حب النفس و صراعها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أميرة تاج الدين
    عضو الملتقى
    • 29-11-2009
    • 108

    حب النفس و صراعها

    دعوة لتأمل تلك الصورة :

    بشرُ يشرفون على الموت ، فى مياه عميقة وليل عميق وبرد شديد ......... يجدون قطعة خشب، يسبحون إليها، مسرعين لها ليتعلقوا بها ،إنهم يتعلقون بالحياة من خلالها، فالتزاحم شديد ، تعلو الصرخات ، ويشتد الصراعُ للفوز. ليصل الصراع الى ان يدهسون رأس بعضهم البعض فالكل يريد الحياة ، والكل يريد النجاة حتى على حساب رقاب الغير ،حتى و ان كان هذا الغير أعز ما لديه .
    وصدق ذاك القول ( يا روح ما بعدك روح ) .

    بل صدق الله فى آياته التى صورت لنا ذاك المشهد فى يوم النشور ، وعند النفير والكل يخرج من الارض، يوم تلتف الساق بالساق وتقول اين اذا المساق ، يوم يفر المرء من امه وابيه وصاحبته وبنيه .........ذلك اليوم الذى لا تعرف النفس فيه احدا سواها ، لتقول نفسى نفسى .

    دخلتم معى ذلك المشهد وصراعه اذا!

    لنرجع مرة اخرى للحياة ونترك يوم القيامة لوقته مع انه ليس ببعيد .
    تلك الصورة التى فيها يتعلق البشر بقطعة خشبية للفوز بالحياة نجاة من الموت !
    فى تلك الصورة نجد حب الانسان للحياة لدرجة كبيرة جدا لدرجة أن تقتل النفس اعز ما لديها لكىتعيش!
    التساؤل الان : هل هو حب الحياة بالفعل وتصارع النفس من اجلها ؟
    ام هو حب النفس للنفس فيصارع لكى تعيش ؟ والى اى درجة يحب الانسان نفسه ؟

    ومتى يعلم انه يحبها ؟وهل أتى يوما على تلك النفس ووجدت انها تكرهها ، تكره افعالها ، تعنفها لاخطائها ، اذا كانت هى تلك النفس التى تملك ضميرا يقظ لتؤنبه ( النفس اللوامة ) ، هل هى ايضا التى تحب الحياة لهذه الدرجة ؟ أى ، ان تعرضت للموت وامامها طوق نجاة او قطعة خشبية والتى هى سبيلها للحياة ،أتلك النفس الكارهة ستتعلق بالقطعة الخشبية اذا ؟ ستصارع من اجل الحياة ؟ ستقتل الغير لتفوز هى بالحياة وتنعم به ؟ ام لا .... التى بتلك الصورة هى نفس تحب نفسها فقط فهى النفس (الأمارة بالسوء ) .


    اذا هناك انواع من النفس ، نوع يحب الحياة وهى التى تحب نفسها اكثر من اى شىء اخر ، اكثر من امها ، ابيها ، ابنائها ، حتى مالها ..... وهناك نفس اخرى ، نفس مطمئنة ، مؤمنة

    أتذكرون أيام سيد الخلق ، كيف طلب من سيدنا عمر بن الخطاب ان يحب الله ورسوله اكثر من نفسه ، وذلك الفاروق الذى انتظر طويلا ليتأكد من نفسه ، ليتأكد من صدق كلمته لسيد الخلق قبل النطق بها ، لكى ينطقها قلبه مع لسانه ، وقال انا ذا اليوم احب الله ورسوله اكثر من نفسى يا رسول الله ، فصدق الحبيب سيدنا عمر بن الخطاب فيما قاله ، صدق حبه وصدق ايمانه بالله ورسوله .

    تلك هى !


    اذا ما الذى تحتاج اليه النفس لتنجو بنفسها من الهلاك ، من العذاب ، من الخسران المبين
    هل تحتاج لقطعة خشبية لتتعلق بها .
    ام تحتاج للايمان لتتعلق به .
    الايمان الذى لا يضل ....... الايمان الذى فيه النجاة والفوز بالجنة
    فالذى يتعلق بالحياة ،يتعلق بقطعة خشبية فى مهب الريح ، الامواج تقذفها يمينا وشمالا
    لا تعرف لها سبيل ولا طريق ولا هداية للوصول للبر، فيتخبط بين الحق والباطل يمينا وشمالا ، ليتخبط بين الخير والشر يمينا وشمالا ، ويتخبط بين الصواب والخطأ يمينا وشمالا .
    فالبر هنا هو الامان ، هو السلام ، هو النور ، هو الايمان بالله ، اعرف ربك ، تعرف نفسك الى أين مكانها .

    حب نفسك تعرف الهلاك والضلال ........... الايمان بالله هو البوصلة التى تهديك للطريق الصحيح الذى اخره الجنة والخلد وليست الحياة بعمرها القصير .

