نُوقٌ و أحْصِنةُ و الحَرْبُ قائمةٌ
و الشَّعْبُ يلهثُ لاَ خبزٌ ولا مَاءُ
فقد تشقّقتِ الأفواهُ مِنْ عطــشٍ
و الجـوعُ مزْدلِفٌ يجتاحُ غزّاءُ
فلا موائدُ, قعرُ الجبّ محـــترقٌ
تكـــفي حذيفة صحراءٌ وغبراءُ
كَمْ ذا يُعيدُ لنَا التَّاريخُ منْ رجـعٍ
يبعثر العمرَ إصرارًا فيســـتاءُ
فلا كـِـــتابًا ولا حرفاً نعوذُ بهِ
تكفي الملاعبُ بالسودان خضراءُ
أو لوْ توفّرَ عنْدَ البعض أقمــشة
لزاحمتْ خُضرة الراياتِ حمراءُ
و ليـــْـتَ أفئدةً منْ لوْنِ رايتِها
لكنّــها صُدِّحتْ بالحقدِ سوْداء ُ
فـَـقَدْ تحوّلَ شغْفٌ بالقلوب دمًا
مصرُ الجزائرُ و الإخوانُ أعداءُ
تَحـَـوّلــتْ قنواتٌ يا شَمَاتَتَهَا
عبسٍ و ذبيان لو جاؤوا وما جاؤوا
لأنّهـــمْ سمعـوا عنّا وفي زمنٍ
ما عـــادتِ الأمّ يَحْمِيها الأجلاّءُ
بل الجبانُ و إخوانٌ لهم غرضٌ
أنْ يحـكمَ العربَ صهيونٌ وبغضاءُ
تاريخُ يعربِ يحـكِي مَا سَيُضْحِكُنا
وكَفـــْتُ دمعًا بمجرى العينِ عدّاءُ
لمْ يُضْحِكِ الناس أن هبّت لنصرتِهِمْ
طيــــئٌ وهوزان أو شدّادُ وضّاءُ
لقـــد سئــِـمتُ و سبَّاباتُهم رُفِعَتْ
لمّا انتـــبذتُ يقيــني قِيل حوّاءُ!
ها إنّني أنزوي، قــَــــلْبي يعَاتِبُني
كم ضــــــخّ فيِ وطنًا أبناؤُه ناؤوا
يسْتثْمـِـــرُونَ بأرضٍ لاَ تُرابَ بِهَا
أرضِ الوُعــُودِ فمِزْمَارٌ وضَوْضَاءُ
تبا لعجْلَـــــتِكُمْ ، هَلْ توقِظُوا ألمًا
نكَأْتُمُ الجـُــــرْحَ لَمْ يَفْعَلْهُ أَعْدَاءُ
تعليق