مقال وتعليق( فن وفلسفة الضحك)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد فهمي يوسف
    مستشار أدبي
    • 27-08-2008
    • 8100

    مقال وتعليق( فن وفلسفة الضحك)

    يقول ( مارسيل بانيول) في ختام رسالته عن الضحك .... قل لي : مم تضحك .؟ أقل لك : من أنت .؟
    ومعنى هذا أن الضحك يمكن أن يكون مقياسا للحكم على الشخص وتقييم أبعاده الشخصية وقيمه الأخلاقية ... باعتباره النافذة التي يقذف الإنسان من خلالها بكل ما في أعماقه ,من ثقافة ومعرفة من كبت وتحضر ... من قيم ومباديء , من رؤية للمجتمع وموقف من الحياة !!
    وإذا كانت القوانين المفسرة للشخصية تتمثل فيما يسميه ( ايزنك ) بأبعاد الشخصية وكان البعد الأول لأي شخصية من الشخصيات يتكون من الانطواء والانبساط... ويتكون البعد الثاني من الميل إلى الأعصاب ... والبعد الثالث من الميل إلى الذهان أو المرض العقلي .., أما البعد الرابع والأخير فيتمثل في الذكاء وسرعة البديهة , وكانت هذه الأبعاد الأربعة كما يقول ( ايزنك) كافية للكشف عن معظم النواحي المتباينة في الشخصية ــ فإننا نستطيع أن نعتمدعلى ما يقوله ( ايزنك) في أن نعرف إلى أي مدى تؤثر الحالة الوجدانية أو الاتجاه الوجداني لدى الإنسان على نوع استجابته للظروف الخارجية ,ذلك لأن الضحك إنما يتوقف من ناحية على الحالة المزاجية التي يوجد فيها الإنسان لحظة استجابته للضحك , كما يتوقف من ناحية أخرى على سمات الشخصية التي تحدد مدى تذوقه للفكاهة وإحساسه بالنكتة وإدراكه للموقف الكوميدي .
    فالضاحك المسرور قد يكون سروره زهوا بنفسه واحتقارا لغيره ...., وقد يكون هذا السرور فرحا بغيره دون أن ينطوي على عنصر الزهو بالنفس والاحتقار ( للغير ) . والضاحك الساخر قد يكون ضحكه من نقائص الآخرين , لأنه يستريح إلى وجود هذه النقائص في غيره لا في نفسه , وقد يكون ضحكه من هذه النقائص تنفسيا عن شعور برفضها سواء في نفسه أو في الآخرين .
    كذلك قد تكون استجابة الإنسان للضحك منطوية على مزاج اللهو واللعب والدعابة والمرح .. وقد تنطوي استجابته على النظرة الواقعية للأمور والاستجابة الجادة للمثيرات كافة .
    فإذا انتقلنا من الفرد إلى الجماعة وعدنا إلى تقسيم ( ايزنك) لأبعاد الشخصية وجدناه يفرق بين السمة وبين النمط . فهو ينظر إلى نظام الشخصية نظرة بنائية طبقية :
    الطبقة الأولى أو الدنيا للسلوك تتكون من الاستجابات العادية التي تتكرر كثيرا في مقابل الاستجابات النوعية , وبعض هذه الاستجابات العادية تتجمع , لتكون مجموعة مستقلة داخل الشخصية , ويطلق على هذه المجموعة اسم ( السمة ) وتمثل السمة شكلا من أشكال تجمع الميول والرغبات , والسمات بدورها تتجمع في شكل أبنية أعم وهذه الأبنية تكون الأنماط : فالنمط إذن
    يتكون من مجموعة منظمة من السمات , كما أن السمة تتكون من مجموعة منظمة من الاستجابات العادية غير النوعية ...
    أو بعبارة أخرى فإن النمط يمثل العامل العام , وتمثل السمة العامل الطائفي .., أما الاستجابة العادية فإنما تمثل العامل الخاص
    وهذا معناه أن ظاهرة الضحك لدى الجماعة إنما تتوقف على مجموعة من العوامل الاجتماعية : بمعنى أن تذوق الفكاهة والتعبير عنها والمشاركة فيها يتوقف على مجموعة السمات الشخصية والأنماط العامة التي تغلب على أفراد الجماعة حتى في داخل المجتمع ..
    وليس أدل على ذلك من جمهور المسرح أو الجمهور في المسرح : فالجمهور لا يضحك دائما بالطريقة نفسها كما أنه لا يضحك دائما للأسباب نفسها ... ذلك لأن استجابات الجمهور تختلف باختلاف آدابه العامة وأنماطه السلوكية وطريقته في الضحك : فإذا شاهدت المسرحية الكوميدية عدة طوائف اجتماعية , بل طائفة اجتماعية واحدة في عدة مناسبات مختلفة ــ اختلفت استجابة هذه الطوائف لهذه المسرحية أو هذه الطائفة الواحدة لذات المسرحية في كل مناسبة من المناسبات ..
    وقد دلتنا ملاحظة ظاهرة الضحك على جمهور المسرح أن بعض الفئات الاجتماعية تساعد على ارتفاع نسبة النكات الجنسية
    والفكاهات الفاضحة , كما تساعد بعض الفئات الاجتماعية الأخرى على اطلاق النكات الذكية البارعة والقفشات الحادة الواعية , هذا في الوقت الذي قد تستجيب فيه بعض الفئات للموقف الكوميدى بالقهقهة العالية .. وتستجيب لذات الموقف فئات أخرى بالابتسامة الهادئة أو الفاترة : على أن الملاحظ عموما في تصنيف أنواع الضحك أن النكات الجنسية والتوريات الفاضحة ــ إنما تتبادل بين أشخاص متقاربين في العمر وفي المستوى الاجتماعي , وأنها أكثر انتشارا بين الأوساط التي تدمن المخدرات وتتعاطى الخمور وخاصة المهنيين والحرفيين والتجار والصناع , كما أن النكات السياسية التي تنطوي على النقد الاجتماعي واللذع الأخلاقي , وتتسم بالبراعة والذكاء ــ إنما تتبادل في أوساط المثقفين والمشتغلين بالصحافة والإعلام , أما النكات الاجتماعية التي تنطوي على التهكم والسخرية ولا تخلو من الشماتة والعداوة فلا يتم تبادلها إلا في الأوساط المقهورة أو التي ينتابها الشعور بالغبن الاجتماعي , كما في أوساط الموظفين والمدرسين وحملة المؤهلات المتوسطة ! هذا في الوقت الذي تشيع فيه النكات العدوانية والقفشات الحافلة بمعاني الغضب والانتقام بين الطبقات العاملة على وجه الخصوص .
    وفي البلاد التي ينقسم أهلها إلى مدنيين وقرويين أو إلى ريف وحضر , نجد أهل الحضريسخرون من أهل الريف , ويطلقون عليهم نكات التهكم والسخرية والاستخفاف وخاصة عندما يوجدون في عطلاتهم بالمدينة مرتدين أفخر ما عندهم من ثياب , والعكس صحيح عندما يزور أهل الحضر القرية لتمضية العطلات وإجازات نهاية الأسبوع وسط أهالي القرية كما السياح , فيتناولهم القرويون بنكات السخرية وتلميحات الازدراء التي تكشف عن استهجانهم لما هم فيه من تبرج وإباحية وفرنجة سواء في المظهر الخارجي أو في السلوك العام !
    وفي المجتمعات التي يغلب عليها الصراع الطبقي حتى تبدو فيها الثنائية واضحة بين الطبقة الكادحة والطبقة البرجوازية ــ
    نجد أن الطبقة الكادحة تتخذ من الفكاهة والضحك سلاحا للتشهير بالطبقة البورجوازية , والاستخفاف بعاداتها وتقاليدها , وأنماطها السلوكية بوجه عام ... بل إنها تتفنن في إطلاق النكات التي تكشف من خلالها عن زيف هذه الطبقة وعدم مشروعية طرائقها في الكسب وأساليبها في الاستغلال ...
    فإذا انتقلنا من الفرد والمجتمع إلى الأمم والشعوب استطعنا أن نقول مع الفيلسوف ( هنري برجسون ) إنه إذا كان الضحك ملكة إنسانية من طرفيها ... بحيث لايضحك إلا إنسان .. ولا شيء يضحك إلا إذا كان إنسانيا في صورة من صوره وكان الإنسان لايضحك وهو بعد قريب من أطوارالحيوانية في حكم الغريزة وغلبة العادة على التفكير .. وهو ما يلاحظ في القبائل البدائية والجماعات الهمجية التي لا تفهم الضحك ولا تميز بين أنواع المضحكات لاستغراقها في التفكير الآلي الذي يغلب عليه العرف المتوارث ويهيمن عليه شبح المحارم أو المحرمات نقول : مع ( برجسون ) إنه فيما عدا هذا الطور من أطوار الهمجية الذي تعيشه القبائل البدائية فإن الشعوب جميعا تعرف الضحك .وتفهم أنواع المضحكات , وتستجيب للنكتة والفكاهة والموقف الكوميدى ...
    وإذا كان بعض الباحيثن المعاصرين قد ذهبوا إلى وصف بعض الأمم بالفكاهة وتجريد بعضها من هذه الصفة .. أو وصفوها ببطء الإحساس في النكتة وقلة الاستجابة للفكاهة .. وفقدان روح المرح .. وخاصة عند مقارنتها ببعض الأمم الفكاهية أو الضاحكة ــ فإن الثابت الذي لا شك فيه عن جميع الأمم كما يقول العقاد في رسالته عن ( جحا الضاحك المضحك ) إنها أخرجت نوابغ الفكاهة في جميع أجيالها.. وإنها في العصر الحاضر تمثل الفكاهيات وتعرضها على جمهرة من أبنائها , فلا توجد أمة متحضرة لها تاريخ قديم خلت من نوابغ الفكاهة , ومن آثار هؤلاء النوابغ في الآداب والفنون .
    على أننا إذا كنا قد تناولنا ظاهرة الضحك من أبعادها الأربعة وهي البعد الفسيولوجي
    ثم البعد السيكلوجي
    ثم البعد السوسيولوجي
    وأخيرا البعد الأخلاقي
    أو ما سميناه بأخلاقيات الضحك ...
    فإن هذه الأبعاد جميعا إنما تشكل بعد الذات ..
    أو الإنسان الضاحك دون أن تتجاوزه إلى بعد الموضوع أو الشيء المضحك .. فإذا تناولنا هذا البعد الأخير حتى تكتمل لنا
    الدائرة .. كان هذا معناه العبور إلى الضحك نفسه ... أو فنون الضحك : أعني الانتقال إلى(استاطيقا)الضحك .
    للوقوف على جماليات هذه الظاهرة .. والتعرف على عناصرها الجمالية من قانون تكوين النكتة إلى أسس إطلاق الفكاهة .
    إلى عناصر تأليف الموقف الكوميدي .. إلى غيرها مما يدخل في صناعة الضحك .

