[frame="1 10"]
[align=justify]اشترى سروال "ادجينز" خفيض القطع.. عندما يلبسه يظهر السدس العلوي من عورته في القسم والبيت والشارع، حلق رأسه تحليقة القزع، أوقف شعره بمادة اسمها "جيل" من النوع الرفيع، وقميصا ينحدر بعض الشيء عن الصرة، باطنه هو ظاهره، يحمل صورة "تشيكي فارا" في ظهره، وبين الفينة والأخرى يضع فوق رأسه قبعة، وفي جيده سلاسل أبو لهب، وفي معصم يديه قيود من البلاستيك وقليل من الأهداب، وفي إصبعيه بعض الخواتم تحسبها من الفضة والذهب، ويرتدي في رجليه حذاءا رياضيا دون جوارب، ويضع على عينيه وتارة فوق مقدمة رأسه نظارة مضادة للسّحُب! يحمل بين إصبعين دفترا سيدخل به لأربعة مواد! أما القلم فسيستعيره من عند مراد، وفي آخر السنة ينتقل والأنداد. على سور المؤسسة يعانق خليلته، ترتدي سروالا مثله، إلا أنه يتميز في الأمام بفتحة.. وقميصا يشبه الشبكة، صدرها عار، وذراعيها كذلك يا جاري! تدهن حتى هي بذلك الدهن الشعر، تصنع به فتيلة كريشة طير، تحمل فوق ظهرها خرجا صغيرا فيه بعض الأدوات المدرسية، وكثير من المسائل الشخصية، وفي القسم تنظر إلى المعلم نظرة نوعية! تجعله ينفلت عن إطار التربية، ومعدل العام للدورات تسعة فاصلة خمسة وسبعون رغم اللقاءات.. [/align]
[align=justify]
جيل لو حدثته تجده يتقن لغة "الشات"، وإذا أطللت عليه تجده يستمني وهو ينظر إلى "فيديو" المحرمات، وإذا استرقت السمع أثناء تحاوره تسمع لغة اللباس والبنات، ويفضل أكلة المطاعم ما اسمه أكلات خفيفات! ويسمي حياته بــ "سبيد" [Speed]، وإن كانت تعني الانطلاقة الغير مسموح بها في المنجد، فإنما يعني بها هو حرية التجاوز بلا حدود! ويكتب شعارات بالإنجليزية في قبعاته وخِرٓجته بدون هدف منشود! وإذا سألته عن الدين الإسلامي لا يعرف حتى ما يدرسه في المقرر! لأنه يعتمد على النقل بالجهر والسر، وتلميذ السنة الثالثة ثانوي لا يتقن لغة موضوع إنشاء ولا حوار!.. أما لهجة حواره تنذر بجميع الأخطار.. فإذا أراد أن يشتري بعض الحاجيات، يقول: [نشري شي تويشيات]، وتعني [أشتري بعض الأكاذيب!..]، [أذهب بسرعة إلى..]، [نعطيها كالغزال]، والمال يسمونه: [لْعاقه...]... لست أدري من أي قاموس أتوا بهذه المصطلحات!؟ فهل هذا عصر مسخ الكلمات!؟...
[/align]
رغم هذه النبذة الوجيزة من سيرة جيل "جيل"، لا أرها تحيّر العقول! إنما ما يجعلني أنهار كل ليل، ألا وهو ضمير الآباء والأمهات والأهل... كيف يزرعون في فلذات أكبادهم الأمل؟ كيف يربونهم تربية إسلامية تجعل لهم رؤية في هذه الحياة؟ كيف يسطرون لهم في عقولهم وقلوبهم ممرات؟ تجعلهم ينظرون إلى هذا العالم بهمة عالية وأفضل النظرات؟ كيف يعلمونهم أن يضفوا مسحة نبل على أعمالهم الخالصات؟...
والمصيبة الكبرى التي أراها مصيبة بعين بصيرة، ألا وهي عندما يكبر هذا الجيل ويصير له أبناء في سنوات قليلة، كيف سيرعى الرعية!؟ هل سوف تقع معركة "جيل" المقدسة؟ هل إذا كان الأب يظهر سدس عورته سيسمح لابنه أن يظهر ربع أو ثلث عورته؟ هل سيتواصل بلغة "الشات" مع المجتمع وأسرته؟
[/align]

جيل "جيل"


