحْتَ قُمْصَانِ الْمَعَارِكِ
    وَالْعَسَاكِرُ يَغْرِزُونَ خَنَاجِرَ الأَقْدَامِ فِي لَحْمِ الأَرَاضِي..
    كُلُّنَا مَوْتَى إِذَا لَمْ تَرْحَمِي أَرْوَاحَ مَنْ بَاعُوا الْحَيَاةَ لِكَيْ تَعِيشِي..
    وَارْتَوَتْ -مِنْ طَعْمِ صِدْقِهِمُ الْمُسَالِ بِحُمْرَةٍ- شَفَةُ السَّلامْ
    هُمْ مَنْ بَنَوْا -يَا أُمَّ ذِكْرَاهُمْ- سَلالِمَ لِلنُّجُومِ لِتَصْعَدِي..
    لا تَنْزَلِي..
    مَهْمَا يَكُنْ لِلْقَاعِ مَنْ أَيْدٍ جَوَاذِبَ..
    لَيْسَ فِي الْقِيعَانِ غَيْرُ فَمٍ يُمَتِّعُ ضِرْسَهُ بِالْمَضْغِ فِي عَظْمِ الْحُطَامْ
    فِي شُرْفَةِ الْخُلْدِ (الْمُضِيئَةِ بِالْهُدَى)
    شُهَدَاؤُكِ الْبِيضُ اسْتَوَتْ نَظَرَاتُهُمْ قَلَقًا عَلَيْكِ..
    (فَيَا حَرَامْ!!)
    مِلْيُونُ رُوحٍ مِنْهُمُ انْكَمَشَتْ بِجِسْمِكِ..
    حِينَ عَضَّكِ بَرْدُ فُرْقَتِكِ الْكَفِيفُ..
    وَأَمْطَرَتْ سُحُبُ الْفَرَاغِ عَلَيْكِ قُنْبلَةَ الْعَوَامْ
    ***
    بَلَدِي يَعزُّ عَلَى الضُّحَى
    أَنْ تَذْبَحِي أَيَّامَكِ الْبَيْضَاءَ قُرْبَانًا لِتَل شَمَاتَةٍ أُخْرَى عَلَى شَفَتَيْ أَبِيبْ
    فِي عِزِّ أَوْجَاعِ الْعُرُوبَةِ تَحْتَسِينَ كُؤُوسَ رَمْيِكِ تَحْتَ أَقْدَامِ الْغَرِيبْ
    وَتُعَدِّدِينَ غُصُونَ فَضْلِكِ تَحْتَ أَعْشَاشِ الْحَبِيبْ
    تَارِيخُكِ الْمَعْرُوضُ فِي سُوقِ الضَّمَائِرِ مُلْتَحٍ بِرَزَانَةِ الإِسْلامِ..
    يَلْبِسُ شَالَهُ الْمَنْسُوجَ مِنْ نَفَسَ الْعُرُوبَةِ..
    وَاقِفٌ بِمَسَارِحِ الدُّوَلِ الْغَنِيَّةِ..
    كُلُّ عُضْوٍ فِيهِ مَمْسُوكٌ بِخَيْطٍ كَالْعَرَائِسْ
    أولا تَرَيْنَ أَصَابِعَ الأَسْتَارِ تَلْعَبُ بِالْعَرَوسَةِ بَيْنَ جُمْهُورِ الدَّسَائِسْ
    مَاذَا جَرَى لَكِ؟
    مرةً ألفًا رَأَيْتِ الْمَسْرَحِيَّةَ..
    كُلَّمَا بَردَتْ غَذَوْتِ فُصُولَهَا
    بِحِكَايَةٍ أُخْرَى مِنَ الْخُلْفِ (الْمُعَرَّبِ عَن بُرُوتُوكُولِ صِهْيَوْنٍ..)
    أَلَنْ تَتَوَقَّفِي عَنْ نَصْبِ أَفْخَاخٍ لَنَا فِي مَسْرَحِ الأَعْدَاءِ يَا أَمَّ الْفَرَائِسْ
    ***
    كُفِّي عَنِ التَّمْثِيلِ؛ أَنْتِ حَقِيقَةٌ عَرَبِيَّةٌ مَهْمَا جَرَى
    لا تَلْبِسِي ثَوْبَ الْمُهَرِّجِ حِينَ:
    يَنْزِعُ ظُفْرَهُ كَيْ يُضْحِكَ الأَغْرَابَ..
    أَوْ يُلْقِي عَلَى فَمَهِ الثَّرَى
    يَا حُرَّةَ الْعَيْنَيْنِ لا تَتَكَلَّفِي سِنَةً..
    فَلَسْتِ بِطِفْلَةٍ تَخْشَى عِقَابَ أَبٍ
    إِذَا لَمْ تَغْفُ فِي حِضْنِ الْمَسَاءِ مُبَكِّرَا
    آنَ البَيَاضُ لِكَيْ تَصُبِّي نَجْمَتَيْ عَيْنَيْكِ..
    وَالأَضْوَاءُ تُثْمِرُ وَحْدَةً خَضْرَاءَ فِي لَيْلِ الْقُرَى
    ***
    هُزِّي عُرُوشَكِ..
    سَوْفَ تَسْقُطُ تَمْرَةٌ (بِالنَّخْلِ مُؤْمِنَةٌ)
    كُلِي حَلْوَى حَلالِكِ مِنْ يَدِ الْقُرْآنِ..
    ذمِّي فِي شِفَاهِ الطِّفْلَتَيْنِ حَلِيبَ أَحْلامٍ مُقَدَّسَةٍ
    وَمَاءً خَالِصَ الإِيمَانِ..
    حَتَّى تَكْبرَا
    يَا مَنْ أَرَاكِ بِطَرْحَةٍ مِصْرِيَّةٍ حينًا..
    وَحِينًا -فِي جَلابِيبِ الشُّرُوقِ- جَزَائِرَا
    أَرْجُوكِ لا تَتَهَاوَنِي فِي ضَوْئِكِ الْمَشْرُوعِ فِي عُرْفِ الذُّرَا
    وَثِقِي بِنَبْضَةِ شَاعِرٍ فِي قَلْبِ مَوْجِكِ أَبْحَرَا
    هُوَ لَنْ يَقُولُ لَكِ:
    الْمَنَارَةُ مِنْ هَنُا؛ إِنْ لَمْ تَكُنْ حَقًّا تُرَى
  • عيسى عماد الدين عيسى
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2394

