مختارات للشاعر الروماني
تودرو أرغيزي
تودرو أرغيزي
الترجمة والتقديم: الخضر شودار (شاعر ومترجم من الجزائر)
· تودورأغيزي(Tudor Arghezi) 1880-1967 شاعر البساطة والغنائية، غنائية الأحزان الروحية المشوشة، في شعره توق عظيم الى النور والملائكية، شعر التأملات في حقائق الوجود الكبار ، الموت ، الطبيعة ، الحب وأسرار الكينونة. احتفظ في شعره بآثار من حياته في الدير. في مجمعه مفردات رعوية أنيقة فيه ذكاء الأسماء.. والأشياء.
· في 21مايو 1880 ولد أرغيزي لأسرة مزارعة بأحدى القرى في مقاطعة كورج – Gorj – بأولتنيا..كانت الحياة القروية في هذه الناحية أكثر من غيرها فقرا وقساوة.. أهاليها سمر قصار، مخشوشنون ، لهم سواعد قوية مفتولة ونظرات حادة.
· بدأت مغامراته في الحياة الحادية عشر.. كان يعطي دروسا في الجبر وهو في الثانية عشر.. وكان يتدرب أثناء العطل المدرسية على صقل الحجارة.. عمل أمينا لمعرض لوحات.. فمشرفا على مخبر في مصنع للسكر بشتيلا Chitila .
· بدأ يتعرف باحتشام على الأوساط الأدبية.. غير متعجل للشهرة كان أشبه بمالارميه، في تثقيفة الطويل لقصائده ، والتي لم ينشرها مجتمعة في ديوان إلا بعد أن تجاوز الاربعين.
· منذ عام1896 أخذ ينشر قصائده في "الهيئة الارثوذكسية" صفحة كان يشرف عليها إلكسندر ماكيدنكسيA. Mcedonski . شاعر برناسي تأثر به أغيزي ، كان له صالون أدبي كثيرا ما كانت تجري فيه منافسات أدبية بين الشعراء الشباب حول اعمال الرمزيين الفرنسيين.
· تعرف في هذا الصالون على صديقه جالاسيونGala Galaction وقرر الاثنان- لأسباب روحية ميتافيزيقية – الدخول في النظام الكنسي.. فدخل أغيزي دير" كرنيكا" Cernica وصارابنا روحيا للمعمودية باسم يوسف جرجيان –LOSIF Gherghian ثم ساهم في انشاء مجلة" الخط المستقيم" ونشر فيها قصائده التي أعطاها اسم "عقيق أسود" (تخلى عن هذه القصائد فيها بعد).
· أوفدته الكنيسة الى جامعة فرايبورغ Fribourg بسويسرا لاستكمال دراسته في اللاهوت.. كان أرغيزي متعاطفا مع كاثوليكية هذه المدينة معتنقا لها في سره.
ظل ما يقرب من عام بفرايبورغ ثم انتقل الى جنيف بعد نخليه عن الكنيسة.. ومنها الى باريس " جحيم الفردوس" كما يسميها ..عمل فيها حمالا وبائعا جوالا.. ثم رجع الى جنيف ليعمل في تصنيع علب الساعات.. وكان يحظى في سويسرا بالاحترام ، فعرض عليه بعض الأصدقاء مساعدتهم له في الحصول على الجنسية السويسرية.. لكن أحداث ثورة الفلاحين برومانيا عام 1907 والتي دمرت فيها قرى بكاملها وقتل فيها 11000 من الفلاحين، تركت أثرها في نفس أغيزي .. وكان خلال إقامته بسويسرا يتابع تحولات الفكر السياسي والاجتماعي، يخالط المبعدين السياسين ويجتمع بالمترفين والعدميين والفوضويين.
· عاد في عام 1910 الى بوخارست وأخذ ينشر قصائد يومية في مجلات مختلفة لاسيما "كرونيكا" – Cronica- التي ساهم في تأسيسها مع جالا سيون في عام 1915.
