أتعبني عشق قطتي ...
قطة بملامح أنثى ، أنثى في ثوب قطة ...
غريبان التقينا ، لقاء كان يتلوه لقاء ...
كانت عشيرة من النساء ،
عاشقة وباردة ، هادئة وطائشة ...
ناعمة كالفراش ،
كأنها أنفاس الربيع عندما تداعب شعري
يجتاحني برد كليل كانون ،
هائجة كأمواج ضلّت طريقها
فراحت تبحث عن شاطئها بلا أمل ولا هدى ...
في كل مرة كنت ألتقي بواحدة من هاتيك العشيرة ،
لكنها كانت دائما جائعة كعشق أيلول ،
تبحث عن مرسى طال به الترحال ...
جذبني إليها خوفها وترددها ،
أسرني تقلّبها وتعددّها ...
كأنني أملك في وجودها كل نساء العالم ...
في كل مرة كانت تهرب مني دون وداع ،
ودون أمل في اللقاء ،
كانت ترميني في أحضان الشوك فوق ساعات الصفر
كأصدافٍ تبعثرت عند بوابات البحر تتناقلها الأمواج والأقدام .
قطتي مصنوعة من الخزف ،
يجري في أحشائها دم من خمرٍ معتقٍ ألهبها عشقاً وغراماً ...
لكنها محاصرة بين جدران من الوهم والحزن والرخام ،
يقتلها الصمت والوجد وأنا أبحث عن قاموس أفكّ به طلاسمها
وأفهم لغتها علّها تمدّ يدها فتخرج من قمقمها الخزفي
لنسافر معاً عبر خارطة من الحرمان .
تحياتي / نائل خليل
تعليق