ناصية الانتظار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الزروق
    تلميذكم المحب
    • 10-10-2007
    • 877

    ناصية الانتظار

    تقف على ناصية الانتظار ,,
    صباح كل جمال ,,
    ليمر من يمر .. لا يهم ..
    وتمر هي , مبهرة بين شخوص كأنهم ظلال ,,
    هي وحدها التي تحيطها الأنوار والألوان ,,
    وتنظر إليها وتنظر , علها تنظر .....ولكن هيهات ,,
    تمضي بين الظلال وتظل هالتها تتبعها كشمس تأبى أن تغيب ..
    وتأتي حافلة الوداع , فتركب في صمت وأنت تهز رأسك
    [align=center]*********[/align]تغادر قبل الجميع مكان عملك ,,
    تحملك رجلا الشوق إلى مدرسة الحنين ,,
    أين عساها تسكن ؟
    وتقف على ناصية الانتظار مجددا , فتمر الظلال الكئيبة , ولا تنظر ,,
    وترى الهالة تسبقها ... وتطرق خفقات الأمل صدرك,,
    وتحملك أجنحة الرجاء حملا ... فتتبعها ,,
    تنسى كل ذكرى عشتها ,, تغادرك كل فكرة عششت يوما في رأسك ,,
    لأول مرة يساير عقلك قلبك , وترتاح إلى هذا الأمر ..
    وتأخذ قرارك بعد أن عرفت كل شيء عنها ,,
    كانت تقيم على مقربة من بيتك .. ولا بأس من مفاتحة أمك في الموضوع ..
    وتعود إلى ناصية الجمال , وتنتظر حافلة الفرح , لتجلس في مكتب السعادة , وتنظر وتكتب ماله علاقة بعملك على الورود والزهور , وتعود مع ظهيرة النسيم إلى بيت الرجاء والأمل ,,,
    [align=center]*********[/align]وتقف من جديد على ناصية الفرح ,,
    وترى الظلال بشكل أوضح , ولكنك تميزها في كل مرة ,,
    ترغب في الحديث إليها ولكن الظلال لم تعد ظلالا , إنها ترقب كل حركة لك وكل حركة لها,,
    فتعود ...
    وتختفي هي فلا تعثر على أثر لها ..
    تفتقد إطلالتها ,, هالتها ,, وتسود الظلال .. وتسود الطرقات والبيوت .. والمدرسة ,,
    وتحملك رجلا الحنين إلى بيتها ... فتسمع الأهازيج والأبواق ...
    وتجد أن بيتها أشد إنارة من بيوت الجيران ,,
    يخفق قلبك لأنك تعرف أن هالتها تضيء كل شيء ,, وتشتد الأضواء ,,
    فتشتد دقات قلبك ,,
    إنها ستخرج حتما ,, لماذا لا تنتظر ؟
    وترى هالة الإبهار تسبقها إلى الباب ..
    وتخرج ترتدي ثيابا بيضاء , والزغاريد تتبعها ,,
    وتركب سيارة تنتظرها , فتنطفيء الهالة ...
    وترحل إلى ناصية اليأس وتقف طويلا ...
    وتعود مكسورا إلى البيت ,,
    [align=center]*********[/align]
    بعدها بأيام ,, تقف على ناصية الشارع..
    ليمر أمامك أطفال ورجال ونساء ,,
    يلقي بعضهم تحية الصباح عليك , فترد ,,
    وتأتي حافلة العمل , لتقلك مع زملائك فتحييهم ويحيونك ,,
    تجلس في مكتبك , تدون ملاحظاتك على ورق أصفر متهالك ...
    يأكلك الملل فتغادر باكرا ,, تعود في حافلة منهكة إلى أقرب نقطة من بيتك وتدفع إلى سائقها ربع دينار .. وتنزل وقد غرقت في العرق ,, تكمل الأمتار التي بقيت حتى بيتك راجلا وكل حلمك أن تنعم بحمام بارد ,,
    وتمر من أمام مدرسة ذاب حديدها وتهالكت خرسانتها مدخلها مترب ... فتبتسم طويلا ..
    وتمد يدك إلى جيبك ,,
    ثمة دينار هو آخر ما تبقى من مرتبك الشهري ,,,,,,,,
    التعديل الأخير تم بواسطة صابرين الصباغ; الساعة 12-11-2007, 19:20.

