دعوة للكتابة عن أعلام الفكر العربى و الإسلامي قديما و حديثا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. م. عبد الحميد مظهر
    ملّاح
    • 11-10-2008
    • 2318

    دعوة للكتابة عن أعلام الفكر العربى و الإسلامي قديما و حديثا

    [align=right]
    اعزائى رواد ملتقى الحوار الفكري والثقافي

    هذه دعوة ممتدة مع الزمن للكتابة عن رواد و أعلام الفكر و الثقافة العربية و الإسلامية قديما و حديثا. و عن كل علم يمكن كتابة...

    - نبذة موجزة عن حياته
    - أعماله
    - المراجع التى استعملتها فى الكتابة


    و دمتم للفكر مناراً هادياً
    و للثقافة كنوزا لا ينضب معينها
    و للحياة اشجارا مثمرة
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 08-12-2009, 00:39.
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    #2
    أستاذنا الفاضل
    الدكتور عبد الحميد مظهر
    اسمح لي بعد أن قرأت دعوتك المباركة للحديث عن أعلام الفكر والثقافة العربية والإسلامية أن أنقل لملتقى الحوار الفكري والثقافي حديثي عن الشاعر العربي " محمود سامي البارودي " رحمه الله
    على هذا الرابط :

    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=32060

    ولك منا جزيل الشكر والتقدير لجهودك الطيبة


    أمينة أحمد خشفة

    تعليق

    • د. م. عبد الحميد مظهر
      ملّاح
      • 11-10-2008
      • 2318

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
      أستاذنا الفاضل

      الدكتور عبد الحميد مظهر
      اسمح لي بعد أن قرأت دعوتك المباركة للحديث عن أعلام الفكر والثقافة العربية والإسلامية أن أنقل لملتقى الحوار الفكري والثقافي حديثي عن الشاعر العربي " محمود سامي البارودي " رحمه الله
      على هذا الرابط :


      ولك منا جزيل الشكر والتقدير لجهودك الطيبة

      عزيزتى الأستاذة أمينة بنت الشهباء

      تحيتى و تقديرى

      و شكرا على سرعة الإستجابة

      تعليق

      • د. م. عبد الحميد مظهر
        ملّاح
        • 11-10-2008
        • 2318

        #4
        أعزائى رواد الملتقى

        تحية طيبة

        هدفى الاساسي من موضوع أعلام الفكر و الثقافة هو جذب الأعضاء و القراء للتعرف على تراثهم الفكرى و الثقافى ( القديم والحديث ) من خلال قدوات فكرية وثقافية، و هذا ربما يشجع بعض القراء و الأعضاء على القراءة حول إعلام يسمع عنهم فيقرأ و يلخص و يعرض ، على أمل زيادة عدد من يكتب.

        تحيتى

        تعليق

        • د. م. عبد الحميد مظهر
          ملّاح
          • 11-10-2008
          • 2318

          #5
          [align=right]
          رواد الملتقى الأفاضل

          مازالت هذه الصفحة تنتظر من يكتب ملخصاً عن أحد الأعلام فى الفكر و الثقافة لنتعرف على:

          00- سيرة موجزة عن حياته
          00- أعماله

          و تحياتى
          [/align]
          ملحوظة: ظهر فى مصر منذ عقود سلاسل من الكتب على ما أذكر تحت عنوان... اعلام الفكر العربى & أعلام العرب...فربما تفيد هذه السلاسل فى التعرف على بعض الأعلام
          التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 14-12-2009, 22:47.

          تعليق

          • يسري راغب
            أديب وكاتب
            • 22-07-2008
            • 6247

            #6

            26 كانون الأول (ديسمبر) 2009
            رحيل المفكر العربي الكبير

            د. أنيس صايغ






            أنيس صايغ...


            عاش ورحل قرباناً للوطن


            أنيس صايغ، ما كان فقيداً، وكيف يكون فقيداً من حفر في ذاكرة المغرَّبين والمقهورين بؤرة ضوء، وتواصل مسار، واسشل من الفكر جذوة مقاومة!

            رحل أنيس صايغ، بعد أن أحاط بالمرحلة تماماً، ورصدها جيداً، وكان فكراً وممارسة في عمقها. أراد له العدو اغتيالاً منذ ثلاثة عقود، وتمكن جسداً وفكرا من الصمود كل هذا الزمن. وبينما كانت جمهرة من المثقفين/ات يصطفون في نهايتي الشهر، فشهر هؤلاء بنهايتين، على ابواب الشرعية، اية شرعية، حتى شرعية دايتون، كان أنيس صايغ يكتب مذكراته يكتب عن نفسه لأن التصحُّر الفكري والثقافي لم يحنَّ عليه بمن يكتب عنه.

            وكيف يجد أنيس صايغ المعارض الفذ لفردية ياسر عرفات، كيف يجد من يكتب عنه؟
            ربما لخلفيته كقومي سوري ظل في المسألة الوطنية عنيداً وانتهى كذلك.

            في تنقلاتي القليلة التقيته في عمان عدة مرات، واستمعت إليه وإلى هاني الهندي وغيرهما.