    ============
    من كتاب الضحك فلسفة وفن : للكاتب : جلال العشري .


    المصدر :http://كتاب الضحك فلسفة وفن


    طرحت المقال الذي أعجبني وأنتظر من القاريء الكريم
    التعليق عليه بوجهة نظره , ليكن بعده تعليق آخر
    وتتعدد التعليقات .
    ثم نلتقي بمقال جديد !!!!!
    ما رأي السادة المحبين للقراءة وفن المقال الأدبي .؟!!!

    ****************************
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد فهمي يوسف; الساعة 05-12-2009, 16:20.
  • مهيمن الاسدي
    عضو الملتقى
    • 25-10-2009
    • 41

    #2
    موضوع مهم وممتع بنفس الوقت كل الشكر والعرفان لأستاذنا محمد فهمي يوسف على هذه الإفادة.
    [CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]سأرتدي دموعي ؛؛[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
    [CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]لأني أشعر ببرد عواطف الناس من حولي[/COLOR][/SIZE][/FONT] !![/CENTER]
    [CENTER][EMAIL="memezz200@yahoo.com"]alasady1980@yahoo.com[/EMAIL][/CENTER]

    تعليق

    • وفاء الدوسري
      عضو الملتقى
      • 04-09-2008
      • 6136

      #3
      المنطق لغة الكلام والضحك لغة تعبيريه تختلف بنوع الضحك

      فمن ضحك السرور والرضا إلى ضحك السخرية
      والازدراء..ضحك المزاح والطرب..العجب
      والإعجاب..العطف والمودة..الشماتة والعداوة..المفاجأة
      والدهشة..المقرور (المصاب بالبرد المشنوج (تقلص
      العصب)..ضحك السذاجة والبلاهة ..
      وجاءت الإشارة إلى الضحك في القرآن الكريم مرة في قصة إبراهيم ومرة في قصة سليمان عليهما السلام .


