السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء من اهل الخبرة تشريح القصة بهدوء
واعلامي بالسلبيات بسلاسة
اكن من الشاكرين
تحياتي
الرجاء من اهل الخبرة تشريح القصة بهدوء
واعلامي بالسلبيات بسلاسة
اكن من الشاكرين
تحياتي
[align=right]
أنا له
تعرفت على محمد اثناء دراستي الجامعية، اما احمد فلم اقابله وليتني...
طفولتهما مضت كالبرق اللماح قبل ان يستمتعا بها ويلهوا كبقية الاطفال- ذوو الافق المحدود والاحلام الوردية- في العالم، فالطفل في فلسطين يشيخ بينما اقرانه في بلدان اخرى ما زالوا يرضعون؛ ينضجون مبكرا لاستقبال امانة الجيل السابق الذي تفرق معظمه بين القبور والهجرة والمعتقلات.
في المرحلة الابتدائية شعرا، ومع بداية المرحلة الاعدادية ( المتوسطة ) فهما ما يدور حولهما، من تغطرس هذا المحتل اليهودي الغربي الاجنبي وتجبره باغلاق الطرقات ومطاردة الشرفاء في كل مكان، وإجبارالاهالي على الدوران خلف الحواجز من خلال التلال والوديان والمزارع، رغم انها بلادهم وارضهم رووها بدمائهم وانبتوا منها اطفالهم
ذات يوم قرر احمد الوصول الى المدرسة من شارع اغلقه اليهود كي لا يتاخر، فما ان صار قبالة الحاجز اليهودي حتى جحظ بعينيه نحوه، ومشى يريد المرور واحمد يرجوه عبثا ان يتراجع، فتساقطت كلماته خلفه قبل ان تصل اذنيه وهو مندفع لا يلوي على شيء، حتى اذا ما وصلهم وقف امامهم كالجبل، بعد جدال قصير معهم، يضيقون به ذرعا ويلقونه في سيارة الجيب وينطلقون به
كانت هذه هي التجربة الاولى الفعلية لاحمد، اذ سجنوه شهرا بعدما اوسعوه ضربا آلمه نفسيا فصقله وجعله اكثر عنادا واصرارا، وظهر ذلك جليا عندما وبخه محمد على عناده، فكانت الكلمات تتلاشى قبل ان تبلغ سمعه
سنوات الثانوية تمضي وهما يكبران مع الالم والعزة والحقد على يهود حتى صار احمد لا يطيق رؤية احدهم.
كم كانا يخرجان سويا الى المدرسة وفي الطريق تتغير البوصلة؛ فيتوجها لرشق جنود الصهاينة بالحجارة لانهم اغلقوا شارعا او فرضوا حظر التجوال بسبب او بدون سبب
وادمنا على هذا العمل حتى اختفت رهبة اليهود من الصدور، اما الجيل التالي فصار اكثر جراة وشجاعة؛ اذ يعترضون اليات العدو رشقا بالحجارة، ويمتطون ظهر الدبابة حارقين محركها بقنابل ( المولوتوف )، (ولولا فرق العدة والعتاد لكانت هزيمة اليهود محققة) كما قال احمد
احمد لم يدر ما يخبئه له القدر، لكن يوم تخرجه من الثانوية العامة كان يوم فرحة مزدوجة؛
قام اليهود بفرض حظر التجوال على القرية حتى بدت مهجورة، وطوقوا منزل احد المجاهدين الكبار، وكانوا قاب قوسين او ادنى من تحقيق ماربهم، كان الجو مشحونا وينبيء بشر.
ضجت الناس ونزل الاطفال الى الشوارع وقاموا بهوايتهم المفضلة؛ رشقوا اليهود بكافة انواع الحجارة، اطلق اليهود قنابل الغاز لابعادهم لكنهم ثبتوا، وصمموا على منعهم من الوصول الى غايتهم حتى لو كلف ذلك دماء القرية كلها،فهم احمد بحنكته ان المجاهد بحاجة الى الهاء اليهود لثواني ليخرج الى مكان آمن، تللك اللحظة كانت ساعة الصفر بالنسبة لاحمد حيث كان على ميعاد مع فجر جديد، جمع اقرانه، وبدا ينظمهم وجمعوا ما يكفي من ذخيرة الحجارة، وبخطة منظمة رفعوا وتيرة الاضرابات والاحتجاجات والرشق بالحجارة، واطلق الشبان العنان لمقاليعهم؛ فالقوا قنابل الحجارة بكافة الانواع والاشكال، زغردت الحجارة في السماء موقفة زحف رصاص العدو، كان هناك سؤال واحد؛من يحرك ذاك القناص اليهودي المتمركز خلف ساترعلى مقربة من المنزل من مكانه؟؟
فقال احمد: أنا له
تقدم اقرانه من جهة اليمين، حتى اذا رآهم اليهودي ووقف على رجليه مطلقا النار عليهم، تراجعوا فلم يصب احدهم باذى، وبحركة ذكية كان احمد قد وقف قبالته في منتصف الشارع وبيده حجر ناري كان قد انتقاه بعناية فائقة، ووزنه وهزه حتى اذا رضي عنه جهز نفسه ومد ذراعه ليطلقه
انتبه له اليهودي لكنه تاخر، اذ استقر الحجر في عينه ليقتلعها من مكانها ويهشم وجهه فيبدا بالصراخ والعويل، فيقوم افراد المفرزة اليهودية باطلاق رصاصهم كالمطر المجنون صوب احمد حتى صار جسده كالغربال، وهو واقف صامد كالطود لا يتحرك وهم مستغربون متعجبون من هذا العملاق الذي لا يهتز ولم يقع على الارض رغم هذا القصف
نظر حوله مبتسما ابتسامة ساحرة وقال
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله
ثم اغمض عينيه و ارتقى الى ربه
رحمه الله وجعل الجنة مثواة
مصطفى الصالح
13\12\2009
[/align]
تعليق