· عارض في عام 1916 دخول رومانيا الحرب مع الأحلاف فأدخل سجن " فاكارستي"- Vacaresti- أوحت له هذه التجربة بكثير من الشعر. ألف ذكرياته عنها في كتابه" الباب الأسود"..
· بعد خروجه من السجن. تولى رئاسة تحرير مجلة " الفكر الروماني" من عام1922 الى 1933 ثم صحيفة" الأمة" التي نشر فيها ذكرياته عن الدير.
· في 1927 وفي سن السابعة والاربعين أعد ديوانه " أقوال سديدة " للنشر، هو خلاصة أغيزي، يقف منه على مرحلة النضج ويعبر عن جوهر طبيعته .. محتويا على أهم المصنوعات الكبرى التي شغلت أعماله كلها.
· بدأ ينشر منذ عام1928 دوريته ذائعة الصيت "تذكرة الببغاء" وفي 1931 ظهرت مجموعته " أزهار الغفن" ثم "كتاب المساء الصغير" 1935. ورقصات 1939 وفي النثر منذ " أبقونات من خشب" (1930) مذكراته عن الكنيسة عرض فيها بالتصوير الساخر لرجالها.. كما ظهر له كذلك "دفتر مذكرات لوطن كوتيا" (1933) هجاء للأخلاق الرومانية في عصره، أتبعه بـ"مقبرة البشارة" عام (1936).
في عام 1934 نشر روايته "عيون مريم العذراء" كما ظهرت له "لينا" عاملا(1942) وعلى هامش اهتماماته السياسية والاجتماعية ألف لولديه خواطر وصفية ظهرت بعنوان "كتاب الألعاب"(1933) .
· في عام 1943 كتب "بارون" مقالة نقدية سياسية وهاجم فيها بالهجاء المبطن البارون " كيلنجر"Killinger المبعوث الدبلوماسي لهتلر في بوخارست متهما العاسكر الألمانية بالابتزاز، فحكم عليه بالسجن شهورا، أطلق بهدها سراحه.
· بعد نهاية الحرب ، قامت الدولة بنشر مختارات من شعره ومن "تذكرة الببغاء" . وفي العام نفسه (1946) تم عرض مسرحيته الوحيدة_ (المحقنة) – Seringa – بالمسرح الوطن ، لكن سرعان ما ساءت الأمور فيما بينه وبين النظام، فاختار العيش في الظل ثماني سنوات شغل فيها نفسه بالترجمة عن الآداب الأخرى: حكايات لافونتين – les fables de la fontaine وكريلوف – Kryov – وكذا ترجمات أخرى عن أناتول فرانسA- France- غوغول- Gogol- ، موليير- Mogiere - ، رامبو- Rimbaud وآخرين.
· في عام 1955 ظهرت مجموعته الشعرية: 1907( مناظر) ثم ديوانه " مديح البشر" (1956). في 1959 ظهرت أعماله في طبعة كاملة.
· حصل أرغيزي في ظل الحكم الملكي على الجائزة الوطنية للشعر عام 1934.
مات أغيزي في بوخارست في 14 يوليو 1967.
· في 21مايو 1880 ولد أرغيزي لأسرة مزارعة بأحدى القرى في مقاطعة كورج – Gorj – بأولتنيا..كانت الحياة القروية في هذه الناحية أكثر من غيرها فقرا وقساوة.. أهاليها سمر قصار، مخشوشنون ، لهم سواعد قوية مفتولة ونظرات حادة.
· بدأت مغامراته في الحياة الحادية عشر.. كان يعطي دروسا في الجبر وهو في الثانية عشر.. وكان يتدرب أثناء العطل المدرسية على صقل الحجارة.. عمل أمينا لمعرض لوحات.. فمشرفا على مخبر في مصنع للسكر بشتيلا Chitila .
· بدأ يتعرف باحتشام على الأوساط الأدبية.. غير متعجل للشهرة كان أشبه بمالارميه، في تثقيفة الطويل لقصائده ، والتي لم ينشرها مجتمعة في ديوان إلا بعد أن تجاوز الاربعين.