      قال تعالى:" وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ..... "
      قال تعالى:" فتبسم ضاحكاً من قولها ..... "
      ورود الضحك في آيات متفرقة بمعنى السخرية والاستهزاء ..
      في سورة المطففين ..في سورة الزخرف
      في سورة النجم..في سورة التوبة
      والفرح كما نعلم يجلب الضحك والحزن يجلب البكاءواضحك الله أهل الجنة في الجنة
      وابكي أهل النار في النار
      واضحك الأرض بالنبات
      وابكي السماء بالمطر....... وقد قال النبي صلى
      الله عليه وسلم لـأبي ذر: (إياك وكثرة الضحك!
      فإنه يميت القلب)
      جاء في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثير الصمت قليل الضحك)
      الضحك نعمه خاصة للإنسان والضحك من الأعماق يوحد
      مشاعر القلوب لأبعد من حدود الفكر.. يزيل الهموم والغيوم
      المتلبدة في سماء الروح
      يقال:
      أن الإنجليزي إذا سمع نكته يضحك مرتين مره عند سماعها حتى يشارك الحاضرين وفي آخر الليل عندما يفهمها.......
      الألماني يضحك مره واحده من باب اللياقة والأدب ولكنه لا يفهم لماذا يضحك ولا يفهم النكتة ...
      الصمت جميل،ولكن الجدية لا وجود لها في أبجدية الحياة !استثمار الفرح والاحتفال في رحلة الحياة شيء
      ممتع .......عيش الفرح لاالشدة عيش الضحكة والبسمة
      بعيد عن مسرح الوقار وقريباً من حياة الفرح

      بالعطاء .......عطاء المشاركة في إحياء براءة تركناها هناك عند أعتاب الطفولة .....
      شكرا
      التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 05-12-2009, 15:40.

      تعليق

      • محمد فهمي يوسف
        مستشار أدبي
        • 27-08-2008
        • 8100

        #4
        الأخ الفاضل الأستاذ مهيمن الأسدي
        تقديري لمرورك على موضوعي المتواضع
        واعتباره مهما
        أرجو المتابعة والمشاركة في مسابقة ( شخصيتي من المرح والضحك)
        وهي قراءة أيضا في كتاب علمي منهجي إن شاء الله
        في الموضوع الجديد الذي أعد له الآن .

        تعليق

        • محمد فهمي يوسف
          مستشار أدبي
          • 27-08-2008
          • 8100

          #5
          الأخت الفاضلة وفاء عرب
          تقديري لمرورك الكريم على موضوعي المتواضع عن فن وفلسفة الضحك
          وأثني ثناء عاطرا على إضافتك الثرية التي زينت كلماتي التي تنحني أمام
          كرمك في الرد الإيجابي الذي أحترمه دائما وأحترم أصحابه الذين يقرأون
          ليستفيدوا ويفيدوا ومن هنا يمتد النفع والخير للجميع وتنمو الثقافة ونتدرب
          على إتقان اللغة الكتابية الصحيحة .

          أرجو أن تتابعي معنا المسابقة التي أشرت إليها في ردي على
          الأخ مهيمن الأسدي

          ( شخصيتي من امتحان المرح والضحك )

          تعليق

          • سعاد عثمان علي
            نائب ملتقى التاريخ
            أديبة
            • 11-06-2009
            • 3756

            #6



            الأستاذ محمد فهمي يوسف
            صباحك سعيد إن شاء الله
            وبارك الله فيك بمانقلته لنا
            وأقول لك إنك رائع رائع رائع فيما نقلت لنا
            فهو مناسب جداً جداًجدا لما تعلمته.أضاف إلن ماكان ينقصني
            في علم النفس والبرمجة اللغوية العصبية وعلم الفراسة العربية

            والصينية
            إنك قدمت لناأروع العلوم ،وحقيقة هذه الفلسفة النفسية في علم ا لضحك –يعد بالنسبة لي علم جديد من نوعه –والآن اصبح ماقدمه سعادتك هو مكمل لدراساتي

            لم تقتصر علوم الفراسة على علم الوجه فقط مثلا،فهي تناولت علم فراسة العيون-فراسة الصوت-فراسة الأسماء...وفراسة المؤمن وفراسة العرب

            --- فراسة العرب فهي ترتكز للقرآن الكريم لقوله تعالى(تعرفهم بسيماهم)

            كثرة الضحك وقلة الضحك .. ماذا تعنى ؟!

            -
            من كان كثير الضحكفهودمثمتساهل قليل العنايه بالأمور .

            -
            من كان قليلالضحك فهو معاد مخالف لايرضى بأعمال الناس .

            -
            من كان عالى الضحك فهو وقحسليط

            -
            ومن كان عند الضحك تبع عليه السعال والربو فإنه وقحسليطصخاب

            الغث: الردئ الفاسد من كل شئ

            دمث:يقال: دمث الرجل دماثة سهل خلقه

            سليط :طويل اللسانيتطاول على الناس ويجرحهم

            صخاب: كثير الصخبوالمراد به : علو الصوت واختلاطهراسة


            ااما فراسة الصوت فيقال عنها

            اصوات الناستدل على شخصياتهم !
            -
            من كان صوته غليظا جهيرا فهو شجاع مكار .
            -
            من كانكلامه سريعا فهو عجول قليل الفهم .
            -
            من كان كلامه منخفضا فبالضد .
            -
            من كانصوتهغثافإنه حسود مضمر للشر .
            -
            من كان حسن الصوتفهو دليل الحمق وقلة الفطنة
            -
            ومن كان نفسه غليظا فهو عسر النطق

