السنن الإلهية: ضوابط العلوم السياسية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد جابري
    أديب وكاتب
    • 30-10-2008
    • 1915

    السنن الإلهية: ضوابط العلوم السياسية

    السنن الإلهية: ضوابط العلوم السياسية

    ليس التنظير والإرشاد صيحة من هنا، ورجل غيور بخطبة رنانة من هناك، كما أنه ليس رقعا نجمع بعضها من لدن خبير سياسي، وأخرى من عند مهتم بأمرنا أو مغتم لحالنا، ورأي ثالث يستفاد من نقد عدو أو نصح صديق.

    إنما التنظير تخطيط ودراسة واعية بكل مقومات الحياة، ونظرة استقرائية وعميقة للسنن القرآنية ولتجارب الزمان ولسنن التاريخ، من لدن رجل رباني، عالي الهمة، درس العلوم الشرعية وانغمس في تربية روحية عميقة، وانفتح على كتاب العالم باحثا عن الحكمة -ضالة المؤمن- يستقيها من أي وعاء صدرت، خَبِر العلوم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والشؤون الإدارية وفنون تسييرها، واستعان بخبراء في كل فن.

    ولما كانت أهمية التخطيط والتنظير تكمن في اختصار الجهد، والوقت، والتكاليف الباهظة، فضلا عن المحافظة عن الذات بالدراسات الوقائية، يأتي البحث كاشفا عن الحبل الرابط لتفاعلات عوامل الصراع أو الحلقة المفقودة في زماننا لدى علماء العلوم السياسية والاجتماعية والتاريخ و...

    ما تاهت البشرية إلا لما طلبت الهدى خارج كتاب الله، فما ازدادت البشرية إلا حيرة وضلالا. وإذا صد المشركون عن فقه كتاب الله، فما يعتري المسلم وقد رأى غيره يجمع مختلف النظريات على اختلاف وجهاتها المتباينة، وينسبها للعلوم السياسية ؟ فعلى سبيل البيان :

    " قامت اليونسكو منذ سنوات بتحقيق حول موضوع علم السياسة وطريقته، وجمعت النتائج التي توصلت إليها في كتاب يتصف بتنوع مفرط يكاد يكون مرعبا، ولا يحتوي أي فرع من فروع المعرفة، باستثناء علم الاجتماع، على هذا القدر من البلبلة ".1

    وإذا انغمس الغربيون إلى أخمص أقدامهم في النظريات المتباينة للعلوم الإنسانية، فهل ينبغي للمسلم أن يسلك مسلكهم، فيضحى ذنبا من أذناب الجاهلية، أم على العكس يأخذ كتاب ربه بقوة إيمان ويقين، ويستخرج درره فينقلب مشعل نور ينير الأرجاء، ويصبح متبوعا غير تابع؟.

    بينما نبني تحليلاتنا السياسية بناء محكما دقيقا على أسس من هدى الله وفق سننه القرآنية والكونية فتأتي النتائج محكمة ويقينية يباركها الله ويرتضيها لعباده مسلكا.

    وشتان بين النظرة الربانية للأشياء وعلى أشعتها يفهم الواقع ويخطط للمستقبل بإحكام، وبين انغماس الإنسانية في عالم النسبية بخرص الخارصين، وتنجيم المنجمين.

    وطبعا باختلاف الوسائل تختلف النتائج ؛ لذا تنتاب بعض الناس شكوك فيسخرون من مشاريع المؤمنين، ويعدونها خيالية التحقيق، أو بعيدة المنال، أو مثالية أكثر من اللازم، بينما يدرس المؤمن الواقع ويرسم خططه ويمضي فيها بإذن ربه، وفي بضع سنين تتحقق رؤيته، وينجز مهامه، ويحقق الله بها وعده.

    فأي تحليل أوعى وأشمل من رؤية شمولية من خلال السنن الإلهية ؟ بل وأي تخطيط يرتقي لتحقيق أهدافه ومآربه الكبرى في أقل من جيل واحد ؟ وبالمثال يتضح المقال : فهذا الرسول الأكرم  يرفع التحدي في وجه قومه :

    { قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [ [الأنعام : 135].وتستغرب قريش في استفسار : { فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ ؟} [الشعراء : 203].

