يَهْرَاقُ الدَّمُ الْمَسْفُوحُ مُرْتَكِسًا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د/ أحمد الليثي
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 3878

    يَهْرَاقُ الدَّمُ الْمَسْفُوحُ مُرْتَكِسًا

    يَهْرَاقُ الدَّمُ الْمَسْفُوحُ
    مُرْتَكِسًا
    وَتَأْبَى شِفْرَةُ السِّكِينِ أَنْ تَذْبَحَ
    وَيُقْسِمُ الْحَدَّادُ
    أَنَهَا بَاتَتْ فِي أَحْضَانِ مِسَنٍّ
    تِسْعَةَ أَشْهُرٍ
    وَبَيْنَ يَدَيْهِ سِكِّينٌ أَحْمَرُ الأُخْدُودَيْنِ.
    د. أحمد الليثي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    ATI
    www.atinternational.org

    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
    *****
    فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.
  • د/ أحمد الليثي
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 3878

    #2
    [align=center]
    تُشْرِقُ شَمْسُ الْمَغِيبِ
    فِي عَتْمَةِ خَيْطٍ أَبْيَضَ
    لَوْ يَعْلَمُ هَذَا الْمَارِدُ
    كَيْفَ تَسَرَّبَ شُعَاعُهَا
    وَكَفَّاهُ تَخْنِقُ مِنْهَا رَحِيقَ النُّورِ
    لاَسْتَحَالَ خَيْطًا أَسْوَدَ.
    [/align]
    د. أحمد الليثي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    ATI
    www.atinternational.org

    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
    *****
    فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

    تعليق

    • د/ أحمد الليثي
      مستشار أدبي
      • 23-05-2007
      • 3878

      #3
      مَرَّتْ فَتَاةُ الْجِسْرِ يَقْطُرُ دَمْعُهَا دُرًّا
      كَرِيمٍ يَضُوعُ الْمِسْكُ مِنْ خُطُوَاتِهِ
      وَعِنْدَ أَقْدَامِهَا يَعْشَوْشِبُ الْقَفْرُ
      وَفِي الأُفْقِ قَصْرُ أَمِيرٍ يَنْتَظِرُ.
      أَمَّا أَنَا
      فَالْحُلْمُ كُلُّ بِضَاعَتِي.
      د. أحمد الليثي
      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      ATI
      www.atinternational.org

      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
      *****
      فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

      تعليق

      • رزان محمد
        أديب وكاتب
        • 30-01-2008
        • 1278

        #4
        السلام عليكم،

        الصور جميلة جداً دكتورنا الفاضل...وإن كانت أحياناً عصية التفسيركالمشاركة الثانية، ولكننا نحاول...

        بالنسبة لفعل يُهراق نادراً مانستخدمه وهو يماثل في معناه فعل يُراق حسب ما أفهمه...أليس كذلك؟


        ننتظر جديدكم دائماً وأطيب تحية.
        التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 01-12-2009, 18:37.
        أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
        للأزمان تختصرُ
        وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
        وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
        سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
        بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
        للمظلوم، والمضنى
        فيشرق في الدجى سَحَرُ
        -رزان-

        تعليق

        • د/ أحمد الليثي
          مستشار أدبي
          • 23-05-2007
          • 3878

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة رزان محمد مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم،

          الصور جميلة جداً دكتورنا الفاضل...وإن كانت أحياناً عصية التفسيركالمشاركة الثانية، ولكننا نحاول...

          بالنسبة لفعل يُهراق نادراً مانستخدمه وهو يماثل في معناه فعل يُراق حسب ما أفهمه...أليس كذلك؟