            احــتـرس : كثرةتحريك العين دليل على المكر والاحتيال !
            -
            من كانت عيناه تحركان بسرعهوحدة وكان حاد النظر فهو مكار محتال , لص.
            وهذه الدلالة مأخوذة من أن الخائن حالإقدامه على الخائنة تصير عيناه بهذه الصفة
            -
            من كانت حركة عينيه بطيئة كأنهاجامدة فهو صاحب فكر ومكر وهذه الدلالة مأخوذة من أن الإنسان إذا توغل فى الفكر بقىمفتوح العين .
            -
            العين الدائمة الطرف تدل على الجنون والجبن.
            -
            العين الكثيرةالرعدة شرير إن كانت العين صغيرة وإن كانت عظيمة نقص من الشر وزاد فى الحمق .
            اتمنى ان ينال اعجاب الجميع
            -أما بالنسبة عما صنفه إ زينكوإذا كانت القوانين المفسرة للشخصية تتمثل فيما يسميه ( ايزنك ) بأبعاد الشخصيةوكان البعد الأول لأي شخصية من الشخصيات يتكون من الانطواء والانبساط... ويتكونالبعد الثاني من الميل إلى الأعصاب ... والبعد الثالث من الميل إلى الذهان أو المرضالعقلي .., أما البعد الرابع والأخير فيتمثل في الذكاء وسرعة البديهة , وكانت هذهالأبعاد الأربعة كما يقول ( ايزنك) كافية للكشف عن معظم النواحي المتباينة فيالشخصية ــ فإننا نستطيع أن نعتمدعلى ما يقوله ( ايزنك) في أن نعرف إلى أي مدى تؤثرالحالة الوجدانية أو الاتجاه الوجداني لدى الإنسان على نوع استجابته للظروفالخارجية ,ذلك لأن الضحك إنما يتوقف من ناحية على الحالة المزاجية التي يوجد فيهاالإنسان لحظة استجابته للضحك , كما يتوقف من ناحية أخرى على سمات الشخصية التي تحددمدى تذوقه للفكاهة وإحساسه بالنكتة-فهذا صحيح وهذا التحليل مشابه تماماً لما جاء في البرمجة اللغوية العصبية فيما يسمى بالمعايير-وهو إنطباق الفعل على تعبير الوجه-فمثلاً لايكون مناسباً أن يقول لشخص أناأحبك وهو غاضب-ولاان يقول أنا سعيد بينما هو يبكي أومكتئب

            -كذلك علم –لغة الجسد-وهي تفسر لك طريقة الجلسة وإذا وضعت يديكوضع معين ماذا يعني مثل ان تكتف يديك فيقال انت في موقف دفاعي –أو انت ترفض اأمامك وإذا جلست وانت منحني فانت –فأنت مغلوب على أمرك وإذا نفخت دخان السيجارة للأعلى يعني التكبر او الإستفزاز
            -نعود مرة اخرى للموضوع الرئيسي عن الضحك
            فلسفة الضحك كما جاء بها الدكتور أحمد الكبيسي:

            الضحك اية من الايات الله فيخلق الانسان شأنه في ذلك شأن البكاء والموت والحياة, قال تعالى: ( وانه هو اضحكوابكى وانه هو امات واحيا)النجم/43/44.
            والضحك على وجه الاجمال غريزة تسعد الروحوتبهج النفس وتشرح الصدر وهي اخلاقية راقية في بعض وجهها تقابل بها الناس فتريحهموتسعدهم وهي المفتاح الذهبي الذي يفتح لك القلوب ويجمع حولك المحبين ويقضي لكالحاجات ويحل لك المشكلات.

            وللضحك فوائد كثييرة منها:

            انه يتغلب علىالحزن فيقهره ويبعده ويترتب عن ذلك فتح الشهية للطعام واستقبال السرور وهو دواءناجح لكثير من الامراض النفسية و الجسدية كما انه يوسع شرايين المخ والاعصاب.

            و للضحك من حيث أسبابه و اهدافه انواع مختلفة:

            -
            ضحكالسفاهة: و هو ما يكون سببه يتنافى و الاخلاق الرفيعة.
            - إما للسخرية من الاخرين والاستهزاء بهم قوله تعالى( ان الذين اجرمواكانوا من الذين آمنوا يضحكون) المطففين/29

            -
            ضحك النباهة: و هو ضحك الكبار حيث يعبرون عن الاعجاب اوالمدح, او الثناء لمن هو دونهم بالمكان او المكانة, و من ذلك قوله( .. قالت نملة ياايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون فتبسم ضاحكامن قولها)النمل/19

            -
            ضحك النقاهة: عندما يضحك الانسان فرحا بنجاته من خطرداهم, او سباق كبير و نحو ذلك. مثل قوله تعالى( وجوه يومئذ مسفرة ضاحكةمستبشرة)عبس/39

            -
            ضحك التفاهة: عندما يكون سخرية من ذي عامة او سقطة او خطأاو خطيئة, او سذاجة تفكير. كقوله تعالى( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فيالصدقات)التوبة/79

            -
            ضحك الكراهة: ضحك يبعثه الحقد الشديد و الكراهةالمستحكمة و العداء المحض و حب الانتقام,و يدل على نية خبيثة ملوثة بالعنصرية والطائفية.. يقول تعالى( ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوايضحكون)المطففين/29

            -
            ضحك الولاهة: وهو الضحك في وجه في من تحب من ضيف اوصديق او نحو ذلك,كما قال تعالى(وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاقيعقوب)هود/71

            -
            ضحك الوجاهة: وهو الذي يعبر عن الفوز والترفع عن المهاجمينوالناقدين والمتطاولين والسفهاء وهو سمت الوجهاء الذين تدعوهم وجاهتهم الى كظمالغيظ, قال تعالى ( والكاظمين الغيظ و العافين عن الناس)آل عمران/134



            الضحك فلسفة وفن
            الفكاهة سلاحلـمواجهة العدو وتوحد بين طوائف الشعب

            الـمختلف

            توطئة:

            يندرج موضوع الضحك ضمن إحدى مظاهر انفتاحنا على الوجودالإنساني، وهو انفتاح يتجاوز التعامل العقلاني المجرد مع الغير، ويتجاوز اختزالالذات فيما أسماه هيغل بالوجود الواعي بذاته، ويجعل من الوجود الحسي الجسدي واجهةأساسية للانعتاق من العلاقة التشييئية التي تحد من الحلول المتناهية الصارمة في حلمنطق تعاملها مع معضلات الوجود في جل تجلياته. فبالضحك يتنزل وجودنا الإنساني منزلةالوجود المحايث بمبدأ التعدد والاختلاف الذي يسكن وجودنا، وبالضحك يتفاعل الجسد بماهو واجهة لا تقل أهمية عن واجهة العقل المنغلق عن مبادئه المجردة. فإذا كان الأمركذلك، فبأي معنى يعتبر الضحك واجهة الانفتاح على الوجود؟ وبأي معنى يعتبر الضحكفلسفة؟ وبأي معنى يعتبر الضحك فن؟