    وتـأتي التوجيهات الربانية للرسول  ردا على المستنكرين باستنكار لعذاب الله يستدرجهم : ] أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ [204] أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ [205] ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ [206] مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ [207] وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ [208] ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ [209][ [الشعراء]

    وما هي إلا فترة وجيزة حتى أمر الرسول بالخروج من مكة، ليظن الضان بأن قريش بفكرهم ألإقصائي قد أنهوا أمر سيدنا محمد .

    خروج يعتبره علماء النفس فرارا من الساحة بالاستقالة، وما هو في حقيقة أمره إلا نوع من الفر والكر في ساحة الوغى، إذ وعد الله له عاقبة الدار، ووعد الله لا ينخرم ولن تجدله تبديلا ولا تغييرا، ويتدخل غيب ربه ليطمئنه : ]إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [ [القصص : 85]

    لا مجال في قانون الله لإخلاف الوعد، وإنه سبحانه وتعالى سيردك إلى مكة لتكون عاقبة الدار لك، فلا فزع ولا اضطراب بل ثبات على المبدأ تغذوه الحكمة العقلية، والرحمة القلبية، ثبات يؤيد به الله المؤمنين، تتعقبه السكينة والطمأنينة لأمر الله: رضا بقدر الله.

    وتأتي واقعة بدر الكبرى وتحصد قريش فيها الخيبة والخسران والعذاب الأليم، ويأتي صلح الحديبية، ويعد الله المؤمنين بالفتح، ويرجع المؤمنون وقد وجدوا في أنفسهم حرجا من هذا الصلح وذلا، ويصف القرآن حال الصحب الكرام {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }[التوبة : 117]، وينتقد القرآن فقط في هذا الصلح بند المتعلق بإرجاع المؤمنات إلى الكفار لأنهم لا يحلون لهم، ولا هم يحلون لهن.

    وفي العام المقبل غدا الرسول والمؤمنون إلى الحج بمكة، وقد أعد العدة لكل طارئ، ويتحقق وعد الله بعد ما غدرت قريش بالمؤمنين وخالفت وعدها لهم، وقد اكتملت البضع سنين التي أمهلهم الله إياها، وجاء نصر الله والفتح، وكانت للمؤمنين عاقبة الدار، وانتهى أمر قريش، وما نفعهم تدبيرهم ولا تقديرهم في حفظ بيئتهم. ]وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ[ يوسف : 21.

    وحين ينظر المرء بعين قالبه إلى الكون وقد خضعت كل ذرة فيه لأمر ربها بينما يأبى بعض الناس إلا الانصياع لدروب الشيطان وغوايته، ألا يكون ذلك الشخص شيئا نشازا في هذا الوجود؟ ألا يعتبر خارجا عن قانون الكون؟

    على العكس حين يتقيد الإنسان بضوابط السنن الإلهية ويمضي في رحاب هذا الكون يدور في طوافه حول البيت ليمضي في تناغم مع ذرات الكون وعلى نسق دوران الذرة من الشمال إلى اليمين، ألا يشحذ هذا الانضباط عزيمته ويقوى يقينه في ربه وترفع همته عالية حيث لا يرى إلا ربا وفضلا.

    دأب الصوفية على مطالعة أسماء الجمال والجلال لله جل جلاله في كونه، من أجل إدراك واجب وقتهم،بينما يطالع المطالع لسنن الله في كونه فيجد في كل حركة وسكنة آية من آيات الله، تقول بلسان حالها ومقالها : " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " " ما شاء الله الخير كله بيد الله ".

    فهل هناك سبيل أعظم لشحذ الذمم ورفع الهمم مثل إدراك الترابط التام بين سنن الله القرآنية في المصحف الكريم، وسنن الله الكونية في الأنفس والآفاق.؟

    وأي شيء أعظم من الفهم عن الله، لتسخير سننه سبحانه وتعالى لقضاء مآرب العبد، أو الأمة، سواء منها الدنيوية أو الأخروية ؟ في الوقت الذي ينغمس المعرضون عن كتاب الله في أوحال السياسة فتقذف بهم في ظلمات ليسوا منها بخارجين. يتخذ المسلم ضوابط عوامل الصراع السياسي منارا يستضاء بها حتى في أحلك الظروف والملابسات، فيراعي حكمة ربه في تشريعه وحكمته في كونه ويزداد أدبا معه، يعيش معه في مقام الإحسان فإن أدرك شيئا فمن باب الفهم عن الله وما انطوت عليه سننه الكونية والقرآنية .ليس فقط كأنه يراه بل معاينة أفعاله في كل حركة وسكون تكشف الحجب وترفع العبد إلى درجة القرب.