            قبل عامين طلبت منه مجلة "العودة" الإلكترونية في لندن أن يكتب اقتتاحية لها لملف عن حق العودة. شكى المرض والتعب، وقال لهم، اكتبوا إلى عادل سمارة أن يكتبها نيابة عني. وفعلت ذلك بامتنان وتعاطف.
            لست ممن يلعنون كل شيء لأقول رحل الرجل، حتى في الأسر، أنت موجود وتقاوم. لن اقول مع رحيل أي رمز، انتهى كل شيء معه/م. كلا، كل شعب هو حضور، إنما يبقى السؤال، كيف نحوّل الحضور إلى فعل؟

            هل حضور الطبقات الشعبية في ذاته أم لذاته أم حتى لغيره؟ هذا السؤال برسم الإجابة من المثقف. إنما ليس اي مثقف، المثقف من نمط أنيس صايغ، لا يتعب ولا يستسلم وحين يدمروا يده يكتب بالأخرى، وحين يسلبوا عينه يرى بالأخرى. هكذا فعل جعفر الطيار، حتى ترجل.
            هكذا ترجل انيس صايغ بعد حياة مصلوبة. هكذا عاش ورحل قرباناً للوطن.

            لو كنت أؤرخ لاغتياله، لكان الاغتيال الرسمي الفلسطيني، الذي ألقى بارشيف مركز الأبحاث في مخازن في الجزائر تقرأه الفئران! ألأرشيف الذي خلقه انيس صايغ وفريقه من دمهم.

            أيها الجيل من الصبايا والشباب،

            إذهبوا إلى مكتبة البيرة العامة، مذكراته هناك، أودعتها هناك مرجعاَ لكم، اصطفوا أمام مذكراته، واقرأوا كيف يكون المفكر مسلَّحا، ولكن لا تبكوا!!! لأنني كنت أرى فيه وأمثاله ذلك الحزن الهادىء والمتماسك، ليس امامكم إلا أن تشتدوا وتتماسكوا، وبالقراءة هذا يحصل.

            عادل سمارة
            هيئة تحرير "كنعان" ـ فلسطين المحتلة

            ( *** )
            التعديل الأخير تم بواسطة يسري راغب; الساعة 27-12-2009, 21:49.

            تعليق

            • يسري راغب
              أديب وكاتب
              • 22-07-2008
              • 6247

              #7
              د. أنيس صايغ

              انتقل إلى رحمته تعالى في عمان يوم 26 كانون أول 2009 المفكر والباحث الفلسطيني الكبير د. أنيس صايغ، أحد بناة مركز الأبحاث الفلسطيني، ومن كبار المدافعين عن القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين بكامل ترابهم الوطني على امتداد ثمانين عاماً.

              وسينقل جثمانه الطاهر من مطار عمان إلى بيروت ليوارى هناك في وطنه الثاني لبنان.
              ولد أنيس صايغ في 3/11/ 1931 في طبريا. بدأ دراسته بمدينته وأنهى الثانوية سنة 1949 في مدرسة الفنون الإنجيلية في صيدا التي انتقل إليها بعد الاحتلال الصهيوني لمدينة طبريا. نال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والتاريخ سنة 1953 من الجامعة الأمريكية في بيروت.
              حصل على الدكتوراه من جامعة كامبردج في العلوم السياسية والتاريخ العربي، وعين في جامعة كامبردج أستاذاً في دائرة الأبحاث الشرقية، فمديراً لإدارة القاموس الإنجليزي العربي.
              أشرف على تحرير الزاوية الثقافية والتاريخية في جريدة النهار، عمل مستشاراً للمنظمة العالمية لحرية الثقافة.
              عين مديراً عاماً لمركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، فرئيساً لقسم الدراسات الفلسطينية في القاهرة.
              حقق إنجازات هامة وكبيرة كإنشاء مكتبة ضخمة، وإصدار اليوميات الفلسطينية ومجلة شؤون فلسطينية، نشرة رصد إذاعة (إسرائيل)، إنشاء أرشيف كامل يحتوي على كافة الأمور التي تعني الباحثين.
              عمل عميداً لمعهد البحوث والدراسات العربية التابعة للجامعة العربية.
              أشرف على إصدار مجلة المستقبل العربي وقضايا عربية، كما عمل مستشاراً لجريدة القبس الكويتية، فأنشأ لها مركزاً للمعلومات والتوثيق. وهو صاحب فكرة وضع الموسوعة الفلسطينية.
              عين عام 1980 في جامعة الدول العربية كمستشار للأمين العام، وكرئيس لوحدة مجلات الجامعة.