            1
            ـ الضحك واجهة عقلانية منفتحة

            ساد الاعتقاد أن الصفة الجوهريةالتي تميز الإنسان هي العقل، وبالعقل يتمكن الإنسان من مواجهة مصاعب الحياة، وقساوةالطبيعة، وبالعقل أصبح الإنسان مركز الكون، يسخر ما حوله من أجل تحقيق مصالحهالوجودية نفسية أكانت أم اجتماعية أم سياسية. لكن بفعل تراخي الزمان، وضيق المكانمن جراء التراكم الكمي والكيفي للأزمات في جل أبعادها، انبثقت تيارات فلسفية ودينيةروحية في العالم الغربي تشكك في مجمل القيم المعرفية والأخلاقية المثلى التي منحتللعقل قدسية وسلطة عليا، وأصبح الحديث عن عقلانيات بدل عقلانية واحدة، والتعليل علىكون العقل صفة عرضية جنب باقي القوى الأخرى الفاعلة في وجود الإنسان، من غرائزوأهواء وروح وعاطفة، وأصبح كل حديث عن العقلانية في مقابل إقصاء ما لا يبدو كذلك هوتبشير بميتافيزيقا جديدة تتستر وراء لغة العلم، ولغة التقنية، ولغة الحداثة، وبلولغة العولمة.

            2
            ـ الضحكانفتاح على الوجود

            في ضوء ما طرح أعلاه نريد الانفتاح على واجهة من وجوديةالإنسان، واجهة نحيي من خلالها مواقف وتصرفات وانفعالات واستجابات وردود أفعال يحققمن خلالها الإنسان مآرب وأهداف بعيدة كل البعد عن القلق، والتوتر، وضيق النفس، التيأصبحت مظاهر أساسية لحياة الإنسان المعاصر.
            فكثير هي المشاكل التي تفشل فيمعالجتها، لا باعتبارها عويصة الحل، بل لكوننا نتعامل معها انطلاقا من رؤية عقلانيةخالصة، رؤية تتحدد بلغة المنطق التقليدي. إن تسليط الآلي لمبادئ المنطق وعقلانيةالعلم الكلاسيكي على موضوع بشري حيوي يجعل أمر حل مشاكلنا، والعمل على تفعيل العقلبشكل حيوي، بقدر ما تحضر فيه الذات العاقلة، بقدر ما تحضر فيه الذات الضاحكة فيإرسال خطابنا. كما أن الأخذ بسلوك الضحك يصاحبه ينمي فينا القدرة على الانفتاحالحيوي على الإنسانية باختلاف طبائعها ومزاجها ومداركها، كما أن المكان الذي يصاحبهالضحك باختلاف مراتبه كالفكاهة والمرح والمداعبة والنكتة والمزاح والمستلح منالكلام يجد رضا في النفوس، بل قد تكون هذه النفوس غير راضية عن المواقف التي تصدرعنا، لكن بفعل الاستعانة بلغة الضحك الإنساني تنفتح لك وجودية هذه النفوس التياعتقدت سابقا أنها دون مستوى خطابك، ودون مستوى أخلاقك. كما أن الضحك قد يكونأحيانا وسيلة للبحث عن منفذ ناجع لاقتحام وجودية الغير من حيث لايدري، والخروج عنوجودية الذات. وبينالخروج والدخول تتم عملية التواصل بين الأنا والغير، ونضمن بصفةمشتركة الانتفاح المشروع على الوجود المختلف، بل الارتكان الى الوجود المغلق أوالوجود العدمي الذي يوقظ فينا يوما بعد يوم، ولحظة بعد أخرى الإحساس بالقلقوالتوتر، وهذا ما عبر عنه فيلسوف المطرقة نيتشه قائلا: «لما كان الإنسان هو أعمقالموجودات شعورا بالألم كان لابد له من أن يخترع الضحك، الألم الذي يلازم وجودناالعام والخاص، ألم الوجود العام يتمثل في القلق الوجودي الذي اعتبره هيدجر طريقايوقد في الإنسان النابهة والتنبيه الى حقيقة الوجود، وذلك من أجل مواجهة ما أسماهشوبنهاور بإنكار إرادة الحياة ، ذلك أن الذي يجرب ألم الحياة ووهم الفردية يفقد كلداع للعمل، العمل الذي يضفي على الإنسان الوجود الفاعل والمؤثر، الذي لا يستجيببشكل فوري الى الوجود الجماعي للغير، لأن الإنسان في نظر هيدجر يهاب العدم الذييسكن صميم الوجود، وذلك من خلال الفرار المتكرر واللاإرادي نحو الآخرين، نحو الحياةاليومية الزائفة، باعتبار أن الإنسان في صميم تجلياته في الوجود ، وبالكيفية التييحيا هذا الوجود ليس موجودا يكفي ذاته بذاته، وليس وجودا مغلقا عن ذاته، بل هوالإنسان بفضل ما يفعله ويتخذه على حد موقف كارل ياسبرز الفيلسوف الألماني. وفي سياقتفعيل إرادتنا ووجودنا الماهوي، يقتحم فضاءنا «الآنية الملتبسة بالتسويفوالانتظارية، فيتحول وجودنا باستمرار إلى وجود مقلق يحول دون تحقيق ما أسماه ياسبرز ب «حقيقة الوجود الماهوي، بمعنى الوجود الذي يتجاوز الفردية الذاتية إلىالفردية التاريخية. يقول إ.م بونشنسكي البولندي:» إن التاريخية هي الاتحاد مابينالكائن Dasein الخام وبين الوجود، وما بين الضرورة والحرية. أما ألم الوجود الخاصفيتمثل في القلق الناتج عن نمط الوجود الحسي، والارتكان إلى حياة الناس بلا هوادةولا إيقاض ضمير، ونباهة فكر، واستقامة سلوك، ويصبح القلق رفيق حياة الإنسان. لهذايقال إن السمات الإيجابية لحياة هو أنه مع الناس، وفي نفس الوقت أنه ضدهم، معهملأنه كائن اجتماعي، لا مغزى لحيايته الفلسفية إلا من خلال التفكير في مصير الآخرين،وضدهم لأن ماهية الفلسفة لا تتعايش مع الوجود المنفعل الذي اصطلح عليه التحليلالنفسي بالشخصية الإيحائية التي يتمظهر وجودها وبشكل آلي من خلال الغير، بل إنالفلسفة في صميم وجودها تهدف إلى تحقيق تواصل عقلي حيوي وسلوكي أخلاقي مع الإنسانيةفي أعلى مستوياتها الإنسانية، وقد نهضت من سبات الغفلة والتذكر والسماع والعادة، أوبتعبير الفيلسوف كانط قلنا إن الفلسفة تعلمنا كيف نجرؤ على استخدام عقولنا بجرأةوشجاعة تجاه مجمل الوصايا التي تحول دون إنسانيتنا، والتي تحول تحولنا إلى مجرد سعرقابل للتداول في كل مكان وزمان،ن وفي سياق هذا التوضيح يقول ياسبرز «لا تفلسفابتداء من العزلة، بل ابتداء من التواصل. إن نقطة الانطلاق.. هي إنني إنسان بإزاءإنسان، وفرد بإزاء فرد، فإذا كان الأمر كذلك، فبأي معنى يعد الضحك فلسفة؟ وبأي معنىيعد الضحك فن؟
            3
            ـ الضحكفلسفة

