لماذا يموت الشاعر؟؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    لماذا يموت الشاعر؟؟؟؟

    (1)
    والشعر ياقوتى الأنثوية

    أنا الشعر
    والشعر ياقوتى الأنثوية
    هل الكون يعلم أنى أغنى لآخر ما
    بعثرته جياد البرية

    أنا النار ، والشعر
    لحمى 0
    وكفاى حمالة للحطب
    هل الريح تعلم أنى إنفلاق الشعاع
    وأنى إنعتاق الغضب

    أنا الدم ، والشعر
    نهر
    وينبوعنا فى أعالى الجبال
    هل الوقت يعلم أنى انسكبت على مفرق
    الأرض قارورة من بذور الرجال

    أنا الشعر ، والطين
    فأس
    تزاوجنى بالسماد الرهيب
    فيزهر فى أخضرار الدموع وشهد الصراخ
    وبوابة من كتاب الغيوب

    الشاعر المبدع/على يوسف قنديل ، طالب كلية الطب /جامعة القاهرة
    ولد 5/4/1953-ورحل عن دنيانا 17/7/1975إثر حادث مروع إذ صدمته سيارة طائشة ، فى عز الظهيرة ، محققة نبوئته 0
    كنا فى جامعة القاهرة ، والغليان الطافح فى كل مكان ، وهزيمة يونيو 1967المدوية الساحقة تدق الأبواب وبقسوة ، والطلاب يحلمون بيوم النصر ويستعجلونه ، كانت سيناء مدنسة بالعدو الصهيونى والعالم الحر يتفرج على خيبتنا وهزيمتنا 0
    جامعة القاهرة ،الإسم المدوى والصرح الخالد خلود الأهرام ، نفخر بها ونهيم بأروقتها ، ونكاد لا نفترق عنها إلا لنعود إليها ، وحركة الطلاب لا تنتهى ما بين مجلات الحائط والندوات والمحاضرات ، والأساتذة الدكاترة مع الطلاب لا يفترقون ، إنه الهم الوطنى والقومى ، إنها مصر العروبة ، مصر المحروسة ، مصر الحضارة والتاريخ 0
    على يوسف قنديل، شاعر كلية الطب ،النابغة الذى حمل مشعل الشعر وهاجا ، وتركه أشد توهجا ، ابن القرية المصرية ، أتى من ساحة الفقراء وبيوتهم وشوارعهم وحواريهم وأزقتها الأشد فقرا ، كأنه الفارس المنتظر ، بعبقريته وتفوقه ونبوغه ينتزع له مكانا ومنزلة وموقعا متميزا فى ساحة الشعر 0
    كم حسب السنين
    أيها المنتظر؟
    منذ بدء الظلام
    قابع فى المقر
    ما الذى ترتجى ؟

    أرتجى مشرقا
    قادما من سفر

    هل شحذ ت العيون
    كى ترى طلعته ؟

    منذ بدء الظلام
    قد فقدت البصر

    أنا مهنتى :
    إحتضان الأمل
    مامعانى الأمل ؟

    أن وجه الصباح
    سوف ?يوما ?يطل


    الغريب 00الغريب
    أن وجه الصباح
    كل يوم يجىء
    فاعلن 00فاعلن
    فاعلن
    فاعلن

    كنت أسمع أشعاره ، والبصيرة المستيقظة المستنفرة ، وقصائده المشحونة بالكشف عما سيكون وما تؤول إليه الأمور ، كانت خارج السياق والسباحة السهلة فى نهر الشعارات والأناشيد العاهرة والتراتيل التى تكرس الواقع المزيف ، والنضال الكلامى فى غياب منظومة الفكر الثورى ، كنا نتبادل القصائد بلهفة وشوق ، هذا الشاعر النابغة الذى وددت أن أراه ، وسعيت ورائه ولم يسعفنى وقتى وزمنى ، للسفر من طنطا إلى القاهرة يوميا ، والإرتباط بمواعيد القطارات ، فلم تكن لدينا القدرة على إمتطاء السيارات ، فقد كانت ترفا وحلما صعب المنال 0
    وفؤجئت بمصرعه من الأصدقاء، والحزن يمزق نياط القلب وتهمى الدموع تهدأ من نار الألم المتوحش والضارى 0