              تابع بدأب من خلال الدراسات الموثقة أكاديمياً قضايا العدو إلى جانب المؤلفات التي تتناول موضوعات القضية الفلسطينية؛ فكان أن حاولت "إسرائيل اغتياله أكثر من مرة، وأبرزها كانت الرسالة المفخخة التي بترت أصابع يده وأثّرت في نظره وسمعه. كما استهدفت مركز الأبحاث، بعدة اعتداءات إرهابية، كان آخرها سرقة أرشيف ومكتبة المركز في بيروت عام 1982.
              الجوائز:
              - وسام الاستحقاق السوري بمناسبة صدور مذكراته: أنيس صايغ عن أنيس صايغ، 2006.
              - درع معرض المعارف للكتاب العربي والدولي، في بيروت، تقديراً لعطائه الفكري والثقافي، والتزامه بالقضايا الوطنيّة والقوميّة، وما رفد به ثقافة المقاومة.
              - سيف فلسطين رمزاً للصمود، من الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين في دمشق 2006.
              المؤلفات:
              1. لبنان الطائفي، بيروت 1955. دار الصراع الفكري، بيروت، 1957.
              2. الأسطول الحربي الأموي في المتوسط، بيروت، 1956.
              3. جدار العار، بيروت، 1957.
              4. سوريا في الأدب المصري القديم، بيروت، 1958.
              5. الفكرة العربية في مصر، بيروت، 1959.
              6. تطور المفهوم القومي عند العرب، دار الطليعة، بيروت، 1961.
              7. في مفهوم الزعامة السياسية: من فيصل الأول إلى جمال عبد الناصر، المكتبة العصرية، بيروت، 1965.
              8. الهاشميون والثورة العربية الكبرى، دار الطليعة، بيروت، 1966.
              9. الهاشميون وقضية فلسطين، المكتبة العصرية، بيروت، 1966.
              10. فلسطين والقومية العربية، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1967.
              11. بلدانية فلسطين المحتلة، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1967.
              12. المستعمرات "الإسرائيلية" منذ 67، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1969.
              13. ميزان القوى العسكري بين العرب و"إسرائيل"، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1969.
              14. الجهل بالقضية الفلسطينية، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1970.
              15. رجال الساسة "الإسرائيليون"، بيروت، 1970.
              16. أيلول الخطأ والصواب - ذكريات العام 2000، دار بيسان، بيروت، 1994.
              17. المثقف العربي.. همومه وعطاؤه، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1995.
              18. قسطنطين زريق: 65 عاماً من العطاء (تحرير) دار بيسان، بيروت، 1996.
              19. الوصايا العشر للحركة الصهيونية، مركز الإسراء للدراسات، بيروت، 1998.
              20. أنيس صايغ عن أنيس صايغ، رياض الريس للكتب والنشر، بيروت، 2006.
              21. نصف قرن من الأوهام.
              ترجمة:
              1. فن الصحافة، بيروت، 1958.
              2. قمح الشتاء، بيروت، 1958.
              3. مقالات في القضية الفلسطينية، بيروت، 1956.
              4. المؤسسات والنظم الأمريكية، بيروت، 1964.
              مشاركة في تحرير:
              1. الموسوعة العربية الميسرة، مؤسسة فرانكلين، القاهرة، 1965.
              2. قاموس الكتاب المقدس، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1967.
              3. دراسات فلسطينية (بالألمانية)، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1967.
              4. يوميات هرتزل، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1967.
              5. من الفكر الصهيوني، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1968.
              6. فلسطينيات ج 1،ج 2، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، سنة 1968- 1969.
              7. الفكرة الصهيونية- النصوص الأساسية، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1970.
              8. العمليات الفدائية خارج فلسطين المحتلة، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1970.
              رئاسة تحرير:
              1. مجلة العلية، بيروت، 1956- 1959.
              2. سلسلة اليوميات الفلسطينية، من المجلد 2- 11، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1966- 1970
              ( *** )

              تعليق

              • يسري راغب
                أديب وكاتب
                • 22-07-2008
                • 6247

                #8
                رحل المعلّم والصديق الكبير
                الدكتور أنيس صايغ
                رشاد أبوشاور

                اتفقت أنا والصديق عبد الله حموده على الإلتقاء بالدكتور أنيس صايغ، صديقنا المشترك، في مكتبه، عند حضوره إلى عمّان التي اعتاد زيارتها لارتباطه بمصاهرة أسرة سلطيّة أردنيّة تنتسب اليها زوجته السيدة هيلدا الباحثة التي زودت المركز بدراسات وترجمات، وكانت العون والسند للدكتور أنيس الذي ازداد اعتماده عليها بعد أن نجحت محاولة اغتياله الرابعة بإفقاده إحدى عينيه، وعدد من أصابع يديه.

                حضر الدكتور ورفيقة عمره إلى عمّان لمشاركة الأصهار بأعياد الميلاد، ولكن أزمة قلبيّة دهمته نقل إثرها إلى مستشفى ( فلسطين)، وفارق الحياة ليلة الأحد 26 كانون أوّل 2009.
                سينقل جثمان الدكتور أنيس إلى بيروت ليدفن قريبا من أسرته، والده ووالدته، وأخوته الذي رحلوا قبله.

                قبل أيّام أرسلت له الكلمة التي طلبها منّي إسهاما في كتاب يشرف على إصداره بمناسبة رحيل الصديق الكبير الأستاذ شفيق الحوت.

                كنت أعرف حرصه، ودقّته، ونفوره من التسويف في المواعيد، لذا عملت على أن تصل الكلمة قبل الموعد بايّام...