            لابد هنا من أن نميز بيت تصورين للفلسفة: التصور العام للفلسفة هوالذي يجعل من النزوع إلى التساؤل والبحث والاعتراض والحوار خصائص لا ترتبط بالضرورةبمعيار السن، ولا بمعيار الانتماء الاجتماعي، ولا بمعيار الانتماء الاجتماعي، بل إنالنزوع، ولا بمعيار الانتماء الحضاري، بل إن النزوع إلى الفلسفة ينتمي في صميمه إلىالإنسان بما هو إنسان، الإنسان ذلك الكائن الميتافيزيقي الذي يتجاوز الوجود الذاتيالمباشر، ويتشكل ضمن الوجود الواعي بذاته على حد الموقف الفلسفي الألماني لهيغل،أما التصور الخاص للفلسفة فهو الذي يجعل من فعل التفلسف ظاهرة خاصة بالفيلسوف،وظاهرة تنبثق من خلال شروط موضوعية واضحة، شرط تجاوز الرؤية الأسطورية للوجودوالمعرفة والقيم، وشرو ينتظم فيها اللوغوس (العقل) باعتباره مصدر التفكير، ومصدرالتوجيه والترشيد والتدبير الجماعي والفردي. ضمن التصور العام للفلسفة يندرج موضوعالضحك باعتباره فلسفة، فلسفة لأنه يمثل بشكل أو آخر الرؤية الدفينة للبعدالأنطولوجي والمعرفي والقيمي الذي يصدر عن الذات الضاحكة، ويعني ذلك أن الضحك ليسمجرد فعل فيسيولوجي كما أكد ذلك العالم الفيلسوف هربرت سبنسر في كتابه «فسيولوجيةالضحك»، باعتبار أن الجانب الفسيولوجي لا يعكس إلا البعض الحيواني فيالإنسان.
            لكن الفيلسوف الفرنسي ديكارت في سياق تحليله العميق لأوجه الصلةالموجودة بين النفس والبدن، فقد صنف الضحك ضمن الفعل البدني، وبالتالي فهو يندرجضمن المقاربة الفسيولوجية. أما المقاربة السيكولوجية فتعتبر الضحك تعبيرا مباشرا أورمزيا عن «الغبطة والرضا والسرور والارتياح والانشراح» دلالة هذه الحالات النفسيةتجاوز.
            الفلسفة العقلانية الخالصة في التعامل مع ما يقلقنا ويهدد وجودنا، ويحدمن وجودنا الأصيل، الذي هو ملازم لمبدأ الاستخلاف الذي وجد من أجله الإنسان، كمااعتبر فرويد في رسالته الشهيرة حول النكتة وعلاقتها باللاشعور بكونها تلعب دوراأساسيا في التخلص من رقابة الأنا الأعلى، ووسيلة أشبه ما تكون بالأحلام التي يهربفيها الإنسان من وعي الصحو ومنطقة اليقظة . إن الضحك المعبر عنه اصطلح عليه فرويدبأحلام اليقظة، وهي آليات لا شعورية تسعى إلى تخفيف حدة الإحباط الذي تحس به الذاتتجاه الواقع. يقول فرويد: «إن الفكاهة ترتد بنا إلى تلك الحرية.. التي كنا نحس بهاأثناء الطفولة قبل أن تكون لدينا أية رقابة أو رقيب»، لكن إلى أي حد تعد فرضيةاللاشعور كافية وحدها لتفسير الضحك في كل أبعاده؟ وإلى أي حد أمكن اعتبار الضحكانعكاسا لما هو لا شعوري فقط؟ ذلك أن اللاشعور عند جاك لاكان j.Lacan لا يمكناختزاله في الاندفاعات الجنسية، والغرائز الأولية، بل إن اللاشعور يعمل في أمكنةمختلفة: هناك ذكريات الطفولة، وتطور اللغة، والعادات والتقاليد، والأساطير التيتساهم في تشكيل اللاشعور الجمعي، فضلا عن وجود آثار أخرى قد نجهل تأثيرها على الفرد ( أنظر، كتابات، 1966، ص 136) . من هناك تأتي المقاربة السوسيولوجية لتؤكد علىالعلاقة القائمة بين الضحك والآخر في بعده الجمعي، فبقدر ما يساهم الضحك في نشرثقافة النباهة وأخلاقيات التفكير الهادف، بقدر ما يساهم في نشر ثقافة الانحطاط التيتقدس ثقافة الغير على حساب ذاته، وهذا ما عبر عنه الفيلسوف الفرنسي هنري برجسونبأننا نضحك في الجماعة عامة، ولا نضحك إلا وسيلة لتثبيت أو هدم قيم دينية أواجتماعية أو سياسية أو حضارية. يعكس الضحك بهذا المعنى ما أسماه رالف لينتونبالشخصية القاعدية للمجتمع، التي تساهم في تثبيت القيم العامة والمشتركة والموحدةتجاه القضايا التي تهم المصالح العامة لأفراد المجتمع برمته . لقد لوحظ أثناءالحروب والأزمات السياسية أن الفكاهة سرعان ما تصبح بمثابة السلاح الذي ستخدمهالشعوب في محاربة العدو، وفي التصدي لمواجهة العدو، كما لوحظ أيضا أن الفكاهة تساعدعلى التوحيد بين طوائف الشعب المختلف، حيث يختفي ضحك التهكم والسخرية بين الأقليات. فإذا كان الضحك فلسفة، فبأي معنى أن الضحك فن؟