    وفى لحظة التمرد والثورة ، وفى إخضرار أوردتى ،وشهوة الحياة ، ونضارة السؤال ، لماذا يموت على ؟؟؟
    ألأنه الشاعر المقتحم مساحات الظلام ؟؟
    ألأنه إخترق التواطؤ الصامت على عهر القصيدة ؟
    لماذا يموت الشاعر ؟؟؟؟تفجر فىَ السؤال ،ولم أجد إجابة 0
    وسنواتى العشرون ، ترهقنى وتزلزل يقينى 0

    وبعد مرور إثنين وثلاثين عاما ، يتفجر السؤال مرة ثانية 0
    لماذا يموت الشاعر مبكرا ؟
    هل لأن مهنته إحتضان الأمل ؟؟؟؟

    (2)

    إشراقات شعرية

    -1-
    -وردة الشك-
    أشك فى انتظام الليل والنهار ، فى علم الحسب والمنطق
    فى الميزان ، فى المرأة الحبلى
    أشك فى مخاطبى : لعله يسرق ?خدعة ?لغاتى
    فى أحبائى ، لعلهم تأمر ضد نقمتى وشهوة السفر ، لعلهم
    الدفء الجانى الذى ينسينى المجهول 0
    أشك فى المجهول
    فى المقاهى ، أتليه الفنون ، فى الفاكهة ورائحة الشواء
    فى الحديد الصلب والمطاوع 0
    فى براءة الذئب من دم يوسف
    فى ملوحة البحار وجمال نهر النيل 0وفى القطارات التى تأتى
    والتى لا تأتى 0فى حساب السنين

    -2-
    طعنت مرتين :
    بخنجر المدينه
    وفرشة السكينة
    وأمك المسكينة
    تظل فى الليالى / تعبد كوكبين
    "ابنى يضيع ؟أين ؟"

    -3-
    تظهر أم تختفى
    ياشعر 000ياخاطفى ؟
    حملتنى ثقل هذه الأمانة :
    الطب والشعر والكهانة
    محبة تلك أم خيانة ؟
    000000
    هل خنتنى ياشعر ؟
    ما أفسدك
    يالضياع من يبيع نفسه
    ليعبدك
    لا شعر من يخون
    نثرا تكون 0

    -4-
    الليل صدر الأم
    يا يمامة
    أمسى قرار
    أمسى قرار البحر وانسجامه
    صبت كئوس الكون
    نامت القيامة
    نامى ، ولا تهتمى
    يا يمامة

    -5-
    لا أفق يبصرنى
    لا سماء
    مزروعة خطاى فى تهدج الرثاء
    غدا
    تشقنى الرياح رافدا للدمع
    أو يجتازنى الصباح
    جنية أصير
    أين حلم الماء
    ****
    لا أفق يدركنى ولا سماء
    خطاى حجم الأرض
    وانفراجة الرجاء
    خفق اللهيب بعضى
    وبعضى :الغريب
    أنا الذى يفض أو يعيد
    بكارة الأشياء 0

    -6-
    صمت القبور فى مخارج القرى
    إشارة اللغات للدخول فى المغامرة
    وللبذور حينما تشب عن تهادن الثرى
    طيارة مقمره 0
    ولا يفهم الملوك والأباطرة 0

    -7-
    لا تسل عن "على"
    فقد دحرجته خيول السماء
    إلى آخر القمح والفول
    حين تساقط حقل حقل السماء
    وأخفى الصغار وهم يصنعون العشاء
    تماما:
    يؤدون دور المحبين ، والأنبياء 0

    -8-
    مقفلة شرفات الدار
    والمصباح غائب 0
    لا أهلا
    لا موقد نار
    لا فوضى تتجاذب
    رحلت أدراج الأسرار
    معهم
    إلا صمت نام
    وتقلقه
    نقط الماء السائب

    -9-
    تأتى لكل قارىء :قراءة
    وكل مبصر تأتيه : شمعة مضاءه
    ومن أباح الحب : ملكه السماء
    ومن تطهر قلبه بالدمع : أشعل الفضاء
    ان الذى أعنيه قادم
    لا ريب
    قادم وقت الإدانة والبراءه0