    ويتمادى الجاهلون بالله وبسننه القرآنية والكونية، في تيههم يعمهون حتى ولو كانوا من رجالات العلم؛ ليتخذوا من الحداثة بعقلانيتها ضوابط سيرهم، ومنتهى تفكيرهم، لما زين لهم الشيطان أعمالهم.

    ويرى الصادقون من المحللين السياسيين، أن بساط التحليل العلمي قد سحب من تحت أرجلهم، وما عليهم إلا الخضوع لتأهيل مستمر لإدراك السنن الإلهية من أجل الفهم عن الله، ربطا للعلوم بخالقها.

    ويمضي الضالون المضلون في إعراضهم عن كتاب ربهم بدعوى : أن " لا مجال لإدخال الدين في السياسة ".ويتبجح متبجحهم رجما بالغيب، فما تعليقكم على قوله تعالى :  {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} [النساء : 141]. وهذه أمريكا قد دكت نظام الطالبان؟ .

    نسي هذا المسكين أن عهود الله المطلقة تبقى على إطلاقها ما لم يقيدها مقيد وقد ورد تقييد هذا الإطلاق في الحديث القدسي :  [وَإِنّ رَبّي قَالَ: يَا مُحَمّدُ إِنّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنّهُ لاَ يُرَدّ. وَإِنّي أَعْطَيْتُكَ لأِمّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامّةٍ. وَأَنْ لاَ أُسَلّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنْ سِوَىَ أَنْفُسِهِمْ. يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ. وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتّىَ يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضاً، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضاً . 2]

    لقد استباح الطالبان دماء الأفغان وجعلوها فتنة دامت بضع سنين وبهذا استحقوا تسليط العدو عليهم بغض الطرف عن الأسباب المباشرة.هل يا ترى ظلمهم الله ؟ أم كانوا أنفسهم يظلمون ؟.

    من مشكاة القرآن نستمد التوجيهات الربانية ؛ لنضع قدم الصدق على الصراط المستقيم، ونمضي على نور من ربنا في هذه الظلمة الحالكة:
    {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } [ مريم:82

    ما استفادت البشرية من دروس التاريخ المعاصر شيئا، هل يسعى أحدهم أن تكون له المكانة والجاه والتأييد الذي حصل لشاه إيران لدى أمريكا آنئذ، ومع ذلك لم تستطع جنودها نصرته وهم له جند محضرون؟ وفعلوا به ما تفعله النار في الهشيم ؛ إذ أمروه بالفرار بجلده، وبعدها لفظوه من بلدهم كما تلفظ الجيف، أما الحكومات الصديقة رفضت إقامته عندها، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، لولا أن دولة متوسطية فتحت له مستشفى ليلفظ فيه أنفاسه.

    وكسر الطالبان أصناما ظنا منهم أن هذا العمل من تمام الإخلاص لله، ونسوا استظلالهم بالمظلة الباكستانية، التي ما فتئت أن انقلبت بدورها ضدهم.والأمثلة جد كثيرة ولا داعي لاستقصائها، وتكفي اللبيب الإثارة والإشارة ؛ ليعقد العزم على تصحيح المسار.

    ألا ليت قومي يعلمون أن ما كان يعبد في القديم من أصنام أضحت حكومات ومنظمات دولية، بل كل مظلة اتخذها المرء دون مظلة "لا إله إلا الله " ــ حيث الاعتزاز بربوبية الله وحده لا شريك له ــ فهي معبوده وصنمه.

    لقد توغل الشرك السياسي في عصرنا أخطر توغل على الإطلاق، وما جاء الأنبياء إلا من أجل إرشاد الناس إلى سبيل الله، فكيف يحتار العبد الرباني؟ أم كيف يتلكأ من جعل وجهته الله؟ فالمسلم ليس من يستمد التوجيهات من دول الشرق أو الغرب, أو من يمد اليد للحليف الجاهلي، إنما المؤمن من كلما حزبه أمر التجأ إلى الصلاة : إلى باب الله حيث يستمد العون والتوجيه والتوفيق والسداد، وهذا مقتضى قوله عز من قائل: ]وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[ العنكبوت : 69.