            4 -
            الضحك فن

            قد يرادبالفن هنا أن ليس كل فن محمود بذاته، بل إنه يحتاج إلى مجموعة من الأخلاقيات التيتجعله صادرا عن الإنسان. وقد عبر مارسيل بانيول في ختام رسالته عن الضحك قائلا: «قللي مم تضحك؟ أقل لك من أنت»، ويعني ذلك أن مراتب الناس تتفاوت بحسب مراتبهم فيالضحك، وحسب مراتب المواضيع التي تضحكهم، وحسب الكيفيات التي تثير فيهم الضحك. ولماكانت الشخصية يتفاعل فيها خطان متقابلان الخير والشر، والكراهية والحب، والإيمانوالجحود، والقساوة والعطف، وأن للتنشئة الإجتماعية دورا أساسيا في تثبيت إحدىالخطين، فإن عملية استحضار هذه الاستعدادات والميولات الأولية تساهم في الفهمالسديد للكيفية التي يصبح فيها الضحك وسيلة من وسائل التربية والتوجيه والتلقينوالتواصل الناجع عموما. فلرب ضحكة نابعة من قلب صادق ومفعم بالعاطفة الموجهة قدتغير مسار امرأة أم رجل يعانيان من الحرمان العاطفي الأمومي، أو يعانيان من عاطفةالأب. وعليه، فالمبدأ الأول الذي يجب مراعاته في مجالات أخلاقيات الضحك الميولاتالأولية الفرد، لأن عدم استحضار هذه الميولات قد يحول دون إصابة الهدف الذي نتوخاهمن ممارستنا للضحك، كما أن الضحك يجب ألا يتخذ مضيعة للوقت، ووسيلة للسخريةوالتعالي والافتخار والمباهاة بما نملكه تجاه الآ]ر، أو يتخذ وسيلة للخداع، وذلك منخلال تقمص شخصية المظلوم أو شخصية الضعيف لكسب عطف الآخرين، أو تبرير الضعف والعداءتجاه الغير، أو التظاهر والذهاء، أو التسلط على الآخرين من أجل الحد من نقاشهم أوانشغالهم عموما بأمر لا يخدم مصلحتنا الشخصية. إن الشخصية التي تتستر بالضحك من أجلأغراض تسيء إلى آدمية الكائن البشري غالبا ما تظل في حياتها مضطربة وميئوس منها،وأن أغلب المواقع التي تحتلها داخل الجماعة تتسم عبر الضحك تعكس الوجود الناقص،والوجود المزيف الذي يضيع على إثره مجمل القيم الإنسانية النبيلة، قيم المواطنة،وقيم التسامح، وقيم الحرية الأخلاقية، وقيم الكرامة.
            إن وجودية الضحك المزيفداخل العلاقات البشرية يساهم في الحد مما أسماه المحلل النفسي الإجتماعي إريك فروم I.R.FROMME بأسلوب الكينونة، أي الارتباط بروابط حقيقية أصيلة بالعالم، كنقيضللمظهر الخادع، هذا المظهر الذي يتأسس على مبدإ فلسفي وهو «أنا موجود بقدر ما أملكوما أستهلك».

            المراجع:

            -
            حبيب الشوراني، بين برجسون وسارتر، أزمةالحرية، دار المعارف، 1963.
            -
            عبد الرحمان بدوي، دراسات في الفلسفة الوجودية،دار الثقافة، 1973.
            -
            جلال العشري، الضحك فلسفة وفن، سلسلة كتابك، دار المعارف،ع 1997 ،85.
            -
            إريك فروم، الإنسان بين الجوهر والمظهر، سلسلة عالم المعرفة، ع 140 ، 1989.
            -
            إ.م. بونشيسكي، الفلسفة المعاصرة في أوربا، سلسلة عالم المعرفة، ع 165، 1992.
            -
            محمد قطب، منهج التربية الإسلامية، دار الشروق، الجزء الثاني، 1992.
            -
            يوسف كرم، تاريخ الفلسفة الحديثة، دارالقلم

            الشبكة العنكبوتية


            فلسفة الضحك عند العقاد
            ==========

            إن من يرىالعقاد وهو متجهم في كل صوره يتوقع أنه ولد هكذا "مُكشراً" عن أنيابه
            كما لوكان يتوعد الناظر إليه بشر مستطير، ولكن العقاد كان على النقيض من ذلكتماماً
            فهو ابن نكتة من الطراز الأول.. وللعقاد مع صديقه المازني طرائف مثيرةغاية الإثارة
            وقد كان المازني قصيرا جداً بينما كان العقاد طويلاً ولهذا قالالمازني أنهما معا
            يكونان رقم(10) أما قفشات العقاد فكانت غاية في الظرف وهكذاشعره.
            وهو القائل مؤكداً : أن الضحك مادة ضرورية من مواد الحياة ويقول: إنالقدرة
            على الإضحاك أو انتزاع الضحك عنوة عند اللزوم... هو تكملة لازمة لكلصناعة
            حتى صناعة التسول.

            ويسألونه كيف يكون الإنسانمضحكاً فيقول:
            إذا أردت أن تكون ضاحكاً مرحاً... فالسرور ينبع من السروروالضحك يثير الضحك
            ..
            والرجل المرح ينظر إلى الحياة من وجهها المشرق المرحويحاول أن يفتعل المواقف المرحة
            ويفتق ذهنه بما عنده من ثروة لغوية.. فهويتلاعب بالألفاظ والجمل تارة وبالتوريه تارة أخرى
            ويغوص في بطن المعانيوالأفكار وهناك من يغوص بالسلوك المقلوب .. وهذا السلوك المقلوب
            يأتي عكس ماكنا نتوقع فتصاب بدهشة تُضحكنا.

