إن المشكلة الحقيقة في لغة الحوار بين المثقفين العرب تكمن في ثلاثة محاور
1- العلية في التخاطب مع الآخر
2- إزدراء رأي الآخر متى عارضنا
3- القطيعة و نصب العداء حال الإختلاف
لعل العامل الأساسي لوأد أي حوار بين أطراف عدة هو لغة التعالي التي يتبناها البعض
عند التواصل مع الأخر بزعم المعرفة او العلم أو اللامناسب للحوار معه كأن يكون احدهم
على درجة علمية ما يرى فيها انها منزلة لا تتاح سوى لمن هم أعلم الناس و اكثرهم ثقافة
و بالتالي ينظر لمن هم بلا رتبة أكاديمية على انه لا يرقى للحوار معه و من ثم يتخذ منحى
نرجسي في التحاور معه يظهر بوضوح من التشدق ببعض المصطلحات التي لا يستطيع تبسيطها او ترجمتها بلغة بسيطة للتواصل ظنا منه أن الحديث بلسان ملتوي بعض الشيئ سيلبسه ثوبا من الوقار و الحكمة ناهيك عن تسليم الآخر لرأيه بلا منازع .
2- إزدراء رأى الآخر عند معارضته
و ذلك لعدم بلوغة المستوى الذي يليق بالحوار معه و من ثم فهو أقل من مستواه بل في درجة أقل مما يجب أن يناقشه و بالتالي يأتي الإزدراء لرأي الغير مبررا جاهزا لعدم الخوض في حوار جاد
3- ما ان يختلف أحدهم مع البعض في رأي أو وجهة نظر يتحول الإختلاف الى قطيعة تستوجب العداء
و الهجوم المبكر على الآخر إنتصارا لرأية و تدعيما لحجته بأنه الأصح و الأصوب رأيا
و ينتقل الإختلاف في وجهات النظر الى صراع محموم لمسح الآخر من خارطة أي حوار .
و للأسف تلك هي حالة بعض المثقفين العرب اللذين لم و لن يتعلموا كيف يكون الإختلاف
لقد أعجبني كثيرا رد أحدهم حين قال
conversation not debate
حاور لا تناظر.
هناك فرق كبير جداً بين الحوار والمناظرة. في الحوار يتساوى الطرفان. ولا ينتهي بمنتصر ومهزوم. الغرض منه أن تعرف المزيد من التفاصيل، لا أن تلقي المزيد من الحجج والبراهين. لا مجال في الحوار لحظ النفس أو غلبة الهوى، أو إظهار العلم والذكاء، أو مراءاة للناس أو طلب التقدير والثناء بخلاف ما يحدث في أغلب المناظرات. الحوار غالباً ما يسود في جو ودي بينما تتم المناظرة في جو مشحون أو متوتر أو عدائي.
والثالث:
List all what you agreed upon
أعد قائمة بما اتفقتم عليه
هذا هام جداً، فلابد أن يكون للحوار هدف، ولا بد أن تكون له نهاية. وليس مجرد مسابقة في المعلومات العامة أو القدرة على الاستدلال والتنظير. يجب أن يبدأ أي حوار بما يسميه علماء الأصول: "تحرير محل النزاع"، وينتهي بإعداد قائمة بما اتفق عليه الطرفان.. حتى لو كانت من فقرة واحدة أو فقرتين.. لا أدري لماذا نرى دائما ما اختلفنا فيه ولا تتجه أنظارنا إلى ما اتفقنا عليه، وهذا ما يزيد من جو التحفز بدون مبرر. ما يتفق عليه الناس أكبر بكثير مما اختلفوا فيه. فنتعاون فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه. سواء كان هذا الخلاف سائغاً أو غير سائغ.
1- العلية في التخاطب مع الآخر
2- إزدراء رأي الآخر متى عارضنا
3- القطيعة و نصب العداء حال الإختلاف
لعل العامل الأساسي لوأد أي حوار بين أطراف عدة هو لغة التعالي التي يتبناها البعض
عند التواصل مع الأخر بزعم المعرفة او العلم أو اللامناسب للحوار معه كأن يكون احدهم
على درجة علمية ما يرى فيها انها منزلة لا تتاح سوى لمن هم أعلم الناس و اكثرهم ثقافة
و بالتالي ينظر لمن هم بلا رتبة أكاديمية على انه لا يرقى للحوار معه و من ثم يتخذ منحى
نرجسي في التحاور معه يظهر بوضوح من التشدق ببعض المصطلحات التي لا يستطيع تبسيطها او ترجمتها بلغة بسيطة للتواصل ظنا منه أن الحديث بلسان ملتوي بعض الشيئ سيلبسه ثوبا من الوقار و الحكمة ناهيك عن تسليم الآخر لرأيه بلا منازع .
2- إزدراء رأى الآخر عند معارضته
و ذلك لعدم بلوغة المستوى الذي يليق بالحوار معه و من ثم فهو أقل من مستواه بل في درجة أقل مما يجب أن يناقشه و بالتالي يأتي الإزدراء لرأي الغير مبررا جاهزا لعدم الخوض في حوار جاد
3- ما ان يختلف أحدهم مع البعض في رأي أو وجهة نظر يتحول الإختلاف الى قطيعة تستوجب العداء
و الهجوم المبكر على الآخر إنتصارا لرأية و تدعيما لحجته بأنه الأصح و الأصوب رأيا
و ينتقل الإختلاف في وجهات النظر الى صراع محموم لمسح الآخر من خارطة أي حوار .
و للأسف تلك هي حالة بعض المثقفين العرب اللذين لم و لن يتعلموا كيف يكون الإختلاف
لقد أعجبني كثيرا رد أحدهم حين قال
conversation not debate
حاور لا تناظر.
هناك فرق كبير جداً بين الحوار والمناظرة. في الحوار يتساوى الطرفان. ولا ينتهي بمنتصر ومهزوم. الغرض منه أن تعرف المزيد من التفاصيل، لا أن تلقي المزيد من الحجج والبراهين. لا مجال في الحوار لحظ النفس أو غلبة الهوى، أو إظهار العلم والذكاء، أو مراءاة للناس أو طلب التقدير والثناء بخلاف ما يحدث في أغلب المناظرات. الحوار غالباً ما يسود في جو ودي بينما تتم المناظرة في جو مشحون أو متوتر أو عدائي.
والثالث:
List all what you agreed upon
أعد قائمة بما اتفقتم عليه
هذا هام جداً، فلابد أن يكون للحوار هدف، ولا بد أن تكون له نهاية. وليس مجرد مسابقة في المعلومات العامة أو القدرة على الاستدلال والتنظير. يجب أن يبدأ أي حوار بما يسميه علماء الأصول: "تحرير محل النزاع"، وينتهي بإعداد قائمة بما اتفق عليه الطرفان.. حتى لو كانت من فقرة واحدة أو فقرتين.. لا أدري لماذا نرى دائما ما اختلفنا فيه ولا تتجه أنظارنا إلى ما اتفقنا عليه، وهذا ما يزيد من جو التحفز بدون مبرر. ما يتفق عليه الناس أكبر بكثير مما اختلفوا فيه. فنتعاون فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه. سواء كان هذا الخلاف سائغاً أو غير سائغ.
تعليق