ذات مساء وأنا عائد إلى البيت هالني ما رأيت!
حفرة حيّنا "إختفت"!!
حفرة حيّنا من أعمق حفر المدينة،فهي نِتاجُ سنين من الحّت والتآكل ،ساهمت فيه شركة المياه العمومية والسلطات المحليّة! فالأولى لم تكلّف نفسها عناء استبدال القنوات المهترئة والثانية لم تتوانَ في "ترقيعها" بجلد العجلات و"السلك الصدئ"! إيمانًا منهما أنَّ لكل حيٍّ حفرته...
حفرة حيّنا كانت مفخرة لنا وإنجازنا العظيم...فكم من غريب يجهلها جدعت أنفه،وآخر قصمت ظهره وثالث كسرت رجله...والكثير منهم لََوَت كاحله ...بل يدّعي بعض شيوخنا أنها شاركت في الثورة التحريرية أن قتَلت معمِّرًا!!
حفرة حيّنا يحترمها الرّاجلون ويخشاها الرّاكبون فلا يجرؤ الأوائل على تخطّيها بل يمرّون جانبها بكل احترام..أمّا الرّاكبون فيوقفون مركباتهم عندها إجلالاً وتوقيرًا...ويجتنبون غضبها بلباقة وكياسة ،كأنها ملكة متوّجة!
سألتُ عن "الأرعن" الذي اعتدى عليها حانثا كافرًا بقدسيتها...فقيل لي أنها شركة مياه فرنسية!!عندها فهمتُ كلَّ شيئ:فمن يجرؤ على المسّ بآثارنا غير الفرنسيين!!
لقد سدّوها ووضعوا عليها إسفلتًا أسودًا برّاقًا ومحوها من "الدّيكور" العام، فالناظر لمكانها وأطلالها يتقزّز من "تسطح" الطريق واستوائه! فلم يعد بإمكانه استيعاب بِرَكَ مياه الشّتاء!.....أيّ تدخّل سافرٍ هذا في شؤوننا الدّاخلية؟
في صباح يوم الغد سمعتُ طنينًا وأزيزًا وزفيرًا.....شغبًا حول "موقع المجزرة"، فهرولتُ كأي "عربيٍّ" يحترم نفسه لتحميل مشاهد مثيرة في عقلي علّني أنقحها وأسردها على الغير!....حفرة الحيّ ظهرت من جديد!!
وأعظم ممّا كانت عليه...وكأنها ثارت على المستعمر الجديد ولفظت نجاسته!
صاح من بين الجمع شيخ هرمٌ كسيرٌ حسيرٌ: ألم نقل لكم أنها مجاهدة!!
فصحنا جميعا: تحيا الجزائرررررررر
One two tree viva l’Algérie
تعليق