          ننتظر جديدكم دائماً وأطيب تحية.
          الأخت الفاضلة الدكتورة رزان
          شكر الله مرورك وتعليقك؟
          نعم يهراق أي يراق. ولكن فتح الياء له سبب. وهو متروك للقارئ ليفك طلسمه.
          أما ما يستعصي على الفهم، فلابد أن يحتفظ الشاعر في "بطنه" ببعض المفاتيح.
          وقد وجدت أن من الطرق الجيدة لفهم القصائد المطلسمة تماماً والتي يهواها كاتبو القصائد النثرية هو تغيير طريقة الاقتراب من النص. بمعنى إذا تناولتُ القصيدة من وجهة معينة ولم أفهمها، فمن المجدي تغيير المدخل، أو البدء من مكان آخر، وهكذا. وحين تتضح المعاني وتفهم الإشارات تُعاد القراءة للتعرف على المنطق القصائدي الذي يشكل جزءاً من بنية القصيدة ويعين على فهمها.
          مع ملاحظة أن كتاباً كثيرين يكتبون فعلاً كلاماً غير مفهوم، وغير مترابط، ولا وجهة له، ولا مفاتيح له، ويوهمون القارئ بغير ذلك. ومن القراء من يقع في هذا الشرك، وظن أن للقصيدة عمقاً لم يتبينه بعد. مع أن الحقيقة قد تكون غير ذلك تماماً. ويحتاج المرء فعلاً لمن "يفتح المندل" لشرح ما غمض.
          ولكم أود أن يكتب شعراء النثر شرحاً لبعض قصيدهم. بمعنى أن يكتبوا مقالاً نثرياً مكان القصيدة كي يعرف القارئ أين المدخل، وأين المفتاح، وأين سكة الخروج. وطبعاً هذا من الأمور المستحيلة لأنني شخصياً أرى في كتابات معينة غموضاً يستحيل معه الفهم. وهذه مشكلة كبيرة لأن هذا -من وجهة نظري- يقضي قضاءاً مبرماً على كل فرصة للعالمية. فهذا النوع من الشعر مكتوب على بابه موت ولا بعث.
          فالعالمية في الأدب تأتي من باب الترجمة، وليست من أي باب آخر. فإذا فشل القارئ المترجم في الفهم فأنَّى له أن يترجم ترجمة ترجمة صحيحة؟ ومن هنا فشعر الطلاسم يضع الشاعر في حجرة هي للقبر أقرب منها إلى أي شيء آخر.

          دمتِ في طاعة الله.
          د. أحمد الليثي
          رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
          ATI
          www.atinternational.org

          تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
          *****
          فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

          تعليق

          • رزان محمد
            أديب وكاتب
            • 30-01-2008
            • 1278

            #6
            [align=right]
            السلام عليكم،

            دكتور آسفة جداً على الإلحاح، وكذلك على السؤال الذي سأسأله أيضأ، وكلي فضول لمعرفة الحقيقة فعلاً...
            لم أستطع منع نفسي منه، سأكتب مباشرة ما يخطر بذهني ، دائماً عندما أقرأ قصيدة نثرية جديدة، ولكن لا أطرحه...
            لكن، كونك عرضت للموضوع، فسأعتبره أحد المفاتيح التي قد تقودنا للنور أو توصلنا لنهاية مغلقة...

            هل ما تكتبه حضرتك هنا- مع كل احترامي لك ولكتاباتك- سنصل بها لنتيجة إن حاولنا في فك طلاسمه؟
            أم أنها طلاسم فقط للتعجيز ؟
            كيف يمكن ليهراق بالضم أن تصبح يهراق بالفتح، وأي سر يمكن أن يكمن بها؟
            إن كانت رياضة ذهنية فهي متعبة، إضافة إلى أنها ليست ممتعة
            فقد تعبنا جداً و"عصّبنا" أيضاً لأننا ندور في حلقة مفرغة لا نتمكن من معرفة المقصود، يعني حتى أننا لا نتمكن من وضع أي احتمال، فكيف العمل
            ما الهدف؟ من وضع القارئ في حيرة من أمره،
            ولماذا لا يوضح " الشاعر" مقصوده
            هل المقصد غريب؟
            أم عجيب؟
            أم .....؟؟
            أم ماذا؟
            جميل أن يشعر المرء في البداية ببعض الغموض في القصيدة وبعض الشك أثناء البحث عن المعنى
            ولكن يحس بسعادة حقيقة عندما يصل متأكداً للمعنى المقصود والوحيد، حين تترابط المعاني معا لتقود لمعنى متكامل
            أما أن يحس أنه يتخيل ما يريده هو من القصيدة، ويمسك بطرف خيط في أحد الأبيات، ثم لايلبث أن يفلت من يده في البيت الذي يليه، ثم يوهم نفسه بأنه توصل" لقراءة ما " فهذا أراه- وبالنسبة لي كرأي شخصي- وكأن المرء يسخر من نفسه عندما يفسر وفق هواه...