· منذ عام1896 أخذ ينشر قصائده في "الهيئة الارثوذكسية" صفحة كان يشرف عليها إلكسندر ماكيدنكسيA. Mcedonski . شاعر برناسي تأثر به أغيزي ، كان له صالون أدبي كثيرا ما كانت تجري فيه منافسات أدبية بين الشعراء الشباب حول اعمال الرمزيين الفرنسيين.
· تعرف في هذا الصالون على صديقه جالاسيونGala Galaction وقرر الاثنان- لأسباب روحية ميتافيزيقية – الدخول في النظام الكنسي.. فدخل أغيزي دير" كرنيكا" Cernica وصارابنا روحيا للمعمودية باسم يوسف جرجيان –LOSIF Gherghian ثم ساهم في انشاء مجلة" الخط المستقيم" ونشر فيها قصائده التي أعطاها اسم "عقيق أسود" (تخلى عن هذه القصائد فيها بعد).
· أوفدته الكنيسة الى جامعة فرايبورغ Fribourg بسويسرا لاستكمال دراسته في اللاهوت.. كان أرغيزي متعاطفا مع كاثوليكية هذه المدينة معتنقا لها في سره.
ظل ما يقرب من عام بفرايبورغ ثم انتقل الى جنيف بعد نخليه عن الكنيسة.. ومنها الى باريس " جحيم الفردوس" كما يسميها ..عمل فيها حمالا وبائعا جوالا.. ثم رجع الى جنيف ليعمل في تصنيع علب الساعات.. وكان يحظى في سويسرا بالاحترام ، فعرض عليه بعض الأصدقاء مساعدتهم له في الحصول على الجنسية السويسرية.. لكن أحداث ثورة الفلاحين برومانيا عام 1907 والتي دمرت فيها قرى بكاملها وقتل فيها 11000 من الفلاحين، تركت أثرها في نفس أغيزي .. وكان خلال إقامته بسويسرا يتابع تحولات الفكر السياسي والاجتماعي، يخالط المبعدين السياسين ويجتمع بالمترفين والعدميين والفوضويين.
· عاد في عام 1910 الى بوخارست وأخذ ينشر قصائد يومية في مجلات مختلفة لاسيما "كرونيكا" – Cronica- التي ساهم في تأسيسها مع جالا سيون في عام 1915.
· عارض في عام 1916 دخول رومانيا الحرب مع الأحلاف فأدخل سجن " فاكارستي"- Vacaresti- أوحت له هذه التجربة بكثير من الشعر. ألف ذكرياته عنها في كتابه" الباب الأسود"..
· بعد خروجه من السجن. تولى رئاسة تحرير مجلة " الفكر الروماني" من عام1922 الى 1933 ثم صحيفة" الأمة" التي نشر فيها ذكرياته عن الدير.
· في 1927 وفي سن السابعة والاربعين أعد ديوانه " أقوال سديدة " للنشر، هو خلاصة أغيزي، يقف منه على مرحلة النضج ويعبر عن جوهر طبيعته .. محتويا على أهم المصنوعات الكبرى التي شغلت أعماله كلها.
· بدأ ينشر منذ عام1928 دوريته ذائعة الصيت "تذكرة الببغاء" وفي 1931 ظهرت مجموعته " أزهار الغفن" ثم "كتاب المساء الصغير" 1935. ورقصات 1939 وفي النثر منذ " أبقونات من خشب" (1930) مذكراته عن الكنيسة عرض فيها بالتصوير الساخر لرجالها.. كما ظهر له كذلك "دفتر مذكرات لوطن كوتيا" (1933) هجاء للأخلاق الرومانية في عصره، أتبعه بـ"مقبرة البشارة" عام (1936).
في عام 1934 نشر روايته "عيون مريم العذراء" كما ظهرت له "لينا" عاملا(1942) وعلى هامش اهتماماته السياسية والاجتماعية ألف لولديه خواطر وصفية ظهرت بعنوان "كتاب الألعاب"(1933) .
