يا محفظتِي الحبيبةَ ، غدًا سيكونُ أول يومٍ من السنةِ الدراسيةِ الجديدةِ ، وها إنني أرى شهورَ العطلةِ الصيفيةِ وقد تقضَّتْ عنْ آخرِها ومرَّ لهوُها ، وعبثُها ، وانتهتْ معَها أيامُ سجنكِ بين رفوفِ المكتبةِ ، فما أسعدَني بكِ ، وأنتِ تتأهبينَ لمرافقَتي الدائمةِ إلى المدرسةِ ، فامكثِي ليلتَكِ ، هذه إلى جانبِي ، وانتظرِي ، معي ، بزوغَ فجرٍ جديدٍ .
آهٍ يا محفظَتي ، إنَّ لي معكِ ، ذكرياتٍ عذبةً كنسمَاتِ الصباحاتِ التي سرْنا فيها معًا ، وأنا أتناولك من محملِك اللطيف ، أو أضعكِ على ظهريَ الصغير، فأشعرُ بنعومتكِ ، وأنت تلامسِينَ كتفَيَّ ، وأعْبُقُ بطيب فوحك وأسيرُ فأراكِ هادئةً وديعةً ، وأسرعُ فتهتزّينَ كأنكِ ترقصينَ ، وأمرُّ على أصدقَائي ، فلا يملكونَ إلا أنْ يطربُوا لألوانكِ الزاهيةِ البديعةِ ، و أصفَرِك الفاقعِ ، و أحمرِك القاني وقفلِك الذهبيّ البرَّاقِ لكأنكِ صندوقٌ للعجائبِ .
أنتِ يا محفظتي بيتي الصغيرُ ، بل عالمي الكبيرُ ففي أحضانكِ ، نامَتْ أدواتي ، وأشيائي العزيزةُ في أمانٍ ونظرةٌ في ثناياك تشعرُني بدفءِ الحياةِ ، وسعادةِ لحظاتِها ، فكمْ كنْتِ أماًّ رؤوماً لدفاترِي ، وكتُبي ، فصُنتِها من مطرِ الشتاءِ ، وعصْفِ الرياحِ ، وحفظتِ في جانبيكِ مقلمَتي وما حوَتْ ، من أن تطالَها يدٌ بسوءٌ ، أو أنْ يصيبَها مكروهٌ ، وعلى مَهْدِكِ الوثير طابَ لمسطرتي الصغيرةِ ، الرشيقةِ أنْ تستلقيَ بسلامٍ .
وكم كنْتِ لينةَ الجانبِ على لوحتي ، مسْرحِ حُروفي ، وكلماتي ، وملعَبِ أرقامي ، وحساباتي ، فذُدْتِ عنها بجلدِك السميكِ الجميلِ أن ينالَها كسرٌ ، أو خدشٌ مهما وقعْتِ معي ، أو تعثَّرنا في مسالكِ الطريقِ .
وقد حفظْتِ لي عجيني ، فذهبَ سالمًا ، وعادَ غانماً ، ولم يُفقِدْه برد الهواءِ ، ولا غبارُ السككِ لينَ عريكتِه ، وعاشَ طيعًِّا بين يدَيَّ .
وكمْ حاولَ أخي الصغيرُ , أن يعبَثَ بما فيكِ من كنوزٍ ، فكنتِ أمينةً ، وتأبيَّتِ عليه فرجعَ من حيثُ أتَى ، ولم يظفرْ بأنْ يطَّلعَ على أسرارك ، هكذا ألِفْتُك لا تأذنينَ لأحدٍ غيري بأنْ يقرَبَ أشياءَك ، أو تمتدَّ يدُه إلى قطعة طباشيرَ ، مهمَا كانَ لونُها ، وحجمُها إلاَّ بإذْني ، وكلُّ هذا بحسْنِ رعايتِكِ .
فيكِ يا محفظتي تعيشُ ليلَى ، ومصطفَى ، وفي دُفَّتَيكِ أبي وأمِّي وهرُّنا اللطيفُ ، وكلبُنا " بُوبِي " ، وبين طيَّاتِكِ حكاياتٌ عذبةٌ عن أصدقائي وعْن بلادِي ، ومدرسَتي ، حكايات تعيشٌ في سلامٍ ، لا يمحـوها ليلٌ ، أو نهار ، لأنها تنامُ في أحضانِك ، وأوقظُها متى أشاءُ !