                برحيل المعلّم الكبير، المفكّر والباحث والأكاديمي، الذي لم تضعف دوره عملية الاغتيال الصهيونيّة، خسرنا أحد معلمينا الكبار، ولكننا نستلهم حياته هو الذي واصل العمل بداب، وعناد، وعقل شجاع، مفشلاً هدف تلك العمليّة الإجراميّة، ومبرهنا على شجاعة مثقف ومفكّر كبير كان سلاحه دائما الفكر والكلمة، والذي شكّل خطرا شديدا على عدو يرعبه الفكر المقاوم، فلم يجد بدّا من اللجوء عدّة مرّات لاغتياله...

                عرفت الدكتور أنيس مؤمنا بفلسطين وبالأمة وحتمية وحدتها ونهوضها، كاتبا ثاقب النظر، محرّضا على الثبات على المواقف، متصديا لخطاب أوسلو، ولنهج التسوية منذ بدأه السادات، مجابها لحالة الإنهيار الفلسطينيّة والعربيّة الرسميّة.

                تتلمذ على يديه عشرات الباحثين في مركز الأبحاث، ومجلّة شؤون فلسطينيّة، ومجلّة شؤون عربيّة، وفي الجامعة اللبنانيّة، ومركز البحوث والدراسات العربيّة في القاهرة...

                قبل وصوله إلى عمّان بيوم واحد، كنّا الصديق عبد الله حموّده وأنا نتداول فكرة الإعداد لتكريم ثلاثة من رموز فلسطين: الدكتور أنيس صايغ، الأستاذ بهجت أبو غربيّة ( شيخ المناضلين في الضفتين)، الأستاذ المناضل والكاتب هاني الهندي أحد اقطاب حركة القوميين العرب...

                الموت كما يفعل عادةً، غافلنا وفاجأنا باختطاف هذا الإنسان الفذ، المعلّم أنيس صايغ، أحد حُرّاس فلسطين القضيّة العربيّة المقدسة، كما كان يصفها دائما، هو الحريص على عروبتها لحمايتها من معسكر الأعداء...

                ترك المفكّر الشديد الكبرياء، والإحترام للنفسن، المتواضع، المتقشّف و( الصوفي ) في حياته، الثاقب النظر، منجزا فكريّا هاما ستحتاجه أجيال المناضلين لتحرير فلسطين، ليسترشدوا به، والباحثين والمفكرين الذين سينهلون منه...

                كتب عن لبنان الطائفي، وعن القضيّة الفلسطينيّة، ودرس شخصية القائد جمال عبد الناصر ـ هو الناصري الوفي ـ في كتابه ( مفهوم الزعامة السياسيّة). درس ميزان القوى العسكريّة بين الدول العربيّة و( إسرائيل)، وكتب ( في المقاومة). وعمل على التعريف بالقضيّة الفلسطينيّة في كتابه ( الجهل بالقضيّة الفلسطينيّة). ولأنه خبر الإرهاب الصهيوني، وفي وقت مبكّر، كتب ( ملف الإرهاب الصهيوني)..وفي حقبة اوسلو أصدر كتابه الهّام الذي حاجج طروحات جماعة أوسلو: 13 أيلول 1994. ومن بعد أصدر (الوصايا العشر للصهيونيّة).

                من حسن الحّظ أنه أنجز مذكراته المدهشة، والتي صدرت في العام 2006.

                رحيل المعلّم الدكتور أنيس صايغ خسارة فادحة لشعبنا الفلسطينين، وأمتنا العربيّة، وللفكر والثقافة العربيّة...

                ولكن، ومع هول الخسارة، فقد أبقى لنا الدكتور أنيس ـ أقصد من يؤمنون بعروبة فلسطين، ومن سيتابعون المشوار جيلاً بعد جيل ـ زادا فكريا سيلهمنا، وسيرة حياتيّةً مجيدة، ستبقى نبراصا للشرفاء، والصادقين، والأوفياء المخلصين لفلسطين، والأمة العربيّة...
                ______

                تعليق

                • د. م. عبد الحميد مظهر
                  ملّاح
                  • 11-10-2008
                  • 2318

                  #9
                  الأستاذ يسرى راغب

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  أحب ان اشكرك على المجهود فى تقديم صورة من حياة د. أنيس الصايغ كعلم من اعلام الفكر العربى الحديث

                  و تحياتى

                  تعليق

                  • بنت الشهباء
                    أديب وكاتب
                    • 16-05-2007
                    • 6341