· في عام 1943 كتب "بارون" مقالة نقدية سياسية وهاجم فيها بالهجاء المبطن البارون " كيلنجر"Killinger المبعوث الدبلوماسي لهتلر في بوخارست متهما العاسكر الألمانية بالابتزاز، فحكم عليه بالسجن شهورا، أطلق بهدها سراحه.
· بعد نهاية الحرب ، قامت الدولة بنشر مختارات من شعره ومن "تذكرة الببغاء" . وفي العام نفسه (1946) تم عرض مسرحيته الوحيدة_ (المحقنة) – Seringa – بالمسرح الوطن ، لكن سرعان ما ساءت الأمور فيما بينه وبين النظام، فاختار العيش في الظل ثماني سنوات شغل فيها نفسه بالترجمة عن الآداب الأخرى: حكايات لافونتين – les fables de la fontaine وكريلوف – Kryov – وكذا ترجمات أخرى عن أناتول فرانسA- France- غوغول- Gogol- ، موليير- Mogiere - ، رامبو- Rimbaud وآخرين.
· في عام 1955 ظهرت مجموعته الشعرية: 1907( مناظر) ثم ديوانه " مديح البشر" (1956). في 1959 ظهرت أعماله في طبعة كاملة.
· حصل أرغيزي في ظل الحكم الملكي على الجائزة الوطنية للشعر عام 1934.
مات أغيزي في بوخارست في 14 يوليو 1967.
داسي(1)
أرى إليك يا إناء الطين الهش
وأنت مثقل بألفيات ثلاث
هذه الآحقاب التي قضيت
تتراكم في قعرك
كل يوم يمضي من الأبدية
تاركا هذه الذرة من الغبار
لتهجع كشاهد فوق هذا الحطام
البرهة تحيا.. والأحقاب وتموت
حافلا بالأسرار مفلوج الفم
كنت مستريحا تحت تراب الحراثة
لا أحد يذكر بقايا عظام
من زخرف لباسك الخزفي
سواك، فأعطاك أصلا
لكن لا الخزاف باق، ولا شيء منه يبقى..
من التراب ذاته انت، أكثر خصبا
أو رداءة
لكنك باق.. تراه أبدا مايزال؟
من دم رطب ومن عرق
ونلمسة خفيفة بقعك أنمل بالأزهار
لافا على ساقك شفة رقيقة
كان يهب حواس للصلصال..
تكون.. هو ما تستطيع ، فيما يمكنه ألا يكون
رقشك مايزال سالما يتلألأ
لست من خلق الإله الواحد
مثلما الصحراء أو القمر او النجم
أنت من خلق شبيهي
اليد ماتت.. ونطاقك المتألق
يعطي اللمسة الرهيفة روعة
محاذرا يحملك الخزاف على راحته
ينفذ منك صدى
الى ألاذان والأصابع
الصوت الواهي الرخيم، الرتيب الرخي
يظل كثيفا ومليئا كما في البداية
ياخزف الأحلام والتراب
هو أعطاك الصوت، وأنا أعطيك الكلمات
إساءة
أيتها العذراء. لم أهو حجر الصوان
حتى أصقله لأجلك
بحثت في الصلصال الروماني
عن قدك الممشوق العابق بعطفه الشمع
من الغابات أخذت الطين الصلب
وبيد خزاف، جبلت جسمك الصغير عضوا.. عضوا
حتى صار من الصوان الهش
سويت بريق عينيك من رعي
الحمام (2)
وجفنيك من أكمام الورد
حاجباك سويتهما من متناثر
عشبة تقتقت في الأحسار
للصدر حاكيت الجرار
إن تباطأت يدي المتهافتة
عند النطاق والنهدين ، فذاك ذنبي
لأنه عند الخصر كان ينبغي لي أن أنتهي
لأني خشيت على التمثال من الحس والحركة
من أن ينثني بالملامسة
من هذا القلق العذب الذي أودعه فينا الإلة
والذي يملؤك نافذا مني إليك
ياأحب أمرأة.. ويا أنعم غواية
ما أثقلك الآن في الغياب
كيف استخلصتك من هذا الصلصال
ولم أترك الطين للآنية؟
أنظر في الزهور..
