تطور الفكر الإجتماعي في أدب نجيب محفوظ .../ ماجي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجى نور الدين
    مستشار أدبي
    • 05-11-2008
    • 6691

    تطور الفكر الإجتماعي في أدب نجيب محفوظ .../ ماجي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    تطور الفكر الإجتماعي في أدب نجيب محفوظ

    لقد إتسم فكر نجيب محفوظ بالتطور ومواكبة التغيرات
    التي حدثت في واقع الحياة الإجتماعية ..، بل هو أحد
    المحاور الأساسية في فكره ويظهر هذا واضحا في
    رواياته مثل " القاهرة الجديدة " و " اللص والكلاب "
    و " بداية ونهاية " و " خان الخليلي " و " زقاق المدق "
    و" ثرثرة فوق النيل " و " الكرنك " ..فكل هذه الأعمال
    تحمل في طياتها أثر التطور الذي طرأ على الإنسان
    والمجتمع في آن واحد ...

    ومن المحاور الأخرى التي يمكن رصدها في فكر
    " محفوظ" تمسكه بالدين على أساس الفكر المفتوح
    والعقلية المتطورة والدفاع عن الحرية بمعناها العريض
    ورفض الدكتاتورية ..

    كما يتمثل محور التوفيق بين العلم والدين أحد المحاور
    الأساسية في أدب محفوظ فهو يرى أنهما لايتعارضان
    وإنما يتكاملان وهما وجهان لعملة واحدة وهى الحياة
    الإجتماعية ، ولقد ظهر هذا التكامل واضحا في روايات
    مثل " أولاد حارتنا " ، ثرثرة فوق النيل " ، الشحاذ
    والسكرية ..، حيث إستطاع التوفيق بين الدين في أهدافه
    ومضامينه وأهداف ومراسي العلم ..

    ويمكن تقسيم تطور الفكر الإجتماعي في أدب محفوظ
    وفقا لهذه المراحل :

    1) المرحلة التاريخية الرومانسية :

    في هذه المرحلة كتب " محفوظ " ثلاث روايات تاريخية
    هى " عبث الأقدار " 1939 و " رادوبيس " 1943
    و " كفاح طيبة " 1944
    وهذه الروايات الثلاث استقت مضمونها من التاريخ الفرعوني
    فالأولى " عبث الأقدار " تدور حول فرعون مصر " خوفو "
    وهو يتحدى القدر الذي أنبأه به الساحر حين ذكر له أنه لن يجلس
    على العرش من بعده أحد من ذريته ..، ودار الصراع بينه
    وبين القدر الذي حفظ طفلا صغيرا ليجلس بعده على العرش
    ولم يكن من ذريته ..

    أما " رادوبيس " وتدور حول حقبة تاريخية شهدت صراعا
    بين الملك الفرعون " ونرع " والكهنة وعلى رأسهم
    " خنوم حتب "وسبب الصراع هو العلاقة غير الشرعية بين
    الملك وبين الغانية " رادوبيس " ,,، وهو صراع
    بين السلطة ممثلة في الملك والدين ممثلا في الكهنة ..

    أما الثالثة " كفاح طيبة " فكانت ترصد المعارك الحربية
    بين الملك " سيكنرع " ثم حفيده " أحمس " وبين الهكسوس
    الغزاه ..، وهى تتسم بالكفاح ضد التدخل الأجنبي ..

    وفي هذه المرحلة من فكر محفوظ ألقى الضوء على مرحلة
    تاريخية مؤكدا على قيم أصيلة تواصل وجودها بعد ذلك
    في الشعب وليس الفراعنة فقط ..
    وقد يتبادر إلى الذهن لماذا عمد إلى الكتابة التاريخية في
    ذلك الوقت ؟؟
    هذا لأنه إختار التاريخ ليجعل منه وسيلة للتعبير عن الواقع
    المعاصر دون تصريح ..
    ففي روايته الأولى أكد على ضرورة أن يتولى أحد أفراد
    الشعب الحكم عن طريق ممثلين من أبنائه الحقيقيين
    ولكنه لم يستطع التعبير عن ذلك بصورة مباشرة في ظل
    الحكم الملكي ..
    وفي " رادوبيس " الثانية ، كانت إحتجاجا على فساد الحكم
    الملكي وتفشي المؤامرات داخل القصور الملكية وذلك في
    الثلاثينيات وقد كان ملك مصر في هذا الوقت يعد زير
    نساء متعدد العلاقات ..
    أما الثالثة " كفاح طيبة " فقد قدم فيها مضامين سياسية
    وإجتماعية استقاها محفوظ من واقع الحياة الإجتماعية
    السياسية في ذاك الوقت ..

    إلى هنا تنتهي هذه المرحلة الأولى التي أسماها النقاد
    بالمرحلة " التاريخية الرومانسية " في أدب محفوظ
    وإلى اللقاء مع المرحلة الثانية ..:
    " المرحلة الإجتماعية الواقعية "

    وهى مرحلة هامة وقد شكلت بعدا فكريا
    جديدا في أدب محفوظ ..

    وللحديث بقية إن شاء الله ..

    ودائما لكم محبتي



    /
    /
    /



    ماجي


يعمل...
X