            هذا عدا أنه يتعب للقارئ ويحس أنه يبحث عن شيء يهرب منه، أو أنه يتخبط في الضباب، بل وفي الظلام
            إنه يذهب بمتعة القراءة والاستمتاع بالصور للشعر
            وهدف الشعر هو العكس الراحة والانتقال بالقارئ لعالم الجمال و ليس إتعاب الأعصاب

            أرجو المعذرة مرة ثانية، ولكنك أعطيتنا -حضرتك- الضوء الأخضر للتعبير عن رأينا، عسى إن فهمنا المراد أن نحس أننا توصلنا ولمرة واحدة للامساك بشيء حقيقي.

            دمت مبدعاً أستاذنا الفاضل.
            [/align]
            التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 03-12-2009, 22:39.
            أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
            للأزمان تختصرُ
            وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
            وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
            سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
            بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
            للمظلوم، والمضنى
            فيشرق في الدجى سَحَرُ
            -رزان-

            تعليق

            • د/ أحمد الليثي
              مستشار أدبي
              • 23-05-2007
              • 3878

              #7
              الأخت الفاضلة الدكتورة رزان
              أتفق معك 95%، أما النسبة الباقية فهي ليست عدم اتفاق بل هي مجرد اختلاف في النظرة إلى دور الشعر وأهدافه.

              كذلك الغموض -كما قلتِ- قد يكون جميلاً أحياناً، ولكن كثرة الطلاسم لا تعمي عدم الاستمتاع بالقصيد، وإنما تعني فقط عدم القدرة على إدراك المعاني المقصودة (على افتراض وجودها أصلاً). وبالرغم من أن الفهم "أحياناً" يساعد في عملية الاستمتاع بالشعر -أو بالأحرى بالأدب عموماً- إلا أنه في الحقيقة ليس شرطاً. بل الأكبر من ذلك أن كثيرين جداً -عرباً وعجماً- يستمعون إلى القرآن الكريم فيستمتعون به، وهم لا يفهمون منه حرفاً. القصد أن لدينا هنا مستويان مختلفان ليس شرطاً أن يكونا مرتبطين.

              المشكلة فيما يسميه بعض النُّظَّام غموضاً وتكثيفاً وعمقاً ... إلخ أن هذه ألفاظ أصبحت خاوية من المعنى؛ لأنه ما لم يكن هناك فهم فمن أين يأتي التعبير بالتكثيف والعمق. ما يحتاجه القارئ هو أن يفهم من أين أتى التكثيف، وما هي الأفكار الكثيرة التي تجمعت في لفظتين فكأن الناظم قد أوتي جوامع الكلم. وكذا يحتاج القارئ إلى سبر العمق. وهذا -كما أسلفتُ- مرتبط بالمعنى، وليس مرتبطاً بالتأثير، ووقع الكلمات.
              وكثير من "القصائد" النثرية تعتمد على شيء يشبه وحدة البيت في القصيدة العمودية وخاصة في القدم. ومن هنا من يحاولون استخراج المعاني من قصيدة يكتنفها الغموض -لا لشيء إلا لأن ناظمها رصَّ كلمات بعضها إلى جوار بعض- يبذلون جهداً كبيراً ثم يجدون أنفسهم أمام عدد من الأفكار التي لا رابط بينها إلا بلي عنق اللغة، واستنتاج ما يصعب أن يكون نتيجة منطقية في العالم الواقعي، ومن هنا يأتي الخيال. وفي الخيال كل شيء مباح. فسحب العماء، وفراشة الدكتور توفيق حلمي التي احترقت في الماء المالح، وشجن أحمد الليثي الذي تلبَّس كيان ورقة العنب، وصراخ الصمت المدوي، والقابع في أعماق النهر، وعتمة الضوء، وجدران الهواء، واللامكان الواقع في اللازمان ... إلخ، كل هذه في الواقع تركيبات لفظية خالية من المعنى. ولكن السؤال: متى يكون لها معنى؟ والإجابة هي : يكون ذلك حين نخرج من قوالب الواقع لنسبح في سحب الخيال. فإن قلتِ ما هي عتمة الضوء؟ قلتُ: إن الضوء في حقيقته ليس أبيضاً، بل هو عماء تام. والعين في حقيقتها ليست مبصرة، وإنا هي كالحجرة المظلمة في الكاميرا، ويأتي الضوء من خارجها فتترجمه إلى ما نراه حسب مصدر الضوء. فإذا قلتِ: وما المقصود بعتمة الضوء؟ قلت: المسألة حسب السياق، فقد يكون القصد كأبة النفس القادرة على الفرح، أو من يرى القبح حتى فيما هو جميل، أو يطلب المستحيل، وهكذا. وكلما ابتعدنا بالشرح عن النطاق الدلالي للكلمات أصبحت مفتوحة على تأويلات كثيرة، مثل الفن السيريالي سواء بسواء.