    فمن كانت وجهته الله، و طلب معالي الأمور : لذة النظر إلى وجهه الكريم جل جلاله ؛ كان قائما لله بالقسط، ومن هذه الطائفة يصطفي الله شهداءه على الناس : {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لايُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [ آل عمران :140 ]

    بهذا المشعل النوراني نشق طريقنا إلى الكمال العلمي انطلاقا من الرؤية المنهاجية الشمولية لأمر الله في إحقاق الحق وإبطال الباطل ؛ لتخليص الإنسانية من أنانيتها ولإعلان السلام العالمي بين بني البشر ؛ كي تتفرغ لمحاربة أعداء الإنسانية جمعاء حيث ما حلوا وارتحلوا : الفقر، والجهل، والمرض والظلم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين } ٌ[ البقرة : 208 ].

    وكم شنت أمريكا من حروب بدعوى الضربات الاستباقية لحفظ أمنها وأمن العدو الصهيوني، وما الحملة على الإرهاب إلا إرهاب تحت غطائه تم تفكيك جيش القدس الذي أعده صدام لمقاتلة اليهود. وتعقبت فعلها دول عربية فكم سفكت من دماء بدعوى محاربة الإرهاب، وكم غصت السجون بالأبرياء إلا أنهم يقولون ربنا الله؟

    أما المؤمنون فيعلمون جيدا بأن لا أمن ولا أمان إلا لمن لم يشرك بالله شيئا لقوله سبحانه وتعالى: ]الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ[ الأنعام82.
    وها هي الدول العربية تنشطر شطرين: شطر سمى نفسه دول الممانعة في توجه تقدمي حداثي، وشطر ربطت دوله أنفسها بالخط الأمريكي على أنها خطة إستراتيجية لا محيد لها عنها. وكلا الشطرين دخلا باب الشرك من أوسع سبله؛ إذ ليس ثمة إلا قائم لله شهادة على النفس والوالدين والأقربين بالحق أو حصيد تحصده عجلة التاريخ.{ ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ} [هود : 100].

    فهل حصل لنا اليقين على العهود الربانية بكونها ضوابط للعلوم السياسية، أم نمضي في تحليلات تبريرية تقريبية؟
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 10-12-2009, 15:56.
    http://www.mhammed-jabri.net/
  • د. م. عبد الحميد مظهر
    ملّاح
    • 11-10-2008
    • 2318

    #2
    أخى الفاضل الأستاذ محمد جابري

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تحية طيبة وبعد

    أولاً: هل ممكن ان تضع بعض المحاور لنقاش هذا الموضوع؟

    ثانياً: أصحاب العلوم السياسية فى الغرب يستعملون مصطلحات " قوانين" و نظريات" و أنت تستعمل كلمة " سنن" ، فهل المحتوى المعرفى الذى تقصده من كلمة " سنن" هو نفسه المحتوى المعرفى لكلمات " قوانين" و نظريات" فى الفكر الغربى؟ وذلك حتى يمكن ان نفهم المقال.

    وتحياتى
    التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 10-12-2009, 23:11.

    تعليق

    • محمد جابري
      أديب وكاتب
      • 30-10-2008
      • 1915

      #3
      الأستاذ د.م. عبد الحميد مظهر

      شكر الله لك عنايتك بالموضوع،

      بداية تتساءل، أستاذي الكريم، عن سبب تغيير مصطلح: " القوانين"، "ونظريات" إلى مصطلح " سنن ". وطبعا كما يقول لكل علم مصطلحاته الخاصة به، وتبقى عبارة لا مشاحة في الاصطلاح إذا تبين المراد -كما يقول الفقهاء -. هذا مع العلم بأن النظرية لم ترقى لدرجة العلم بينما العلم درجات علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين.

      والسنن الإلهية تنتسب لحق اليقين وهي أعلى درجة يقينية في العلم، وبه>ا أقول لا مجال للقياس بين مصطلح السنن والنظريات

      فمصطلح السنن مصطلح قرآني جاء بصيغة الجمع :" سنن " كما جاء بصيغة المفرد "سنة الله" :

      {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء : 26]
      {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ} [آل عمران : 137]؛

      أما بصيغة المفرد فقد أتت:

      {مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً} [الأحزاب : 38]؛

      {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} [الأحزاب : 62]؛

      {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} [الفتح : 23].

