ثورة حب مجنونة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • غاردى عبد الرحمن
    أديب وكاتب
    • 30-08-2009
    • 828

    ثورة حب مجنونة

    تجلس بالقرب منه ..
    تنظر إليه.. بدقة..
    تحاور عينيه البريئتين...
    تحاول أن تكون قريبة ...
    أكثر فأكثر ....
    يمنعها تدللـــه...
    يتحاوران وبهدوء الصمت...
    بدت خائفة جدا...
    كما لو أنها لم تعرفه...
    ..

    كانت.. عند المحطة تنتظر وصول صديقها...
    أشعلت سيجارة..
    وراحت تتلفت يميناً وشمالاً..
    تنتظر قدومه بين الفينة والأخرى...
    أضناها الإنتظار...
    تعبت ...
    ربما ملت....
    اتجهت إلى بائع يقدم الشاي الساخن ..
    ودونما انتباه...
    حطت عيناها على عينيه...
    وبدا كل شيء بطيئا...
    من...صاحب هذا الظل الطويل...
    والشعر الكستنائي..
    والسالف الأسمر...
    والعينين العسليتين...
    ورائحة العطر التي تفوح هنا ولا تنتهي هناك...
    قد أكون أعرفه...
    لا أنني أعرفه...
    وعند اقترابه ...
    من يكون... من يكون..
    يقطع سلسلة الأفكار الجدلية..
    صفير القطار معلناً وصول الركاب...
    أطفأت سيجارة التبغ الطويلة...
    وبكعب جزمتها الطويلة داست عليها بغضب..
    بدت جنونية ...
    تلك الصافرة...
    لا أدري.. كم مرة سمعتها ، لكنها بدت جنونيةهذه المرة...
    تحولت في لحظات...
    إلى صديقة وفية تنتظر صديقها الوحيد...بشغف..
    وبين عشرات الرؤوس كانت ترفع رأسها محاولة البحث عنه..
    تتلقى دفعة من هنا ولكمة من هناك...
    يعلو صوت هناك....
    اشتقتلك حبيبي.... أحبك....
    يتعانقان....
    حبيبتي.....
    وصوت آخر... قادم بالقرب ..
    أحبك ياحبيبتي....
    كثرت الكلمات : حبيبي وأحبك و عيوني...
    واشتقت إليك...
    أمي الغالية... أبي..
    بدت هي الوحيد ة التي لا تلفظ مثل هكذا كلمات...
    وبدأت هكذا كلمات تغيب ...ويعلو صوت الإعلان عن موعد الرحلة القادمة..
    لم يأت ... لم يأت صديق الطفولة...
    هي بدأت... تحس أنه أكبر من كلمة الصداقة وما تحمله هذه الكلمة من معان...
    راحت الساحة التي غصت بالمستقبلين تخلو رويداً رويدا...
    والأصوات ترحل ، إلا شخص كان يقف بجانبها...
    لم يستقبل أحداً...
    ولم يقبل أحداًًً...
    ولم يعانق أحدًا...
    وفجأة ....
    نظرت إليه وقالت بحزم :
    عانقني.....
    ألا تفهم......عانقنـــــــي ..
    قبلني..
    قبلني..
    انسحق على جسدي..
    فتحت ذراعيها ، وأغمضت عينيها،
    وراحت تنتظر صاحب السالف الطويل معانقتها...
    هيا....
    لا تخيب أملي...
    أمسك يدها ... وقبلها...
    سيدتي..الفاضلة... اسمعيني...
    رحلتي القادمة...إلى ...
    لا... أنا فقط أريد أن تعانقني...
    لا أكثر...
    (يقاطعها)..
    بصراحة أنا رجل متزوج....
    ولا أريد..أن أقطع علاقتي بزوجتي..
    (ترد عليه وبغضب)
    أرجوك....
    لا تختلق اسباباً تبرر فيها عدم تجاوبك...
    تصمت قليلاً...
    ألست تحبني....(تسأل وتجيب بسرعة)
    نعم...
    أنا أحبك....
    أحبك....أحبـــــــــك..
    لا تسألني كيف ومتى ..... أنا ...
    وأنا أيضاً....(مقاطعاً)
    (تتلعثم)و أنت ماذا....
    أنا أحبـــــــــــــــــك......
    صدقيني ومن أول نظرة كما يقولون...
    أمسكت بيده...
    تعال اجلس ...
    ولكن أنا لا أستطيع أن أقدم لك شيئاً تفضلينه...
    لأنني مسافر ، وزوجتي تنتظرني...
    (تنظر إليه...)
    تحاور عينيه البريئتين...
    تحاول أن تكون قريبة ...
    أكثر فأكثر ....
    يمنعها ..تدللـــه...
    يتحاوران وبهدوء الصمت...
    بدت خائفة جدا...
    تمنت أنها... لم تعرفه...
    ولم يقل لها أحبك....
    ولم تقل له أحبك.....
    أذهب معك....
    أسكن أينما تسكن..
    أشار لها برأسه... لا ينفع....
    أن أخون زوجتي....
    تزوجني إذا...
    ...
    تزوجني...(الصافرة الأخيرة...للرحلة...)
    يرفع راسه...تزوجني... قل نعم...
    يحمل حقيبته... ويرحل صاحب السالف الطويل...
    تزوجني...
    تركض خلفه...
    تذكر أني قدمت لك عرضاً ستندم عليه لا حقا ً...
    وتلوح له.... ويلوح لها بهدوء يبتعد....
    ويتكاثر الدخان ... ويتعالى صوت المحرك...
    تشعل سيجارة وتمشي مضطربة.....
    تضحك...
    وتعلو ضحكاتها أكثر...
    أه.......أه .....
    ......تذكرت...
    لم أساله... عن اسمه...
    عن عنوانه...
    إلى أين ذاهب.....
    يعلو الضحك أكثر....
    لم يسأل عن اسمي....
    وعنواني.....
    ..........................................
    ترمي حقيبتها.......وتركض باتجاه القطار...
    أحبــك...أيها اللعين..
    أحبك...أيها الغبي..
    وباتت كل يوم وفي نفس الوقت تنتظر في المحطة قدومه..
    مازال الناس في المحطة...
    يتعانقون ويتبادلون القبل...
    ومازالت وحيدة... وحيدة...