              وأدعوكِ إلى قرارة تعليق أستاذنا الدكتور توفيق حلمي على هذا الرابط:
              بين بيكاسو وشاعر مكة بقلم :أ.د. بكري شيخ أمين عضو اتحاد الكتاب العرب عضو اللجنة العالمية للغة العربية من أغرب ما سمعت في حياتي قصة الرسام الإسباني المشهور ( بابلو بيكاسو ) زعيم المدرسة الخيالية ( السريالية ) المعاصرة . تقول القصة : خطرت لبيكاسو في أحد الأيام فكرة عابثة ساخرة ، أراد بــها أن يثبت أن كثيراً من النقد


              دمت في طاعة الله.
              د. أحمد الليثي
              رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              ATI
              www.atinternational.org

              تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
              *****
              فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

              تعليق

              • رزان محمد
                أديب وكاتب
                • 30-01-2008
                • 1278

                #8
                أتفق معك 95%، أما النسبة الباقية فهي ليست عدم اتفاق بل هي مجرد اختلاف في النظرة إلى دور الشعر وأهدافه.

                كذلك الغموض -كما قلتِ- قد يكون جميلاً أحياناً، ولكن كثرة الطلاسم لا تعمي عدم الاستمتاع بالقصيد، وإنما تعني فقط عدم القدرة على إدراك المعاني المقصودة (على افتراض وجودها أصلاً). وبالرغم من أن الفهم "أحياناً" يساعد في عملية الاستمتاع بالشعر -أو بالأحرى بالأدب عموماً- إلا أنه في الحقيقة ليس شرطاً. بل الأكبر من ذلك أن كثيرين جداً -عرباً وعجماً- يستمعون إلى القرآن الكريم فيستمتعون به، وهم لا يفهمون منه حرفاً. القصد أن لدينا هنا مستويان مختلفان ليس شرطاً أن يكونا مرتبطين.

                شكراً دكتور للرد الثري.
                قد أكون كتبت بشكل عام وسريع عن الشعر وأهدافه...
                أما بالنسبة للقرآن فأرى أن المثال لاينطبق كثيراً لأن حالة القرآن خاصة، وتأثيره على العجم والعرب رغم عدم فهمهم له سببه الإعجاز، وإلا لتأثر العجم أيضاً بالشعر العربي، إن كان الفهم ليس شرطاً.

                هل فُتحت ياء يهراق لأن القراءة مفتوحة؟

                مع التقدير.

                التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 04-12-2009, 12:47.
                أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
                للأزمان تختصرُ
                وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
                وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
                سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
                بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
                للمظلوم، والمضنى
                فيشرق في الدجى سَحَرُ
                -رزان-

                تعليق

                • د/ أحمد الليثي
                  مستشار أدبي
                  • 23-05-2007
                  • 3878

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة رزان محمد مشاهدة المشاركة
                  شكراً دكتور للرد الثري.
                  قد أكون كتبت بشكل عام وسريع عن الشعر وأهدافه...
                  أما بالنسبة للقرآن فأرى أن المثال لاينطبق كثيراً لأن حالة القرآن خاصة، وتأثيره على العجم والعرب رغم عدم فهمهم له سببه الإعجاز، وإلا لتأثر العجم أيضاً بالشعر العربي، إن كان الفهم ليس شرطاً.

                  هل فتحت ياء يهراق لأن القراءة مفتوحة؟

                  مع التقدير.