    ربما ننفق كل العمر كي ننقب ثغرة
    ليمر النور للأجيال مرة.
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    #2
    في المرة الأخيرة كانت ناصية الانتظار قد أصابها الملل و الظلمة لغياب من كانت تعبقها عبيراً و تمنحها نوراً
    و لكن هذه هي الحياة يا صديقي .. فليس كل ما يتمناه المرء يبلغه
    و ها هي سيدة الألق قد شقت طريقها لبيت زوجها .. و ظلت الذكرى و الملل ..... و ربع دينار


    قصة رائعة أخي القاص المبدع محمد الزروق
    أسعدني قراءتها و امتلاكك لأدواتك
    أهلا بك في ملتقى الأدباء و المبدعين العرب

    و ليسمح لي الزملاء بتثبيت القصة

    محبتي و تقديري

    د. جمال
    sigpic

    تعليق

    • محمد الزروق
      تلميذكم المحب
      • 10-10-2007
      • 877

      #3
      أثلج صدري مرورك أيها الفاضل دكتور جمال بعد أن اعتراني ما اعترى بطل القصة من يأس وفتور .. أثمن تثبيتك للقصة .. سعدت بمرورك وإطرائك ..

      ربما ننفق كل العمر كي ننقب ثغرة
      ليمر النور للأجيال مرة.

      تعليق

      • د.مصطفى عطية جمعة
        عضو الملتقى
        • 19-05-2007
        • 301

        #4
        القاص محمد الزروق
        سلام الله عليك
        في هذه القصة نجد :
        - وصفا شاعريا لعلاقة بصرية جمعت ما بين البطل ( المحب من طرف واحد ) وما بين المحبوبة ، التي خرجت من يده قدرا وتزوجت من آخر ، بينما كانت هي حلمه في حياته كلها .
        - يمثل المكان ( الناصية ) حلقة وصل مادية مكانية في الذكرى ، خاصة ان المكان شاهد على بدء الحب البصري ونهايته واسترجاعه بعد مضي فترة من الزمن .
        - تشير هذه القصة إلى نموذج من الحب الموجود في حياتنا وهو الحب الوهمي المتضخم الذي يسقط فيه الفرد ويتضخم في ذاته ويظن أن الحبيبة تنتظره على غرار الأفلام العربية القديمة وينسى أن كل شيء مقدر بقدر الله .
        - ربما أختلف معك في نهاية القصة فهي نهاية تقليدية فالواقع يؤكد أن هذا اللون من الحب ينتمي إلى المراهقة وسرعان ما يأتي في القلب حب آخر وزواج .
        تحياتي

        تعليق

        • محمد الزروق
          تلميذكم المحب
          • 10-10-2007
          • 877

          #5
          [align=center]
          د.مصطفى عطية جمعة[/align]
          كتبت هذه القصة على شكل خاطرة ذات طابع شاعري عام 1995 وأعدت كتابتها بشكلها الحالي منذ أشهر قريبة .. ولهذا رأيت أن تعبيرك (وصف شاعري) كان أقرب كثيرا إلى ظروف ميلاد القصة وكأنك عشت ذلك معي ..
          وبخصوص نهاية القصة : أتفق معك وأتقبل نقدك .. ولكن من ناحيتي أرى أن وصف المراهقة ليس مطلقا .. وأن هناك الكثير من التجارب والمواقف التي نتعامل معها بمراهقة فكرية ..
          استفدت كثيرا من مرورك وأتمنى منك دوام التواصل .. وبارك الله فيك ..