                    #10
                    بنت الشاطئ
                    وأدب المرأة المسلمة




                    أحوال الأديب وإبداعه لا يمكن الفصل بينهما وبين جوانب الحياة المختلفة التي تضفي أثرها عبر الأجواء والمتغيرات الحياتية والانهزامات والانكسارات التي تتعرّض لها أمته ، ذلك لأنها تعكس أثرها في الخطاب الإبداعي من خلال عدسة قلمه التي يلتقط به النص فيتجاوز الإبداع الاستثنائي الذي يميّزه عن غيره من الأدباء ، ويتعرّف حينها القارئ شخصية الأديب وبيئته ومراحل حياته من بين سطوره ...
                    من مصر العربية ومن على ضفاف نهر النيل بمحافظة دمياط نشأت وترعرعت الأديبة العربية المسلمة
                    عائشة عبد الرحمن
                    التي نسجت خيوطها الإبداعية بجدّ ونشاط ، لتكون من أوائل الأديبات المبدعات من النساء اللواتي أثبتن بجدارة عظيمة مكانتهن وحضورهن على مستوى الفكر الإسلامي والأدبي....
                    في عام 1913 ولدت حفيدة علماء الأزهر عائشة عبد الرحمن وسط بيئة ريفية محافظة لم تقبل لأبنائها أن تتأثر بتوجهات الفكر والثقافة الغربية ما دامت قادرة أن تبني لها حصنا قويا من تعاليم دينها ...
                    طموحاتها وتوجهاتها دفعتها إلى أن تتجاوز الصعاب والعوائق التي واجهتها من داخل أسرتها ، بغية إكمال دراستها وتعرّف ثقافة العصر الحديث التي فرضت وجودها ، واستطاعت بمساعدة جدها أن تتابع مسيرتها وتكمل طريقها مع التعليم الجامعي لتجمع بين ثقافتها الدينية ، وما ينفعها ويزيدها علما ومعرفة من ثقافة عصرها ...
                    اختارت البداية في توجهاتها أن تبدأ عالم الصحافة باسم مستعار نظرا للبيئة الريفية الملتزمة التي كانت تفرض عليها آنذاك ألا تفرغ مواهبها وقدراتها الإبداعية خارج حدود أسرتها ...
                    فكانت من أوائل الأديبات العربيات التي كان لها حضور إعلامي بارز ومتميّز في مشاركاتها مع عالم الصحافة والنشر ليكون أول عمل لها في مجلة النهضة النسائية يحمل اسما مستعارا
                    " بنت الشاطئ "
                    اختارته لنفسها لتكون بالقرب من قضايا أمتها وعلى كل المستويات الفكرية والاجتماعية والثقافية عامة ، وقضايا المرأة العربية المسلمة وتحريرها ومكانتها في الإسلام بوجه خاص ...ومن ثم تتابع طريقها دون توقف في النشر في جريدة الأهرام أكبر جرائد مصر العربية ....
                    انتسبت لجامعة القاهرة في كلية الآداب قسم اللغة العربية لتلتقي هناك بأستاذها في علوم القرآن أحد أعلام الفكر والثقافة آنذاك " الأستاذ أمين الخولي " وتستجيب لنصيحته التي كان مفادها إن أرادت أن تجعل من الدراسات الإسلامية جلّ اهتمامها فما عليها إلا أن تهضم وتفهم الأدب واللغة التي أنزل بها القرآن الكريم . وقد ساعدها أن تكون أهلا للعمل بنصيحة أستاذها أنها ترعرعت في بيت علم وفضل ، نهلت منه غزير العلوم والدراسات الإسلامية والأدبية .
                    تزوجت من أستاذها الشيخ أمين الخولي وأنجبت منه ثلاثة أبناء ، وكانت مثلا للمرأة الصالحة والأم المربية التي أرادت من خلالها أن تقول بأن المرأة المثقفة الواعية قادرة على أن تكون مثلا للزوجة الصالحة القانتة ، والمربية الفاضلة ، والأديبة المثالية في توجهاتها ونبل غايتها وهدفها .
                    لم تتوقف مسيرتها في عالم الأدب والفكر فكان لها أن حصلت على نيل رسالة الماجستير والدكتوراة في تحقيق ودراسة رسالة الغفران لأبي العلاء المعري ويكون لها السبق بأن يناقشها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين .

                    عائشة عبد الرحمن " بنت الشاطئ " سجلت للتاريخ والأجيال مواقف حاسمة في دفاعها عن الإسلام وقضايا أمتها ، ودعوتها لتعليم المرأة المسلمة وفق طبيعتها ، وفطرتها الأنثوية التي تتيح لها أن تحافظ على مكانتها ووجودها ، وتفرض احترامها بعيدا عن كيد الخائضين والمتشدقين بتحرير المرأة الذين يريدونها سلعة تباع وتشترى وفق أهوائهم ...
                    بل إنها أرادت أن تحفظ للمرأة العربية المسلمة مكانتها ؛ فلا تمتهن أنوثتها التي فطرها الله عليها ، ولا تنسى طبيعتها الهادئة الرقيقة ودور الأم المتفرّغة لأمومتها ، وإلا فالدمار والهلاك لأسرتها ومن حولها ...
                    وقد أطلقت على المرأة العصرية المتحررة التي أرادت أن تتخلى عن فطرتها عنوان " الجنس الثالث " الذي يُعرف باسم المرأة المسترجلة، وذلك في مقال نشرته جريدة الأهرام في حديث لها مع صديقتها الطبيبة النمساوية ، وذلك حينما رأت صديقتها الطبيبة – أثناء زيارتها لها - تعمل في المطبخ في عطلتها الأسبوعية من يوم الأحد ، فاستغربت منها وقالت لها :