      {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً} [الإسراء : 77]

      ولمزيد المعطيات انظر:http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=45053

      هذا من حيث تأصيل المصطلح أما من حيث دلالته فقد جاء في القرآن الكريم بعدة مرادفات لمصطلح السنن، كلها تعبر عن وجهة من وجهة المصطلح، وإليك سرد مرادفات السنن:

      مرادفات لسنن الله القرآنية :

      1- كلمات الله التامات :
      وهي العهود والمواثيق التي عهد بها الله لكل شيء في هذا الوجود؛ ليمضي الكون في انسجام بديع.
      {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}[الأنعام : 115 ]
      {لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ}[ يونس : 64]

      2-العهد :
      {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ}[ التوبة : 11 ]

      3-كلمة :
      { وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا}[ طه : 129]
      {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ}[ هود : 110]

      4-كتاب :
      {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ}[الأنبياء : 105]
      {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}[ الرعد : 38]
      {لَوْلَا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[ الأنفال : 69]

      5- السنن :
      {]قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}[آل عمران : 137 ]
      {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}[الأحزاب : 62]

      6- الميثاق :
      {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ}[ المائدة : 7 ]

      7-الآيات :
      ]أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}[ الكهف : 9]
      {وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ}[لقمان : 32]

      8- شريعة :
      {جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[الجاثية : 18]

      9- أمر الله :
      {لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا} [الأنفال : 44]

      10- الوعد :
      {كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا}[ المزمل : 18]

      11- الحكمة :
      {وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}[البقرة : 151]

      12-الميزان :
      {وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}[ الحديد : 25]

      13- المثلات :
      {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ الْمَثُلَاتُ}[ الرعد : 6]

      14- الصراط :
      {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} [ الحجر : 41]

      15-المثل :
      {وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} [الزخرف :8]

      16- القدر :
      {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}[ الأحزاب : 38].

      17-القول :
      {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[ ق : 29]

      18-أحسن الحديث :
      {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}[ الزمر : 23]

      19-هدى الله :
      {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}[الزمر : 23]

      20- الحجّة البالغة:
      { فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}[الأنعام : 149

      21- القسطاس :
      {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنْ الْمُخْسِرِينَ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} [الشعراء : 181-182]

      التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 11-12-2009, 07:30.
      http://www.mhammed-jabri.net/

      تعليق

      • محمد جابري
        أديب وكاتب
        • 30-10-2008
        • 1915

        #4
        الأستاذ د. م. عبد الحميد مظهر؛

        فيما يتعلق بالمحاور التي ينبغي مناقشتها، أقول جاء المقال ليثبت بكون السنن الإلهية أصدق مقيلا من كل تحليلات لا تراعي العهود الربانية في الكون.

        -تراجع علماء علم الاجتماع بالقول بالعلوم السياسية وتكلموا عن "السياسة فن الممكن" لما أشكل عليهم الحبل الرابط لفهم كيفية تفاعل عوامل الصراع فيما بينها(عبارة عوامل الصراع السياسي مصطلح من مصطلح العلوم سياسية )، وجاءت السنن الإلهية بالحلقة المفقودة لديهم، رافعة همم المؤمنين للذروة العليا في بيان الحقائق اليقينية.فهل بانت الحقائق جلية، أم بقي لبس يشوب الموضوع؟

        - تطرق الموضوع لعدة أمثلة تؤكد ما جاء أعلاه:
        أ- سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تغيير واقعه؛(ولو في لمحات)
        ب- سبيل الاعتزاز بغير الله وانقلاب المعتز به على المستندين إليه؛
        ج- سبيل النظرية الأمنية.
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 11-12-2009, 09:15.
        http://www.mhammed-jabri.net/

        تعليق

        • د. م. عبد الحميد مظهر
          ملّاح
          • 11-10-2008
          • 2318

          #5
          [align=right]
          عزيزى الأستاذ محمد

          أولاً: شكراً على الإجابة و الأمثلة الجميلة التى أوردتها لشرح معنى "السنن"

          ثانياُ: أحب توضيح الهدف من سؤالى السابق.

          نحن أمام نظامين للمعرفة:..

          00- نظام إسلامى يعتمد على مصدرين للمعرفة

          1) الوحى الإلهى و كيف نفهمه ( القرآن والسنة)
          2) الكون و الطبيعة و الإجتماع البشرى و إستخدام العقل فى التدبر و السير و النظر

          00- نظام غربى للمعرفة و ضعى يعتمد على الإيمان بقدرة العقل للوصول لما يريد دون و حى من الله

          و الفكر الغربى من هذا المنطلق قام بما عليه وقدم تعريفات لكل من "النظرية" و "القوانين" ليفسر بها الكون والحياة و الإجتماع البشرى ، وهو الذى قسم العلوم إلى علوم طبيعية و علوم إجتماعية ( سياسة و إجتماع و اقتصاد و تاريخ ، و..)