            ويفسر العقاد كلمة الضحكفيقول:
            -
            ما الضحك بشيء واحد.. وما نضحك لسبب واحد.. وما نفكر في الضحكعلى نحو واحد
            إن الضحك كلمة لا غنى عنها. هناك ضحك السرور والرضا، وهناك ضحكالسخرية والازدراء،
            وهناك ضحك المزاح والطرب، وهناك ضحك العجب والإعجاب وهناكضحك العطف والمودة
            وهناك ضحك المفاجأة، وهناك ضحك الغرور وضحكالبلاهة.
            وربما كان لكل مضحكة من هذه المضحكات ألوان لا تتشابه في جميعالأحوال
            فالضاحك المسرور قد يكون سروره زهواً بنفسه واحتقاراً لغيره.
            مسكيوالضاحك الساخرقد يضحك من عيوب الناس لأنه يبحث عن تلك العيوب ويستريح إليها
            ولا يتمنى خلاصأحد منها.. وقد يضحك من تلك العيوب لأنه ينفس عن عاطفة
            لا يستريح إليها عامةبين إخوانه الآدميين.

            ويدعو العقاد إلى الضحكوالابتسام
            في إحدى قصائد ه وهي بعنوان
            "
            الحسم الضاحك" يقولفيها:
            ثغرك الضاحك، لا بل وجهك
            الضاحك، لا بل كل جسمك
            لا.. بلالدنيا التي تومض
            نوراً حول نجمك
            هكذا فليبتسم الباسم
            إن شاءكبسمك
            منتدى المسكي
            وإلى القاء أستاذي الجليل في مواضيع أخرى مع طيب أمنياتي
            سعاد عثمان
            ثلاث يعز الصبر عند حلولها
            ويذهل عنها عقل كل لبيب
            خروج إضطرارمن بلاد يحبها
            وفرقة اخوان وفقد حبيب

            زهيربن أبي سلمى​

            تعليق

            • محمد فهمي يوسف
              مستشار أدبي
              • 27-08-2008
              • 8100

              #7
              الأخت الفاضلة الأستاذة سعاد عثمان علي
              شكرا لدراستك المستفيضة عن الضحك وآثارة على تكوين الشخصية
              وأتمنى متابعة المسابقة معي للتعليق على ردود السادة المشاركين حتى
              تنتهي الأسئلة التي سوف نطرحها مرتين في اليوم إن شاء الله
              مرةً ( سؤال في الصباح ) وإجابة سؤال المساء .
              والمرة الأخرى( إجابة السؤال الصباحي) وطرح السؤال الثاني.
              وهكذا ..........
              ثم نرتب المتسابقين المشاركين معنا .
              ثم نراجع درجاتهم الكلية بعد أن يقدموها لنا .
              ثم نتعرض لصفات كل فئة من الفئات النفسية والذاتية .
              ثم نقوِّم الفائزين منهم ونكرمهم , بأوسمة مناسبة .
              لنجعل الجميع مرحين ضاحكين الضحك المناسب سعداء بما فيه الكفاية.
              ما أجمل أن تكون الحياة حلوة وجميلة من أجل الجميع .!!!

              التعديل الأخير تم بواسطة محمد فهمي يوسف; الساعة 06-12-2009, 08:51.

              تعليق

              • بركات نصر على بركات
                المحامى
                • 03-12-2009
                • 44

                #8
                السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
                استاذى الفاضل
                لا اجد من الكلمات ما اقوله لك
                ولكن لم اتذكر الان الا المثل الاميركى الذى يقال للشخص عند فعل امر جميل او حسن
                اسمحلى استاذى"ان ارفع لك القبعه"
                وذلك تقديرا لك ولعلمك الفياض
                جعلك الله زخرا لنا وللامه
                والى الامام استاذى
                ونحن خلفك نصفق لك
                ونستزيد من علمك
                والسلام
                وما من كاتبٍ إلا سيفـنى ويَبقَى الدَّهرَ ما كتبت يداهُ
                فلا تكتب بقلمك غير شـيءٍ يَسُرّك في القيامة أن تراهُ

                تعليق

                • محمد فهمي يوسف
                  مستشار أدبي
                  • 27-08-2008
                  • 8100

                  #9
                  أخي الأستاذ بركات نصر علي بركات
                  أخجلت تواضعي بكلماتك الراقية .
                  وكيف لا وأنتم أهل الصولات والجولات في قاعات المحاكم
                  تهزون المنابر بدفاعاتكم عن الحق .
                  أرجو أن تشاركنا إجابة أسئلة المسابقة
                  ( شخصيتي من إجابتي عن الضحك )
                  تحت هذا الرابط :
                  http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=45359

                  تعليق

                  • سعاد عثمان علي
                    نائب ملتقى التاريخ
                    أديبة
                    • 11-06-2009
                    • 3756

                    #10
                    الأستاذ الكريم محمد فهمي يوسف
                    اسعدالله صباحك
                    اقدم شكري الجزيل لشخصك الكريم
                    فقد توجتني بالإستحسان لما كتبت
                    وبمنحي شرف الممشاركة معك المسابقة والتحليل
                    كل ماارجوه هو ان احقق ماتوسمته بي
                    مع وافر شكري وتقديري
                    ثلاث يعز الصبر عند حلولها
                    ويذهل عنها عقل كل لبيب
                    خروج إضطرارمن بلاد يحبها
                    وفرقة اخوان وفقد حبيب

                    زهيربن أبي سلمى​

                    تعليق

                    • ركاد حسن خليل
                      أديب وكاتب
                      • 18-05-2008
                      • 5145

                      #11
                      أستاذي الحبيب محمد فهمي يوسف
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      أشكرك على ما تبذل أخي محمد
                      من تقديم لمشاركات تسهم في إثراء مواضيع الملتقى في كافة أقسامه.
                      سعيد جدًّا لتواجدكم بيننا هنا في ملتقى الكتب والمطالعة.
                      شرف لنا عزيزي.. أن نبحر في مواضيعك
                      تقديري ومحبتي
                      ركاد أبو الحسن

                      تعليق

                      يعمل...
                      X