                    " أما العمل يوم الأحد فربما فهمته ، وأما اشتغالك بالطبخ مع ما أعرفه من إرهاق مهنتك فهذا ما لم أنتظره .
                    فردت :
                    لو عكست لكنت أقرب إلى الصواب . فالعمل في عطلة الأحد هو المستغرب عندنا . لولا أنه فرصتي الوحيدة لكي أقف هنا حين ترين . وأما اشتغالي بالمطبخ فلعلي أتجاوز به نطاق مهنتي . إذ هو نوع من العلاج لحالة قلق أعانيها وتعانيها معي سيدات أخريات من المشتغلات بالأعمال العامة .
                    ولما سألتها عن سر هذا القلق - مع استقرار الوضع الاجتماعي للمرأة الغربية أجابت بأن ذلك القلق لا صلة له بمتاعب الانتقال المفروضة على جيل الطليعة من نساء الشرق وأنما هو صدى شعور ببدء تطور جديد يتوقع حدوثه علماء الاجتماع والفيسيولوجيا والبيولوجيا في المرأة العاملة .. وذلك لما لحظوا من تغير بطيء في كيانها لم يثر الانتباه أول الأمر ما سجلته الاحصاءات من اطراد النقص في المواليد بين العاملات .. وكان المظنون أن هذا النقص اختياري محض وذلك لحرص المرأة العاملة على التخفف من أعباء الحمل والوضع والإرضاع تحت ضغط الحاجة والاستقرار في العمل .. ولكن ظهر من استقرار الإحصاءات أن نقص المواليد للزوجات العاملات لم يكن أكثره عن اختيار بل عن عقم استعصى علاجه .. وبفحص نماذج شتى منوعة من حالات العقم اتضح أنه في الغالب لا يرجع إلى عيب عضوي ظاهر .. مما دعا العلماء إلى افتراض تغير طارئ على كيان الأنثى العاملة نتيجة لانصرافها المادي والذهني والعصبي عن قصد أو غير قصد عن مشاغل الأمومة ودنيا حواء وتشبثها بمساواة الرجل ومشاركته في ميدان عمله." (1)

                    عائشة عبد الرحمن " بنت الشاطئ " الأديبة العربية المسلمة كانت تنادي ، وبصوت عال بأن لغة العرب وقوّتها وعالميتها مرتهنة بقوّة شعوبها في الحفاظ عليها والتمسك بها ، وأن وجه الخطورة والتحديات التي تتعرض لها اللغة العربية أكبر من الغزو الفكري والعقائدي والاعتداء على أراضيها ونهب ثرواتها ؛ وما على العرب إلا أن ينتبهوا لتراث أسلافهم وأمتهم ، وأن يكونوا دائما محافظين على لغتهم ، وألا ينسلخوا عن قوميتهم وشخصيتهم العربية الإسلامية التي رفعهم الله إليها .
                    وتتساءل هل لمثل هذه الأمة أن تقبل بأن تُمتهن لغتها ويُسرق لسانها ؟.
                    " الأمة قد تُمتحن باحتلال أرضها فتناضل من أجل الحرية حتى تستردها على المدى القصير أو الطويل .
                    وتُمتحن باغتصاب خيرات أرضها وأرزاق بنيها ، فتتحمل الجوع والحرمان ، وتقتات من أملها المرجو في الخلاص .
                    بل قد تحارب في عقيدتها ، فيتصدى الضمير الشعبي لحمايتها ، بالرفض والتعدّي .
                    لكنها حين تُمتحن بسرقة لسانها تضيع !
                    تُمسخ شخصيتها القومية وتبتر من ماضيها وتراثها وتاريخها ، ثم تظل محكوما عليها بأن تبقى أبداً تحت الوصاية الفكرية والوجدانية للمستعمر ، حتى بعد أن يجلو عن أرضها ."(2)

                    بل إنها ذهبت إلى أبعد من ذلك في الدفاع عن قدسية لغتنا العربية الخالدة شعار العرب والإسلام حينما تناولت هذا الميراث اللغوي البياني في كتابها " التفسير البياني للقرآن الكريم " لتمضي منافحة عن دلالات وأصول لغتنا العربية بما تحتويه من ذخائر بيانية ، وفكرية أدبية خالدة .
                    ومما جاء على لسان الأستاذة إيمان الوزير :
                    " برعت بنت الشاطئ في إبراز دور اللغة العربية والغوص في أسبارها وتقفي بحورها عن طريق كتابها الشهير "التفسير البياني للقرآن الكريم" الذي تناولت فيه تفسير السور القصار من القرآن الكريم وذلك من وجهة نظر خاصة ، حيث فسرت ألفاظ القرآن الكريم من الناحية اللغوية فعملت على تلمس الدلالات اللغوية الأصلية في مختلف استعمالاتها الحسية والمجازية ، زاوجت من خلالها بين العقل والنقل في نقلها البياني ، فثبتت ما نقله الأقدمون من تفسير مع ما يتفق والمنطق العقلي في قبول هذا التفسير، فاستطاعت بهذه الخطوة التجديد في التناول والهدف والتفنيد لآراء القدماء والمحدثين ، موجدة بذلك منهجاً جديداً ساهم في البناء الفكري للحضارة الإسلامية ومدافعاً عن اللغة العربية في عصر اعتبرت فيه هذه اللغة قاصرة عن إيجاد مصطلحات وافية في مختلف جوانب التقنية العلمية التي وصلت إليها البشرية في عصرنا الحديث. "(3)