    هذا ما تحتاج اليه النفس ، وتلك هى النفس التى تنجو من الهلاك ( النفس المؤمنة ، المطمئنة بالله ) .
    [SIZE=6][COLOR=DarkRed][I][B]أميرة تاج الدين[/B][/I][/COLOR][/SIZE]
  • رعد يكن
    شاعر
    • 23-02-2009
    • 2724

    #2
    [rainbow]العزيزة ( أميرة تاج الدين )

    تحية
    وكل عام وانتِ بخير

    بارك الله لك وبك على هذا المقال ....
    كم نحن بحاجة للتذكير بين الحين والحين .

    لك الشكر والعرفان على جمال وبياض هذا الطرح ..

    مودتي

    رعد يكن
    [/rainbow]
    أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب .

    تعليق

    • أميرة تاج الدين
      عضو الملتقى
      • 29-11-2009
      • 108

      #3
      أشكرك جزيلا استاذ رعد ........ كم سعدت انه نال الاعجاب ..... تحياتى
      [SIZE=6][COLOR=DarkRed][I][B]أميرة تاج الدين[/B][/I][/COLOR][/SIZE]

      تعليق

      • محمد برجيس
        كاتب ساخر
        • 13-03-2009
        • 4813

        #4
        الأخت الكريمة / اميرة
        كل عام و انتم بخير
        قصة جميلة و عميقة المعنى
        أثني كثيرا على حسن صياغتكم لها
        إنه الصراع الدائم بين الموت والحياة داخلنا
        شكرا جزيلا لكم
        القربُ من ذاتِ الجمالِ حياتي
        بالعقل لا بالعين ذًقْ كلماتـي

        تعليق

        • برهان يونس
          عضو الملتقى
          • 08-07-2008
          • 14

          #5
          وصف دقيق يا سيدتي جعلني اقف بين الصورة والكلمة
          فرج الله كربنا جميعا وانار لنا بالامن والامان حياتنا الاتية
          مقال رائع بحاجة للوقوف على جنباته طويلا
          [CENTER]إن أعمالنا في حياتنا يتردد وقع صداها الى الأبد

          سطور فارغة [/CENTER]

          تعليق

          • أميرة تاج الدين
            عضو الملتقى
            • 29-11-2009
            • 108

            #6
            أشكرك كثيرا استاذ محمد ........ كم سعدت انها نالت اعجابكم ..... تحياتى لك

            أشكرك استاذ برهان ..... أسعدتنى كلمتك وشهادتك اننى نجحت فى نقل الصورة من كلماتى لكم كما اراها ......... تحياتى لك
            [SIZE=6][COLOR=DarkRed][I][B]أميرة تاج الدين[/B][/I][/COLOR][/SIZE]

            تعليق

            • رنا خطيب
              أديب وكاتب
              • 03-11-2008
              • 4025

              #7
              الفاضلة أميرة تاج الدين

              شكرا لك على هذا الطرح الواعي مما يدل على أننا أمام موهبة تحمل لواء الفكر في مسيرتها..

              لم يستطع أحدا مهما كانت قيمته الفكرية أن يفسر معنى الحياة .لذلك تختلف البشر في التعاطي مع هذا المعنى لكن تبقى الحياة هي الجانب المضيء من وجودنا ..

              الحياة نور و جمال و سعادة و حركة و استمرار في العمل و الإيمان هو الذي يغذيها و هو اساس استمرار الإنسان في الحياة و تحمله لعواصفها.

              الموت نقيض الحياة : فهو ظلمة مؤقتة و مجهول و توقف عن الحركة و العمل ..

              لذلك يتمسك الإنسان بالحياة و يستبعد فكرة السفر إلى المجهول مع أنه حقيقة لكنها مؤلمة لمن ضاقت رؤيته في الدنيا و كبلته بقيودها.

              حب النفس يكون بطاعة خالق هذه النفس و تجنب ما يغضبه ..كره النفس يكون بظلمه مع العلم أشد أنواع الظلم هو ظلم الإنسان لنفسه و الظلم يكون في خسارة موقفه و وجوده عند نهاية الحياة .

              مع الشكر
              رنا خطيب

              تعليق

              • أميرة تاج الدين
                عضو الملتقى
                • 29-11-2009
                • 108

                #8
                أشكرك جزيلا استاذة رنا على ذوقك معى ........ اتمنى ان اكون نجحت فى توصيل ما كان بداخلى وقت كتابة المقال ..... لى مقال اخر بقسم المقهى هو لا يقل قدرا عن مقالى هذا ..... بعنوان السجن وصوره ، اتمنى ان الكل يطلع عليه لانه يحمل فكرة مهمة جدا لانسان هذا العصر ........... سعدت كثيرا ان ما كتبته نال اعجابك

                تحياتى لكى
                [SIZE=6][COLOR=DarkRed][I][B]أميرة تاج الدين[/B][/I][/COLOR][/SIZE]

                تعليق

                يعمل...
                X