          ربما ننفق كل العمر كي ننقب ثغرة
          ليمر النور للأجيال مرة.

          تعليق

          • محمد الزروق
            تلميذكم المحب
            • 10-10-2007
            • 877

            #6
            قصة كتبتها في بداية معرفتي بالملتقى .. أحببت أن أرفعها مجددا..

            ربما ننفق كل العمر كي ننقب ثغرة
            ليمر النور للأجيال مرة.

            تعليق

            • مها راجح
              حرف عميق من فم الصمت
              • 22-10-2008
              • 10970

              #7
              بوح شاعري يرسم قصة حب احادية
              اسلوب جميل يتسلسل برقة النهر وبعذب الالفاظ

              شكرا لمنحها الضوء ثانية
              تحيتي وتقديري
              رحمك الله يا أمي الغالية

              تعليق

              • العربي الكحلي
                عضو الملتقى
                • 04-05-2009
                • 175

                #8
                [align=justify][/align]أخي محمد الزروق ،
                لقد عشت مع هذه القصة /الخاطر مشاعر جياشة ترفع الحب الى عالم القداسة ،وذلك بأسلوب يدغدغ الأحاسيس المرهفة و يتسلل الى كل القلوب تاركا فيها نغمة الحب الكونية ونسمات الولع النقية .
                أخي بلغتك المموسقة والموزونة أعطيت للنص نكهة خاصة تجمع بين الشعر و الزجل وفن القصيدة في قالب قصصي جميل.
                أخي دام إبداعك وتألقك و نراك بيننا .
                مع تحيات العربي الكحلي/
                النورس الجوال .
                [CENTER][SIZE="2"][COLOR="darkred"]من يزره يزر سليمان في الملـــــــك جلالا و يوسفا في الجمال
                وربيعا يضاحك الغيث فيه***زهر الشكر من رياض المعالي
                [/COLOR][/SIZE][/CENTER]

                تعليق

                • محمد الزروق
                  تلميذكم المحب
                  • 10-10-2007
                  • 877

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                  بوح شاعري يرسم قصة حب احادية
                  اسلوب جميل يتسلسل برقة النهر وبعذب الالفاظ

                  شكرا لمنحها الضوء ثانية
                  تحيتي وتقديري
                  الفاضلة مها :
                  بت أخجل من ضني عليكم بالمشاركة وسط هذا الزخم من المتابعات الكريمة ..
                  دمت جميلة العبارات , عذبة الألفاظ ..

                  ربما ننفق كل العمر كي ننقب ثغرة
                  ليمر النور للأجيال مرة.

                  تعليق

                  • محمد الزروق
                    تلميذكم المحب
                    • 10-10-2007
                    • 877

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة العربي الكحلي مشاهدة المشاركة
                    [align=justify][/align]أخي محمد الزروق ،
                    لقد عشت مع هذه القصة /الخاطر مشاعر جياشة ترفع الحب الى عالم القداسة ،وذلك بأسلوب يدغدغ الأحاسيس المرهفة و يتسلل الى كل القلوب تاركا فيها نغمة الحب الكونية ونسمات الولع النقية .
                    أخي بلغتك المموسقة والموزونة أعطيت للنص نكهة خاصة تجمع بين الشعر و الزجل وفن القصيدة في قالب قصصي جميل.
                    أخي دام إبداعك وتألقك و نراك بيننا .
                    مع تحيات العربي الكحلي/
                    النورس الجوال .
                    أخي العربي :
                    أثلج صدري أن أقرأ عباراتك التي تبقى وساما لي أعتز به ..
                    دمت بتألق وإبداع .. وبتوفيق الله ..

                    ربما ننفق كل العمر كي ننقب ثغرة
                    ليمر النور للأجيال مرة.

                    تعليق

                    يعمل...
                    X