[align=justify]اشترى سروال "ادجينز" خفيض القطع.. عندما يلبسه يظهر السدس العلوي من عورته في القسم والبيت والشارع، حلق رأسه تحليقة القزع، أوقف شعره بمادة اسمها "جيل" من النوع الرفيع، وقميصا ينحدر بعض الشيء عن الصرة، باطنه هو ظاهره، يحمل صورة "تشيكي فارا" في ظهره، وبين الفينة والأخرى يضع فوق رأسه قبعة، وفي جيده سلاسل أبو لهب، وفي معصم يديه قيود من البلاستيك وقليل من الأهداب، وفي إصبعيه بعض الخواتم تحسبها من الفضة والذهب، ويرتدي في رجليه حذاءا رياضيا دون جوارب، ويضع على عينيه وتارة فوق مقدمة رأسه نظارة مضادة للسّحُب! يحمل بين إصبعين دفترا سيدخل به لأربعة مواد! أما القلم فسيستعيره من عند مراد، وفي آخر السنة ينتقل والأنداد. على سور المؤسسة يعانق خليلته، ترتدي سروالا مثله، إلا أنه يتميز في الأمام بفتحة.. وقميصا يشبه الشبكة، صدرها عار، وذراعيها كذلك يا جاري! تدهن حتى هي بذلك الدهن الشعر، تصنع به فتيلة كريشة طير، تحمل فوق ظهرها خرجا صغيرا فيه بعض الأدوات المدرسية، وكثير من المسائل الشخصية، وفي القسم تنظر إلى المعلم نظرة نوعية! تجعله ينفلت عن إطار التربية، ومعدل العام للدورات تسعة فاصلة خمسة وسبعون رغم اللقاءات.. [/align]

جيل لو حدثته تجده يتقن لغة "الشات"، وإذا أطللت عليه تجده يستمني وهو ينظر إلى "فيديو" المحرمات، وإذا استرقت السمع أثناء تحاوره تسمع لغة اللباس والبنات، ويفضل أكلة المطاعم ما اسمه أكلات خفيفات! ويسمي حياته بــ "سبيد" [Speed]، وإن كانت تعني الانطلاقة الغير مسموح بها في المنجد، فإنما يعني بها هو حرية التجاوز بلا حدود! ويكتب شعارات بالإنجليزية في قبعاته وخِرٓجته بدون هدف منشود! وإذا سألته عن الدين الإسلامي لا يعرف حتى ما يدرسه في المقرر! لأنه يعتمد على النقل بالجهر والسر، وتلميذ السنة الثالثة ثانوي لا يتقن لغة موضوع إنشاء ولا حوار!.. أما لهجة حواره تنذر بجميع الأخطار.. فإذا أراد أن يشتري بعض الحاجيات، يقول: [نشري شي تويشيات]، وتعني [أشتري بعض الأكاذيب!..]، [أذهب بسرعة إلى..]، [نعطيها كالغزال]، والمال يسمونه: [لْعاقه...]... لست أدري من أي قاموس أتوا بهذه المصطلحات!؟ فهل هذا عصر مسخ الكلمات!؟...
[/align]
[align=center]
[/align]
[align=justify]
رغم هذه النبذة الوجيزة من سيرة جيل "جيل"، لا أرها تحيّر العقول! إنما ما يجعلني أنهار كل ليل، ألا وهو ضمير الآباء والأمهات والأهل... كيف يزرعون في فلذات أكبادهم الأمل؟ كيف يربونهم تربية إسلامية تجعل لهم رؤية في هذه الحياة؟ كيف يسطرون لهم في عقولهم وقلوبهم ممرات؟ تجعلهم ينظرون إلى هذا العالم بهمة عالية وأفضل النظرات؟ كيف يعلمونهم أن يضفوا مسحة نبل على أعمالهم الخالصات؟...
والمصيبة الكبرى التي أراها مصيبة بعين بصيرة، ألا وهي عندما يكبر هذا الجيل ويصير له أبناء في سنوات قليلة، كيف سيرعى الرعية!؟ هل سوف تقع معركة "جيل" المقدسة؟ هل إذا كان الأب يظهر سدس عورته سيسمح لابنه أن يظهر ربع أو ثلث عورته؟ هل سيتواصل بلغة "الشات" مع المجتمع وأسرته؟
[/align]

بقلم: محمد معمري
[/frame]
تعليق