          ووضع نظريات و قوانين

          قوانين نيوتن
          قوانين كرتشوف
          ...

          نظريات نشأة الكون
          نظرية النسبية
          نظرية العقد الإحتماعى
          نظرية التطور..
          نظريات الإقتصاد
          ...إلخ

          و فى عالم الثقافة و الفكر تم ترجمة هذه القوانبن و النظريات إلى اللغة العربية و تم تداولها. و عادة لايسأل الكثير عن معنى نظرية أو قانون فى الفكر الغربى و يستعملوها فى الكتابات الإسلامية و غيرها.

          من ناحية أخرى لم يتداول المسلمون كلمة "السنن" ، ولم يبحثوا كيف يمكن إكتشافها وتطبيقها داخل نظام المعرفة الإسلامة ، و أكتفوا بالنقل دون تدقيق. و هذا التوقف كان من أكبر اسباب التأخر فى مجالات الفكر و الثقافة بل الفلسفة.

          ومن هنا جاء السؤال: العلاقة بين "السنن" و هى كلمة قرآنية و كلمات " النظريات" والقوانين" وهى المنتشرة فى الكتابات التى لا تتحقق مما وراء الكلمات من اسس معرفية

          و هذا سوف يسبب مشاكل فكرية إذا لم يقم المسلمون بما عليهم فى مجالات الفكر و الثقافة و العلم

          وتحياتى
          [/align]
          التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 11-12-2009, 16:55.

          تعليق

          • محمد برجيس
            كاتب ساخر
            • 13-03-2009
            • 4813

            #6
            فالمسلم ليس من يستمد التوجيهات من دول الشرق أو الغرب, أو من يمد اليد للحليف الجاهلي، إنما المؤمن من كلما حزبه أمر التجأ إلى الصلاة : إلى باب الله حيث يستمد العون والتوجيه والتوفيق والسداد، وهذا مقتضى قوله عز من قائل: ]وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[ العنكبوت : 69.

            السلام عليكم
            قبل الدخول في النقاش هل لنا ان نسأل ما المقصود بهذه العبارة
            و عمن تتحدث تحديدا هل المسلم أم المؤمن ؟
            القربُ من ذاتِ الجمالِ حياتي
            بالعقل لا بالعين ذًقْ كلماتـي

            تعليق

            • محمد جابري
              أديب وكاتب
              • 30-10-2008
              • 1915

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد برجيس مشاهدة المشاركة
              فالمسلم ليس من يستمد التوجيهات من دول الشرق أو الغرب, أو من يمد اليد للحليف الجاهلي، إنما المؤمن من كلما حزبه أمر التجأ إلى الصلاة : إلى باب الله حيث يستمد العون والتوجيه والتوفيق والسداد، وهذا مقتضى قوله عز من قائل: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [ العنكبوت : 69.]

              السلام عليكم
              قبل الدخول في النقاش هل لنا ان نسأل ما المقصود بهذه العبارة
              و عمن تتحدث تحديدا هل المسلم أم المؤمن ؟
              أخي الأستاذ الفاضل محمد برجيس؛ وعليكم السلام؛

              حينما نكون مدعوين لتطبيق الكتاب والسنة، فكل من المسلم والمؤمن في مرتبة واحدة للاستجابة لأمر الله.

              والأمر هنا تضمن السير في الأرض بحثا عن سنن السابقين، والغريب في الأمر ما ألح الله على شيء مثل إلحاحه علينا في هذا الأمر، فقد أمرنا سبع مرات بالخروج بحثا عن سير الأمم وكيفية انقراضها،ولم؟ وكيف بدأ الخلق؟ وو... ولم يقتصر القرآن على ذلك، وإنما أضاف إليها سبع استنكارات لقعودنا عن أمره سبحانه وتعالى، وإليك الأوامر والاستنكارات:

              1- الأوامر بالسير في الأرض:

              {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ } [آل عمران : 137]؛

              {قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [الأنعام : 11]؛

              {فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [النحل : 36]؛

              {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} [النمل : 69]؛

              {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [العنكبوت : 20]؛

              {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ } [الروم : 42]؛

              {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ} [سبأ : 18]

              2- الاستنكارات عن القعود عن السير في الأرض

              {أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [يوسف : 109]

              {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج : 46]

              {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [الروم : 9]؛

              {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً} [فاطر : 44]؛

              {أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ} [غافر : 21]؛

              {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [غافر : 82]؛

              {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا } [محمد : 10].