    #2
    المبدع أحمد حسن

    لي شرف المرور الأول على نصك الذي نكأ جراحاً

    أيها الرائع ، قلّما نجد قلماً أو فكراً يشبه قلمك أو فكرك

    دام هذا النبض و هذا القلم الذي يرسم الجمال دوماً

    و لي عودة بإذن الله ، و كل عام وأنت و نحن و ( الأعراب ) بخير

    تعليق

    • أحمد حسن محمد
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 716

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عيسى عماد الدين عيسى مشاهدة المشاركة
      المبدع أحمد حسن

      لي شرف المرور الأول على نصك الذي نكأ جراحاً

      أيها الرائع ، قلّما نجد قلماً أو فكراً يشبه قلمك أو فكرك

      دام هذا النبض و هذا القلم الذي يرسم الجمال دوماً

      و لي عودة بإذن الله ، و كل عام وأنت و نحن و ( الأعراب ) بخير


      بل لي أنا شرف مرورك الأول

      أشكرك كما تحب

      وأشكر طيبة نقدك

      وضوئية مرورك

      وتقبل احترامي يا سيدي الغالي

      تعليق

      • أحمد عيسى
        أديب وكاتب
        • 30-05-2008
        • 1359

        #4
        وهي صرخة ابداع في وجه الجميع ... صرخة عز صادقة ..

        أحييك أخي الشاعر الجميل : أحمد

        تحيتي للشعبين العظيمين وشكراً على قصيدتك الرائعة
        ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
        [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

        تعليق

        • أحمد عبد الرحمن جنيدو
          أديب وكاتب
          • 07-06-2008
          • 2116

          #5
          قصيدةبلغتها عزف منفرد
          وبصورها بوح شجي
          وروعة منسابة
          ورقة خلابة
          وجمال أخاذ
          كل عام وأنت بخير أضحى مبارك
          يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
          يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
          إنني أنزف من تكوين حلمي
          قبل آلاف السنينْ.
          فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
          إن هذا العالم المغلوط
          صار اليوم أنات السجونْ.
          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
          ajnido@gmail.com
          ajnido1@hotmail.com
          ajnido2@yahoo.com

          تعليق

          يعمل...
          X