    على يوسف قنديل


    من أروع القصائد وأكثرها عمقا ، التساعية / النبوءة / الشرارة / التوهج ، كنا سعداء بها ونردد أبياتها ومقاطعها ونحفظها ، وأجد خطى المتعب والحروف المتآكلة، وقد كتب على حواف الورقة وبقلم أسمر بهت لونه، حاليا ،وبخط ردىء0
    أن الذى أعنيه قادم
    لاريب
    قادم وقت الإدانة أو البراءة 0
    وكنت أعنى وقتها- سنة 1974-ورغم حرب أكتوبر 1973وما تمخضت عنه ، أنه قادم وقت الحساب عن هزيمة يونيو 1967سواء بالبراءة أو الإدانة00 ووقت الحساب حى بداخلى لم يهدأ حتى اللحظة00000


    (3)
    إنفجار وردة


    مطر الربيع رداؤك الضحاك والباكى
    والشمس نافذة تؤرجح مقلتيك
    والنار أعصاب تسجل فوق نهديك :
    وشم الغرابة ، والحنين الطفل ، والشوق
    البدائى المخبأ تحته فوضى التخلق وامتداد الشك والأسفار 0
    * * *
    ها أنت ذى وجه الطلوع ومنبع الأنهار
    شجر الخرافات ?الحقيقة
    واللغات ?الفعل
    والليل المخضب بالموسيقى ،والنهار 0
    تأتين لى بيدين كوكبتين تنتزعاننى من كف أيامى الهزيلة - ،
    من تواريخ الندامة ،
    السائل السحرى ?صوتك ? يستضىء كأنه
    وجه الإله يطل فى ليل السآ مة 0
    ويذيبنى فى صحوة الأشياء حتى أحكم التحديق
    أركض فى دماء الريح والأمواج حيث جوادى المهتاج 00
    ألكزه إلى المجهول فى دوامة التلقيح والأمشاج
    * * *
    فتمددى بين الهضاب ، وحررى أعناق ?
    كل النخل ،أجرى فى السماء
    هزى عناقيد القمر :
    يساقط النور المخضر والحروف المشبعة
    حلمى ثقيل بالصور
    وأود أن أشتم طعم الأرض فيك 0
    حقيقة متتابعة
    * * *
    أنت التى تتكشفين إلى ، تنتفضين أجمل من ينابيع المياه
    حطى على كل البيوت
    وحلقى عند الصلاة
    تبأورى فى ساحة البشر ، أرقصى فى كل ركن تخمد الأصوات فيه
    أنت التى ما أشتهيه
    أنت التى ما نشتهيه 0

    قرأت هذه القصيدة مرارا وتكرارا ، وتبين لى جليا أن قراءاتى الأولى ، وفى سنى عمرى الأولى ( أيام الدراسة الجامعية 1973) ، كانت نتيجة اندفاع الشباب وتوهجه ، وقد انحصرت تقريبا فى فهمى للقصيدة ، أنها" نداء الحقيقة" التى يبتغيها الشاعر / على يوسف قنديل _،والذى بلغ من عمره آنذاك20عاما_ ويسعى نحوها ويرسمها بعبقرية نادرة0

    وبتوالى أيام العمر والتراكم المعرفى والثقافى ، تبين أن ألفاظ القصيدة الفارقة شكلا ومضمونا ، كانت شيئا آخر غير ما ذهب إليه تفسيرى الأول والذى حصدته ارتكانا لمعرفة وثقافة مخالفة لما ملكته بعد ذلك0

    واشتد يقينى بمعطيات الواقع الملموس وتطور الأحداث ، ولما آلت إليه أحوال الحياة من حوالينا ، وما تعرضنا له من فقد القيمة والجوهر ، ولما درج عليه الطبالون والزمارون وسدنة الزيف ، والمحاولة الشريرة لصناعة وعى مزيف مخدر لذاكرة الناس وتبرير الهزائم وتلفيق التاريخ0

    كانت هزيمة يونيو 1967قد أطاحت بالثوابت واهتزت الأركان الركينة وتحطمت آلهة وسقطت عروش واغتصبت أرض ، وضاع الألوف من البشر ، لحما قة واستهتار ثلة المتورمين المنتفخين كذبا وتضليلا 0

    وقف الشاعر الفذ يفجر شحنة الذاكرة التاريخية الأصيلة المتأصلة فى طين الأرض وأعماق الناس(ها انت ذى وجه الطلوع ومنبع الأنهار )
    بل أنت أيها الذاكرة شجر الخرافات والحقيقة ، أنت اللغة والفعل ، أنت الليل المخصب بالموسيقى والنهار 0
    بل يريد أن يشتم طعم الأرض فى الذاكرة والحقائق المتتابعة عبر الحقب الممتدة منذ بدء التاريخ وحتى لحظة السقوط والتردى 0
    أيتها الشخصية المصرية العريقة والموغلة فى التاريخ لا تنسى من أنت ؟
    (((((أيتها الذاكرة : أنت التى تتكشفين
    تنتفضين أجمل من ينابع الجمال
    حطى على كل البيوت وحلقى عند الصلاة
    تبأورى _ كونى بؤرة التلاقى والإندماج _
    فى ساحة البشر
    ارقصى فى كل ركن تخمد الأصوات فيه)))))




