وصف الرحالة المستشرق " إدوارد وليم لين " في كتابه " عادات وتقاليد المصريين المحدثين " " المحششة " حيث يباع الحشيش المعد للتدخين وهو عادة الأوراق الصغيرة بمفردها أو مخلوطة مع التبغ، والمعاجين (المربات) التي تصنع من زهر الحشيش بعد تخليصه من البذور وطحنه وخلطه مع عدة مواد ذات رائحة عطرية، وذكر أسماء بعض هذه الخلطات مثل " البسط " و " شيره ". وكان بائع تلك الخلطات المخدرة يسمي في العصر المملوكي " المعاجيني " وقد صور لنا " ابن دانيال الموصلي الكحال " في بابة ( تمثيلية ) خيال الظل " عجيب وغريب " بائع المعاجين فقدم لنا شخصية " عسيلة المعاجيني " واسمه جاء من استعمال العسل في عقد تلك المربات, وفي العصر العثماني وحتي النصف الأول من القرن العشرين أصبح المعاجيني يسمي " التحفجي " وكان يبيع تلك الخلطات والعنبر المحلول في أحقاق صغيرة.
وقد أورد "جون لويس بوركهارت" فى كتابه " الأمثال العربية، أو عادات وتقاليد المصريين المحدثين من خلال الأمثال السائرة في القاهرة " هذا المثل : " اخلط الهم بالزبيبة " ثم فسر الزبيبة بأنها خلط من زهرة الحشيش والأفيون وعسل النحل وهي مخدرة للغاية وذكر أنها تستعمل بين الطبقات الدنيا والفلاحين، وذكر أن في الحجاز تخلط زهرة الحشيش مع الزبيب مع التبغ وتدخن هذه الخلطة فى الغليون الفارسي, ولعل إسم الزبيبة اشتق من هذه الخلطة (بوركهارت لندن 1875، ص23).
ومن الغريب أن يكون بين الأمثال الشعبية مثل يدعو إلي تعاطي المخدرات لإذهاب الهم.. فالأمثال الشعبية هي تراكم لخبرة وحكمة الشعب عبر العصور.
[/align]
تعليق