    كلما اتقنا التوغل في الاشياء
    كلما تكشفت لنا الاعالي أكثر

  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    أفسدت طريقة دكتور حسام الدين هنا لغة القص ،
    فما يسرى على الشعر المنثور ، لا يمكن تغافله هنا ، و نتخفف
    على هذا النحو من أدوات الترقيم !!
    فالسطر القصصى لا يشبه الشعرى ، و إن اقترب
    التنقيط عائم و غائم ، و كثيرا ما يشطر جملة ، و يمسخ معناها
    أرجو التزمى بأدوات الترقيم قدر المستطاع ، و لك العودة إلى الكتب المدرسية فى هذا الشأن !!

    القصة جميلة جدا .. بلغتها الحلوة الحميمة ، المفعمة بالحياة و بروحها
    تحمل الكثير من الجمال ، إلى جانب قدر عظيم من المرارة ، و الكشف
    عن عالم ربما كلنا ندريه ، و ندرى كميات الكذب التى تصنعه ،
    و لن تتوقف .. إنه عالم الكذب بلا أى منطق ، إلا منطق الخيانات و التلون
    تعاطفت كثيرا مع البطلة ، لكنى أيضا أستشعر خيبتها ، و غاظنى تمسكها رغم ابتعاده ، و قسوته العجيبة ، و فضحه نفسه على هذا النحو المشين !!

    خالص احترامى
    أرجو ألا أكون ثقيلا هنا !!
    sigpic

    تعليق

    • غاردى عبد الرحمن
      أديب وكاتب
      • 30-08-2009
      • 828

      #3
      الاستاذ القدير ربيع
      كيف تكون ثقيلا وانت من يعرف كيف يفك رموز القصة جيدا
      نعم البطلة تعاطفت انا معها فكيف من سيقرا هذه القصة
      تحياتي الصباحية لك
      ودوما بالخير ارجو ان تبقى
      غاردي


