أرقام .... مجموعها صفر
أصدقائي كثيرون . أصْدَقَهُمْ لي هو رمزي . أستشيره ، ويستشيرني . أستدين منه ، ويستدين مني .
نتقاسم أفراحنا وأتراحنا . لا نكاد نفترق إلاّ في سويعات النوم . حتى ظنَّ الرفاق أننا إخوة .
صديقي رمزي خدوم إلى أبعد حد . لا غرابة في ذلك . فكل مَن لديهم رقم " 4 " ضمن أرقام تاريخ
ميلادهم . يتصفون بهذه الصفة ويقومون بخدمة الغير عن طيب خاطر وهم سعداء .
تطوّع للعمل في المجال النقابي . وأحيل إليه تنظيم مكتبة نقابة أطباء الأسنان الذي هو عضوا فيها .
فغدت مكتبة النقابة في عهده الذي امتدَّ طويلا . منارة لزملائه ومنهلاً لكل مَن يروم الغيث والغوث .
وبات رمزي صديقا للجميع . للمخضرمين ولحديثي التخرج . لا غرابة في ذلك . فكل مَن له رقم " 8 "
ضمن أرقام تاريخ ميلادهم . يتصفون بصفة الجديّة في العمل والإخلاص فيه .
في يوم من الأيام . وبينما كنا في مكتبة النقابة تحتسي الشاي . قال لي متسائلا :
ــ إيش رأيك يا أبو الفوز ، أرشح نفسي للانتخابات في الدورة القادمة ؟
لم يمهلني حتى أجيبه ، واسترسل قائلا :
ــ أنت تعرف أن الكل يحبني ويحترمني . وأظنهم لن يبخلوا بإعطائي أصواتهم . وكما تعلم ، لي عليهم
ديون . لقد قمت بخدمتهم ومساعدتهم وجاء اليوم الذي يسددون فيه هذا الدين . ولا تنسى أنهم سيكونون
سعداء حين أفوز وأغدو عضوا أو حتى نقيباً في مجلس نقابتهم .
ــ على مهلك يا أبو الرماميز . لولا يقيني أن الذي تشربه شاي ، لقلت أنك سكران وتهذي . أنت طيب
وبرئ يا صديقي . لا تُحْسَب الأمور هكذا . ورصيدك الذي تتوهم أنه سيدعمك لخوض التجربة ، أقل من
الصفر .
ــ ما عهدتك يا فوزي في يوم من الأيام تهبِّط من عزيمتي . ما بك ؟ هل تكره لصديقك ما يُحب ؟
وبما أنني أملك الرقم " 7 " ضمن أرقام تاريخ ميلادي . فإني أجزم أنني أتمتع بامتلاكي حاسة سادسة
وشفافية كافية تقودني لتشخيص الحدث قبل وقوعه . وعليه لن أبخل بِنُصح صاحبي وتنوير طريقه .
قلت له وأنا أرشف ما تبَقّى من شاي في كأسي :
ــ اسمع يا رمزي . أولاً اسمك رمزي حنا خوري . مسيحي فلسطيني . ولهذا فإن ترتيبك هو في ذيل
القائمة . ولن تأخذ صوتاً واحدا من التيار الإسلامي ولا من إخوتك الشرق أردنيين إن كانوا مسيحيين أو
مسلمين .
ــ يا فوزي . جل حبايبي من الإسلاميين ومن الأردنيين وأنت تعرف ذلك .
ــ ثانياً . الفتحاوية والحمساوية وإخوانك في البعث والحزب الشيوعي والجبهة الشعبية لن يعطوك أصواتهم
لأن لهم مرشحيهم ، ولن يجاملوك لسواد عيونك .
ــ يا سلام . ما أنا فتحاوي أباً عن جد . وحماس عل راسي من فوق . وحزب البعث شعاره يزين مكتبي
ورفاقي في الحزب الشيوعي أكلت معهم عيش وملح . ولن يزايد عليّ رفاق دربي في الجبهة الشعبية
فأنا منهم وهم مني ، لا تنسى أن مؤسس الجبهة لداوي وأنا رملاوي ، وما بين الرملة واللد نسب وعشق
لا تهزه صدامات - موسم النبي صالح - العابرة . وما تنساش يا سيد فوزي أنني أولا وأخرا مثلك عروبي
وقوميتي العربية فوق كل شئ . ينصهر فيها المعتقد والولاء .
ــ لم تزل يا رمزي تتكلم ببراءة الأطفال . أنت بالنسبة لهم لا طعم لك ولا لون .
ــ اسمع يا فوزي . هذه انتخابات نقابة أطباء الأسنان وليس انتخابات نيابية . وعلى الأصوات أن تذهب
لمن يخدم مصالح النقابة المهنية . وأنت تعرف وهم يعرفون مدى كفائتي في هذا المضمار .
ــ على كيفك . لكني أحذرك وأهيِّئك للصدمة .
ــ سوف أحصد جميع الأصوات ، وأحوز على ثقة الجميع . وسترى .
ولأن صاحبي رمزي عنيد ، ككل الذين لديهم رقم " 6 " ضمن أرقام تاريخ ميلادهم . لم يتراجع عن موقفه
وخاض حرب الانتخابات .
لم تكن هناك مفاجآت بعد فرز الأصوات . حصل رمزي على صوت واحد فقط .
المفاجئة أن هذا الصوت هو صوتي أنا .
فأين ذهب صوت رمزي يا ترى ؟!