                    عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ " في سطور :
                    " مفكرة وكاتبة مصرية، وأستاذة جامعية وباحثة، معروفة بدفاعها عن الإسلام وعن حرية المرأة، اشتهرت بلقب ببنت الشاطئ.
                    وُلدت عائشة عبدالرحمن في مدينة دمياط بشمال دلتا مصر في 6 نوفمبر 1913، وهي ابنة لعالم أزهري، وحفيدة لأجداد منعلماء الأزهر ورواده، وتفتحت مداركها على جلسات الفقه والأدب، وتعلمت وفقاً للتقاليد الصارمة لتعليم النساء وقتئذ في المنزل وفى مدارس القرآن (الكٌتَّاب)، ومن المنزل حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 بترتيب الأولى على القطر المصري كله، ثم الشهادة الثانوية عام 1931، والتحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939، ثم تنال الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941.
                    في عام 1950 حصلت على شهادة الدكتوراه في النصوص بتقدير ممتاز، وناقشها فيها عميد الأدب العربي د. طه حسين.
                    تدرجت في المناصب الأكاديمية حتى أصبحت أستاذاً للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، حيث استمرت هناك لمدة 20 عاماً، وأستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس بمصر، وأستاذاً زائراً لجامعات أم درمان 1967 والخرطوم، والجزائر1968، وبيروت 1972، وجامعة الإمارات 1981 وكلية التربية للبنات في الرياض 1975ـ1983.
                    وكانت عضواً بكل من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، والمجالس القومية المتخصصة، والمجلس الأعلى للثقافة.
                    بدأت د. عائشة عبد الرحمن النشر منذ كان سنها 18 سنة في مجلة النهضةالنسائية، ثم بعدها بعامين في جريدة الأهرام، ونظراً لشدة محافظة أسرتها آنذاك والتي لم تعتد انخراط النساء في الثقافة اختارت التوقيع باسم "بنت الشاطئ".
                    وعقب ذلك بعامين بدأت الكتابة في جريدة الأهرام فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة، وظلت تكتب بجريدةالأهرام حتى وفاتها، فكان لها مقال أسبوعي طويل، فكانت آخر مقالة نُشرت لها بتاريخ26 نوفمبر 1998 وكانت بعنوان "علي بن أبي طالب كرم الله وجهه".
                    أهم الأعمال:
                    كتب ودراسات:
                    "التفسير البياني للقرآن الكريم"، "الإعجاز البياني للقرآن"، "بنات النبي"، "نساء النبي"، "أمالنبي"، "السيدة زينب"، "عقلية بني هاشم"، "السيدة سكينة بنت الحسين"،"الإسرائيليات في الغزو الفكري"، "نص رسالة الغفران للمعري"، "الخنساء الشاعرة العربية الأولى"، "مقدمة في المنهج ، وقيم جديدة للأدب العربي"،"المرأة المسلمة"،"رابعة العدوية"، "القرآن وقضية الحرية الشخصية الإسلامية"، "الحديث النبوي: تدوينه ومناهج دراسته".

                    أعمال أدبية:
                    "على الجسر"، "الريف المصري"، "سر الشاطئ"، "سيرة ذاتية".
                    حصلت بنت الشاطئ على الكثير من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية للأدب في مصر في عام 1978، جائزة الحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية والريف المصري عام 1956، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988، وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع د. ودادالقاضي عام 1994.
                    منحتها العديد من المؤسسات الإسلامية عضوية لم تمنحها لغيرها من النساء مثل مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وأيضاً أَطلق اسمها على الكثير من المدارس وقاعات المحاضرات في العديد من الدول العربية.
                    وقد توفيت د. عائشة عبدالرحمن في 1 ديسمبر 1998، إثر إصابتها بأزمة قلبية أدت إلى حدوث جلطة في القلب والمخ وهبوط حاد بالدورة الدموية" .(4)




                    المصادر :

                    (1) الإسلام الجزء الرابع لـ سعيد حوى
                    ص 44-45
                    (2) لغتنا والحياة لـ الدكتورة عائشة عبد الرحمن
                    " بنت الشاطئ "ص 163
                    (3)
                    http://www.syrianstory.com/b.alchty.htm
                    (4)

                    http://www.egybox.org/vb/showthread.php?p=219180


                    بقلم :
                    أمينة أحمد خشفة" بنت الشهباء "

                    أمينة أحمد خشفة

                    تعليق

                    • حامد السحلي
                      عضو أساسي
                      • 17-11-2009
                      • 544

                      #11
                      حسين بدران ظاهرة تستحق النظر

                      [align=right]أستاذي حسين بدران ليس من أعلام الفكر الإسلامي لكنه يمثل نهاية ظاهرة نفتقدها كثيرا هو آخر من يمثلونها لذا أحببت أن أرصدها من خلاله

                      لا أعلم كثيرا عن دراسة الشيخ حسين بدران وتحصيله العلمي لكنه كان مدرسا للغة العربية في العديد من المعاهد الشرعية بدمشق، ولكن هدوءه الشديد وضعف شخصيته جعلاه عاجزا عن التعامل مع الطلاب المراهقين فترك المعاهد ليبقى فقط في إمامة جامع القلبقجية نهاية سوق الحميدية قرب الأموي

