سائق القطار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. توفيق حلمي
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 864

    سائق القطار

    سائق القطار


    شاء له القدر أن يكون سائقاً للقطار. وما كان أسهل هذا العمل بالنسبة له. كان يجلس في كابينة القيادة ويضغط على أزرار هنا وهناك فتنطلق العربة الحديدية الضخمة للأمام ، تجر خلفها الدنيا كلها !
    كم تسلل إليه الملل وتمكن منه وهو ينظر إلى القضبان الممتدة أمامه في الأفق بلا نهاية والتى تأخذ القطار وعرباته إلى ما شاء لها أن تأخذ ، دون أن يكون له في هذا خيار ، وهو بين الحين والآخر يطلق صفير البوق الكبير ينبه به لمقدم العجلات الضخمة والتي لا تعرف رحمة بمن يعترض طريقها.
    تمرد على ذلك وقرر فجأة أن يترك هذه الوظيفة التي لا يجد فيها نفسه والتي تكبل إرادته وتحيدها. قدم استقالته ثم راح في يفكر في الاتجاه الذي يتفق مع مواهبه وقدراته ويجد فيه الشعور بأنه يملي إرادته . استغرق كثيراً في التفكير ، هل يذهب هنا أو يذهب هناك ؟ يميناً أو يساراً ؟ ولكن شيئاً من كل هذا لم يقنعه أن يتجرأ على البدء فيه. مر وقت طويل حتى وجد نفسه في أحد الأيام يتجه إلى محطة السكك الحديدية ، ليقفز فوق القضبان من على الرصيف ويسير عليها ناظراً أمامه مطلقاً من بين شفتيه صفيراً خافتاً.
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    #2
    إذا فإننا نراه بعد أن قرر أن يغيّر اتجاه مهنته رأى أنه لا بد من العودة إليها بعد أن وجد بأن كل الطرق قد أغلقت أمام مواهبه وقدراته ، وأن أي اتجاه مغاير لعمله السابق ربما سيحرمه حتى لقمة عيشه ....
    قصة تحمل لنا يا أستاذنا الفاضل الدكتور توفيق حلمي واقعا مريرا يعيشه المواطن العربي الذي قد يجد أحيانا أن أفضل الطرق الاستسلام حتى ولو كان على حساب أحلامه وأمانيه ....

    أمينة أحمد خشفة

    تعليق

    • د. توفيق حلمي
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 864

      #3
      [align=right]
      أمينة القلم بنت الشهباء
      عندما أكتب اقصوصة أرسمها بحيث تحتمل أكثر من معنى يتفق مع معين القارئ الفكري والثقافي كيفما كان ، ويبقى دائماً معنى أهدف له ككاتب للنص. وقد وضعت يدك هنا على أحد المعاني التي لا يدركها إلا من كان تأمله عميقاً وفكره متقداً وهو صحيح.
      أما ما هدفت أنا له هنا ، فهو قضية تقييم الإنسان لنفسه بنفسه ، فعندما يكون هذا التقييم خطأ ، ويظن الإنسان في نفسه قدرات ليست في حقيقتها له ، فإنه بلا شك سيصطدم بتلك الحقيقة يوماً.
      الرجل هنا كان سائقاً للقطار وهي وظيفة لمحدودي القدرة أساساً ، فقدرته الفعلية لم تؤهله لأكثر من ذلك. لكنه تبرم وظن في نفسه غير ذلك ، وصدق نفسه بقدراتها الوهمية ، فلما وجد أن الخيار له - وقدراته غير مؤهلة للاختيار فقد كان القطار هو صاحب القرار - لم يسعفه خيار ولم يقو على اتخاذ قرار ، فلم يجد أمامه إلا أن يتشبه بالقطار القادر على الفعل والاختيار. حتى عندما فعل ذلك فلم يصل لقدرة القطار في الخيار أو الفعل ، فصفيره لن يعلو فوق صفير القطار المدوي مهما حاول ، فلفمه أيضاً قدرة محدودة.
      النص هو دعوة لأن يعرف كل إنسان قدراته الفعلية ولا يتمرد عليها ، ويحرص ألا ينساق خلف قدرات وهمية يتوهمها ويصدقها فيتعثر.
      تقدير واحترام واكبار لحلولك البهي الفاعل.
      [/align]

      تعليق

      • مصطفى الصالح
        لمسة شفق
        • 08-12-2009
        • 6443

        #4
        اذن فقد جن الرجل
        لانه لم تستطع تحقيق حلمه

        قصة رائعة
        رغم قصرها لكنها تحمل معان عميقة

        تحياتي
        [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

        ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
        لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

        رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

        حديث الشمس
        مصطفى الصالح[/align]

        تعليق

        • مكي النزال
          إعلامي وشاعر
          • 17-09-2009
          • 1612

          #5
          لا أحب نشر التفسيرات لقصة من هذا النوع فجلّ جمالها في تقبّلها للاحتمالات المتعددة. لكني أشير إلى أن الكاتب أخذني في (قطار) قصته بسلاسة جميلة، ثم عاد بي إلى سكة القطار وكأني وجدت نفسي (أصفر) هناك!
          تحية كبيرة لك دكتور فقد قرأتك قاصًا مُجيدًا وممتعا


          .

