[align=justify]
يزعم المعزمون ( من يتلون العزائم جمع عزيمة وهي الرُقي جمع رقية ) والسحرة ( من يمارسون السحر أي إخراج الباطل في صورة الحق وما يستعان في تحصيله بالتقرب من الشيطان ) والمشعوذون ( من يمارسون الشعوذة أي التخييل وهي خفة في اليد وأعمال كالسحر تُري الشيئ للعين بغير ما هو عليه ) أنهم يستعبدون الجن والشياطين والأرواح فتطيعهم وتخدمهم وتخضع لأمرهم ونهيهم.. أما أصحاب الطلاسم ( خطوط أو كتابة يستعملها الساحر ويزعم أنه يدفع بها كل مؤذ ويفعل ما هو مطلوب.. وكلمة طلسم معربة عن اليونانية) أنهم يعملون الطلاسم علي أرصاد الكواكب لكل ما يريدونه من الأفعال.. ولهم نقوش علي الحجارة والخرز والفصوص.
المعزمون
زعم المعزمون ممن ينتحل الشرائع أن الشياطين والجن والأرواح تطيعهم بطاعة الله جل اسمه والإبتهال إليه وترك الشهوات ولزوم العبادات والإقسام عليهم باسم الله.. وهم يطيعونهم إما طاعة لله جل اسمه وإما مخافة منه تبارك وتعالي لأن في خاصية اسمائه قمعهم وإذلالهم.. وهناك من يدعي معرفة الإسم الأعظم لله.. ويسمون هذا بالسحر الحلال أو السحر الأبيض أو العلوي أو الرحماني.
السحرة
يستعبد السحرة الشياطين بالقرابين والمعاصي وارتكاب المحظورات مما لله سبحانه في تركها رضي وللشياطين في ارتكابها رضي كذلك مثل ترك الصلاة والصوم وإباحة الدماء ونكاح ذوات المحرم وغيرها من أفعال الشر والكفر والفسوق والعصيان. كما يزعمون أن لهم خواتيم وعزائم ورقي ودخن ( البخور ). وهذا ما يعرف بالسحر الأسود أو السفلي أو الشيطاني ( الأعمال السفلية ).
أصحاب الطلاسم
تعتمد الطلاسم علي أرصاد الكواكب.. وللهنود اعتقاد فيها وقد ألفوا في ذلك كتباً نقل بعضها إلي العربية.. وهم يزعمون أنهم يفعلون بالطلاسم العجائب من هزيمة الجيوش وقتل الأعداء والمشي فوق الماء وقطع المسافات البعيدة في المدة القريبة.
اشتهرت بابل بالسحر لما ذكر من أن فيها الملكين هاروت وماروت وهما يعلمان الناس السحر.. كما عرفت مصر بالسحر لما ذكر عن سحرة فرعون والنبي موسي.. فالسحر في مصر قديم.. أما الطلاسم ( الطلسمات ) فهي بأرض مصر والشام كثيرة وذهب البعض إلي أن أفعالها قد بطلت لتقادم العهد.
مؤلفو كتب السحر والشعوذة والطلاسم الأوائل
أمدنا " ابن النديم " في كتابه " الفهرست " بأسماء أولئك المؤلفين وبعضهم من غير العرب :
* أريوس الرومي الملقب برشيد قومه وكان من علماء الروم بالعزائم.. وله كتاب يذكر فيه أولاد إبليس وتفرقهم في البلاد.
* ابن هلال وهو الذي فتح هذا الباب في الإسلام وقيل إن له أفعال عجيبة وأعمال حسنة وخواتيم مجربة.
* ابن الإمام وهو من المعزمين الذين يعملون باسماء الله جل اسمه وكان في أيام الخليفة العباسي المعتضد.
* ابن أبي رصاصة وكان مقدماً في صنعته وكان معتقداً في صحتها وظل يمارسها حوالي ثمانين سنة.
كما أمدتنا مصادر أخري بأسماء مؤلفين آخرين مثل :
* المجريطي الذي ولد في " مجريط " بأسبانيا وكان من كبار علماء العرب بالحساب والفلك والطب والكيمياء والسحر.. وقد سافر إلي الشرق وعاد بالمخطوطات اليونانية والعربية فدرسها وقرب منالها لأهل الغرب.. توفي 1007 م. ومن مؤلفاته كتاب " تعديل الكواكب ".
[/align]
تعليق