                      في 1993 كنت أحضر الدورات المفتوحة على هامش المنهج الأساسي في معهد الأمينية وهي درس أصول الحديث للشيخ عبد القادر أرناؤوط وبعض دروس الفرائض واللغة العربية والفقه الشافعي.. فدلني أحد أصدقائي من طلاب المعهد على الشيخ حسين بدران

                      وافق الشيخ على تدريسنا وكنا اثنان ثم انضم إلينا ثالث ودرسنا عليه قطر الندى لابن هشام ثم انتقلنا بموجب طلبي إلى أصول الفقه وجربنا المستصفى للغزالي والإحكام في أصول الأحكام للآمدي وأخيرا استقررنا على أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف وأنهيناه بخمسة أشهر توقف بسيط وبعض الانقطاعات نتيجة مرض الشيخ أو إهمالنا ثم بدأنا قراءة مغني اللبيب لابن هشام وتوقفنا عند إذ لمرض الشيخ الأخير الذي توفي به رحمه الله بعد أربعة أشهر

                      كانت قراءة النحو على الشيخ حسين مباشرة أمرا مختلفا عن أي شيء درسته أو سمعت به.. كنا نقرأ مع ضبط شديد ونعرب كل شيء ونتفرع في إعراب القرآن والشواهد الجانبية وننهي صفحة في الساعة تقريبا

                      أما في أصول الفقه فقد كانت الفائدة نحوية مع بعض تعليقات الشيخ الجانبية فهو صوفي ونحن كنا سلفيين

                      لم تكن بيننا أبدا أي معرفة مشتركة ولا حتى الطالب الذي دلنا على الشيخ
                      لم يؤثر اختلافنا المنهجي في الدرس حتى عندما قرأنا أصول الفقه

                      كثيرا ما تغيبنا دون عذر ولم يتذمر الشيخ حسين أبدا

                      لم يكن هناك أي عائد مادي تلقاه الشيخ منا رغم فقره وكبر سنه

                      عندما كنا ندرس على الشيخ حسين بدران كان هناك ثلاثة أو أربع شيوخ آخرين يدرّسون بهذه الطريقة ولكن أيا منهم لم يكن منفتحا لأي طالب
                      اليوم لا أعلم في دمشق بأكملها من يدرّس بهذه الطريقة

                      بناءا على تجربتي الشخصية لا شيء أبدا يكافئ قول الطالب قرأت على أستاذي الكتاب الفلاني ولعل هذا ما شكل عاملا حيويا لقبولي الانتقادات الموجهة لناصر الدين الألباني رحمه الله في أنه لم يدرس على أحد بل درس من الكتب فقط

                      للقراءة في الحلقات فوائد جمة كثيرة ونفتقدها اليوم في مساجدنا لأسباب كثيرة على رأسها السياسة
                      ولكنني قصدت أمرا أعمق وهو القراءة مباشرة على الشيخ في حلقة مباشرة أي الطالب والشيخ فقط وهي لم تعد مستمرة سوى في تلقي القراءات حيث يقرأ الطالب الكتاب بأكمله على الشيخ مع توقف عند كل ما يستدعي وضبط وتصحيح
                      ورغم أن قرأت القرآن "جزئيا" على مدرسي التجويد مباشرة قبل الشيخ حسين بدران، وأنا ممن كانت قراءتهم متميزة في الدراسة، إلا أن قراءة كتاب غير مشكول بشكل سلس على الشيخ أمر مختلف تماما وجدت نفسي في البداية أتعثر وأرتكب عشرات الأخطاء في الصفحة ثم اختفت معظم الأخطاء ولكنها ظلت تظهر بين الفينة والأخرى
                      هذه القراءة هي ما قصدته فأن تقرأ أنت بشكل مضبوط وتستحضر مكان وإعراب كل كلمة مختلف تماما عن سماع الكلام المضبوط من أستاذ ضابط
                      أربعة عشر عاما مضت فقدت فيها كثيرا جدا من ذلك الاستحضار اللغوي رغم أني لم أتوقف عن القراءة والكتابة ولعل السبب هو غلبة القراءة بلغة فصحى حديثة أو مكسّرة أو بالإنكليزية

                      هذه القراءة هي ما يقصد بمصطلح العلماء وقد قرأت على الشيخ كتابه كذا وهي مختلفة عن سمعت منه أو درست عليه أو تلقيت منه

                      هذه أسلوب في التعليم نفتقده بشدة وقد بدأت بعض المؤسسات التعليمية الغربية تعيده خصوصا في المجالات البحثية أو العلوم الإنسانية ولكن العلم الإسلامي نشأ وانتقل بهذه الطريقة

                      رحم الله أستاذنا الشيخ حسين بدران وجزاه الله عنا خير الجزاء وبلّغه الفردوس الأعلى من جنته فقد أدى كل ما يستطيع ولا نزكي على الله أحدا
                      [/align]
                      التعديل الأخير تم بواسطة حامد السحلي; الساعة 16-01-2010, 04:01. سبب آخر: توضيح القراءة والدراسة والسماع

                      تعليق

                      يعمل...
                      X