أختاه غبتِ فليلنا ليلانِ
شعر : د. جمال مرسي
حين تغيبت أختنا الكاتبة الثائرة د. مها النجار عن ملتقانا الحبيب لظروف ندعو الله أن تزول سريعا ذكرني غيابها بقصيدة كنت قد كتبتها لها في موقف مشابه صحبت فيه والدتها في رحلة علاج لألمانيا .. أخرجتها من ملفاتي لأهديها لها هنا من جديد :
[frame="12 80"]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أُختاهُ غِبتِ ، فليلنا ليلانِ=و نهارنا سِفْرٌ بلا عنوانِ
و الروضُ خاصمهُ الجمالُ ، كأنهُ=أضحى لنا رسماً بلا ألوانِ
يا لحظةَ الصدقِ التي أسْعَدْتِنَا=ببديعِ حرفٍ ساحرٍ فتّانِ
رَحَلَتْ قوافلُ عمرنا عبر المدى=و استعذبتْ بحراً بلا شطآنِ
رَحَلَتْ ، فلا قمرٌ يؤانسُ ليلها=في غربة الأوطان و الأزمانِ
رَحَلَتْ فلا عادَ الشراعُ لأرضِهِ=يوماً ، و لا شُلَّتْ يدُ الربّانِ
أين الصديقُ هناكَ ، هل صادفتِهِ=في وجه "برلينَ" العبوسِ الجاني
أين الأخوَّةُ و المحبةُ حينما =فتّشتِ عنها في ربا الألمانِ
و الجارُ ، أين حقوقهُ ، هل صانها=بشرٌ ، كَنَصِّ المنهجِ القرآني
أنتِ الجمالُ الصِرفُ فاح أريجُهُ=لتغارَ منهُ حدائقُ الريْحانِ
و لقد سألتكِ و السكونُ يلفنا=و الصمتُ معقودٌ بطرْفِ لساني
كيف الرحيل إلى بلادٍ ما بها=غيرُ الجمودِ و هيئةُ الإنسانِ
لا روح في جنباتها رغم الضيا=تلقينَهُ بضّاً بكلِّ مكانِ
هل مثلُ ماء النيلِ ماءٌ ذُقتِهِ=هل مثل هذا الكوثرِ الربّاني ؟
و الشمسُ ، هل أدركتِ شمساً كالتي=سَطَعَتْ بمصرَ كأنّها شمسانِ
و البدرُ، هل سامرتِ بدراً مثلما=سامرتِهِ في ليلنا النوراني
فبكيتِ من هولِ السؤالِ بأدمعٍ=تجري على الخدين كالطوفانِ
يا شاعري : يكفيك ذبحاً ، هكذا=قد قلتِ لي ، دعني هناك أُعاني
ما كنتُ أهجرُ موطني بإرادتي=إلا لظرفٍ قاهرٍ أعياني
أمي هناك مريضةٌ ، و فديتها=بالبعد عن وطني و عن خِلاّني
فادعُ الإلهَ لها شفاءً عاجلاً=و بُعيدها سأعودُ للاوطانِ[/poem][/frame]
شعر : د. جمال مرسي
حين تغيبت أختنا الكاتبة الثائرة د. مها النجار عن ملتقانا الحبيب لظروف ندعو الله أن تزول سريعا ذكرني غيابها بقصيدة كنت قد كتبتها لها في موقف مشابه صحبت فيه والدتها في رحلة علاج لألمانيا .. أخرجتها من ملفاتي لأهديها لها هنا من جديد :
[frame="12 80"]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أُختاهُ غِبتِ ، فليلنا ليلانِ=و نهارنا سِفْرٌ بلا عنوانِ
و الروضُ خاصمهُ الجمالُ ، كأنهُ=أضحى لنا رسماً بلا ألوانِ
يا لحظةَ الصدقِ التي أسْعَدْتِنَا=ببديعِ حرفٍ ساحرٍ فتّانِ
رَحَلَتْ قوافلُ عمرنا عبر المدى=و استعذبتْ بحراً بلا شطآنِ
رَحَلَتْ ، فلا قمرٌ يؤانسُ ليلها=في غربة الأوطان و الأزمانِ
رَحَلَتْ فلا عادَ الشراعُ لأرضِهِ=يوماً ، و لا شُلَّتْ يدُ الربّانِ
أين الصديقُ هناكَ ، هل صادفتِهِ=في وجه "برلينَ" العبوسِ الجاني
أين الأخوَّةُ و المحبةُ حينما =فتّشتِ عنها في ربا الألمانِ
و الجارُ ، أين حقوقهُ ، هل صانها=بشرٌ ، كَنَصِّ المنهجِ القرآني
أنتِ الجمالُ الصِرفُ فاح أريجُهُ=لتغارَ منهُ حدائقُ الريْحانِ
و لقد سألتكِ و السكونُ يلفنا=و الصمتُ معقودٌ بطرْفِ لساني
كيف الرحيل إلى بلادٍ ما بها=غيرُ الجمودِ و هيئةُ الإنسانِ
لا روح في جنباتها رغم الضيا=تلقينَهُ بضّاً بكلِّ مكانِ
هل مثلُ ماء النيلِ ماءٌ ذُقتِهِ=هل مثل هذا الكوثرِ الربّاني ؟
و الشمسُ ، هل أدركتِ شمساً كالتي=سَطَعَتْ بمصرَ كأنّها شمسانِ
و البدرُ، هل سامرتِ بدراً مثلما=سامرتِهِ في ليلنا النوراني
فبكيتِ من هولِ السؤالِ بأدمعٍ=تجري على الخدين كالطوفانِ
يا شاعري : يكفيك ذبحاً ، هكذا=قد قلتِ لي ، دعني هناك أُعاني
ما كنتُ أهجرُ موطني بإرادتي=إلا لظرفٍ قاهرٍ أعياني
أمي هناك مريضةٌ ، و فديتها=بالبعد عن وطني و عن خِلاّني
فادعُ الإلهَ لها شفاءً عاجلاً=و بُعيدها سأعودُ للاوطانِ[/poem][/frame]
تعليق