    أنت أيتها الذاكرة العريقة الموغلة والممتدة فى أعماق التاريخ،
    ما أشتهيه أنا الشاعر وما نشتهيه نحن أبناء مصر 0
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    نص من نسجك وتفاعلك وسؤالك ربما خص الشاعر ذاته فكثيرون من ماتوا ولم يشعر بهم احد ولم يقدرهم احد ومات قلمهم حتى...
    الشاعر نزق بطبعه لانها ينادي وقل من سمعه نحن نسمع :
    صوت اللقمه
    صوت القدر
    صوت المال
    صوت المتعه
    سلم قلمك
    تقديري

    تعليق

    • محمد هشام الأرغا
      عضو الملتقى
      • 09-12-2007
      • 39

      #3
      رائعة هذه المختارات , وذوق الأستاذ عبد الرؤوف المميز رائع أيضا , أريد أن أهمس لك ياصديقي :
      .... لماذا تتأمل كثيرا الورود التي اقتلعتها وحشيتهم ؟؟

      تعليق

      • سلوى فريمان
        محظور
        • 18-10-2007
        • 864

        #4
        لمـاذا يمـوت الشاعـر؟؟؟؟؟؟؟

        العزيز النويهي ..

        لماذا يموت الشاعر سؤال قد ينطبق على كثيرين آخرين و يبقى الجواب واحد ... و أعتقد أنك تعرف تماماً جوابي على هذا السؤال الذي يجب أن لا يمر بلا وقفة تقيمية لرسالة الكثيرين من الشعراء و الأدباء و المثقفين في عالمنا العربي الذي يعاني الكثير من تراجع القيم و الأهداف التي يجب أن تصبغ أعمالهم .. و إن كان سؤالك محصوراً بالشعراء فقط اليوم ، أقول أن موت الشاعر يأتي عندما تكثر الزخرفة في أبيات شعره و تبتعد "الرسالة الموجهة" عن تلك الأبيات :
        [align=center]
        "أن نَحْبـُك عقـداً نفيسـاً ، و أن نلبـس حريـراً ، و أن نتـزين عقيقـاً و مرجانـاً ، و أن نتعطـر بنفسجـاً و نيسانـاً .... و داخلنـا فـارغ و خالـي مـن آلام الآخريـن ، فمـا نحـن سـوى دمـى جميلـة مبهرجـة ... و بالنهايـة مملـة و رخيصـة" . [/align]

        تعليق

        • عبدالرؤوف النويهى
          أديب وكاتب
          • 12-10-2007
          • 2218

          #5
          [align=justify]العزيزة / ريمة
          العزيزة/ جيهان
          العزيز/هشام

          كم كانت سعادتى التى لاتوصف أن تتوقفوا لحظة أمام هذه السطور .
          كم جاش بصدرى فرح لايهدأ.
          والسعادة الغامرة وبحق ....................أن أرى الكلمات الذهبية وسؤاله عميق الغور .

          ((((((((((لماذا تتأمل كثيرا الورود التي اقتلعتها وحشيتهم ؟؟؟؟)))))))))))))))

          أقول :حتى لا ننسى الورود ،فلابد من الحديث دائماً عنها.

          دمتم أعزائى ..........ودامت لى كلماتكم العميقة .
          [/align]

          تعليق

          • محمد هشام الأرغا
            عضو الملتقى
            • 09-12-2007
            • 39

            #6
            ( حتى لاننسى الورود ! )
            الورود في قلوبنا لا ننساها , ودعنا الكثير من الأحبة , فارقنا قطعا من أرواحنا , وننتظر دورنا في الرحيل , اعذرني ياصديقي فأنت أعطيتنا نصف جوابك , واحتفظت لنفسك بالنصف الآخر !
            حتى لا ننساها ...... صحيح , ولأننا ننتظر دورنا في الإقتلاع !
            تحياتي لك أستاذ عبد الرؤوف

            تعليق

            يعمل...
            X