بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ساعدت الأوضاع السياسية والإجتماعية التي سادت
مصر في النصف الثاني من القرن الحالي ، على توفير
مادة خصبة لكتاب الرواية الإجتماعية والذين تقاربت
أعمالهم من حيث المضمون في التعرض لبعض مشاكل
المجتمع خاصة الفقر والرذيلة ، والحب والزواج والطلاق
والكثير غيرها ..
وحاول كثير من الأدباء المصريين إستخدام الإسلوب الواقعي
في عرض بعض هذه المشاكل ، فكتب " طه حسين " دعاء
الكروان 1934 ، والحب الضائع 1937 ، وشجرة البؤس
1944 ، وغيرها ..
ومما لاشك فيه أن هذه الأعمال كانت الشرارة التي فجرت
العديد من الأعمال الأدبية ذات الطابع الإجتماعية بعد ذلك،
فقد جسد " طه حسين " في روايته " دعاء الكروان " صورة
لقطاع عريض من المجتمع المصري بتقاليده الصارمة وعاداته
المتحجرة ، والمتوارثة منذ القدم .. من خلال قضية أخلاقية
دارت حول الحب والخطيئة والانتقام فعرض في البداية الحياة
الإجتماعية البسيطة لـ " نجع " صغير في صعيد مصر وإختار
شخصياته الروائية من قلب هذه البيئة ، ليلقي الضوء على قيم
وعادات وتقاليد هذه البيئة من خلال قيمتي " الشرف " و"الثأر"
بهدف العظة والتعلم ..
فـ" هنادي " هى الضحية البريئة للشرف المزيف ، والخال
" ناصر" هو سوط الانتقام الأعمى وممثل القهر الاجتماعي
السلبي في الرواية ، والأم هى الضحية المذنبة لنفس هذا القهر
وذلك لإهمالها في مراقبة إبنتها والحيلولة دون وقوعها في الخطيئة
هذا فضلا عن موافقتها وبإقتناع على التخلص من " هنادي "لستر
العار الذي حل بها ، أما " آمنة " فكانت صورة العقل الذي
يسعى للثأر العادل وكشف الستار عن وجه الظلم الذي حل بإختها..
مصر في النصف الثاني من القرن الحالي ، على توفير
مادة خصبة لكتاب الرواية الإجتماعية والذين تقاربت
أعمالهم من حيث المضمون في التعرض لبعض مشاكل
المجتمع خاصة الفقر والرذيلة ، والحب والزواج والطلاق
والكثير غيرها ..
وحاول كثير من الأدباء المصريين إستخدام الإسلوب الواقعي
في عرض بعض هذه المشاكل ، فكتب " طه حسين " دعاء
الكروان 1934 ، والحب الضائع 1937 ، وشجرة البؤس
1944 ، وغيرها ..
ومما لاشك فيه أن هذه الأعمال كانت الشرارة التي فجرت
العديد من الأعمال الأدبية ذات الطابع الإجتماعية بعد ذلك،
فقد جسد " طه حسين " في روايته " دعاء الكروان " صورة
لقطاع عريض من المجتمع المصري بتقاليده الصارمة وعاداته
المتحجرة ، والمتوارثة منذ القدم .. من خلال قضية أخلاقية
دارت حول الحب والخطيئة والانتقام فعرض في البداية الحياة
الإجتماعية البسيطة لـ " نجع " صغير في صعيد مصر وإختار
شخصياته الروائية من قلب هذه البيئة ، ليلقي الضوء على قيم
وعادات وتقاليد هذه البيئة من خلال قيمتي " الشرف " و"الثأر"
بهدف العظة والتعلم ..
فـ" هنادي " هى الضحية البريئة للشرف المزيف ، والخال
" ناصر" هو سوط الانتقام الأعمى وممثل القهر الاجتماعي
السلبي في الرواية ، والأم هى الضحية المذنبة لنفس هذا القهر
وذلك لإهمالها في مراقبة إبنتها والحيلولة دون وقوعها في الخطيئة
هذا فضلا عن موافقتها وبإقتناع على التخلص من " هنادي "لستر
العار الذي حل بها ، أما " آمنة " فكانت صورة العقل الذي
يسعى للثأر العادل وكشف الستار عن وجه الظلم الذي حل بإختها..