      كلما اتقنا التوغل في الاشياء
      كلما تكشفت لنا الاعالي أكثر

      تعليق

      • غياث الخوري
        محظور
        • 21-11-2009
        • 110

        #4
        العزيزة غاردي
        ما هذه القصة الجميلة ؟؟
        يا له من مغفل غبي
        لا يفقه لغة العيون
        ولا يدرك معاني الانتظار
        جميلة غاردي هنا قصتك الاجمل
        بياض روحك
        غياث الخوري

        تعليق

        • غاردى عبد الرحمن
          أديب وكاتب
          • 30-08-2009
          • 828

          #5
          شكرا لكل من مر عبر متصفحي
          راجية للجميع داوم الخير والسعادة
          تقديري لكم
          غاردي


          كلما اتقنا التوغل في الاشياء
          كلما تكشفت لنا الاعالي أكثر

          تعليق

          • سمية الألفي
            كتابة لا تُعيدني للحياة
            • 29-10-2009
            • 1948

            #6
            الفاضلة غاردي

            الفكرة رائعة جدا التصوير جميل سريع

            الكتابة قد تكون بحاجة إلى وضعها في قالب القصة


            لك هذه سيدتي


            محبتي

            تعليق

            • غاردى عبد الرحمن
              أديب وكاتب
              • 30-08-2009
              • 828

              #7
              شكرا لك كثيرا سيدة
              سمية الالفي
              ولمرورك الجميل اللطيف


              لاعدمته
              غاردي


              كلما اتقنا التوغل في الاشياء
              كلما تكشفت لنا الاعالي أكثر

              تعليق

              • ليليان باسيل
                محظور
                • 27-12-2009
                • 55

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة غاردى عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
                تجلس بالقرب منه ..
                تنظر إليه.. بدقة..
                تحاور عينيه البريئتين...
                تحاول أن تكون قريبة ...
                أكثر فأكثر ....
                يمنعها تدللـــه...
                يتحاوران وبهدوء الصمت...
                بدت خائفة جدا...
                كما لو أنها لم تعرفه...
                ..