                  الأخت الفاضلة الدكتورة رزان
                  نعلم أن التشبيه في اللغة لا يعني انطباق المشبه على المشبه به انطباق القفاز على اليد. فحين أقول "خالدٌ كالأسد" أو حتى "خالدٌ أسدٌ" فلا يفهم المخاطَب أن خالداً حيوانٌ، وليس من جنس البشر، أو أنه ملك الغابة، أو أن له ذيلاً، أو أو تحيط رأسه لبدة من الشعر، أو غير ذلك من الصفات الملاصقة لأي حيوان وتشاركه فيها الأسود أيضاً.

                  وفي مثالي عاليه عن القرآن الكريم كان وجه الشبه هو الاستمتاع ليس إلا. فكما يستمتع المرء بسماع القرآن وهو لا يعقل معناه، يستمتع الإنسان بأشياء أخرى كثيرة وهو لا يفهم معناها، بل وقد لا يدرك كنهها أصلاً. فمن الناس من يستمتع بالشراب الحلو، ومنهم من يستمتع بالشراب المر، أو الأكل البارد أو الحار، أو الملاطفة أو العنف ... إلخ. ولا يعني هذا أن الشراب المر والحلو سواء، أو أن الملاطفة والعنف هما الشيء نفسه.

                  ومن ثم فالمثال منطبق، وليس مخالفاً. فالقرآن الكريم "كلام" وكتابته بحروف عربية، وألفاظه عربية يستخدمها العرب، وتراكيبه يعرفها العرب، وتسير عليها قواعد نحوهم، واستعاراتهم، وتشبيهاتهم، ومجازاتهم، وقواعد فصاحتهم وبلاغتهم ... إلخ. ومن هنا فأوجه الشبه بين القرآن وبين أي نص عربي قائمة. المسألة هي أيٌّ من أوجه الشبه تلك نقصد. فلا يمكن أن نقول إن "حين وجد أخوة يوسف أنه لا حيلة لهم مع عزيز مصر كي يترك لهم أخاهم، خرجوا من عندهم وأخذوا يتشاورون في أمرهم" على نفس الدرجة من الفصاحة والبلاغة والاقتصاد اللفظي والمعنوي والمستوى الاستعاري والإشاري والدلالي مثل قول تعالى "فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا". ولكن مع هذا يمكننا أن نقول إن كلا العبارتين من كلام العرب من حيث الألفاظ والتراكيب مثلاً.
                  وعلى هذا فبما أنني لم أتحدث سوى عن الاستمتاع بما قد لا يكون مفهوماً فمثالي ينطبق على واقع الحال.
                  أما أن يكون القصد أن القرآن كالشعر أو الأدب أو غير ذلك في كل مجالات التشابه فهذا أمر لم أقله، ولا تحتمله كلماتي.

                  أما موضوع تأثر العجم بالشعر فكثيرون يتأثرون ويستمتعون بنغمة الصوت العربي فعلاً. وفي المقابل كثيرون يشعرون بالعكس. بل إن القرآن الكريم نفسه يخبرنا عن ذلك فيمن حين تتلى عليهم آيات الله يخرون سجداً وبكيا، بينما غيرهم لا يزيدهم سماع القرآن إلا كفراً وتعنتاً. فهم يكرهون مجرد سماعه. فإذا كان هذا مع القرآن المعجز فما بالك بالكلام العادي البشري.
                  ومن هنا فليست المسألة مجرد إعجاز فحسب؛ ذلك أن الإعجاز له ظواهر بينة، ولا يمكن أن نستشهد بجانب من يتأثرون، ثم ننكر جانب من لا يتأثر بالتلاوة خاصة عند من لا يعرفون العربية.

                  أما فتح ياء يهراق، فالحقيقة أني أردت النداء (الصراخ) "يا"، وأردت حركة الفعل ودفقة الدم المسموح، فدمجت النداء بياء الفعل، وفتحته عوضاً عن الضم. وهذه الفكرة من حيث هي فكرة (أي الجمع بين ما قد لا يجتمعان) من مخترعاتي. ولا يعني هذا أنها نافعة في كل وقت وحين. ولكنني قصدت أن تكون أول صوت في النظم. وكما يقولون "المعنى في بطن الشاعر".

                  دمت في طاعة الله.
                  د. أحمد الليثي
                  رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  ATI
                  www.atinternational.org

                  تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                  *****
                  فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                  تعليق

                  يعمل...
                  X