تويت
طعامُ الكلاب
محمد توفيق السهلي
استخدَموهُ أعواماً طوالاً ، حملوا عليه أثقالَهم ، نَقلوا فوق ظهره الحجارةَ والصخور ، امتَطَوْا ظهره في ترحالِهم .. كَبُرَ ونَحلَ جسمُه ثم صار جِلْداً على عَظم ، تَثاقلَتْ مشيتُه ، فصار الحمارُ طعاماً للكلاب .
-
ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ . -
[align=justify]هذه آخرة من يطيع الديكة والتيوس .. أن يصبح حمارا تأكله الكلاب!المشاركة الأصلية بواسطة محمد توفيق السهلي مشاهدة المشاركة
ولحكمة ما عُلمنا هذا الدعاء: (اللهم أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة).
دام قلمك للإبداع خلاقا أبا توفيق،
وتحية من أبي ياسين
[/align]
-
الفاضل الأستاذ محمد توفيق السهلي
بصراحة لم أفهم المغزى المقصود لأن هذا قدر الحمير عموماً، فهذه هي دورة الحياة الطبيعية لأي حمار. وهو واقع عادي لا وجه للغرابة أو الاندهاش فيه. فالحمير إنما هي للشد والجر والحمل، وحين ينقطع نفعها، تصبح طعاماً لحيوانات أخرى كالسباع والنمور والضباع والكلاب. وهي حياة كاملة من حيث الفائدة المتحصلة من سيرة حيوان نافع.
أما المستغرب فهو أن يقيم أحد للحمار مأتماً بعد نفوقه، أو يبني عليه ضريحاً للزيارة والتبرك، أو -كما حدث في قطر عربي معروف- يصبح الحمار طعاماً للبشر.
وقد حاولت فهم الأقصوصة من خلال إسقاطها كإشارات رمزية إلى ما يتعدى حيوانية شخوصها فلم أفلح؛ ذلك أن رموز الحمار معروفة من حيث الغباء أو العمل الشاق، أو اقتحام المجهول عن جهل، أو الاستغلال الدائم ... إلخ. وتكون نهاية كل حمار أن تأكله الضواري كالكلاب وغيرها. والكلاب كرموز معروفة أيضاً. أما أن يكون الحمار رمزاً لمن يكد ويكدح، والكلاب رمزاً للدناءة، فهو في سياق الأقصوصة لا يستقيم لانعدام التوازن الرمزي في القصِّ. فمن يقبل أن يفعل به غيره الأفاعيل، لا يمكن أن ينتهي به الحال إلى غير ذلك. بل إذا كانت الكلاب محتقرَة، فقد تكون هي من أساء استغلال الحمار منذ البدء. ولكن هذا مبني على تجاهل السياق، ولا يمكن القول به.
ومن ثم لم أجد في الأقصوصة إسقاطاً رمزياً يدعو للانبهار أو التعجب أو الدهشة أو ما أشبه. فلو قلت "طعاماً للبشر" لكان -في نظرتي المتواضعة- أفضل وأبلغ، ولأصبحت النهاية تشغل حيزين من المعنى: الحقيقي والمجازي. فالحقيقي هو أن الناس بالفعل أكلت لحم الحمير وهو أمر مستهجن، والمجازي أن من يكدحون في سبيل غيرهم ينتهي أمرهم بالنكران والجحود وتؤكل لحومهم.
وتبقى هذه وجهة نظر.
دمت في طاعة الله.د. أحمد الليثي
رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
ATI
www.atinternational.org
تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
*****
فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.تعليق
-
الأستاذ القدير محمد توفيق السهلي
للأسف هذه النهاية تحدث هنا وهناك . المشكلة عندما تحدث لإنسان يمتلك الخيار. أما الحمار فبعذره إذ لا خيار أمامه !تعليق
-
نهاية يستحقها لأنه ينفذ فقط ,فعندما أصبح غير قادر وعاجز قدموه للكلاب وهذا جزاء من عمل مثله دائما ,كل الحب لك ,نص عميق وجميل أخي العزيز .[align=center]
بين النخلة والنخلة مسافة لايقيسها إلا أنا .
أبعدوني قسراً من على أديمك ,ولم ينزعوا قلبي من بين حناياك .
[/align]تعليق
-
الأخ الدكتور عبد الرحمن السليمان .
صدقتَ أخي أبا ياسين .
أللهمّ آمين .
أشكرك سيدي الغالي .
أبو توفيق يحيّيك .ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ .تعليق
-
الأخ الدكتور أحمد الليثي.
ماقصدتُه هنا ، هو ما أشار إليه من قبل أخي الدكتور عبد الرحمن السليمان .. ولاأزيد .
وفقك الله ورعاك ودمتَ بكل خير .
أبو توفيق يحيّيك .ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ .تعليق
-
الأخ محمد منصور آل فاضل .
إنما قصدتُ ذلك الذي يستغلّ الآخرون تعبه وكدّه ثم يرمونه من بعد ذلك عظماً .
أبو توفيق يحيّيك .ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ .تعليق
-
الأخ سالم .
نعم ، أصبتَ أخي أبا عمر .
لك المحبة كلها والشكر العميق .
أبو توفيق يحيّيك .ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ .تعليق
-
نص رائع استاذي الكبير
تحياتي[B][SIZE="5"]لست هنا كي استعرض مهاراتي اللغوية او الادبية بل كي اجعل ما في قلبي من الم وغصة ريشة ترسم على شفاهكم ابتسامة [/SIZE][/B]
مدوناتي
[url]www.msaffar.jeeran.com[/url]
[url]www.msaffar.maktoobblog.com[/url]تعليق
-
الأستاذ الفاضل أبو توفيق
السياق سردي ولا سيما أن البداية طبيعية والنهاية أيضا كذلك
رحت أبحث عن الصور أو الرمزية وجدتني أتخيل ما لم يكتب
لو كان من يتحمل المشاقة وحمل الأسفار غير الحمار كانت ستكون مجازية أكثر
أخي الفاضل معذرة لك
من فيض علمكم ننهل وماهي إلا مناوشة لفكرك وقلمك الراقي
باقة جوري لسمو روحك
مودتي
تعليق
-
من يجعل من ظهره مطية للآخرين فهو بحق حمار
ولعمري
ما أكثر حمير بني يعرب
قصة تضاف لروائعك
مودتي وتقديريتعليق
-
الأخ الدكتور محسن الصفار.
شكراً لك سيدي .
أبو توفيق يحيّيك .ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ .تعليق
-
الأخت سميّة الألفي .
ربّما معك حق .. لكنها هكذا جاءت .. وأنا مازلتُ أحبو عند عتبة القص .
شكراً ياأختاه .
تحياتي .ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ .تعليق
-
الأخ حسن الشحرة .
أنت على حق دائماً .. وماأكثر هؤلاء عندنا .
أنت الرائع حقاً .
لك المودّة الخالصة والتقدير كله .
أبو توفيق يحيّيك .ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ .تعليق
تعليق