آهٍ يا محفظتي ، دُومِي لي بأنفاسِكِ العذبة ، ورائحتِكِ الحنون ، وأنا سأبقَى لكِ وفيًّا ، ولعهدِك حافظًا ما رَنَّ جرسٌ في ساحَةِ مدرسَةٍ ...
آهٍ يا محفظَتي ، إنَّ لي معكِ ، ذكرياتٍ عذبةً كنسمَاتِ الصباحاتِ التي سرْنا فيها معًا ، وأنا أتناولك من محملِك اللطيف ، أو أضعكِ على ظهريَ الصغير، فأشعرُ بنعومتكِ ، وأنت تلامسِينَ كتفَيَّ ، وأعْبُقُ بطيب فوحك وأسيرُ فأراكِ هادئةً وديعةً ، وأسرعُ فتهتزّينَ كأنكِ ترقصينَ ، وأمرُّ على أصدقَائي ، فلا يملكونَ إلا أنْ يطربُوا لألوانكِ الزاهيةِ البديعةِ ، و أصفَرِك الفاقعِ ، و أحمرِك القاني وقفلِك الذهبيّ البرَّاقِ لكأنكِ صندوقٌ للعجائبِ .
أنتِ يا محفظتي بيتي الصغيرُ ، بل عالمي الكبيرُ ففي أحضانكِ ، نامَتْ أدواتي ، وأشيائي العزيزةُ في أمانٍ ونظرةٌ في ثناياك تشعرُني بدفءِ الحياةِ ، وسعادةِ لحظاتِها ، فكمْ كنْتِ أماًّ رؤوماً لدفاترِي ، وكتُبي ، فصُنتِها من مطرِ الشتاءِ ، وعصْفِ الرياحِ ، وحفظتِ في جانبيكِ مقلمَتي وما حوَتْ ، من أن تطالَها يدٌ بسوءٌ ، أو أنْ يصيبَها مكروهٌ ، وعلى مَهْدِكِ الوثير طابَ لمسطرتي الصغيرةِ ، الرشيقةِ أنْ تستلقيَ بسلامٍ .
وكم كنْتِ لينةَ الجانبِ على لوحتي ، مسْرحِ حُروفي ، وكلماتي ، وملعَبِ أرقامي ، وحساباتي ، فذُدْتِ عنها بجلدِك السميكِ الجميلِ أن ينالَها كسرٌ ، أو خدشٌ مهما وقعْتِ معي ، أو تعثَّرنا في مسالكِ الطريقِ .
وقد حفظْتِ لي عجيني ، فذهبَ سالمًا ، وعادَ غانماً ، ولم يُفقِدْه برد الهواءِ ، ولا غبارُ السككِ لينَ عريكتِه ، وعاشَ طيعًِّا بين يدَيَّ .
وكمْ حاولَ أخي الصغيرُ , أن يعبَثَ بما فيكِ من كنوزٍ ، فكنتِ أمينةً ، وتأبيَّتِ عليه فرجعَ من حيثُ أتَى ، ولم يظفرْ بأنْ يطَّلعَ على أسرارك ، هكذا ألِفْتُك لا تأذنينَ لأحدٍ غيري بأنْ يقرَبَ أشياءَك ، أو تمتدَّ يدُه إلى قطعة طباشيرَ ، مهمَا كانَ لونُها ، وحجمُها إلاَّ بإذْني ، وكلُّ هذا بحسْنِ رعايتِكِ .
فيكِ يا محفظتي تعيشُ ليلَى ، ومصطفَى ، وفي دُفَّتَيكِ أبي وأمِّي وهرُّنا اللطيفُ ، وكلبُنا " بُوبِي " ، وبين طيَّاتِكِ حكاياتٌ عذبةٌ عن أصدقائي وعْن بلادِي ، ومدرسَتي ، حكايات تعيشٌ في سلامٍ ، لا يمحـوها ليلٌ ، أو نهار ، لأنها تنامُ في أحضانِك ، وأوقظُها متى أشاءُ !
آهٍ يا محفظتي ، دُومِي لي بأنفاسِكِ العذبة ، ورائحتِكِ الحنون ، وأنا سأبقَى لكِ وفيًّا ، ولعهدِك حافظًا ما رَنَّ جرسٌ في ساحَةِ مدرسَةٍ ...
تعليق