              فهل بعد هذا التأكيد والحرص والاستنكار نتساءل عن الفرق بمن هو مأمور أهو المسلم؟ أم هو المؤمن؟

              فكل مؤمن بالكتاب كله وجب عليه التطبيق وهذا شرط الإسلام. فكيف بالمؤمن وهو أعلى درجة؟
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 11-12-2009, 19:44.
              http://www.mhammed-jabri.net/

              تعليق

              • محمد برجيس
                كاتب ساخر
                • 13-03-2009
                • 4813

                #8
                الأستاذ الفاضل / محمد جابري
                السلام عليكم
                و ما المانع ألا أستفسر منكم على من هو المُراد بالأمر قل سيروا في الأرض .
                و بالطبع هنا اختلف معكم في إطلاق الأمر فقط على المؤمن او المسلم لأن الأمر هنا عام لكل البشر المؤمن منهم و الكافر أيضا على إعتبار ان القرآن رسالة لكل البشر
                و هو الحجة التي نستشهد بها لهداية الخلق بعد توضيح المعنى المقصود منها حسب ما توفر لنا من العلم او التفسير .
                إن الحق سبحانه خلق الخلق ليُعرف ويُعبد.. واتخذ الله تعالى لنفسه جندا فخلق الملائكة لا يعلم عددهم إلا هو. وخيّر تعالى خلقه أن يعبدوه اختيارا]فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ[ (الكهف:29) أو أن يعبدوه إلزاما، منقادين، مجبولين على ذلك، ودون أن يكون الأمر إليهم، وسمى الله الأمر الأول (الأمانة) وعرضها على مخلوقاته جميعا فأبت كلها أن تقبلها، واختارت أن تعبده إلزاما، مجبولة على ذلك وقبل الإنسان الأمانة.. إن شاء يؤمن وإن شاء يكفر..( 1)
                كذلك
                إن الله ما طلب من الإنسـان أن ينـظر في مخلوقاته تعالى و السير في الأرض ليتأكد من وجود الله لا.. إنما طلب ذلك منه ليتأكد الإنسان من قدرة الله، وحكمة الله ولطف الله وسائر صفاته الكريمة. و بالتالي يكون الأمر هنا للبشر اجمعين غير مقتصر على فئة دون غيرها سواء مؤمنين ام مسلمين
                و هنا تكمن الإشكالية بأن نتصور ان خطاب الله في القرآن موجه فقط لفئة أو فئتين دون غيرهما و هذا ما يأخذه البعض علينا كمسلمين بأن نصف أوامر الله على مرادنا نحن كذلك ان نصنف بعض تصنيفات الله لخلقه وفق أهوائنا كمن صنفوا قبل ذلك قوله تعالى ( غير المغضوب عليهم و لا الضاليين ) فتم تصنيفها من البعض بأن المغضوب عليهم هم اليهود و الضالين هم النصارى مما حدا بالبعض ان يتهم الإسلام بالعنصرية لأنه يصنف البشر على أساس أيدلوجي لا على أساس الإيمان به .
                و لو انكم بحثتم بالقرآن الكريم عن ( المغضوب عليهم ) و عن ( الضالين ) لوجدت أنهما ذكرتا في مواضع عديدة و كان الخطاب موجه للمؤمنين أيضا فهنا التصنيف على اساس العمل و الإنصياع لأمر الله ..

                لذلك فتصنيفكم بأن الأمر قل سيروا موجه فقط لفئة معينه أراه تصنيفا منقوصا بعض الشيئ.
                ****
                ( 1 ) قصة الخلق من العرش الى الفرش
                القربُ من ذاتِ الجمالِ حياتي
                بالعقل لا بالعين ذًقْ كلماتـي

                تعليق

                • محمد جابري
                  أديب وكاتب
                  • 30-10-2008
                  • 1915

                  #9
                  الأستاذ الفاضل محمد برجيس؛

                  شكر الله لك، وأجزل عطاءه لك.