أنظر في الزهور، وفي الكواكب
أنت أعذب حزن يؤلمني
أنظر في كما لو أني في حجرة راهب
ي ملكوتك أنظر وفي السماوات
في الخلاء، وفي الأوكار
في دغل الحدائق أبحث عنك
أنحي سم الأشواك
على حصان اجوب السهل وحقول الذرة
بعيني أبحث عنك
وسمعي
أحنو على شجرات الورد، أشم
البراعم من أغصانها الدانية
في كل شيء، كنت، وعن كل شيء ابتعدت
جربت زهرة إكليل الملك، فمرقت جانبا
سألت عنك رعي الحمام الرهيف
أجابني: آذان الجدي(3) تعرف
أكثر
لعظاية قلت: كل مرمن هنا؟
فأشارت الى الحيات والحباحب
وإذا لم يجبني قفير النحل
أصغيت للنسور وللذئاب
طفت بأرضي طولا وعرضا
غصت في طبقات الأجيال
أنهكت كثيرا من الحماسة
و القوى
ولم أعثر عليك
حيث أترقبك في مكان ما
اختفى ظلك الأبيض في لمحة
السماء سلك الذهب...
مسكوكات.. طوق
مسكوكات..
ظننتك ثانية من نثار الخبيز البري
لكني سمعت همهمة، فالتفت
هفيف ريح توشوش في حقل
الشعير:
"ما فتيء البشر والصقر يبحثان
عن ملقى الله
نحن في الحقول نراه وفي
البساتين
ووحدهم بعيون لا يرون. "
آه ! قسما بأغلظ الايمان التي لا ترحم
الكل يعرف المولى وما من شيء
يكشف عنه الحجاب.
أركيولوجيا
من عمق روحي أتذكر
كل هذا الذي كان، أبدا أتذكره
هذا الماضي الذي لا أعرف
لكن بقاياه الأنقى. كارية
في غفلة مني، اختبأت في
مثلما نسيها التراب
حيث يرقد التمثال
جنب التمثال والقبر مغلقا جنب القبر
شواهد القبور همهماتها لا تنتهي
بعضها مبحوح وبعضها جهير
عبر الهواء، منفصل هو الوقت عن
الساعات
كما العبق عن القرنفلات
للصمت أصواته الضائعة
في الغابر كانت له الرنات
وحيدا أصغي لغبار الأسلاف
يندثر، ولا يزول
أحيانا.. مثلما عاصفة قوية
تثير كل شيء وتعصف حتى السماء
ترفع القرون الخالية أثقاها
فيما أرعى منها آخر الذرى
الظــل
منذ الآماد والعصور أقتفيك
منذ كنت تمشي على اربع
هائما في خوف، مذعورا من الحيوان
تبحث حيثما كنت عن مأوى أو قوت
رفيقك الصامت، في السكون وفي الحراك
صورة منك صادقة، وعلى مثالك:
كنا نتراص جنبا الى جنب، نرصد
خطو البهائم الثقيل تحت الاغصان
هكذا، أنا وأنت كنا نختبيء في عمق
المغارات
هل تدري؟! كنا- نحن الاثنين-
شخصا واحدا
على هذي الأرض، يجمعنا أصلان
متحدان
بغشاء من هواء رقيق يفاقنا
أنا هذا الظل الذي عنك لا ينفصل
أبدا أرسم لجسمك صورة
على الرمال الحارة؟ وعلى اخشن من
الحصى
كآني خيط عنكبوت يلفك
قطعة من الليل أنا، هدية لميلادك
أخرج منك، وأدخل إليك في البكور
والآصال
تهرب مني ، وفي البهيم الحالك إلي تعود
أنا قرين البشر وما يملكا من
النهارات
قدرك كله في لايرى
خمن إذن ، إن كان سيفرغ الوقت أو يمتليء
في الخفاء تدور الآسوار صامتة
