حمدون سعيد الرجل الشارد (1)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد محقق
    أديب وكاتب
    • 28-11-2009
    • 181

    حمدون سعيد الرجل الشارد (1)

    أتمنى من القراء أن تعجبهم القصة.
    دخل غرفته واستلقى على سريره ، وفجأة سمع صوتا يقول له : مالي أراك شاردا مهموما وحزينا ؟ إذن فقد أثقلوا كاهلك مرة أخرى بالديون و اللإقتراض أيها المسكين ، بحيث تجد نفسك في كل مرة بل في كل مناسبة سواء كانت دينية أو وطنية أو بمناسبة الدخول المدرسي أو العطلة الصيفية جاثما أمام شركة من شركات الإقتراض حاملا وثائقك المطلوبة من نسخة بطاقة وورقة استهلاك الماء والكهرباء وشهادة الأجرة وشهادة الإقامة و...وقلبك يرتجف خوفا أن يرفض طلبك من هزل الأجرة ،وإن كنت ذو حظ عظيم رجعت بمبلغ هزيل لايسد كل حاجياتك ومتطلباتك حتى إذا فني قرضك تجدك تجر خيبتك فتنعزل في مكان قصي تتفحص بيان التزامك الذي أصبح لا يقبل القسمة على اثنين حيث صارت أجرتك لاتظم سوى بعض الآلاف التي لاتسد رمقك ومن هم في ذمتك فتحمر وجنتك ويشتعل رأسك شيبا ويتثاقل لسانك كما أن رجليك لاتستطيع حملك وكأن القيامة قد قامت عليك ، فتعود بالذاكرة إلى الوراء حيث أجرتك كاملة غير ناقصة تعيش بها كأمير لا تنقصه رفاهية ، فتظل صامتا أبكما والدموع تنهمر من عينيك كأنها السيل العرم على مافرطت وهما جاحظتان تتفحص في كل الحماقات التي ارتكبتها وأنت واقف أمام مكاتبهم تدلي إليهم بوثائقك ، فيكاد قلبك ينفطر من مكانه وأنت ترى شبح القرض يطاردك أينما حللت و ارتحلت كأنها الحرب يدوي انفجارها في جوف روحك وغيلان مراجلها في مشاعرك وأحاسيسك وأنت مشلول لاتستطيع حراكا كأن الطير فوق رأسكمن هول ما قد أصابك بسوء تدبيرك للحياة المعاشةحتى إذا نظرت في مرآة وجدت ذليلا بعدما كنت عزيزا وأصبحت فقيرا بعدما كنت غنيا، فتمرض نفسك وتدخل في أزمة اقتصادية خطيرة لاينفع معها حل وكأنها تصارع أمواج البحر العاتية بلا قوارب نجاة فتغرق روحك في ظلمات لا أنوار لها فتنهار نفسك التي بين جنبيك فتصير كطير مذبوح يرقص من شدة الألم فتنتابك قشعريرة من الخوف والرعب مما ينتظرك من مستقبل لاتعرف أغواره وأسراره و...فإذا بالمسكين يقوم مذعورا مما سمعه من هذا الصوت فأقسم بغليظ الأيمان أن لايعود إلى الإقتراض الذي يجعله منسلخا من شخصيته كلما ذهب إلى شباك البنك لسحب أجرته الهزيلة ، وبينما هو يتأمل في هذا الذي ينصحه ، إذ به يخاطب نفسه ويرد على الصوت المسموع : اللهم أصحاب القروض ولا الأصحاب الذين لايعيرون اهتماما كلما ذهبت إليهم ليقرضونني مبلغا من المال محتجين في ذلك أنهم مثلي مدينون لشركات الإقتراض ،فما تقول أيها الصوت الجميل ؟ وهنا ساد صمت طويل مما جعل المسكين يغط في نوم عميق يحلم باقتراض جديد عساه يجد راحة فيه...
    الأستاذ محمد محقق(حمدون سعيد) وإلى اللقاء في الجزء الثاني بحول الله تعالى
  • محمد محقق
    أديب وكاتب
    • 28-11-2009
    • 181

    #2
    أتساءل من القراء الأعزاء لما الصدود عن ما يكتبه الذين لاتعرفونهم ، فنحن بمروركم البهي نستفيد من نقدكم البناء وكذا تشجيعاتكم
    وشكرا على سعة صدوركم
    محمد محقق

    تعليق

    • محمد محقق
      أديب وكاتب
      • 28-11-2009
      • 181

      #3
      سنظل متمسكين بالأمل حتى نحصل على ردودكم الذي منه أستفيد ولأكتب أيضا الجزءالثاني.
      مشكورين على سعة صدوركم

      تعليق

      • الشربيني المهندس
        أديب وكاتب
        • 22-01-2009
        • 436

        #4
        استاذنا الفاضل مالي أراك شاردا مهموما وحزينا
        لو جوعان فلك ان تزور مطاعم الشربيني علي الفيس بوك والاكل مجانا
        وهذا محقق
        ولو مهموم فانت معزوم لقضاء يوم كامل بمزرعة الشربيني وهي ليست بعيدة فهي علي الفيس بوك أيضا
        تحياتي ولنا لقاء

        تعليق

        • محمد محقق
          أديب وكاتب
          • 28-11-2009
          • 181

          #5
          مشكورا أخي على الضيافة المجانية ، وإن كنت أفضل تعليقك على القصة حتى أستفيد منك
          وعلى كل حال ، فأنت بادرت بقراءة القصة ، فلك من كاتبها محمد محقق ألف تحية وتقدير يا أخي مهندس ، وعجيب أسمك هذا لأنه يحمل علمين في الفن الراقي المصري : حسين الشربيني الممثل العظيم وفؤاد المهندس رحمة الله عليهما أجمعين وأطال الله في عمرك وحقق مسعاك.
          أخوك محمد محقق

          تعليق

          يعمل...
          X