                  حتى لا نغتر بكل ما نقرأ من غير دراسة نقدية أنقل إليك خبرا نشرته مجلة Science et vie تجزم جزما علميا أكيدا بأن السماء ستسقط يوما فوق رؤوسنا، فما فائدة هذا الإعلان وقد جاء به كافر ولم يدفعه للإيمان بكتاب الله وما الفرق بين من يصدق هذا الخبر العلمي ولا يصدق ما في القرآن ثم ما الفرق بينهم وبين قريش التي لم تؤمن أساسا بهذا الخبر؟


                  الأمر بالسير موجه في القرآن الكريم للمتقين لكونهم لوحدهم يستفيدون من معطيات هذا الكتاب، فمن ينطلق للبحث من رؤية قرآنية ليس هو من يسعى لاستكشاف المجهول من غير إرشاد قرآني {.ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } [البقرة : 2]

                  تأويل القرآت الكريم يتطلب علما غائئصا باللغة العربية، لكن أغلب من تعاطى للكلام عن التفسير اعتمدوا النقل عن بعضهم دون الوقوف عند أسرار الآيات وما تفتحت به على مفسرها. فالمغضوب عليهم هم من عرفوا الحق ولم يتبعوه كائنا من كان، أما الضالين هم من بدلوا جهودا في سبيل منحرف كائنا من كان.
                  فالأصول الإسلامية لا تؤخذ من قول هذا المفسر أو ذاك، وإنما تؤخذ من المصادر الموثوقة، والمعتمدة.


                  وحتى لا ينطلق المرء انطلاقة منحرفة فها هو القرآن يمهد لنا فلسفة النظر في القرآن الكريم بماهيتها ومغزاها، ومنهجيتها.


                  [align=center]فلسفة النظر في القرآن الكريم[/align]


                  لماذا النظر في الكون والمخلوقات؟
                  سؤال مهم جدا، لكونه يكشف أسرار الأمر بالسير في الأرض. وأهداف النظر المطلوب بل فلسفته وهواجسه، من خلال استقراء النصوص القرآنية يمكننا تقسيم أهداف النظر :

                  1- النظر إلى عواقب الأمور للمنحرفين والمغترين بالقوة (وهي قراءة في أسباب انقراظ الحضارات


                  1-فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ
                  2- فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ
                  3- فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ
                  4 فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ
                  5- فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ
                  6- فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ
                  7 - فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَاَ
                  8- فلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ [الحج : 15] َ
                  9- فهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً [فاطر : 43]
                  10- وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً


                  2- طرق الكذب

                  11- انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ
                  12- انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
                  13- انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ

                  3- التمعن والتبصر في آيات الله الكونية والقرآنية

                  النظر إلى كرم الله وفضله
                  14- فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
                  15- انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
                  14- فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ
                  15- فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ

                  النظر فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
                  16- انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
                  17- فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ
                  18- وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي
                  19- فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ [الطارق : 5]
                  20- أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ [الأعراف : 185]
                  21- أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ [قـ : 6]
                  22- أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ [الغاشية : 17]

                  مراتب الناس ونظرتهم المخطئة
                  23- انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ
                  24- انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ

                  الغاية من تصريف الآيات والتفريط فيها
                  25- انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ
                  26- انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ

                  منهجية القرآن الكريم للنظر:

                  ساق صابر طعيمة في كتاب" المعرفة في منهج القرآن الكريم" منهجية نسبها للقرآن الكريم للنظر في أفق المحسات :

                  1- الاعتراف بمصالح العباد:
                  وهو تقرير ما ينفعهم وذهب فيه القرآن إلى أبعد مدى.

                  2- تقرير التجربة والواقع في ضوء النظرة النافذة إلى أدق خفايا الشيء ويلم كافة الزوايا :

                  - نظرة إلى المادة أو المواد التي خلق منها الشيء.
                  - النظر إلى كيفية بدء خلق الشيء.
                  - النظر إلى كيفية خلق الشيء.
                  - النظر إلى الأطوار والمراحل التي يمر منها الشيء خلال حياته في ظاهر الحس.
                  - النظر في درجات إتقان صنع الشيء.

                  3- النظر فيما بين الأشياء من علاقة :

                  - علاقة تباين.
                  - علاقة تجاذب.
                  - علاقة التناسق الوظيفي.
                  - علاقة كونية.

                  أفمن يمضي على بين من ربه كمن هو أعمى؟ فهل ما كلفنا به القرآن الكريم من النظر والتحقيق والبحث الدقيق العميق وما يسر به السبيل كمن ينطلق ليجوب الأرض ولربما استوقفته لفتة ناذرة، أو لقطة شاذة...
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 18-12-2009, 19:18.
                  http://www.mhammed-jabri.net/

                  تعليق

                  يعمل...
                  X