ووحده يعلو خيط من دخان
خطبة
هل تكون لي أرضا
من البذار والكروم والبرك
من الينابيع والغاب ووحشي الحيوان؟
تأتينا الأبقار حقل الضروع
تخور أمام باب الأكاسيا
بزهراته الزرق
في الباحة يلعب الجميع ، بنات عرس
صغار الخنازير والبطات
والفراخ بزغبها الحريري
تحصي حب الزؤان الصغير
وتصيد البراغيث
في باحتنا يهتز نهجر القيقب
المتماوج ويصدح الديك بالنشيد
نحمل الزهر في سلال القصب
نسوي منه ضفائر المهر
من صوف الخراف
ننسج أسرة لصغار القطط
هل تكوني لي حديقة
من وريف العشب والمخمل؟
يدها
هي ذي الآن يدها هذبها
النافي، العود والمزمار
زهرة هي، خبيء وجهك وأشرب
الأريك من راحتها، الذكرى والحلم
هي تحسن الملاطفة، والشفاء والهدهدة
دائما تذكر رهيف الملامسة
تهمس بالكلام، هي أشبه بخاتم
نقشت في قلبه زنبقة وأحرف سرية
عديني بأن تعطيها للأقرب منك
مقدس عهدى، وإن نسيت
كم مرة في حياتنا لم نذرف الدموع
الكبار
حتى التعب ولم نشذ بدفء على
اليدين؟
كم من الأحلام لم تمست ومن
الآعمار
في عمق روحنا مع خاتم الوعود
ظاهرا تحثنا الحياة على القوة
التي ليست في العمق سوى
إشارات ومجاهيل
تتلألأ الكتب المذهبة العناوين
كي نفتح فيها مغاليق الأفكار
لكن، كل عنوان حفر على كتاب
محكم الغلق
له من الأقفال ما لا مفتاح له
المنجـل
قيل إنه سقط عن السماء
هلال في البساتين
فاتخذوا له ذراعا خشبية
لتزيده قوة
وفيما هو لمجوس القهقرى
بين سنابل القمح الهيفاء
كأغصان الأسل
يخال حقا أن القمر
هو من، يبدأ بالحصيد
يحصد " ليانا " ويجز
يربط الحزم من الوسط
من موضع لآخر تتراكم
حمسا خمسا في أكداس
فيما الأمير السماوي الجميل
يغتبط في الهزيع الأخير
بما أتاه صنوه الفضي من أعمال
أجيـال
المملكة كلها أربعون عربة
مخازنها أربعون
الأسلاف والأحفاد
بين العجلات يتدارسون الخطط
زحفا على البطون
امتطاء للخيل عل عجل
ركوبا.. ونزولا
كأن الخطى الصامتة نسج قطيفة
خفوت حافر الحصان
سري أكثر من رسائل مختومة
قلقله قي الآثار
كسر للقفل بالأسنان
كما الخبز المقدس
النرد
أول الأبجدية
هم جميعهم
حتى الخيول، سارقون
الساعة الأخيرة
في السماء
تدق ساعة الحديد والنحاس
في نجم
تدق الساعة المخملية
الساعة الملبدة تدق
في برد المدينة
في ساعة الصوف
يرى الوقت العتيق
تتمزق الساعة الورقية
بالقرب من شاهدة القبر الملكي
تدق أجراس ساعة الغيار
أختاه يا هذه الليلة
ما من ساعة تدق
هوامش:
1- داسيا أو داقيا اسم لرومانيا قديما.
2- بنات عطري تزييني متعدد الألوان.
3- جنس نبات عن الأعشاب الطبية.
1- داسيا أو داقيا اسم لرومانيا قديما.
2- بنات عطري تزييني متعدد الألوان.
3- جنس نبات عن الأعشاب الطبية.
تعليق