          واستـُشهدَ الأملُ الأخيرُ

          تعليق

          • د. توفيق حلمي
            أديب وكاتب
            • 16-05-2007
            • 864

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
            اذن فقد جن الرجل
            لانه لم تستطع تحقيق حلمه

            قصة رائعة
            رغم قصرها لكنها تحمل معان عميقة

            تحياتي
            نعم أخي الكريم / مصطفى الصالح ، جن ، ولكنه جنون الغفلة
            اشكر لك استحسانك وجميل حلولك
            تقبل الاحترام والتقدير

            تعليق

            • د. توفيق حلمي
              أديب وكاتب
              • 16-05-2007
              • 864

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مكي النزال مشاهدة المشاركة
              لا أحب نشر التفسيرات لقصة من هذا النوع فجلّ جمالها في تقبّلها للاحتمالات المتعددة. لكني أشير إلى أن الكاتب أخذني في (قطار) قصته بسلاسة جميلة، ثم عاد بي إلى سكة القطار وكأني وجدت نفسي (أصفر) هناك!
              تحية كبيرة لك دكتور فقد قرأتك قاصًا مُجيدًا وممتعا


              .
              ما أجمل رؤيتك أخي الشاعر والأديب مكي النزال
              هو هكذا ، نأخذ النص كيفما كان تحليله ليقنع كل بما يقتنع به
              حللت أهلا ونزلت سهلاً في متصفحي المتواضع
              خالص الشكر والتقدير

              تعليق

              • عائده محمد نادر
                عضو الملتقى
                • 18-10-2008
                • 12843

                #8
                الزميل القدير
                د. توفيق حلمي
                أرجوك زميلي لم فسرت رؤيتك
                أنت بهذا ستحرم القاريء من متعة التأويل والطيران مع النص بالخيال
                النص رائع ويحتمل الرؤى بجميع الإتجاهات
                المهم
                نص جميل وسريع ومتين جدا
                أحببت ومضة النهاية لأنها توحي بالكثير
                وقبل أن أقرأ ردك تخيلته يريد أن يتحدى تلك السكة وذاك القطار الذي لم يستطع مجاراته ولم يعي بأنه قدره
                أشكرك كثيرا وأرجو منك أن لاتفسر نصك بعد اليوم زميلي العزيز
                تحايا لك بعطر الورد
                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                تعليق

                • د. توفيق حلمي
                  أديب وكاتب
                  • 16-05-2007
                  • 864

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                  الزميل القدير
                  د. توفيق حلمي
                  أرجوك زميلي لم فسرت رؤيتك
                  أنت بهذا ستحرم القاريء من متعة التأويل والطيران مع النص بالخيال
                  النص رائع ويحتمل الرؤى بجميع الإتجاهات
                  المهم
                  نص جميل وسريع ومتين جدا
                  أحببت ومضة النهاية لأنها توحي بالكثير
                  وقبل أن أقرأ ردك تخيلته يريد أن يتحدى تلك السكة وذاك القطار الذي لم يستطع مجاراته ولم يعي بأنه قدره
                  أشكرك كثيرا وأرجو منك أن لاتفسر نصك بعد اليوم زميلي العزيز
                  تحايا لك بعطر الورد
                  الأستاذة الفاضلة الأديبة / عائدة محمد نادر
                  الحق معك بلا شك ، فصاحب النص لا يجب أن يفسره. غير أنه قد طُلِبَ مني قبلاً تفسير بعض قصص قصيرة بدعوى غموض معناها ، فكنت أفعل ذلك. وتلك الأقصوصة رفضها أحد المواقع الأدبية الشهيرة الرائدة ، على إنها ليست قصة ! ربما كان تعريف القصة عندهم هو الحدوته.
                  أما تفسيرك ورؤيتك التي تفضلت بطرحها ، فذلك في موضعه ، فكما قلت أن تفسير النص يتبع رؤية وثقافة القارئ باختلاف ذلك ، على أنه لابد أن يكون للكاتب رؤيته هو حتى لا يكون ما يكتبه غامضاً وهدفه الأساسي هو الغموض وكفي.
                  خالص الشكر والتقدير لعاطر مداخلتك القيمة

                  تعليق

                  • بهائي راغب شراب
                    أديب وكاتب
                    • 19-10-2008
                    • 1368

                    #10
                    عزيزي د. توفيق حلمي

                    نص يذكرنا بقطار الحياة .. لا يمكننا النزول عنه .. فهو مصيرنا وقدرنا ..
                    ومن هنا .. لماذا نعاند أقدارنا .. ولماذا نكره حياتنا المألوفة ..
                    فنطردها ..

                    لنكتشف بعد المعاناة ان حياتنا الأولى هي الأصل لوجودنا .

                    نص معبر وراق سيدي
                    أطمع يارب أن يشملني رضاك فألقاك شهيدا ألتحف الدماء

                    لن أغيرنفسي لأكون غيري ، سأظل نفسي أنا أنا

                    تويتـــــــر : https://twitter.com/halmosacat

                    تعليق

                    • د. توفيق حلمي
                      أديب وكاتب
                      • 16-05-2007
                      • 864

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة بهائي راغب شراب مشاهدة المشاركة
                      عزيزي د. توفيق حلمي

                      نص يذكرنا بقطار الحياة .. لا يمكننا النزول عنه .. فهو مصيرنا وقدرنا ..
                      ومن هنا .. لماذا نعاند أقدارنا .. ولماذا نكره حياتنا المألوفة ..
                      فنطردها ..

                      لنكتشف بعد المعاناة ان حياتنا الأولى هي الأصل لوجودنا .

                      نص معبر وراق سيدي
                      الأستاذ المفكر بهائي راغب شراب
                      نعم ، تأويل في موضعه لا يتأتى إلا لمن خبر الحياة فاتقد فكره
                      تقدير واحترام لحلول بهي عطر

                      تعليق

                      يعمل...
                      X