في عام 1995، وعندما تسلم ميل جيبسون جائزة الأوسكار لأفضل مخرج عن فيلمه الرائع ( قلب شجاع ) قال إنه سيسعى إلى تحسين تمثيله، ملمحاً إلى ضعفه كممثل مقارنة بأسلوبه كمخرج. وميل جيبسون كمخرج سينمائي يتميز بأسلوب إخراجي يجعلنا نصنفه بين المخرجين الكبار وذلك لتحكمه بالكاميرا واختياراته الموفقة لزوايا التصوير وأحجامها وتوجيهه المميز لممثليه.
فيلم (النبوءة)
وبعد فيلم ( آلام المسيح )عاد ميل جيبسون في فيلمه الرائع (النبوءة) ليكون مخرجاً وكاتباً ومنتجاً ومدرباً لممثلين لم يقفوا يوماً أمام الكاميرا. وهو في إدارته لممثلين هواة لا يتحدثون الإنجليزية يذكرنا بعمل المخرج " فيتريو دي سيكا " الذي لا يُنسي عندما صنع أحد أجمل الأفلام السينمائية وهو (سارق الدراجة) بممثلين هواة. يعود جيبسون بنا في هذا الفيلم إلى حضارة (المايا) التي تعتبر من أعظم حضارات العالم القديم. يبدأ جيبسون من نهاية الحضارة ولكل بداية نهاية، ويحاول من خلال تلك البداية أن يشرح الأسباب التي أدت لسقوط حضارة عظيمة كحضارة المايا. " إن الحضارة العظيمة لا تسقط إلا إذا كانت مفككة من الداخل "، بهذه المقولة للمؤرخ الشهير " ويل ديورانت " يبدأ ميل جيبسون فيلمه الذي يعرض قصة شاب يُقتاد أسيراً مع مجموعة من الرجال لتقديمهم قرباناً للآلهة، وبينما يحاول هذا الشاب أن يجاهد آسريه، يفكر بزوجته وطفله اللذين تركهما وحيدين في قعر بئر.
إنه تحليل عميق للإجابة عن السؤال الأزلي : لماذا تقوم الحضارات وتسقط ؟، قد لا يكون ميل جيبسون كأحد صناع السينما سينمائياً ثورياً بأفلامه، فلا يمكن على سبيل المثال أن نشبه أفلامه بأفلام المخرج الأمريكي الشهير " ستانلي كوبريك " التي تحتوي على ثورة سينمائية من ناحية الصورة. ولكن ثورية مضامين أفلام جيبسون جعلت الكثير حتى أولئك الذين لا يهتمون كثيراً بالسينما يشاهدون أفلامه ويتابعون ما يُقال عنها.
[/align]
تعليق