لي قِطّـة مؤانسَـهْ=مزعِجةٌ مشاكسَـهْ
أسكنتُها فـي دَاري=من خَوف ذاكَ الفَارِ
لعلَّـهـا تنـهَـاهُ=فـنـتـقِـي أذَاهُ
لكنَهـا اللئيـمَـهْ=واللؤمُ فيهَا شيمَـهْ
لم ترضَ بالوظيفَـهْ=والمهنَـةِ الشرِيفَـهْ
فأنشـأَتْ تصُـولُ=في الـدارِ أو تجـولُ
تهيـمُ فـي الـرواقِ=سيئَـةَ الأخــلاَقِ
فتكـثـرُ الـمـواءَ=والقَفـزَ، والغنـاءَ
تطـارد الخيُـوطَـا=وتصعـدُ الحُيُوطَـا
لا تعـرفُ المَـلاَلاَ=ولا تَـرى الكَـلاَلا
فجسمُهـا صغيـرُ=وجُرمُهـا كَبـيـرُ
كم مرةً في البيـتِ=قد سيَّحَتْ مِنْ زَيْتِ
وأزعجَت من نائـمِ=وأوقعَت مِـنْ قَائِـمِ
تُغافِـلُ العُيـونَـا=فتكسِـر الصُّحُونَـا
وتَحطِـم الأكوابَـا=فتُفقِـد ُالصَّـوابَـا
وحينَها فـي مكـرِ،=نحو السقوفِ تجـرِي
تلبثُ عنـدَ الجَـارِ=فِي رحلَةِ اضطـرارِ
تفِرُّ فِـي الصَّبـاحِ=لغايَـةِ الــرَّواحِ
وعندَهَـا تـعُـودُ=وشرهَـا يـزيـدُ
وربـمَـا تـراهَـا=تُحَـرِّكُ الشفاهَـا:
تقولُ: "أطعِمُونِـي=يا سادَتِي واسقُونِـي
أريدُ لحْم الضـانِ،=وأعْـذب َالألبـانِ
وما زكَـا وطابـاَ=ولذ لـي شرابَـا ..
وإن رأَتْ تجـاهُـلاَ=أو قِيلَ ألْـفُ لا ولاَ
تـمـدُّ للأطـفـالِ=كفَّيـنِ للـسّـؤالِ
أو تلتجِـي للحيلـهْ=فـي خِفّـةٍ رذيلَـهْ
فتسْـرِقْ الطعامَـا=لتُحسِـنَ انتقـامَـا
وهكـذَا تـفِـرُّ،=وعينُـهَـا تـقَـرُّ
فالقلبُ منهـا بـاقِ=يعيشُ فـي اختنـاقِ
يكـادُ مـن أذاهَـا=يَـودُّ لـو شواهَـا
لكـنـهُ بالعـفْـوِ=يمنُّ حيـنَ تـأوِي
بـذَا تعـودُ ريمـهْ=للعـادة القديـمَـهْ
فتستعيـدُ قطَّـتِـي=ما قد مَضَى من شِقوةِ
ويرجِـعُ الفـسـادُ=والشـرُّ والعنَـادُ.
تعليق