                كانت.. عند المحطة تنتظر وصول صديقها...
                أشعلت سيجارة..
                وراحت تتلفت يميناً وشمالاً..
                تنتظر قدومه بين الفينة والأخرى...
                أضناها الإنتظار...
                تعبت ...
                ربما ملت....
                اتجهت إلى بائع يقدم الشاي الساخن ..
                ودونما انتباه...
                حطت عيناها على عينيه...
                وبدا كل شيء بطيئا...
                من...صاحب هذا الظل الطويل...
                والشعر الكستنائي..
                والسالف الأسمر...
                والعينين العسليتين...
                ورائحة العطر التي تفوح هنا ولا تنتهي هناك...
                قد أكون أعرفه...
                لا أنني أعرفه...
                وعند اقترابه ...
                من يكون... من يكون..
                يقطع سلسلة الأفكار الجدلية..
                صفير القطار معلناً وصول الركاب...
                أطفأت سيجارة التبغ الطويلة...
                وبكعب جزمتها الطويلة داست عليها بغضب..
                بدت جنونية ...
                تلك الصافرة...
                لا أدري.. كم مرة سمعتها ، لكنها بدت جنونيةهذه المرة...
                تحولت في لحظات...
                إلى صديقة وفية تنتظر صديقها الوحيد...بشغف..
                وبين عشرات الرؤوس كانت ترفع رأسها محاولة البحث عنه..
                تتلقى دفعة من هنا ولكمة من هناك...
                يعلو صوت هناك....
                اشتقتلك حبيبي.... أحبك....
                يتعانقان....
                حبيبتي.....
                وصوت آخر... قادم بالقرب ..
                أحبك ياحبيبتي....
                كثرت الكلمات : حبيبي وأحبك و عيوني...
                واشتقت إليك...
                أمي الغالية... أبي..
                بدت هي الوحيد ة التي لا تلفظ مثل هكذا كلمات...
                وبدأت هكذا كلمات تغيب ...ويعلو صوت الإعلان عن موعد الرحلة القادمة..
                لم يأت ... لم يأت صديق الطفولة...
                هي بدأت... تحس أنه أكبر من كلمة الصداقة وما تحمله هذه الكلمة من معان...
                راحت الساحة التي غصت بالمستقبلين تخلو رويداً رويدا...
                والأصوات ترحل ، إلا شخص كان يقف بجانبها...
                لم يستقبل أحداً...
                ولم يقبل أحداًًً...
                ولم يعانق أحدًا...
                وفجأة ....
                نظرت إليه وقالت بحزم :
                عانقني.....
                ألا تفهم......عانقنـــــــي ..
                قبلني..
                قبلني..
                انسحق على جسدي..
                فتحت ذراعيها ، وأغمضت عينيها،
                وراحت تنتظر صاحب السالف الطويل معانقتها...
                هيا....
                لا تخيب أملي...
                أمسك يدها ... وقبلها...
                سيدتي..الفاضلة... اسمعيني...
                رحلتي القادمة...إلى ...
                لا... أنا فقط أريد أن تعانقني...
                لا أكثر...
                (يقاطعها)..
                بصراحة أنا رجل متزوج....
                ولا أريد..أن أقطع علاقتي بزوجتي..
                (ترد عليه وبغضب)
                أرجوك....
                لا تختلق اسباباً تبرر فيها عدم تجاوبك...
                تصمت قليلاً...
                ألست تحبني....(تسأل وتجيب بسرعة)
                نعم...
                أنا أحبك....
                أحبك....أحبـــــــــك..
                لا تسألني كيف ومتى ..... أنا ...
                وأنا أيضاً....(مقاطعاً)
                (تتلعثم)و أنت ماذا....
                أنا أحبـــــــــــــــــك......
                صدقيني ومن أول نظرة كما يقولون...
                أمسكت بيده...
                تعال اجلس ...
                ولكن أنا لا أستطيع أن أقدم لك شيئاً تفضلينه...
                لأنني مسافر ، وزوجتي تنتظرني...
                (تنظر إليه...)
                تحاور عينيه البريئتين...
                تحاول أن تكون قريبة ...
                أكثر فأكثر ....
                يمنعها ..تدللـــه...
                يتحاوران وبهدوء الصمت...
                بدت خائفة جدا...
                تمنت أنها... لم تعرفه...
                ولم يقل لها أحبك....
                ولم تقل له أحبك.....
                أذهب معك....
                أسكن أينما تسكن..
                أشار لها برأسه... لا ينفع....
                أن أخون زوجتي....
                تزوجني إذا...
                ...
                تزوجني...(الصافرة الأخيرة...للرحلة...)
                يرفع راسه...تزوجني... قل نعم...
                يحمل حقيبته... ويرحل صاحب السالف الطويل...
                تزوجني...
                تركض خلفه...
                تذكر أني قدمت لك عرضاً ستندم عليه لا حقا ً...
                وتلوح له.... ويلوح لها بهدوء يبتعد....
                ويتكاثر الدخان ... ويتعالى صوت المحرك...
                تشعل سيجارة وتمشي مضطربة.....
                تضحك...
                وتعلو ضحكاتها أكثر...
                أه.......أه .....
                ......تذكرت...
                لم أساله... عن اسمه...
                عن عنوانه...
                إلى أين ذاهب.....
                يعلو الضحك أكثر....
                لم يسأل عن اسمي....
                وعنواني.....
                ..........................................
                ترمي حقيبتها.......وتركض باتجاه القطار...
                أحبــك...أيها اللعين..
                أحبك...أيها الغبي..
                وباتت كل يوم وفي نفس الوقت تنتظر في المحطة قدومه..
                مازال الناس في المحطة...
                يتعانقون ويتبادلون القبل...
                ومازالت وحيدة... وحيدة...


                يا مجنونة انت..

                سياتي يوم لن تكون وحيدة هذه المنتظرة في ساحات الانتظار

                ليليان باسيل


                تعليق

                • غاردى عبد الرحمن
                  أديب وكاتب
                  • 30-08-2009
                  • 828

                  #9
                  الله يسمع منك يا ليليان

                  هه
                  تعالي نشعل شمعة مارايك؟؟
                  غاردي


                  كلما اتقنا التوغل في الاشياء
                  كلما تكشفت لنا الاعالي أكثر

                  تعليق

                  يعمل...
                  X