هذا وقد تناول " طه حسين " في "شجرة البؤس " 1944
حركة تطور الأجيال وملامح التطور العام في المجتمع الريفي
المصري ، ... أما في روايته " الأيام " وإن كانت تعبر
عن قصة حياة الكاتب نفسه ، إلا أنه يمكن إعتبارها نموذجا
لحياة قطاع عريض من الطفولة آنذاك .
حركة تطور الأجيال وملامح التطور العام في المجتمع الريفي
المصري ، ... أما في روايته " الأيام " وإن كانت تعبر
عن قصة حياة الكاتب نفسه ، إلا أنه يمكن إعتبارها نموذجا
لحياة قطاع عريض من الطفولة آنذاك .
ويمكن ملاحظة جذور الفكر الإجتماعي في الرواية المصرية
عند " محمود تيمور " ( 1894 ـ 1973 ) خاصة في
أعماله الأدبية " الأطلال " 1934 ، و" كليوباترا في خان
الخليلي " 1944 ، و " سلوى في مهب الريح " 1948
و " شمروخ " 1958 ..الخ
فلقد حاول محمود تيمور إلقاء الضوء على الطبقات الإجتماعية
في المجتمع المصري ، خاصة الطبقة الوسطى ، والطرق المختلفة
في الصعود من طبقة إلى أخرى ..
ففي رواية " سلوى في مهب الريح " عرض الكاتب لحياة فتاة
من أسرة فقيرة تعيش في بيئة إجتماعية وأيكولوجية متخلفة وفي
المقابل قدم الكاتب بيئة الزهيري باشا الأرستقراطية ، ومن خلال
عرضه لأحداث الرواية تتضح حدة الفوارق الطبقية الموجودة
آنذاك ..
أما في رواية " شمروخ " فلم يتطرق إلى دلالات سياسية
وإجتماعية واضحة فقد لجأ فيها إلى الرمز لصعوبة التعبير
الصريح في تلك الفترة إلا أن دلالاتها السياسية والإجتماعية
واضحة للقارىء المثقف ، فتدور أحداثها في جزيرة في المحيط
الهندي وهى جزيرة ذات ملامح عربية تتحرك فيها شخصيات
بأسماء عربية وحاول فيها تيمور معالجة الصراع على السلطة
في الواقع السياسي والإجتماعي والإقتصادي للمجتمع المصري
من خلال صراع السلطة في الجزيرة .
عند " محمود تيمور " ( 1894 ـ 1973 ) خاصة في
أعماله الأدبية " الأطلال " 1934 ، و" كليوباترا في خان
الخليلي " 1944 ، و " سلوى في مهب الريح " 1948
و " شمروخ " 1958 ..الخ
فلقد حاول محمود تيمور إلقاء الضوء على الطبقات الإجتماعية
في المجتمع المصري ، خاصة الطبقة الوسطى ، والطرق المختلفة
في الصعود من طبقة إلى أخرى ..
ففي رواية " سلوى في مهب الريح " عرض الكاتب لحياة فتاة
من أسرة فقيرة تعيش في بيئة إجتماعية وأيكولوجية متخلفة وفي
المقابل قدم الكاتب بيئة الزهيري باشا الأرستقراطية ، ومن خلال
عرضه لأحداث الرواية تتضح حدة الفوارق الطبقية الموجودة
آنذاك ..
أما في رواية " شمروخ " فلم يتطرق إلى دلالات سياسية
وإجتماعية واضحة فقد لجأ فيها إلى الرمز لصعوبة التعبير
الصريح في تلك الفترة إلا أن دلالاتها السياسية والإجتماعية
واضحة للقارىء المثقف ، فتدور أحداثها في جزيرة في المحيط
الهندي وهى جزيرة ذات ملامح عربية تتحرك فيها شخصيات
بأسماء عربية وحاول فيها تيمور معالجة الصراع على السلطة
في الواقع السياسي والإجتماعي والإقتصادي للمجتمع المصري
من خلال صراع السلطة في الجزيرة .
أما عبد الحليم عبد الله ( 1913 ـ 1970 ) فقد إستفاد من
سابقيه في مجال الرواية وظهور الفكر الإجتماعي في أعماله
الأدبية العديدة ، وعالج بعض القضايا الإجتماعية ذات المغزى
الأخلاقي وعلاقتها بالتفكك الأسري ..، مثل روايته "سكوت
العاصفة " ..