أصدقائي كثيرون . أصْدَقَهُمْ لي هو رمزي . أستشيره ، ويستشيرني . أستدين منه ، ويستدين مني .
نتقاسم أفراحنا وأتراحنا . لا نكاد نفترق إلاّ في سويعات النوم . حتى ظنَّ الرفاق أننا إخوة .
صديقي رمزي خدوم إلى أبعد حد . لا غرابة في ذلك . فكل مَن لديهم رقم " 4 " ضمن أرقام تاريخ
ميلادهم . يتصفون بهذه الصفة ويقومون بخدمة الغير عن طيب خاطر وهم سعداء .
تطوّع للعمل في المجال النقابي . وأحيل إليه تنظيم مكتبة نقابة أطباء الأسنان الذي هو عضوا فيها .
فغدت مكتبة النقابة في عهده الذي امتدَّ طويلا . منارة لزملائه ومنهلاً لكل مَن يروم الغيث والغوث .
وبات رمزي صديقا للجميع . للمخضرمين ولحديثي التخرج . لا غرابة في ذلك . فكل مَن له رقم " 8 "
ضمن أرقام تاريخ ميلادهم . يتصفون بصفة الجديّة في العمل والإخلاص فيه .
في يوم من الأيام . وبينما كنا في مكتبة النقابة تحتسي الشاي . قال لي متسائلا :
ــ إيش رأيك يا أبو الفوز ، أرشح نفسي للانتخابات في الدورة القادمة ؟
لم يمهلني حتى أجيبه ، واسترسل قائلا :
ــ أنت تعرف أن الكل يحبني ويحترمني . وأظنهم لن يبخلوا بإعطائي أصواتهم . وكما تعلم ، لي عليهم
ديون . لقد قمت بخدمتهم ومساعدتهم وجاء اليوم الذي يسددون فيه هذا الدين . ولا تنسى أنهم سيكونون
سعداء حين أفوز وأغدو عضوا أو حتى نقيباً في مجلس نقابتهم .
ــ على مهلك يا أبو الرماميز . لولا يقيني أن الذي تشربه شاي ، لقلت أنك سكران وتهذي . أنت طيب
وبرئ يا صديقي . لا تُحْسَب الأمور هكذا . ورصيدك الذي تتوهم أنه سيدعمك لخوض التجربة ، أقل من
الصفر .
ــ ما عهدتك يا فوزي في يوم من الأيام تهبِّط من عزيمتي . ما بك ؟ هل تكره لصديقك ما يُحب ؟
وبما أنني أملك الرقم " 7 " ضمن أرقام تاريخ ميلادي . فإني أجزم أنني أتمتع بامتلاكي حاسة سادسة
وشفافية كافية تقودني لتشخيص الحدث قبل وقوعه . وعليه لن أبخل بِنُصح صاحبي وتنوير طريقه .
قلت له وأنا أرشف ما تبَقّى من شاي في كأسي :
ــ اسمع يا رمزي . أولاً اسمك رمزي حنا خوري . مسيحي فلسطيني . ولهذا فإن ترتيبك هو في ذيل
القائمة . ولن تأخذ صوتاً واحدا من التيار الإسلامي ولا من إخوتك الشرق أردنيين إن كانوا مسيحيين أو
مسلمين .
ــ يا فوزي . جل حبايبي من الإسلاميين ومن الأردنيين وأنت تعرف ذلك .
ــ ثانياً . الفتحاوية والحمساوية وإخوانك في البعث والحزب الشيوعي والجبهة الشعبية لن يعطوك أصواتهم
لأن لهم مرشحيهم ، ولن يجاملوك لسواد عيونك .
ــ يا سلام . ما أنا فتحاوي أباً عن جد . وحماس عل راسي من فوق . وحزب البعث شعاره يزين مكتبي
ورفاقي في الحزب الشيوعي أكلت معهم عيش وملح . ولن يزايد عليّ رفاق دربي في الجبهة الشعبية
فأنا منهم وهم مني ، لا تنسى أن مؤسس الجبهة لداوي وأنا رملاوي ، وما بين الرملة واللد نسب وعشق
لا تهزه صدامات - موسم النبي صالح - العابرة . وما تنساش يا سيد فوزي أنني أولا وأخرا مثلك عروبي
وقوميتي العربية فوق كل شئ . ينصهر فيها المعتقد والولاء .
ــ لم تزل يا رمزي تتكلم ببراءة الأطفال . أنت بالنسبة لهم لا طعم لك ولا لون .
ــ اسمع يا فوزي . هذه انتخابات نقابة أطباء الأسنان وليس انتخابات نيابية . وعلى الأصوات أن تذهب
لمن يخدم مصالح النقابة المهنية . وأنت تعرف وهم يعرفون مدى كفائتي في هذا المضمار .
ــ على كيفك . لكني أحذرك وأهيِّئك للصدمة .
ــ سوف أحصد جميع الأصوات ، وأحوز على ثقة الجميع . وسترى .
ولأن صاحبي رمزي عنيد ، ككل الذين لديهم رقم " 6 " ضمن أرقام تاريخ ميلادهم . لم يتراجع عن موقفه
وخاض حرب الانتخابات .
لم تكن هناك مفاجآت بعد فرز الأصوات . حصل رمزي على صوت واحد فقط .
المفاجئة أن هذا الصوت هو صوتي أنا .
فأين ذهب صوت رمزي يا ترى ؟!
تعليق