سابقيه في مجال الرواية وظهور الفكر الإجتماعي في أعماله
الأدبية العديدة ، وعالج بعض القضايا الإجتماعية ذات المغزى
الأخلاقي وعلاقتها بالتفكك الأسري ..، مثل روايته "سكوت
العاصفة " ..
ومما لاشك فيه أن بذور الفكر الإجتماعي بدأت مع أعمال
" طه حسين " الروائية حيث قدم نموذج يجمع بين ثلاثة
أركان أساسية وهى الشخصية والحدث والبيئة الإجتماعية
وظهر هذا واضحا في دعاء الكروان وشجرة البؤس ..
ثم تطور هذا الفكر عند " يوسف إدريس " حيث تميز إسلوبه
بالإتجاه الواقعي والإهتمام بتقديم المعلومات عن المجتمع من
خلال التفاعل بين الأركان الأساسية والتي سبق وأوضحتها
وهذا التفاعل بين الشخصية والحدث والبيئة الإجتماعية التي
تتحرك في نطاقها الشخصية وتتأثر وتؤثر فيها ..وقد سيطرت
على أعماله ظاهرة الصراع بين الفرد والمجتمع عن طريق
محاولة الفرد إثبات وجوده في هذا المجتمع ومواجهته العديد
من المشاكل الإجتماعية التي تكاد تقضي عليه ، وفي الغالب
يختتم أعماله بشكل مأساوي ...
" طه حسين " الروائية حيث قدم نموذج يجمع بين ثلاثة
أركان أساسية وهى الشخصية والحدث والبيئة الإجتماعية
وظهر هذا واضحا في دعاء الكروان وشجرة البؤس ..
ثم تطور هذا الفكر عند " يوسف إدريس " حيث تميز إسلوبه
بالإتجاه الواقعي والإهتمام بتقديم المعلومات عن المجتمع من
خلال التفاعل بين الأركان الأساسية والتي سبق وأوضحتها
وهذا التفاعل بين الشخصية والحدث والبيئة الإجتماعية التي
تتحرك في نطاقها الشخصية وتتأثر وتؤثر فيها ..وقد سيطرت
على أعماله ظاهرة الصراع بين الفرد والمجتمع عن طريق
محاولة الفرد إثبات وجوده في هذا المجتمع ومواجهته العديد
من المشاكل الإجتماعية التي تكاد تقضي عليه ، وفي الغالب
يختتم أعماله بشكل مأساوي ...
ففي رواية " الحرام " 1959 ورواية " العيب " 1962
قدم الإتجاه والواقعي التحليلي عن طريق عرض كفاح الطبقة
الكادحة وتحليل معاناة أفرادها ومايتصل بهذه المعاناة من
سقوط إجتماعي ، فعلى الرغم من أن الكاتب بني أحداث الروايتين
على أزمتين فرديتين إلا أن كل منهما كانت في الواقع إنعكاسا
لمأساة إجتماعية قائمة بالفعل ..، فـمأساة " عزيزة " في رواية
الحرام هى حملها عن طريق السفاح وقتلها لمولودها عند ولادته
خوفا من العار ، ثم موتها بعد ذلك بحمى النفاس ..
ومأساة رواية العيب هى أزمة " سناء " التى إنهارت أمام رشوة
" عبادة بك " وأمام رغبة زميلها " محمد الجندي "..
فمأساة عزيزة ليست مأساة فردية ولكنها محصلة القهر الإجتماعي
الذي فرضته الظروف المحيطة ، وهى ظروف مدانة واقعيا
وإجتماعيا ..ويتضح من هذه الفترة الوضع الإجتماعي والمستوى
المعيشي المتدني لعمال التراحيل وقسوة الظروف الإجتماعية ..
ولاشك أنه كان يهدف إلى " تعرية " تغيير البناء الإجتماعي
في المجتمع الريفي بصفة خاصة والمجتمع المصري بصفه
عامة ..
قدم الإتجاه والواقعي التحليلي عن طريق عرض كفاح الطبقة
الكادحة وتحليل معاناة أفرادها ومايتصل بهذه المعاناة من
سقوط إجتماعي ، فعلى الرغم من أن الكاتب بني أحداث الروايتين
على أزمتين فرديتين إلا أن كل منهما كانت في الواقع إنعكاسا
لمأساة إجتماعية قائمة بالفعل ..، فـمأساة " عزيزة " في رواية
الحرام هى حملها عن طريق السفاح وقتلها لمولودها عند ولادته
خوفا من العار ، ثم موتها بعد ذلك بحمى النفاس ..
ومأساة رواية العيب هى أزمة " سناء " التى إنهارت أمام رشوة
" عبادة بك " وأمام رغبة زميلها " محمد الجندي "..
فمأساة عزيزة ليست مأساة فردية ولكنها محصلة القهر الإجتماعي
الذي فرضته الظروف المحيطة ، وهى ظروف مدانة واقعيا
وإجتماعيا ..ويتضح من هذه الفترة الوضع الإجتماعي والمستوى
المعيشي المتدني لعمال التراحيل وقسوة الظروف الإجتماعية ..
ولاشك أنه كان يهدف إلى " تعرية " تغيير البناء الإجتماعي
في المجتمع الريفي بصفة خاصة والمجتمع المصري بصفه
عامة ..
وهنا يمكن القول أن " يوسف إدريس " أجرى بحثا إجتماعيا
للمجتمع المصري لايقل عن الأبحاث السوسيولوجية المتميزة
استعان فيه بالمنهج التحليلي وأسلوب المسح الإجتماعي للعينة
حيث إختار شريحة من قاع المجتمع وهى عمال " التراحيل"
وعقده مقارنة بين شرائح المجتمع المختلفة ليلقي الضوء
بشكل مكثف على الخصائص الإجتماعية للعينة محل الدراسة
وأيضا إستخدم إسلوب دراسة الحالة متمثلا في دراسة حالة
" عزيزة " دراسة تحليلة تطويرية دقيقة ، والأبعاد الإجتماعية
التي كان من نتائجها سقوطها إجتماعيا ، وادريس لم يقصد هنا
تعرية هذه الحالة ولكن تعريه المجتمع كله بشكل غير مباشر
" فالعيب " هنا هو ثمرة المجتمع ، والإنهيار والسقوط
هو في الواقع إنهيار وسقوط لقيم إجتماعية ظالمة تقتضي
التغيير الذي يقتضي بدوره تغيير البناء الإجتماعي وإعادة بنائه
على أسس سليمة وجديدة ..وهنا هو ينادي بموت هذه القيم
والتي تتمثل في موت عزيزة بحمى النفاس ..
للمجتمع المصري لايقل عن الأبحاث السوسيولوجية المتميزة
استعان فيه بالمنهج التحليلي وأسلوب المسح الإجتماعي للعينة
حيث إختار شريحة من قاع المجتمع وهى عمال " التراحيل"
وعقده مقارنة بين شرائح المجتمع المختلفة ليلقي الضوء
بشكل مكثف على الخصائص الإجتماعية للعينة محل الدراسة
وأيضا إستخدم إسلوب دراسة الحالة متمثلا في دراسة حالة
" عزيزة " دراسة تحليلة تطويرية دقيقة ، والأبعاد الإجتماعية
التي كان من نتائجها سقوطها إجتماعيا ، وادريس لم يقصد هنا
تعرية هذه الحالة ولكن تعريه المجتمع كله بشكل غير مباشر
" فالعيب " هنا هو ثمرة المجتمع ، والإنهيار والسقوط
هو في الواقع إنهيار وسقوط لقيم إجتماعية ظالمة تقتضي
التغيير الذي يقتضي بدوره تغيير البناء الإجتماعي وإعادة بنائه
على أسس سليمة وجديدة ..وهنا هو ينادي بموت هذه القيم
والتي تتمثل في موت عزيزة بحمى النفاس ..
ومن هنا نستطيع أن نقول أن الفكر الإجتماعي وإن ظهر في
كافة الروايات المصرية ولكنه بدرجات متباينة وأشكال متعددة
كالرمزية ، والرومانسية ، والواقعية بكافة أشكالها .
كافة الروايات المصرية ولكنه بدرجات متباينة وأشكال متعددة
كالرمزية ، والرومانسية ، والواقعية بكافة أشكالها .
/
/
/
/
/
ماجي
تعليق